الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
البعض يبيح دماء السوريين
حسين القطبي
2011 / 11 / 19مواضيع وابحاث سياسية
في وقت ما، كان ضحايا نظام صدام يستنجدون بالضمائر العربية، ولكن الرأي العربي الغالب انذاك، (حكومات وتنظيمات) كان يستهجن صرخات الضحايا.
ولكن العجيب، في هؤلاء الضحايا، عندما كان الامر يتعلق بدولة جارة، كان الكثير منهم يقفون الى جانب الحكومات الديكتاتورية الاخرى بالضد من شعوبها، سواء في سوريا او ايران او غيرها من الدول.
وهذا الموقف الغريب يبدو وكأنه مازال مستمرا، اذ تنسى الضحية معاناتها عندما يتعلق الامر بمعاناة الاخرين.
واليوم، ومع هذه الهبة التي تجتاح الشارع السوري، والاعتراض على نظام ديكتاتوري لا يختلف كثيرا عن نظام صدام، ترى الكثير من القوى العراقية، وعلى رأسها الحكومة، تتصرف بنفس الطريقة التي كانوا يزدرونها، من قبل النخب العربية انذاك، في الوقوف الى جانب الظلم، لاسباب قد تكون مصلحية، او طائفية بحته.
كم كان شكل ذلك العربي قبيحا في نظر العراقيين عندما كان يدافع بصلف عن جرائم نظام صدام، ويهين دماء الضحايا في مجازر البعث. واليوم فان شكل هذا العراقي الذي يدافع عن نظام بشار الاسد لا يقل بشاعة في نظر السوريين عن ذلك السوري او الاردني الذي كان يساند نظام صدام حسين في ذلك الوقت.
وكم كان منظر ذلك العربي مثيرا للسخرية حين كان يدعي بانه ملم بتفاصيل الوضع السياسي في العراق اكثر من العراقيين انفسهم، فأن شكل العراقي الذي يعتبر نفسه اعرف بالوضع السوري من السوريين، لا يقل اثارة للسخرية والحقد.
مؤخرا تناقلت وسائل الاعلام بعض المزاعم عن نية مجاميع من المسلحين العراقيين التوجه الى سوريا للقتال الى جانب النظام البعث، اي لنصرة بشار الاسد، ضد الشعب السوري.
واذا صحت هذه الاخبار، فان هؤلاء المسلحين لن يكونوا افضل حظا من المرتزقة الفلسطينيين والاردنيين الذين جندهم النظام العراقي السابق لقمع الشعب عندما كانت تشتد به الازمات.
كما ان الشارع السوري لن يعاملهم بافضل مما عامل العراقيون عناصر القاعدة، التي تسللت عبر كثبان نفس الحدود.
صحيح، تجتاح المنطقة اليوم حالة من الشد السياسي-الطائفي، لنسمها "سياطائفية"، وقد القت بظلالها الثقيلة على انتفاضات الشعوب في البحرين، سوريا، اليمن.. الخ.
لكن ذلك لا يشكل مبررا للوقوف الى جانب احد اعتى النظم الديكتاتورية في المنطقة تحت ذريعة الاستقطاب الطائفي الحالي.
نعم، هذا الجو "السياطائفي" الجديد قد اوجد حالة انفلات موقت في المعادلات السياسية، من علاماته ان دولة قطر تلعب اليوم دورا اقليميا اكبر من العراق ومصر، وان صوت بعض رجال الدين، كالعرعور والقرضاوي صار يعلو على صوت المنطق.
لكن ذلك، في نفس الوقت، يجب ان لايقود البعض الى انفلات وجداني، في العراق على وجه الخصوص، بحيث يقفون الى جانب نظام رجل ارهابي دموي بالضد من ضحاياه في سوريا، بنفس الطريقة التي وقفت بها الحكومات والتنظيمات العربية سابقا الى جانب نظام اجرامي دموي بالضد من ضحاياه في العراق.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - عراق محمد العاكول
سعيد سليم
(
2011 / 11 / 19 - 16:19
)
لتخجل من نفسك فقد اضحى وطنك مرتع للمليشيات والفساد ياأخي على الاقل سوريا بلد ليس نفطي لكن لاتوج فيها مدارس طين.بعد كل ماحصل للعراق وماأبتلاه بسياسين فاسدين ولاءهم للاجنبي لازالت تتبجح بالديمقراطية عن اي ديمقراطية تتحدث عن النهب والقتل المنظم.اتقي اللهفي الفقراء العراقيين ولا تكن بوق لديمقراطية نهب الثروة العامة.ثم الاغلبية الان في العراق تؤيد ماقام به صدام ضد هذه الطغم الدينية والعرقية التي نهبت العراق اذ يتسأل العراقيين الا يستحقون من يحكمون العراق الان ان يعدمهم صدام في مامضى؟
2 - رد للسيد حسين القطبي
أحـمـد بـسـمـار
(
2011 / 11 / 19 - 19:37
)
رغم جميع تحليلاتك الشخصية والفردية, وما تشعر به لأسباب تعود إليك وأحترمها. ولكن لا تنس لما كان الأمريكيون لغايات ومصالح نفطية رأسمالية أمريكية, يقتلون عشوائيا كل من يتحرك من أبناء شعبك الأبرياء..ويدمرون ويحرقون كل شـيء.. كل شـيء.. كانت سوريا تستقبل وما زالت ملايين العراقيين, دون أية تفرقة أو حساب, مما أرهق ميزانية المواطن السوري البسيط العادي, دون ملل أو شكوى.. بكل أخوة ورضا.. بكل كرم وعطاء وتـسـامح........
إذن قليلا من حفظ ماء الـوجـه والتهذيب والاحترام.. رجــاء...
ولك مني ـ حسب الأصول ـ تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة
3 - رد الى الاخوين الكريمين
حسين القطبي
(
2011 / 11 / 20 - 12:53
)
تحية طيبة الى الاخوين الكريمين
الاخ محمد العاكول، لم افهم بالضبط من ماذا على ان استحي؟ وانا لم ادعي وجود نظام ديموقراطي ناضج في العراق، بل تكاد تكون ديكتاتورية دينية مقنعة، وضحايا صدام كانوا من الابرياء، بدليل انك تقول لو اعدم صدام هذه الطغمة لما حكمت العراق اليوم، اي ان صدام لم يعدم اعداءك، بل بطش بعوائل فقيرة لاسباب طائفية وعرقية
الاخ الكريم احمد بسمار، نعم ربما يكون نظام بشار الاسد افضل من القادم المجهول، وهذا احتمال وارد، ولكن هل هذا يشكل مبررا كافيا لكل هذا القمع الذي يجري في سوريا اليوم من اجل بقاء بشار الاسد في السلطة؟؟
ولك منى حسب نفس الاصول اجمل التحيات
حسين القطبي
.. ما مدى أهمية تأثير أصوات أصحاب البشرة السمراء في نتائج الانت
.. سعيد زياد: إسرائيل خلقت نمطا جديدا في علم الحروب والمجازر وا
.. ماذا لو تعادلت الأصوات في المجمع الانتخابي بين دونالد ترمب و
.. الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعترض 3 مسيّرات في سماء إيلات جن
.. فوضى عارمة وسيارات مكدسة بعد فيضانات كارثية في منطقة فالنسيا