الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محظورات الفيس بوك .. مثقفون بمستوى جهلة !!

اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)

2011 / 11 / 18
حقوق الانسان


الفيس بوك ساحة واسعة ينزل فيها الجميع ، فتكشف سلوكياتهم ومنشوراتهم فيها عن وجوههم الحقيقية ومعادنهم وأفكارهم وأخلاقهم ومستوياتهم الثقافية.
ولا نعد ما نكتبه هنا اليوم تدخلاً شخصياً في أمور شخصية وجدناها في تلك الساحة المزدحمة ، لاسيما إذا تعلق الامر بالمثقفين والشخصيات العامة المعروفة كالإعلاميين والكتاب بل حتى مربيي الأجيال ونقصد الأساتذة الجامعيين .. فالإعلامي اوالكاتب ينتقد السلطة والوضع العام ويرشد المجتمع الى السلوكيات الصائبة ، فكيف لاينتقد نفسه أولاً ويصلحها قبل أن يطالب بإصلاح المجتمع وتشخيص عيوب الحكومات ؟!
كذلك لاتقتصر وظيفة الأساتذة الجامعيين على تعليم الطلبة فقط وإنما تربيتهم ، فكيف بمَن يرشد الناس ويربي الجيل أن يسمح لنفسه بارتكاب أخطاء سلوكية تهز من صورته أمام الآخرين لاسيما طلبته .
نقول هذا ونحن نرصد بعض الحالات التي تمثل مأخذاً على بعض المنتمين الى النخبة المثقفة اوالمحسوبين عليها :

ـ يثير بعض الإعلاميين والكتاب النعرات العِرقية والطائفية من خلال نشرهم وبشكل مستمر نكاتاً تستهدف بعض القوميات والطوائف ، ويتتبعون عثرات أفراد او فئات من هذه القومية اوتلك الطائفة ، وينشرونها في صفحاتهم ، ليقوم أصدقاؤهم بالتعليق بكلمات وجمل تعبر عن تأييدهم لمرض الاستهزاء بالغير مبررين ذلك بأنهم يضحكون لمجرد الضحك وإن على الآخر أن يتمتع بروح رياضية !!
هنا يبرز سؤال .. هل يتعامل ناشرو النكت المعيبة ومؤيدوهم ، بروح رياضية إذا كانت النكتة تستهدف أشخاصهم ؟! وهل نفدت النكات العادية حتى لايحلو الضحك إلاّ مع النكت التي تسخر من هذا الشعب او تلك الطائفة ؟!
بل أليست نكتة تثير السخرية أن ينزل أولئك الإعلاميون والكتاب الى مستوى الجهلة في حين ينبغي لهم أن يقوموا هم برفع الجهلة الى مستوى الوعي .

ـ يحول بعض الإعلاميين اوالكتاب اوالأدباء اوالأساتذة الجامعيين أنفسهم الى أضحوكة وموضوع شبهة حين نجدهم يعلقون بكلمات تملق وشهوة على صورة امرأة جميلة ( غير محتشمة غالباً ) ، يطلبون ودها وهُم لايعرفون شيئاً عنها سوى اسم وصورة ، والأدهى إذا كان صاحب الصفحة رجلاً متخفياً وراء اسم وصورة امرأة ، بقصد نصب فخ للاهثين وراء المتعريات وشبه المتعريات لمجرد إشباع حاجة جسدية او سد نقص معين ، او حين يتواصلون مع صفحات غير لائقة تماماً مكرسة للصور والأفلام الأباحية . وقد يبررون تكالبهم على هذه الأمور على أنه حرية شخصية ، لكن هذه الحرية تكشف عن رخص رغباتهم وقد تفقدهم احترام الآخرين كزملائهم ومعجبيهم ، او تجعل زميلاتهم المحترمات يتخوفن من إضافتهم او يقمن بإلغاء صداقتهم . او حتى قد تطلب عائلاتهن منهن إلغاء زملائهن (أصحاب الشبهة ) من قوائمهن .
أليس الأفضل بأولئك أن يفتشوا عن معنى الحرية الشخصية التي تضمن احترام الذات ؟
ولماذا نخسر ثقة الأصدقاء والزملاء المحترمين من أجل أن ندخل التأريخ الفيسبوكي من أضعف أبوابه .؟

ـ يثير استغرابنا واستهجاننا أن يتبادل بعض الرجال مزحاً غير لائقة ، تظهر للملأ في الصفحات الرئيسة من الفيس بوك ، مما قد يخدش حياء النساء .. او حين ينشرون صوراً قد توحي بتعليقات غير لائقة ، وبالفعل تأتي التعليقات خادشة للحياء يباركها ناشرو الصور ويتفاعلون معها , والطامة حين يكون أولئك من الإعلاميين او الكتاب .. بعضهم في الضوء يكتب للوطن وينتقد واقع البلد والفساد وغياب الامن وضعف الخدمات ، وبعضهم حاصل على جوائز إعلامية !! بينما في ظلمة الفيس بوك ينشرون ماهو مخزٍ ، فيقللوا من قيمة ماكتبوه في الضوء!

ـ مختصر الكلام .. إن بعض المثقفين كشفوا من خلال سلوكياتهم ومنشوراتهم في الفيس بوك عن حقيقة واحدة ، وهي أنهم أميون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احترم الرأي الآخر ولكن ـ 1
أسماء محمد مصطفى ( 2011 / 11 / 20 - 10:57 )

الأخوة المعلقون
تحية طيبة
اتمنى على البعض أن لايعمد الى الاساءة الى شخص الكاتبة لمجرد إنها طرحت موضوعا يحمل وجهة نظر لاتنسجم مع وجهة نظره .
ارحب واحترم الرأي الآخر حتى لو تقاطع مع رأيي مائة بالمائة ، وقد استفيد منه ،وقد نتحاور فيؤثر رأيه في قناعاتي وربما يؤثر رأيي في قناعاته ، لكن لن اتقبل أي تعليق يتضمن تلميحات او تجاوزات غير حضارية تعكس الى أي مدى يمارس بعض القراء او الكتاب المتابعين سياسة القمع على افكارنا .
لست ممن يميلون الى حذف التعليقات المخالفة او المتقاطعة مع رأيي ، بل بالعكس وجود آراء مختلفة في الموضوع الواحد دليل على عافية الحوار بيننا ودلالة على عافية المقال المطروح، لكنني اضطر الى الحذف اذا حمل التعليق تلميحاً او اتهاماً الى شخص الكاتبة وبما ليس من أخلاقياتها. اتمنى على الاخوة التدقيق في المفردات التي يختارونها في تعليقاتهم ، لسبب مهم انني لم أذكر اسماء اشخاص اوأسأت اليهم بشكل شخصي ولم أقل افعلوا كذا ولاتفعلوا كذا ، انما ذكرت حالة عامة وجدتها تستحق الانتقاد ضمن الظواهر والحالات الكثيرة في مجتمعنا والتي اتناولها منذ سنين في مقالاتي التربوية والاجتماعية .


2 - احترم الرأي الآخر ولكن ـ2
أسماء محمد مصطفى ( 2011 / 11 / 20 - 11:50 )
لااحمل سيفا ولااتمنى ان تكون لدي سلطة اقمع بها الاخرين ، انا املك قلما وضميرا اطرح بهما رأيي بما أراه صائبا من وجهة نظري ، فإن رأى البعض أن وجهة نظري مخطوءة ، فليطرح رأيه بموضوعية بلا إساءات ، وساقابل اختلافه معي بكل تقدير واحترام لاسيما ان لاشيء شخصي في الموضوع ، بل تحدثت عن حالة عامة ومن حقي ان اكتب بحرية مادمت لم أسيء الى شخص معين بعينه ، لذا اتمنى احترام حرية الكاتب في اختيار مايكتب ولاداع ٍ للتلميح الى تعرض الكاتبة الى إحراج دفعها لكتابة هذا المقال ، فمسؤولية الاعلامي ان يستمع الى هموم الاخرين او شكاواهم من حالة ما فيكتب عنها ، ويشخص الاخطاء ، ولأقل هنا وفي الموضوع الذي اتناوله ، الاحراجات التي تتعرض لها بناتنا الى جانب التجريح الذي يصيب بعض المنتمين الى قوميات معنية بسبب عنصرية بعض المنتمين الى قوميات اخرى ، والمقال واضح ، فلاداع لتعليقات تتضمن امورا في خيالات خاصة ببعض المعلقين او تلميحا ما اوتشكيكا بنزاهة القلم اوقمعا مبطنا كأن البعض يريد ان يكتب الكتاب مقالات على مقاساتهم وتوجهاتهم . اعذروني للاطالة . شكرا لكم


3 - شكري الجزيل
احمد عبد العزيز ( 2011 / 12 / 4 - 15:51 )

طبعا شكري الجزيل الى الكاتبة المبدعة اسماء واني سبق وقريت المكتوب بس اللي لفت انتباهي اليوم قريت مكتوب بجريدة المشرق للكاتب العراقي فاروق الجنابي بعنوان (تعقيبا على حال الدنيا... محظورات الفيس بوك... مثقفون بمستوى جهلة) طبعا تحياتي للكاتب اللي حاجي عن اتجاه المثالية في ادوات السلوك في ظروف... و عن الاستفاقة من غفلة الطيش السلوكي... وعن مجتمعنا الذكوري الي فرضتة العادات والتقاليد...
لفت هذا الكاتب انتباهي بطريقة تأييده لمقالكم وطرحة للموضوع بأسلوب بناء ومتكامل وواسع بحيث نطه نكهة لمكتوبكم المتكامل على امل ان يتم تعميم مثل تلك المواضيع والتداول بيهة ومعالجتهه لتحديد مواضع الخلل بمجتمعنا من قبل الكتاب والمثقفيين العراقيين وبالتالي تسويقها بصورة مبسطة وواضحة للفرد العراقي.
شكرا الكم


4 - يسعدنا أن نجد شباباً بهذا الوعي
أسماء محمد مصطفى ( 2011 / 12 / 4 - 17:54 )
الأخ احمد
تحية احترام
نعم ، فعلاً ، لقد قمتُ بنشر مقالي هذا في عمودي الاسبوعي حال الدنيا في الجريدة ، ومن ثم قام الكاتب الأخ فاروق الجنابي بكتابة تعقيب عليه بمقال ، مشكوراً .
وانا من يشكرك اخي الكريم احمد ، ليس لانك أطريت على مقالي وعلى المقال الثاني الذي يمثل تعقيبا على الاول ، وانما لأنه يسعدنا ان نجد شبابا عراقيين بعمرك يتعاملون بهذا الوعي الاخلاقي مع الكلمة .
كما اتقدم بالشكر الى كل الأخوات والأخوة الذين قرأوا الموضوع وعلقوا عليه من خلال مواقعهم في الفيس بوك : عزيزة آيت سيد ، واسامة السعدي ، ومحمد جاري ، ولينا احمد
تحياتي

اخر الافلام

.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر


.. كل يوم - خالد أبو بكر: الغذاء ينفد والوقود يتضاءل -المجاعة س




.. المثلية الجنسية ما زالت من التابوهات في كرة القدم الألمانية