الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السوري والنفق المظلم

عزو محمد عبد القادر ناجي

2011 / 11 / 19
الارهاب, الحرب والسلام


النظام السوري والنفق المظلم

يتبادر إلى الذهن أن الحكومة السورية الجديدة برئاسة ( عادل سفر) تحاول أن تصلح ما أفسده الدهر خلال أكثر من أربعين عاماً ، فتستطيع إنهاء الفساد في الاقتصاد وتقليل البطالة ورفع مستوى دخل المواطن وإصلاح التعليم المتردي إلى الحضيض ، وإنهاء المحسوبية والوساطة والرشوة التي تنخر بالمجتمع السوري ، والانطلاقة إلى مجتمع ديمقراطي حقيقي من خلال تعديل ما يمكن تعديله من قوانين ومواد فاسدة في الدستور ، وتحقيق حرية وكرامة الفرد السوري في مجتمعه بعد أن جارت عليه أجهزة القمع المخابراتية والأمنية والعسكرية إلى حد جعلته بعيداً عن كونه إنسان يعيش على أرضه وفي وطنه ، ولكن لو أخذنا عينة من تلك الحكومة وأحد وزراءها وهو يوسف الأحمد حيث اختير وزريراً بلا حقيبة وزارة عادل سفر، وهو يشغل منصب السفير السوري في القاهرة إضافة لمنصب المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية ورغم كونه لا يحمل أي شهادات علمية تؤهله لأن يكون موظفا بسيطا في دولة تحترم حقوق الإنسان وتحترم العلم والمتعلمين هذا الوزير كان في منتهى القسوة في التعامل مع التظاهرات التي قامت فيها الجالية السورية في القاهرة حيث بعث ببلطجيته عدة مرات لضرب المتظاهرين ، كما عمل على استغلال قوات الأمن المصرية لقمع المتظاهرين الذين تأثروا مما وقع لأهاليهم في سوريا من قمع وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان، ولولا تدخل الجيش المصري لتدخلت قوات الأمن ضدهم ، لقد اشتركت أنا شخصياً في تلك التظاهرات كوني أولاً ناشطاً حقوقياً أتبع عدة منظمات حقوقية عربية وإفريقية وأوربية ، إضافة لكوني أستاذاً وباحثاً علمياً في العلوم السياسية ، واستشهد لي بعض الأصدقاء في بلدتي دوما في ريف دمشق ، فكان لي حق التظاهر مع أبناء وطني من أجل الحرية والكرامة والتنديد بقمع السلطات السورية للشعب السوري في تظاهراته الأخيرة ، وقد احتجت معاملة من السفارة السورية في القاهرة ، وعند ذهابي إلى السفارة ودفعي للرسوم أفاجئ أن القنصل السوري -وهو ليس بأهلا أن يكون سوريا - يقول لي أنت ممن اشترك في التظاهرات أمام سفارتنا ؟ قلت له نعم تظاهرت مع أبناء الجالية السورية ، فأجابني أن السفير السوري قد أعطى تعليمات بإيقاف أي معاملات في السفارة السورية لكل الذين اشتركوا في التظاهرات ، وطلب مني أن أقابل السفير السوري لاستيضاح الأمر ، ولم يكن عندي مانع لمقابلته ، ولدى دخولي للسفارة فوجئت بالملحق العسكري لؤي العوجة يسلم علي بكل حرارة ويظهر أنه عاتب علي على أنني دكتور جامعي وأنزلق مع بعض الأشخاص من الطبقات السفلى أو من حثالة المجتمع حسب قوله للتظاهر على الحكومة السورية وسفارتها ورمزها ، فقلت له إن انتهاك حقوق الإنسان يوجب علي أن أقف مع المظلوم ضد الظالم أياً كان هذا الظالم وأيا كانت رتبته ومنزلته في بلده، فما كان منه إلا أن قال دعنا نقابل السفير السوري فهو يريدك شخصياً ، وعند دخولي : قال لي أعرفك وقابلتك أكثر من مرة ، قلت له : نعم قابتك وأهديتك إحدى نسخ رسالة الدكتوراه التي ناقشتها ، وكانت تتحدث عن الوحدة الوطنية في ظل حكم البعث في العراق ، وما تأثرت به الوحدة الوطنية من ضعف بسبب نظام البعث العراقي ، وما مدى استفادة النظام السوري من التجربة العراقية لإصلاح نفسه وعدم الانزلاق إلى الحالة العراقية ، فما كان منه إلا أن انفجر بالشتائم – بعد أن أغلق باب مكتبه بصحبة اثنين هما الملحق الثقافي وآخر يدعى أبو أحمد وهو يظهر أنه عون مخابراتي جاء من سوريا لعمليات معينة داخل مصر - علي المتظاهرين بأقسى ما يعتلج في نفسه متهماً إياهم بالخيانة والعمالة وأنهم ليسوا بشراً وأنهم يتعاملون مع جهات خارجية وفق مؤامرة دنيئة تستهدف سوريا وقائدها ، وأنه مصمم على الانتقام منهم واحداً واحداً وأنهم لن يستطيعوا أن يفعلوا شئيأ كونهم حثالة سنطهر سوريا منهم ، وأن النظام السوري ثابت وأقوى مما يتصوره أحد ، وأنهم جميعاً قد تم تصويرهم وأن هناك أفراداً تابعين للسفارة السورية تراقبهم وتراقب تحركاتهم ، وأن الغرب قد عرض عليهم الأموال من أجل الوقوف ضد النظام السوري ، وأن حقوق الإنسان لا معنى لها عنده فحقوق الإنسان يجب أن تذهب لفلسطين والعراق وليبيا ، وبتدخل الملحق العسكري ورجل المخابرات أبو أحمد معه يبدو أنه يعمل معهم ، توقف السفير عن الكلام ، ثم قال : إما أن تبتعد عنهم وتقف معنا ، وإلا فإننا سنلاحقك وعندنا الكثير من رجالنا في مصر ولن تشفع لك حقوق الإنسان ، انتهى اجتماعي بالسفير لأجد نفسي مرة أخرى مع الملحق العسكري ليقول لي نحن نقدم لك مقعداً للتدريس بالجامعة بمبلغ محترم وتعود إلى سوريا وتبعد نفسك عن كل المتاهات وتقف معنا ، وأخذ بأسألته لي عن المتظاهرين ومن هم ومن قائدهم ومن قادني إليهم ، وكل إجاباتي كانت بالنفي ، فعندما ضاج مني قال لي : معاملتك ومستقبلك معنا وإلا فلا مصلحة لك مع هؤلاء ، وفكر بالأمر ، فانصرفت ، وتساءلت في نفسي أهذه الحكومة التي تريد الإصلاح ؟ ، وبمثل هؤلاء المجرمين تبنى الدولة المدنية الديمقراطية التي تحترم حقوق الإنسان وتحقق العدل والحرية لمواطنيها ؟.
وبعد تعليق عضورية سوريا في الجامعة العربية تبين للجميع كم هذا السفير الذي هو مندوب سوريا الجامعة العربية كم أنه ذو أخلاق وضيعة وحاقدة ولا منطق أخلاقي أو دبلوماسي يحكمه فهو لا يتقيد بالأعراف الدبلوماسية ولا بالأخلاق الإنسانية فهو ليس إلا شبيح من شبيحة النظام الأسدي الإرهابي ونتساءل هنا أليس هو صهر الرئيبس بشار الأسد وزوج ابنة عمه جميل والتي تدعى روعة الأسد أخت مؤسسي الشبيحة في سوريا من شيخ الجبل ومنذر وفواز والذين قتلوا ويقتلون الآلاف من الشعب السوري عداك عن فضائحكم في تجارة المخدرات وسرقة البنوك وتأسيس المافيات الإجرامية في سوريا والاتصال مع المافيات الخارجية لتنفيذ مؤامرات النظام المافوي الأسدي في سوريا وفق أجندة خارجية مافوية عداك عن أجندة إيرانية ونصراللاهية وغيرها ثم يأتي هذا النظام ويقول أنه وحيد لا أجندة خارجية تدعمه وهو غارق حتى رأسه في العمالة للخارج , من هذا المنطلق فإن سقوط هذا النظام هو ضرورة أخلاقية وإنسانية لابد منها لتحرير البشرية والأمة العربية والشعب السوري بكل أطيافة من رجس هذا النظام والعودة بسوريا إلى مكانتها الطبيعة في المساهمة في الحضارة الإنسانية والعربية والإسلامية ليعود المنطق القائل البقاء للأصلح والأفضلية للأفضل ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: ألبانيا تصدم كرواتيا بتعادل متأخر 2-2 وتعقد


.. فصائل مسلحة عراقية تطالب بانسحاب القوات الأميركية | #الظهيرة




.. القائم بأعمال الخارجية الإيرانية يلتقي رئيس المكتب السياسي ل


.. رئيس شركة بوينغ يواجه استجوابا بشأن راتبه وشفافية معلومات إد




.. أصوات من غزة| الحرب غيرت حياتهم.. أطفال غزة يعملون لإعالة أس