الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر والبرلمان

محمود خليفة جودة
كاتب وباحث

(Mahmoud El Siely)

2011 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


تأتى الانتخابات البرلمانية المصرية القادمة والتى تبدأ المرحلة الأولى منها فى الثامن والعشرين من الشهر الجارى, فى ظل أوضاع وظروف فريدة من نوعها بكل المقاييس والمعايير, لعل أهم ما يثير انتباهى كمواطن عادى هذا الكم الهائل من المرشحين والجذب والشد الذى يحدث هنا وهناك , والحديث عن مصر الاسلامية التى يحكمها الاخوان , من الوهلة الأولى اكتشفت حقيقة مفادها لن تحصل قوى ايا كانت فى تنظيمها وشعبيتها وشعاراتها على الأغلبية , فشعب مصر الذى عرف دوما بتنوعة وتشعب أفكار ابناءه, لا يمكن ان يعطى الأغلبية المطلقة لفريق بعينه , بل ستكون هناك أكثرية على الارجح هى أخوانية , لست قلقاً فالشعب المصرى فطن بطبيعته قادر على الاختيار المناسب ومدرك من هو الأفضل, فعندما أطلق العنان لأذنى لتسمع كلام البسطاء من ابناء هذا الشعب , أدرك مدى الوعى لدى هؤلاء الأفراد, لا يمكننا أن ننظر إلى العهد الباءت لنحكم على سلوك شعباً فى العملية الانتخابية, فما كان يجرى فى الماضى كان وبكل وضوح تزويرا وتلعبا بإرادة الناخبين ولكن اليوم فى ظل مصر ما بعد الثورة الكل مدرك أن لصوته قيمة, وأنه سيذهب لمن صوت له,فلن يُخدع هذا الشعب بتلك والوعد الزائفة أو تلك الشعارات الرنانة التى يطلقها البعض هنا وهناك , أذكر منها الآن على وجة الخصوص شعارات الأخوان التى تتلاعب بعواطف المواطن, فقد كنت مسافرا فى الأسبوع الماضى إلى قريتى, وفى الاتوبيس دار حورا بين الركاب فخرج علينا أحد الركب بعبارة اخترقت أذنى عندما ردا على قول البعض بأنهم لن يصوتوا للأخوان قائلاً" اتحاربون الدين والاسلام", لم اتمسك فقد اصابنى بحالة من الدهشة ما سمعت قلت له من قال لك ذلك من ضحك عليك بمثل هذا الكلام هل الكل كافرون والأخوان هم وحدهم المؤمنين! هل أخذوا تفويض من الله بذلك ونحن لا نعلم ! فماذا عن السلفيين وحزب الوسط والجماعة الاسلامية إليس هؤلاء مؤمنين ! علامات تعجب كثيرة واستغراب كيف للأخوان ان يجعلوا لأنفسهم سلطان على اختيار المواطنين ........ لقد سئمت من كل القوى والتيارات الموجودة على الساحة المصرية حقاً فقد صدق جلال عامر حين قال " كان يحكمنا أصحاب المعالى واليوم يحكمنا أصحاب السوابق فمتى يحكمنا من هو من ابناء هذا الشعب" , الكل يبحث عن السلطة, رافعا شعار السلطة أولا ثم مصر فيما بعد, هذا ليس معلن ولكن تلك هى الحقيقة, فمتى تكون مصلحة الوطن هى البداية والنهاية !, هذا لا يعنى على الاطلاق التشكيك فى كل المرشحين بل هناك أشخاص لا يمكن لاحد منا ان ينتقص من وطنيتهم واخلاصهم لهذا الوطن, أخر ما أقول بنى وطنى أن العالم ينظر والتاريخ سيجل اختيارنا وسلوكنا اثناء الانتخابات , فلنكن على قدر المسؤلية , ولنصنع بأيدينا تاريخا مشرفا لجيلنا وللأجيال القادمة, حفظ الله أرض الكنانة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو