الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخليفة

أيمن الدقر

2004 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ظهر واضحاً للعيان أن صفقة جديدة مطبوخة على الطريقة الإسرائيلية قد تمّت من (تحت الطاولة) بدأت (بترحيل) ياسر عرفات
( المشكوك بطريقة موته) و تمر الآن بمرحلة (التلميع) للرجل الثاني الذي اتفقت بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية على( تلميعه) ليكون الخليفة لعرفات.
ولكي يصبح الخليفةُ (خليفةً) لابد أن يوصف بمناسبة وبغير مناسبة بأجمل وأفضل الصفات، فهو تارة يوصف بالرجل القوي القادر على تحقيق السلام، وأخرى بأنه الرجل الذي يستطيع انتزاع الأرض من إسرائيل، ووليس آخراً(الإصلاحي) الذي سيحمل على كاهله عبء إصلاح السلطة الفلسطينية وانتشالها من أخطائها التي تراكمت عبر السنوات الماضية.
باختصار شديد، إن الحملة الإعلامية قد بدأت لإتمام الصفقة الجديدة، ولكن لمصلحة من ستكون هذه الصفقة (والسؤال المشروع) الذي يبرز هنا: هل اعتادت إسرائيل منح الفلسطينين أو العرب أية مكاسب؟ وكيف سيحقق (الخليفة) هذه المكاسب للجانب الفلسطيني (إن وجدت)؟ وهو الذي لقي دعماً أمريكياً وحتى إسرائيلياً لتعيينه رئيساً للوزارة الفلسطينية السابقة؟ أليس هو ذاته الذي نادى بـ(لا لعسكرة الانتفاضة)؟
ألا يعني (عدم عسكرة الانتفاضة) رمي السلاح واستقبال هدايا
(الأباتشي) بصدور الفسطينيين العزل؟ ثم ألم يكافئه (شارون) باقتحام خان يونس فور انتهائه من تصريحاته النارية ضد المقاومة؟
رغم جميع تصريحات(الخليفة) وطمأنة الشعب الفلسطيني بحفاظه على (الثوابت الوطنية الفلسطينية وحق العودة.. الخ) ألا يحق لنا أن نتساءل أيضاً: كيف سيتمسك بهذه الثوابت الوطنية، عندما يصبح شعبه أعزلاً؟ وكيف سيؤمّن عودة اللاجئين الفلسطينيين، بعد ما برز التضارب بين ما قيل عن اتفاقه مع(جورج بوش) حول إلغاء حق العودة؟
ألم يحسم أرييل شارون رأيه في مؤتمر (هرتسيليا) عندما تحدث عن تفاؤله الشديد تجاه عملية السلام مؤكداً أنه ( لاحق للفلسطينيين بالعودة)؟.
وهل كان رد شارون على (الخليفة) إلا بالمسائل التي تتعلق بفك الارتباط، وخريطة التسوية التي رسمها والمبنية على الفصل الديموغرافي؟ ألم يجبه (شارون) علناً أن إسرائيل ستواصل السيطرة على القدس؟ ألم يقترح (شالوم) إعادة تأهيل مخيمات اللاجئين في أماكن تواجدهم كي يتخلى الفلسطينيون عن (زعم حق العودة) الذي يمس بالتسوية (حسب رأيه).
إن عودة للمؤشرات التي سبقت كل هذا توضح الصورة، حيث كانت التحضيرات لهذه المرحلة تتجلى بالزيارات المتكررة لأجهزة الأمن المصري إلى غزة وإسرائيل، وقد سبق أن تحدثنا عن الدور الأمني المصري المنتظر في قطاع غزة في (عدد سابق) الأمر الذي أدى الآن إلى العمل على تعديل اتفاقيات (كامب ديفيد لأول مرة منذ أن أبرمت) كي يتم تنفيذ هذا الدور.
إن كل ماسبق يوحي إن صفقة قد عقدت، وأن موعد التنفيذ قد حَلَّ، لكن اللاعبين يحتاجون إلى مدة لتهيئة الشارع العربي والفلسطيني كي يصبح الأمر واقعاً، هذه المدة ستستغرق عدة سنوات، مما حدا بالإدارة الأمريكية إلى تأجيل وعدها بالعمل على إقامة الدولة الفلسطينية من 2005 إلى 2009.
نأمل عدم نجاح الصفقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي