الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الشرق الاوسط بانتظار حرب الخليج الرابعة ؟

طلال سعيد يادكار

2011 / 11 / 19
الارهاب, الحرب والسلام


الضربة العسكرية المرتقبة للمنشآت النووية الايرانية من قبل اسرائيل أو أمريكا المدعومة عربيا خليجيا باتت شبه مؤكدة ! فبعد سنوات من التهديد والوعيد والعقوبات الاقتصادية والتي لم تجدي نفعا ولم توقف مطامح ايران في المضي قدما في برنامجها النووي , بل على العكس زادت اصرار ايران على الاستمرار في بناء وتطوير برنامجها النووي والذي تدعي ايران وتصر على انه سلمي ! مع ان التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بينت أن البرنامج فيه " بعد عسكري" !
فمن خلال قراءة سريعة للأحداث ومجريات الامور في الشرق الاوسط فيما يتعلق بحشد دولي واقليمي عربي وخليجي ضد ايران , تبين أن تلك الاحداث وتسارعها تشير ولو ظاهريا الى أن تلك الضربة الخيالية أصبحت قريبة من الواقع !

ولن تكون ايران محمية من تلك الضربة أو على الأقل من التهديدات , الا اذا اعلنت انها أصبحت نووية وانها دخلت الى النادي النووي حتى لو برأس نووي واحد, تفجره كتجربة وكدليل على صنعها أو امتلاكها للقنبلة ! وتلك التجربة ستكون ردعا نوويا كافيا في اخافة أية دولة كانت تنوي توجيه ضربة أو شن حرب عليها !
وحتى ذلك الحين فمسار الاحداث تشير الى أن ساعة الصفر قد اقتربت وأن الضربة الاستباقية قد جاءت أشراطها, ومنها :

- تهدئة النزاع بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي من خلال حل المشاكل العالقة بين الطرفين وأهمها كانت مشكلة الجندي الاسرائيلي الذي كان مختطفا من قبل الجانب الفلسطيني ومبادلته بالف أسير فلسطيني , وتلك المشكلة كانت العائق الاكبر أمام المفاوضات بين الجانبين ! فلم يعد هناك حديث عن التحرير بل عن حل الدولتين والاعتراف المتبادل بالدولتين ! وكذلك الاعتراف بفلسطين من قبل منظمة اليونسكو ومحاولة الحصول على اعتراف الامم المتحدة أيضا !

- توجيه عداء الشارع العربي وتعبئة مشاعر الكره ضد ايران بدلا من اسرائيل و تغيير الخطاب العربي الرسمي الموجه الى اسرائيل من الشدة الى اللين في مقابل الخطاب العربي الرسمي الموجه الى ايران والذي يشتد يوما بعد أخر! والتي بلغت من الشدة الى الحد الذي حث فيه العاهل السعودي الملك عبدالله الولايات المتحدة على " قطع رأس الأفعى" وبشن هجمات عسكرية لتدمير البرنامج النووي الايراني , وحسب تسريبات ويكيليكس ! ولم نعد نسمع من أغلب القنوات العربية الرسمية أو الفضائيات( العدو الصهيوني) بل نسمع ( العدو الفارسي أو الصفوي)!! ولم نعد نسمع من تلك القنوات الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ولا الاحتلال الأمريكي للعراق , بل نسمع الاحتلال الايراني للعراق !

- افتعال أزمات أو تضخيمها وتهويلها والتي تزيد من التوتر بين ايران ودول الخليج بصورة خاصة والدول العربية بصورة عامة كنظرية التدخل الايراني في البحرين من خلال دعم ومساندة البحرينيين ضد النظام ! و مؤامرة اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة ! ومزاعم التدخل الايراني في سوريا من خلال الحرس الثوري ومساندته للنظام السوري في قمع الانتفاضة الشعبية هناك !

- تحديث وزيادة الترسانة العسكرية لدول الخليج في الفترة الاخيرة من قبل الولايات المتحدة الامركية وخاصة ترسانة السعودية والتي بلغت صفقات الاسلحة الامريكية أكثر من 90 مليار دولار وعلى مدى السنوات المقبلة ! كما تخطط أمريكا في هذه الفترة بتزويد الامارات العربية المتحدة بقنابل خاصة ضد التحصينات وضد الانفاق ! هذا اضافة الى القواعد الامريكية في تلك الدول وخاصة في قطر حيث يتمركز فيها أكثر من 14 الف جندي أمريكي ! والعدد قابل للزيادة مع اقتراب موعد الانسحاب الامريكي من العراق !

- اصرار الرئيس الامريكي على موعد الانسحاب من العراق قبل نهاية العام الحالي , لكي تقلص رقعة المواجهة مع ايران وحصرها في جبهة دول الخليج ومياهها اذا ماحصلت أية مواجهة عسكرية مع ايران !

- اسرائيل بين فترة واخرى تقوم بمناورات عسكرية جوية لمحاكاة ضربات جوية لاهداف بعيدة ! واخر تلك التمرينات وأهمها كانت قبل أسابيع في ايطاليا وفي جزيرة سردينيا , حيث شاركت في العملية 14 طائرة اسرائيلية من نوع F-16 ! من الملاحظ ان العدد 14 هي نفس العدد من الطائرات التي قصفت المفاعل العراقي قبل ثلاثين سنة في 1981 في عملية أوبرا (Operation opera) والتي حققت هدفها ودون أن تخسر اسرائيل طائرة واحدة مع أنها حلقت في أجواء ثلاثة بلاد عربية ( الاردن-السعودية-العراق) ومسافة تزيد عن 1600 كم ذهابا و1600 كم ايابا ! تلك كانت قدرة اسرائيل قبل ثلاثين سنة ! فما هي قدراتها الان ؟

ان توجيه ضربة عسكرية الى المنشات النووية الايرانية ربما لن تكون السبب في اشعال الحرب في الخليج بل على العكس تماما , اشعال الحرب سيكون السبب في تدمير المنشات والبرنامج النووي الايراني ! وهذا ما تخطط له أمريكا مع حلفاءها في دول الخليج ! فهل تتحمل المنطقة حربا أخرى ؟ هل تتحمل الخليج حربا رابعة ؟ هل دول الخليج مستعدة على دفع الفاتورة هذه المرة ايضا ؟ مع الأخذ بالحسبان أنها لن تكون مالية فقط بل بشرية (خليجية) أيضا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح