الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر الوطني النهضوي وآفاقه المستقبلية - بين - مرحلتين -6-

حزب النهضة الوطني الديمقراطي في سوريا

2004 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


المجتمع المدني ثمرة النهضة الوطنية المعاصرة
تعتبر التشريعات المدنية بشكل عام أداة مهمة للنهوض بالمجتمعات النامية والمتطورة على حد سواء،وفي مختلف حقول المعرفة،والإنتاج،والإبداع. فالتوظيف المدني للفكر النهضوي المعاصر هو السبيل الرئيسي لانتاج ثقافة المجتمع المدني وبالتالي هو ثمرة من ثمرات الارتقاء بمعايير الفكر النهضوي انسانياً , وتوظيفه في خدمة المجتمع الانساني وبالحضارة الإنسانية عامةً .
ومع بروز المشكلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتربوية والبيئية تتزايد الحاجة الملحة إلى توظيف الامكانات المحلية لمعالجة القصور والخلل الناجم عن تراكم هذه المشكلات , وايجاد الحلول العلمية لها,حيث تأتي هذه الحلول عبر خطط وبرامج علمية تتناول الحد من التزايد السكاني،ورسم خطط علمية طويلة الأمد لمحاربة البطالة،والأمية،والفقر،والجوع،والتصحر،والمخدرات،وتلوث البيئة وغيرها . وهذا كله يعتمد اعتماداً كبيراً على سن قوانين وضعية , وتشريعات مدنية للتصدي لمثل هذه الظواهر الفتاكة .
إن هدر الإمكانات العربية الكبيرة في السابق دون جدوى ,أدى إلى فشل جميع خطط التنمية الشاملة التي لم تجد للفرد المواطن الارضية المتينة التي يقف عليها في مواصلته لظروف حياته القاسية , علاوة على النزيف الحاد للمجتمعات العربية في هجرة الاف الأدمغة العربية التي تستقر الآن في الخارج .
لذا يولي الفكر النهضوي المعاصر أهمية استثنائية لمقولات التنمية البشرية المستدامة التي تشكل المدخل الموثوق لا بل الوحيد القادر على تطوير موارد الوطنية في جميع المجالات.وهناك تجارب ناجحة في هذا المجال قامت بها اليابان،والنمور الآسيوية،والدول الاسكندينافية،وكندا،والصين وكثير من الدول الأوروبية والأميركية وتتلخص في تنمية الطاقات البشرية المحلية ( الوطنية ) والمادية في آن واحد .
لا بد إذن من إعادة نظر جذرية في مقولات التنمية التي تشجع على الاستهلاك وتهمل تنمية الطاقات البشرية،في حين تولي فلسفة التنمية في الدول المتطورة أهمية قصوى لبناء الإنسان المبدع لأنه الرأسمال الأكبر في جميع المجالات . فشدد الفكر النهضوي المعاصر على تلبية حاجات الإنسان الفرد الذي يشكل الرأسمال الاجتماعي الثابت والدائم في جميع مشاريع النهضة .
وللحديث عن المجتمع المدني أنه ثمرة جهد فكري نهضوي معاصر ,حديث يبوء بالكثير, فالمجتمع السياسي العربي لم يكن مجتمعاً مدنياً بالتعبير العلمي القانوني الاكاديمي , لإنه كان مجتمعاً يتسم بالطابع الثوري العسكرتاري غير المستقر , لذا لم تكن للثقافة المدنية المجتمعية جذراً واضحاً أو قائماً في الثقافة ( السيوسياسية ) العربية , فمن هنا كان لدور النهضة المعاصرة , وفكرها الوطني الحداثوي منطلقاً ثقافياً في رسم مرحلة تاريخية جديدة تبدو فيها السمة الأساسية للتاريخ العالمي وكأنها وليدة سيرورته المتسارعة منذ العقد الاخير للقرن العشرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاحب السمو أمير البلاد يستقبل الشيخ أحمد العبدالله والوزراء


.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????




.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24


.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو




.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات