الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كم سندفع لتنظيف مصر؟

محمد عليم

2011 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ما الذي يجعل النظام الحاكم في مصر الآن (المجلس العسكري) بكل هذه القسوة وهو يحكم باسم حماية الثورة؟ كيف مارس كل هذه المراوغة على مرأى من ثوار مصر الحقيقيين، أعني أرواح الشهداء التي لا تزال تحلق في سماء التحرير مطالبة بالثأر، وعاهات المصابين الذين سقطوا لساعات وهم ينزفون تحت أحذية شرطة العادلي ومبارك؟ كيف لم ينتبه كل هؤلاء المحسوبين على قائمة البشر أن المصريين أصبحوا كارهين لمجرد وجودهم أحياء في الحياة؛ ناهيك عن كونهم حماة أقذر نظام بوليسي مفسد في تاريخ مصر القديم والحديث؟ كيف يبقي المجلس العسكري الحاكم على حياة ومكتسبات ومناصب قتلة الشعب، وفي الوقت نفسه يتركون ضحاياهم يتسولون العلاج؟
أشعر بالمهانة الكاملة لكوني مصري بعد أن قزمنا هؤلاء الأقزام في كل الدنيا، وأنا أعلم أنني شامخ شموخ الهرم ولا أستحق هذا التاريخ البغيض من المهانة، كل ما فيَّ يدعوني للثورة إلى أن يستقيم وجودي بهيا أمام نفسي وأمام أبنائي وأمام من أدعي العزة أمامهم في البلاد التي هجرنا مبارك إليها كأجولة من أي شيء مهمل حقير، لا أستطيع أن أتصور أن نخرج من كل هذا الذي حدث صفر اليدين، فلا أتصور موجة أخرى من الحكم العسكري البليد القاتل لكفاءات المصريين، ولا أتصور أن تدخل بلادي في مغامرة أيديولوجية جديدة على يد سماسرة الدين وكل ما في جعبتهم قائمة من الشكليات الكريهة التي تترجم فهمهم القاصر للدين، لا أستطيع تصور أن تسعة أشهر تمر على ما توهمته ثورة من دون أن أسمع عن أبجدية أولى واحدة لتنمية حقيقية تنتظرها مصر منذ أربعين عاما، منذ أن سلمنا السادات لقاع المجتمع وسيَّده علينا فأصبحنا مجتمعا لا لون له ولا طعم.
بوضوح شديد أرى الآن حجم القاذورات التي تعترض طريقنا باتجاه النور، ونحن فقط من عليه اشتمال المعاول والقذف بتلك القاذورات في جب سحيق، كم سندفع لتنظيف مصر إذن؟ وكم من الوقت علينا أن ننتظر لإفساح الطريق؟ لا جدوى من الندم الآن على كل تلك المسالمات الماضية والتي لم تكن في محلها منذ اللحظة الأولى، لأنه كان علينا أن نثق بأنفسنا وأهدافنا قبل أن نسلم الأمانة لنصف عدو، كان علينا أن نثق بما نراه صوابا في سخونة الحدث حتى لا يحفر الكثيرون منا قبورهم بأيديهم لأنهم توقفوا في منتصف الطريق وفق الدستور الأصلي للثورات الخالدة، ذلك ما يحدث الآن تحالفات مريبة بين نصف العدو ونصف العدو الآخر الجديد، إنني أعني رجال الدين السياسي الجدد، حيث بدا التحالف الجديد من اللحظة الأولى لتسلم المجلس العسكري السلطة، فعلاوة على سياسة التنقيط التي أنتهجها العسكر منذ البداية حتى جفف الآمال وأطفأ الثورة، أقول علاوة على ما سبق بدأ المغامرون الجدد سادة القرارت كلها التي بدأت باستفتاء باطل ومفتعل قسم الشعب المصري إلى قسمين ومرورا بالتباطؤ الشديد في إقرار بعض القوانين الضرورية كالمحاكمات وقانون الانتخابات وبذر الألغام في كل الطرقات لتوتير المجتمع على مدار الوقت.
وأقول لتجار الدين السياسي الذين يناضلون الآن في وسائل الإعلام؛ في بلد كمصر ، وبعد كل ما جرى من إفاقة المصريين وانتفاضتهم على كل أشكال المتاجرة؛ أقول لهم سيخرج الصامتون عن صمتهم، الصامتون الذين تراخوا عن الخروج للاستفتاء فخيل إليكم أنكم حكمتم مصر، سيخرجون في أول فرصة قادمة للإعلان عن وجه مصر الجديدة الجديرة بالمستقبل اللائق، وعليكم أن تعوا الدرس في النهاية وأن تفرقوا بين الثأر ممن نفاكم سابقا ولي عنق شعب جسور يريد أن يعيش الحياة، الحياة التي لا تشبه موت حكمكم لمصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد الكاتب المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 11 / 20 - 04:08 )
تحيه
هذا ما كان مسموح به...ليس من تحرك هو فقط من يفكر فالاخرين كذلك
سيلف الظلام مصر وسيتدثر الصامتين بصمتهم وعليه نقاب وحجاب وجبه وعمه
تقبل التقدير

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة