الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاصل بين سقوط النظام والنظام الجديد

ميس اومازيغ

2011 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية




ان المتامل في اوظاع الحياة السياسية في الأقطار التي عرفت ثورات شعوبها وادت الى اسقاط انظمتها, اوتلك التي ما تزال الثورات على اشدها من اجل نفس الغاية بشمال افريقيا والشرق الأوسط ,لابد سيلاحظ مدى ما يساور المواطن من خوف من المستقبل. أي لما بعد سقوط النظام. وذلك راجع الى ان هذه الحركات الغاضبة المواجهة للأنظمة المذكورة, لم تاتي عن دافع بناء جديد على اساس بديل محدد .مما يزيل عنها صفة الثورات بمفهوم البديل ويجعل من الصحيح نعتها بانتفاظات.او ثورات بمعايير زمانها والغير المسبوق العمل بها. بدا بعظها سلميا كما انتهى سلميا. وبدا بعظها سلميا وانتهى مسلحا .بعد ان ووحه بما لم يستطع الصبر عنه من اعمال القتل والأغتيال للمواطنين ,من قبل اذرع النظام المتمثلة في اجهزة الأمن والجيش. الى جانب ما اطلق عليه البلطجية .هؤلاء الذين غالبا ما يكونون من افراد جهاز الأمن بالزي المدني.هذا الخوف من المستقبل يعود في اعتقادي الى اسباب منها:
الفجائيــــــــــــة
لقد هبت رياح هذه الثورات الجديدة فجأة في القطرين التونسي والمصري على الخصوص ,في وقت لم يكن في حسبا ن النظام ولا الهيآة السياسية المتواجدة على الساحة. أي المعترف بها والغير معترف بها ان الشعب سينفجر مطالبا بهدم البيت النظامي من الأساس .لأسباب عديدة منها كون من ذكر قصيري النضر قليلي الألمام بمستجدات مجريات امور الشعب ان لم اقل انعدامه ,بحيث طغى اهتمامهم بمصالحهم الخاصة لدرجة النظر الى المواطن على انه مجرد رعية واداة لخدمة هذه المصالح وحمايتها. بل حتى تنمية ما يجب منها .وكثيرا ما يعمد النظام الى اصطناع بؤر توتر داخليا او خارجيا بهدف امتصاص الغضب الشعبي ان لوحظ. او حمل افراد هذا الشعب على تقبل مزيد من الضغوط النفسية الناتجة عن اقبال النظام على اثقال كاهله بمزيد من تكلفة الحياة اليومية ,من مصاريف او واجبات هو في غنى عنها .الى جانب هذين القطرين لوحظ في غيرهما ابتداءا من ليبيا ادعاء رموز النظام وازلامه صفة ألأستثناء والتميز عنهما ,وان كان المصير هو نفس مصير النظامين السابقين .بحيث ان الثورة في أي بلد من هذه البلدان بألأقطار المذكورة انما تعود لأسباب يشترك فيها الكل, حتى تلكم التي على الطريق وان طال امد مراوغات النظام.
راهنية التنظيم وصراعات المرحلة
بما ان انتفاظات الشعوب التي عرفتها سنة 2011 اطلق شرارتها شباب غير منظوي تحت يافطة هيئة سياسية واحدة .يجمعهم النظال من اجل تحقيق اهداف محددة مستقات من مبادء وادبيات خاصة بها. او عدة هيآت تم الأتفاق والتوافق بينها مسبقا على البديل للنظام المراد اسقاطه ,وانما انطلقت على يد شباب غير ممارس للسياسة على ارض الواقع اصلا في غالبيته, وتمكن من استقطاب بعض الممارسين من هيآت سياسية بذاتها وافراد فظلوا ان تكون لهم يد في الثورة الى جانبهم .كما هو الأمر بشان شبيبات بعض الأحزاب وان كانت مشاركة في حكومة النظام الخصم. مما حتم نوعا من التدافع بين هذا الشباب الغير ممارس والعارف بخفايا امورالبلد بالشكل الذي اذهل الأنظمة والهيآت السياية القائمة.هذا التدافع الذي ما كان الا لينتهي وفق رغبة هذا الشباب .حيث انه استطاع حمل الممارس الذي اختار ان ينتفظ الى جانبه على قبول النضال تحت يافطة الأستقلال مؤقتا, والقبول بالجميع مع الأتفاق والتوافق على المطالب والتدرج في رفع سقفها ان اقتضى الحال ذلك ,الى حد المطالبة باسقاط النظام ,وترك التدافع المحدد للنظام الجديد الى مابعد تحقيق الهدف المأمول من الأنتفاظة او الثورة الجديدة ,مع ضرورة الأتفاق مسبقا على وجوب التخلص من كل اساليب النظام المطاح به ,واعتماد الأساليب الديموقراطية في ألأختيار. ليكون الأحتكام بناءا على ذلك الى صناديق الأقتراع .بانتخابات شفافة وان اخرجة عفاريت من قمقمها. ما دام ان المفروض على الأطراف المهتمة والمعنية الأذعان لنتائجها.
سقوط النظام وانفراط العقد:
بالرجوع الى الأوظاع السياسية وغيرها السائدة اثناء تصريف النظام السابق لشؤون الشعب ,يلاحظ ويتبن انها لا تخرج عن كونها تسودها الميوعة والفساد بكل المقاييس السلبية .اذ الفساد واليوعة هي الصفة المحدد ة والمميزة لهذا النظام وفي كل المجالات .ولن اكون مبالغا ان لم استثن حتى المهن الحرة والحرف .اذ الغش وانعدام ايلاء المسؤولية الواجب الذي تقتضيه لدرجة ادت الى نفور المواطن من اخيه المواطن ,واستباق استنتاج سوء النية من قبله .فكان الكل يسبح في نفس البركة النتنة وان استثني بعض الهيآت والنقابات باقترابها من الشعب في خطابها وان شكليا ذرا للرماد في العيون, مادام ان الغاية من قبول النظام السماح لها بالوجود. هو التخفيف من الضغوط النفسية للمواطنين. بواسطة خطاباتها الجماهيرية التي ينساها ملقيها بمجرد ان ينفظ عنه الجمع ,كما هو حال احزاب المعارضة وممثلي النقابات المهنية والعمالية .هؤلاء الذين يطالبون من قبل النظام للتفاوض عند الأقتظاء, ليسايروه في الحلول التي يقترحها هو, بعد ان يقوموا بتمثيل ادوارنظالية في مسرحيات من انتاجهم ,تحمل العامل الممثل من قبلها على ألأعتقاد بجديتها في تحمل المسؤولية. في حين ان ممثلها يعلم مسبقا انه كلما صرخ وعلى صوته انما يومأ الى المسؤولين في الميدان, ان ثمن اسكاته وبالتالي اسكات الكثلة التي يمثلها بحملها على قبول الحلول السلطوية, والتي لن ترقى ابدا الى تلبية مطالبها لن يكون زهيدا .فاما غلافا منتفخا او فيلا في حي راق مع رخصة لأستغلال ما مدر لمال وفير.اما الهيآت السياسية الفاعلة على الساحة من اقصى يمينها الى اقصى يسارها, ما هي الا مجرد كراكيز ودكاكين انتخابية. معظمها حشر انفه في العمل الحزبي لمجرد الحصول على نصيب من الأموال التي يمنحها النظام لها عندما يقتضي الأمر استعمالها لقضاء مآربه .سيما اطالة امده وظما ن بقائه بتسخيرها للمشاركة في انتخابات معروفة النتائج مسبقا. دون نسيان السياسيين الممارسين وغير الممارسين المنفيين ان طوعا او كرها. هؤلاء الذين يعاب عليهم بصرف النضر عن حسن نيتهم او سوئها فيما يدعونه من كونهم يناظلون من اجل اسعاد الشعب الذي ينتمون اليه, انهم لطول المدة التي تفصل بينهم وبين مواطنيهم بشان مسايرة ومعايشة الأحداث والوقائع والتطورات التي تعرفها اوظاع هذا الشعب, يجعل كثيرا من الحقائق تغيب عنهم .سيما اختلاف الرأي والأختيارات باولوياتها بين الأجيال المتعاقبة. لتجدهم مثل ذلكم المحام الذي يتقدم بفوعات مؤسسة على نصوص قانونية سبق تعديها او الغاؤها ,وما كان بذلك عالما لعدم مسايرته الجديد في ميدانه .الى جانب اهمال هذه الهيآت السياسية والنقابات للدور الرئيس والفعال الظامن لبقائها ونجاحها شعبيا, الا وهو ذلكم الدور المتمثل في التاطير. بحيث ان ممثليها لا يكلفون انفسهم عناء الظهور والأقتراب من الجماهير الشعبية الا بعد حصولهم على الضوء الأخضر من الحاكم .ولا يكون ذلك الا اثناء الحملات الأنتخابية, ليوزعوا على المواطنين الذين معظمهم اميين لا يقرؤون اوراقا ببرامج لا يجد فيها المهتم ما يميزها على غيرها, والتي لهيآت اخرى في نفس البلد, ليبقى الفرق فقط في فن الخطابة وكيفية اعداد منصتها وكذا ثمن شراء صوت المواطن المغلوب على امره.
نتائج سحب الثقة من الأحزاب وميل كفة ألأسلاميين:
ان نتيجة الفساد والميوعة العامة الماسة بكرامة المواطن والسالبة لحريته وادراكه ان كل مؤسسات النظام لا تختلف عن مؤسسات المستعمر الأجنبي, وان كان هذا الأخير في كثير من سلوكاته لا يرقى الى فظاعة ما يعانيه المواطن من نظام من ابناء جلدته, كانت هي سحب الثقة من كل من يدعي العمل من اجل اسعاده .ولما كانت الهيآت السياسية ا لفاعلة على الساحة لا تخرج عن كونها جماعات مصلحية, انتهازية ,وصولية, عائلية او قبلية في معظمها ,حتى انها لا ترى للتأطير من وجوب اذ الخبر والمعلومة تاتي من اعلى الى اسفل ولا مجال فيها للحديث عن الديموقراطية الا كلاما ينطق به اللسان. وحيث ان زمن البناء الجديد لا يسمح للشباب الغير الممارس المفجر للثورة تنظيم نفسه في هية سياسية مناوئة للموجود ومنافس له. فتح الباب اما م تدافع الموجود الضعيف المسحوب الثقة منه لما راكمه من سلبيات ,وتتمدد الجماعات الد ينية واعني بها الأسلامية, فتمطط ايديها وارجلها ,بعد ان استطاعت استقطاب الدهماء, اعتمادا على المتوفر لها من مقرات حزبية ,المساجد والكتاتيب القرآنية التي لا يخلو حي سكني واحد منها. الى جانب التعاطف الذي تناله مما تقدم عليه في سبيل ألأهتمام بالضعفاء والمحرومن من مآوي خيرية. كدور العجزة وموائد الأفطار الرمضانية. واعتماد الخطب الرنانة بالضرب على الأوتار الحساسة للمواطن. مما تفتحه له من آمال بالسعادة, ان لم تكن على الأرض ففي السماء. جعلها كل ذلك ترفع رايتها عاليا معلنة احقيتها في ادارة شؤون الشعب, ويبقى الممارس للسياسة وغير الممارس لها من العلمانيين الديموقراطيين الحداثيين في موقف الصراخ والأعلان عن الوجود .بعد ان فرطوا في التبليغ والتنوير والتاطير بالشكل الذي ما كان الا ليجعل منهم اليوم وبعد ان فتح باب ولوجهم مكاتب المسؤولية ودوائرها جنود الصف الأمامي عن جدارة واستحقاق. هذا الصراخ ما كانت له من نتائج الا محاولات تلطيف الأجواء من قبل الأسلاميين ولو بخطابات على الأقل مفادها قبول الأخر. في الوقت الذي يضعون فيه بندا في الدستور وبالحروف الغليظة(دين الدولة هو الأسلام. والأسلام مصدر اساسي للتشريع).
صفة الفاصل موضوع العنوان:
ان التدافع السياسي وفق الملاحظ بناءا على الأرهاصات والملامح البارزة على الساحاة السياسية في اقطارنا الثائرة, لن تفرز بعد اسقاط النظام الا كيانات سياسية مهمتها الأساس والرئيس المحافظة على اركان الدولة قائمة. بترميم ما يجب ترميمه ,واعادة بناء ما يستوجب ذلك كالسلطة السياسية .غير ان هذه لن تكون الا سلطة بمسؤوليات يطغى عليها الحذر, ويشتد كلما ابان شباب الثورة عن اصرارهم في المراقبة والتتبع .ولن يتم الأنتقال الى نظام جديد من شانه تحقيق اعداف الثورة الا بعد زمان قد يطول وقد يقصر امد الصراع من اجله, حسبما تسمح به البرامج التنموية .ان في جانبها التربوي او المواطني. وتحديدا البرامج التربوية والتعليمية. لتكون بذلك هذه الكيانات مجرد فاصل بين النظام القديم والجديد بعد التخلص من ثقافة القديم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الربيع العربي واشكالية المرحله
د-عامرعبد زيد ( 2011 / 11 / 17 - 17:11 )
المقالة محاوله مثمره في رصد توصيف التحول هل هو ثورة ام انتفاضة بالتالي فان الامر لايقوم على تغير النظام بل تغير راس النظام والطائفة المهيمنة هذه هي الرسالة التي جاءت بها المقاله
هناك الكثير من ملامح المشهد لم تشر اليها المقاله منها
1- هناك جيل جديد وصل به الحد الى حالة من الغليان ويريد التغير وليس التدمير لهذا يحاول ان يقيم تحالف جماهيري يجتمع على كلمة وشعار مشترك من اجل ازالة النظام باعتماد الرهان الدمقراطي وهذا يختلف عن رهان الثورة باطاره الستيني القائم على العنف الثوري بمعنى ان التحولات الجديدة تنتمي الى الخيار الديمقراطي وليس الخطابات الشمولية المعتمد ةاللتغير الجذري .
2- ان التحول الجديد يقوم على ادراك الحاجه الى مجتمع تواصلي حواري يريد تقديم حلول ليس هدفه السلطة وهذا امر مختلف عن الخطابات الستينية التي غايتها السيطرة على السلطة عبر العنف .
3- ان التحول الثالث ان الجماهير تريد التحول القائم على التنوع المنطلق من الواقع ول.


2 - رد الى المحترم د:عامر عبد زيد
ميس اومازيغ ( 2011 / 11 / 18 - 08:37 )
الدكتور عامر المحترم تقبل تحياتي وشكرا جزيلا على مرورك مع اعتذاري عن عدم الرد في ابانه لضروف خاصة/حقا يا رجل ان ما اورته في تعليقك هو صميم موضوع مقالتي فقد حاولت التمييز بين الثورة والأنتفاظة وانتهيت الى وصفها ثورة بمعايير زمانها لم يسبق ان عرفت سابقا كما اشرت الى غير ذلك مما اوردته في نجاح الشباب الغير ممارس للسياسة تحت مظلة اي حزب متواجد على الساحة في جمع كلمة الجميع والأتفاق والتوافق على كلمة سواء فيما يتعلق بالمطالب هذه التي كانت منذ بدايتها تظم مطالب هي في ذلتها قنابل موقوته كالمطالبة بمحاكمة الفاسدين لأن النظام لن يستيطعالأستجابة ما دام ان المطلوب محاكمتهم هم رموزه وبالتالي كان من الطبيعي ان يعلو سقفها للمطالبة بسقوطه.
طبعا اوردت ايضا ان البديل لم يكن مفكرا فيه بقدر ما اختير اسقاط النظام الفاسد ليترك الباب مشرعا للنخبة بعد ان وظعت امامها خارطة الطريق في اختيار البديل ولكن على اساس الديموقراطية الحقة. غير ان ترسبات الماظي لن تجعل من السهل الأنتقال الى النظام المرجو مباشرة بعد الهدم اذ ليس من الهين تغيير العقليات سيما فيما يتعلق بأدوات النظام السابق من احزاب ومثقفيه مما قد ..يتبع


3 - تابع الى الدكتور عامر
ميس اومازيغ ( 2011 / 11 / 18 - 08:49 )
قلت الأمرالذي سوف يتطلب وقتا قد يطول او يقصر بالنضر الى مدى اصرار والحاح شباب الثورة على المراقبة والتتبع سيما اذا انتبهت الى ضرورة تكوين احزاب جديدة تساير عقليتها هذه التي لم يسمح قصر الوقت في ظهورها مباشرة بعد اسقاط النظام اذ ان اي حزب كيفا كانت توجهاته ومبادئه لن يثمر ولن يستطيع البقاء واداء رسالته دون الأعتماد على التاطير وهذا لم يتأتى ايضا لشباب الثورة.
ما يجب ملاحظته يا دكتور هو انه من المستحيل بعد اسقاط النظام الرجوع الى الوراء اذ ان اي مسؤول بعد ذلك حتى وان كانت تسري في شرايينه دما ء اليكتاتورية السابقة فانه بحكم ما جرى لغيره فسوف ياخذ من ذلك العبر مما يجعله يكون حذرا جدا في تصريف مسؤولياته لا سيما كما قلت اذا توفرت المراقبة والتتبع عن قرب وبالروح التي انتجت الثورة.
تقبل تحياتي يا دكتور والى فرصة اخرى

اخر الافلام

.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا


.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ




.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت


.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا




.. إلى ماذا تؤشر عمليات المقاومة في رفح مستقبلا؟