الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لننهِ علاقاتنا

شاكر مجيد الشاهين

2011 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لننهِ علاقاتنا التشنجية من أجل أهدافنا المشتركة
ليس "ميناء مبارك" هو الدافع لكلماتي المتواضعة هذه رغم الحساسية التي يمثلها , ولست متحمساً اليوم فقط لبناء جسور التواصل بين أبناء البشرية جمعاء مع إعطاء الأهمية القصوى لما يدور في الساحات العلاقاتية بين أبناء منطقتنا التي يجب أن تكون قبلتنا في التعاون والتآزر غير المحدودين لأسباب كثيرة أهمها لأن أوطاننا , خيراتنا , قوانا العاملة , محط أنظار الطامعين بنا جميعاً متحينين الفرص من أجل إعادة واستمرار الاستحواذ علينا , وإنما كنت وسأبقى أعمل دون كلل من أجل رصّ الصفوف التي يراهن عليها الطامعون بنا استعمارياً أو قومياً ومن أجل الخلاص من هذا كان لزاماً أن تسود الإنسانية تصرفاتنا في الفكر والبناء والتعامل البيني الناجز .
ونتيجة لتصرف غير مسؤول تجاه بعضنا البعض تحولت المشاعر الى نوع من الرجوع الى مواقف تراثية تخلفية تملي علينا ما أنتجته الطرق السلبية في حل الإشكالات بين دولنا وشعوبنا .
وحتى لا يلومنا المسؤولون الرسميون خاصة في الكويت (في تساؤلنا) هل أن أخذ الثأر هذا هو حل للأزمات التي تنتاب الجو السياسي الكويتي , وهو قد يكون تصرفاً وتصريفاً عن حالات مأزومة في العلاقات التي تسود بين أطراف سياسية تخالف أعلى مراكز القرار السياسي في البلد الذي تداخلت فيه غايات متعددة نتمنى أن لا تبتعد عن مصلحة الكويت والكويتيين وأن التجاسر الثأري هذا لا نراه يحل أزمة ما سياسية أو غيرها , داخلية أو خارجية بل أنه لا يفضي إلا إلى اشتدادها بين الحين والآخر واتساعها خاصة بعد أن يبدي الشعب الكويتي رأيه في كيفية المعالجة للآثار السلبية التي ولدها غزو الكويت , وذلك عندما يركز على أن الفعل هذا لم يأت برغبة ابناء الشعب العراقي والذي قتل وشرد أبناؤه الذين لا يستسيغون محاربة إخوانهم وإنما الوسائل السلمية هي المعول عليها في التفاهم الأخوي وفق مبدأ الديمقراطية الذي أخذ يسري في الممارسات السياسية والفكرية والعملية لدى العراقيين بعد زوال العنت القسري والدكتاتوري , وكم نتمنى أن تكون الديمقراطية هي الماء النقي الذي تسبح به عقول الكويتيين سواءً ما يتعلق بأمورهم الداخلية أو ما له صلة مباشرة بعلاقاتهم مع العالم البعيد ودول الجوار بالأخص .
إن المسؤولية التاريخية ذات المساس بالجو العلاقاتي العراقي – الكويتي تقع على المخططين لأخذ الثأر , الحالة النفسية المأزومة إثر الغزو البربري أبان التسعينات وأرى انهم إنحرفوا كثيراً عن الهدف الحقيقي الذي يرمون إليه مما أدى وسيؤدي الى إنزلاقات خطيرة في الخط السياسي المعتمد الآن في تصرفات هي بالأساس غير متأتية عن بعد نظر ثاقب للواقع المعاش وللمستقبل الذي حسب ما أعتقد لم يدرك بعد المسؤولون في الكويت عمق التشابك والضرر والضرار الناتجين عنه .
إنه من غير الجائز ولا المسموح به هدر دماء الكويتيين والعراقيين التي سكبت جزافاً في معارك العنتريات المزيفة وإن هذا الجحود سيقود الى تبني مقدمات وأساسيات لإهراق دماء بريئة جديدة يمكن أن توظف في الدفاع عن كل من البلدين ضد عدوهما الحقيقي المشترك والآتي من جور الاستغلال الرأسمالي المتوحش الناصب فخاخه في كل زاوية خلافية بين البلدان المتجاورة ليس في منطقتنا فقط وإنما في كل ساحات الأطماع الرأسمالية البشعة , هنا تلزم الحاجة الى التكاتف بين بلدان منطقتنا التي تكمل رقعة الشطرنج الشرق أوسطية وما تدور بها من أحابيل تسلطية سواء المكشوفة منها أو المستورة بفعل تهاون وتهادن كثير من الأنظمة السياسية ذات العلاقة المبتسرة مع تشكيلة الاستغلال الوحشي طيلة قرون من الزمن .
لقد باتت الحاجة ملحة بعد تجرع الشعبين العراقي والكويتي ويلات ذلك الاعتداء اللئيم أن يُعمل العقل السياسي بنشاط على مقاربات وتوجهات جديدة هي أقرب ما تكون لمصلحة البلدين المتجاورين , لمصلحة الشعبين اللذين نساهما القرار الكويتي بأنهما جزءان متممان لمجتمع بشري قائم على الود والمحبة حيث التزاوج الذي امتزج من خلاله الدم العراقي بالدم الكويتي وحيث التاريخ يروي لنا مدى التعاون والتساعد الحياتي وحتى أبسط وسائل العيش اليومي كان الرابط المهم والذي كابد صنوف القهر الطبيعي والاجتماعي وكاد ان يحول البلدين على الوجه الاجتماعي الى بلد واحد من دون الاعتقاد أن ثمة حاجة للرصاصة الغبية في الوئام والانسجام المطلوبين لتقوية اللحمة الأخوية بين أبناء الشعبين.
إن القوى الحية في البلدين العراق والكويت من شخصيات اجتماعية وثقافية وأكاديمية وسياسية ومنظمات مجتمع مدني كلها التي تشكل الأطراف الوطنية والديمقراطية مطالبة اليوم ومن هذه اللحظة وأكثر من أي وقتٍ مضى لمسح الوهم العدائي المتصور خطأً عن الشعب العراقي من أنه السبب بما لحق أبناء الكويت من تجاوز لقيمهم الوطنية والاجتماعية بالوقت الذي كان الشعب العراقي بحاجة ماسة لمد يد العون الكويتية في إزاحة الكابوس المشترك على الصعيدين الكويتي والعراقي . لا أن تتخذ بحقه العقوبات من دون أن يقترف الشعب العراقي أية جريمة طوعية ضد أبناء الكويت , لا بل تحمل الرافضون في الدخول الى ساحة العنترية البائسة الفصل من وظائفهم ودخول السجون وحتى القتل بتهم الخيانة وعدم إنصياعهم لأوامر الطغاة ! وعندها ستسير العلاقات بين الكويتيين والعراقيين على السكة السليمة واستعادة استغلال بلديهم ضمن سيادة كاملة ومواصلة بناء حياة سعيدة وهو الحل الأمثل والأسلم في ظل حالة الشك و(الوهواس) النفسي اللاعب خطأً في عقول البعض والذي سيعجزها عن الخروج بالأزمة المفتعلة هذه والدخول في نسيج علاقاتي أخوي من أجل صيانة الوحدة الوطنية في البلدين الضامن الوحيد للإستمرار في الحياة الكريمة وهي الغاية المثلى لكل حاملي لواء الحرية والإنعتاق من الأساليب الكيدية الفاشلة ليس فيما يسود بين بلدينا العراق والكويت فقط وإنما ما تعانيه المنطقة الشرق أوسطية بشكلٍ عام لإخراجها من محنتها وأزمتها المستعصية والتي لا نرى حلاً لها إلا بالتفاهم الودي المصاحب للغايات والنوايا الصادقة في التوجه الصائب لحل كل الإشكاليات التي أورثتها العلاقات التشنجية نتيجة (النوايا) الفاشلة في كل أبعادها الاجتماعية والتاريخية والسياسية التي ثبتتها الأطماع التوسعية غير المبررة قانونياً وانسانياً.
وأخيراً لتمتد الأيدي النظيفة البيضاء لبناء حاضر مؤهل لغدٍ يرفل بالمحبة والسلام في ربوع أرضنا المعطاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمود ماهر يخسر التحدي ويقبل بالعقاب ????


.. لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة.. نزوح جديد للنازحين إلى رفح




.. ندى غندور: أوروبا الفينيقية تمثل لبنان في بينالي البندقية


.. إسرائيل تقصف شرق رفح وتغلق معبري رفح وكرم أبو سالم




.. أسعار خيالية لحضور مباراة سان جيرمان ودورتموند في حديقة الأم