الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهيئة الميزان الاستراتيجي في المنطقة

عماد صلاح الدين

2011 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


تهيئة الميزان الاستراتيجي في المنطقة
عماد صلاح الدين
المنطقة العربية تخضع في مسألة القيادة والريادة الحضارية أو العكس من ذلك لميزان الهي استراتيجي دقيق جدا. هذه المنطقة مكلفة بحمل الرسالة العالمية ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) تكليف قد يستشف منه التشريف ابتداء، لكن المسألة غير ذلك، إنها مسؤولية ومساءلة في نهاية المطاف؛ دنيويا ودينيا.
المسألة الإستراتيجية الدقيقة هاهنا نجد تفسيرها في مقولة عمر بن الخطاب الشهيرة(نحن قوم أعزنا الله بالإسلام)، والمعنى السياسي الميداني على الأرض لهذه المقولة: أن عزنا بالإسلام فوق العادة، وذلنا بدون الإسلام خارج العادة والتصور أيضا.
ولا شك أن تجارب العرب قبل الإسلام ومع الإسلام وحين تخلوا عن الإسلام واضحة وموثقة، ولا تحتاج إلى استنتاج ولا استقراء؛ فنظرة يسيرة على تاريخ هذه المنطقة وشعوبها قديما وحديثا من حيث انتصاراتها أو انتكاساتها وهزائمها في جدلية العلاقة مع الإسلام توضح ذلك وتجليه.
والإسلام الذي تنهض به الأمة هو الإسلام الحق ولا غير ذلك من دعوات ومشاريع المذهبية والطائفية القائمة اليوم في إيران ومع حزب الله في لبنان أو غيرها مكان.
لقد اثبت حراك الثورات العربية حقيقية هذه المشروعات المذهبية المؤيدة لثورة في مواجهة استبداد والواقفة بالضد في ألان ذاته في مواجهة ثورة أو ثورات أخرى، تريد الانعتاق من ظلم الاستبداد والطغيان، لأجل مصالح تتعلق بمشروع الطائفة والمذهب.
لكن على أي حال، وفي خضم ما هو قائم في المنطقة العربية وبالتحديد في فلسطين المحتلة من مشروع صهيوني إحلالي، ومن مشاريع نظم الاستبداد والمذهبية والمصلحية وغيرها في مواجهة البنية السليمة التي تمثل المشروع الإسلامي الحقيقي المستقبلي، التي نجد أساسا منها قائما في قطاع غزة اليوم، وفي هذا الحراك المبارك لجماهير الأمة المسلمة العربية في غير دولة عربية في المشرق والمغرب العربي، نستطيع القول بمنطق الاستقراء والاستشراف، أن المستقبل القريب سيشهد حالة من التدافع والاحتراب على مستوى الإقليم وبمشاركة أطراف أمريكية وغربية، ليتهيأ المشهد للمشروع الإسلامي الحق خصوصا في عمقه الأهم في مصر حاضرة العالم الإسلامي مع الفوز المتوقع هناك للإخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة والنواب، وكذلك في تونس حزب النهضة الذي فاز في الانتخابات التشريعية مؤخرا، ليكون هذا المشهد بعيدا عن الاستنزاف والتدمير في غمرة التدافع الحربي القادم.
إن دعوة الإسلام الخاتمة على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن لتلاقي النجاح وان كانت مؤيدة بهدي الوحي، لو أن هذه الدعوة جاءت قبل مئتي عام من وقت نزولها الفعلي؛ لقد هيأ الله عز وجل الظروف وأمر الدول الحاكمة والمسيطرة في ذلك الوقت والمتمثلة بإمبراطوريتي الروم وفارس، لتكونا على حالة من التراجع والضعف والمشارفة على السقوط في الفترة التي انطلقت فيها صيحة الإسلام ودعوته الخالدة.
نسأل الله عز وجل مع هذا الحراك الإسلامي والإنساني القائم في المنطقة العربية هذه الأيام، أن يكون التدافع الإقليمي الحربي في المنطقة مع الكيان الصهيوني والوجود الغربي وعلى رأسه أمريكا في المنطقة العربية الإسلامية مستقبلا، مقدمة أساسية وجوهرية لتهالك هذه القوى الاستعمارية والاحلالية الاستيطانية، وان يكون كذلك سبيلا لمنع الدعوات والمشروعات المذهبية المشوهة من الانتشار والانتصار، وان يساهم الوضع الجديد في المنطقة العربية الإسلامية لبزوغ القوى الإسلامية الحقة التي تهتدي بهدي الرسالة الرحمانية العالمية في فلسطين ومصر وتونس وغير مكان في عالم العرب والإسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لاأصدق
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 11 / 17 - 13:07 )
لاأصدق عيني هل أنا على صفحة للإخوان المسلمين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ العمى

اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ