الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى ماذا تهدف هذه الأبواق المأجورة

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2011 / 11 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


استبشرنا خيرا بأن تكون النجف عاصمة للثقافة الإسلامية ،وتوقعنا أن يكون الصوت الناصع والحقيقي للإسلام عاليا في أروقتها ،ولكن يبدوا أن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، فقد حاول البعض استغلال هذا الموسم الثقافي لبث السموم ولإساءة للعراقيين وإشاعة الفتنة في صفوفهم، فقد أقيم في جامعة الكوفة مؤتمر ثقافي كما قيل لمركز القصب للثقافات وبالتعاون مع إدارة المشروع استعداد لاختيار المحافظة عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2012 وبمشاركة العديد من الطوائف والمذاهب الإسلامية في داخل العراق وخارجه.
حضر المؤتمر جمع غفير من العلماء والأدباء والفنانين وكان الأحرى بجامعة الكوفة وهي صرح علمي يمثل العلم والموضوعية أن تنأى بنفسها عن ولوج المسالك الوعرة وتنتبه لدورها التاريخي في إشاعة العلم والمعرفة الحديثة بعيدا عن التخلف والجهل الذي يحاول أشاعته المتربصون بالعراق،وان لا تكون طرفا في الصراع السياسي في العراق لأنها مؤسسة رسمية علمية لا علاقة لها بما يحدث في الساحة السياسية من صراعات وان لا تفتح الباب لجهات سياسية وتغلقه دون أخرى،وتفسح في المجال للوافدين من دول الجوار ليمرروا سياساتهم المرفوضة ويشيعوا الفتنة في العراق .
لقد شارك في أعمال المؤتمر علماء أعلام ومفكرون وأدباء ومثقفون ولكن بعض الوالغين في حضيض الثقافة حاول أن يتصيد بالماء العكر ويكرر ظلام الماضي واطروحاته التي تبرأ منها أصحابها بعد أن ظهر خطأها واستغلت سياسيا لذبح العراقيين،وكان عليه وهو الإيراني الغريب أن ينأى بنفسه عن التدخل بالشأن العراقي وينصرف لإصلاح بلده وإيصاله الى شاطئ الآمان،لان العراق ليس بحاجة له ولمن هم من أمثاله ،لقد تطرق هذا الرجل الى فتوى السيد الحكيم عن الشيوعية، دون أن يعلم هذا المأجور أن هذه الفتوى قد صدرت في ذروة الصراع بين الغرب والشرق، وفي حمى الصراع بين الجبارين، ومن نتائجها استقواء البعثيين وحثالات العهد الملكي وعملاء تركيا ومصر وسوريا وإيران في إجهاض ثورة تموز وقتل زعيمها الوطني وإبادة مئات الألوف من العراقيين،وارتكاب الموبقات والجرائم التي تقشعر لها الآبدان،وما تلا ذلك من حكم رجعي دكتاتوري مقيت.
وكنا نتمنى على هذا الفطحل الذي يخوض في هذه القضايا أن يكون ملما بتاريخ العراق ومن أبنائه وليس غريبا عنه جاهلا لطبيعته ومجتمعه،عارفا بظروف البلد وطبيعة المرحلة،وان يعلم أن هناك مئات المجتهدين والعلماء الأعلام ممن وقفوا ضد الفتوى أو حذروا من نتائجها،منهم السيد القاياني والسيد محمد سعيد الحكيم،وغيرهم من علماء العراق،بل أن كثير من العلماء الأعلام كانوا من المناصرين للحزب الشيوعي والمدافعين عنه لما يحمل من وطنية وإخلاص ونزاهة يفتقر لها كثيرون،وربما أن هذا الجاهل لا يعلم أن السيد الحكيم ذاته كان في مقدمة المدافعين عن مناضلي الحزب عام 1956،وان المقصود بالفتوى هو عبد الكريم قاسم وليس الحزب الشيوعي كما يقول ألمفكر الإسلامي عادل رؤوف.
ولو كان هذا الجاهل عارفا بتاريخ العراق لقرء ما كتبه السيد حسن العلوي وهو من الكوادر البعثية الكبيرة تلك الفترة،وما ذكره عن الطرق والأساليب التي أتبعها البعث لمحاربة شعبية الحزب الشيوعي من خلال تمزيقهم للقرآن واتهام الشيوعيين به،وتوزيعهم ملايين النسخ من الفتوى المذكورة ،لا إيمانا بها أو بصاحبها وإنما للاستفادة منها في صراعهم السياسي،ويبدو أنه يجهل أن الحزب الشيوعي كان في جبهة مع الأحزاب الإسلامية ومنها المجلس الإسلامي الأعلى وأن السيد محمد باقر الحكيم قال بأن المقصود بها ليس الحزب الشيوعي العراقي .
ولا أدري لماذا لا يشير هذا الرجل إلى حزب البعث وتكفيره من قبل رجال الدين هل لأنهم والبعث أبناء عمومة أم لأنهم يغرفون من منبع واحد ولهم سيد واحد وتجمعهم مصالح مشتركة.
وأود أن أسال هذا المفكر الوافد هل قام الحزب الشيوعي يوما بتفجير حسينية أو موكب عزاء أو تفجير المراقد المقدسة أو قام بسرقة المال العام أو أصبح مطية للمستعمرين،ليقارن بينه وبين من ارتكبوا هذه الأعمال المخزية ويعرف من هو الكافر بالقيم والمبادئ الشريفة.
أخيرا أقول إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بحجر وإذا كنت تمثل مبدءا أو فكرا فكن بمستوى هذا الفكر والدين، ويكفي الشيوعيين فخرا أنهم أصبحوا اليوم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود لنزاهتهم ووطنيتهم وإخلاصهم وتفانيهم،فيما تسربل أعدائهم بالخزي والعار وسيكون مصير مناوئيهم مصير صدام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المصداقية العلمية؟
فراس نوري ( 2011 / 11 / 19 - 23:31 )
عزيزي السيد محمد علي محي الدين
من أجل المصداقية العلمية أود أن أسألك إذا كان لديك اثباتات ووثائق لتزودنا بها بخصوص ما تذكره أن:
-السيد محمد باقر الحكيم قال بأن المقصود بها (بفتواه) ليس الحزب الشيوعي العراقي-
وكذلك ما تذكره:
-أن السيد الحكيم ذاته كان في مقدمة المدافعين عن مناضلي الحزب عام 1956-
فما يذكره عادل رؤوف أو غيره يبقى أجتهادا شخصيا أذا لم يدعم بوثائق وأثباتات.
مع ألتحيات


2 - كانت الفتوى سياسية مغلفة بقشور الدين
أمير أمين ( 2011 / 11 / 20 - 00:07 )
عزيزي أبو زاهد ..تحية
أن الفتوى كانت موجهة للشيوعية بشكل عام والحديث عنها بخصوص العراق فهي تشمل الحزب الشيوعي العراقي وكان نصها : بسم الله الرحمن الرحيم . لايجوز الانتماء للحزب الشيوعي فان ذلك كفر والحاد او ترويج للكفر والالحاد. اعاذكم الله وجميع المسلمين عن ذلك وزادكم ايمانا وتسليما والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) وهي مؤرخة بتاريخ 17 شعبان 1379 المصادف 15/2/1959 وخصت بالذات الشيوعيين الشيعة ولم يلتزم بها أحد بل إنخرط خيرة أبناء المتدينين الشيعة في الحزب الشيوعي وكانوا من قادته منهم سلام عادل وحسن عوينة وباقر إبراهيم وعبد الرزاق الصافي وآلاف آخرين وقد خطأ فتوى السيد عدد لا يستهان به من علماء الدين العظام ومنهم محمد حسين فضل الله معتبراً إياها فتوى سياسية مغلفة بقشور دينية كما قال وهي كذلك لكن السيد عبد المحسن الحكيم المولود في منطقة الحويش في النجف عام 1888 والمتوفى عام 1970 كان من أشد كارهي عبد الكريم قاسم وثورته لذلك فقد أيد إنقلاب شباط الدموي مرسلاً للإنقلابيين برقية تهنئة رحم الله السيد الحكيم فلوعاش ليومنا هذا وشاهد نزاهة الشيوعيين وفساد الآخرين.بماذا سيفتي


3 - محسن الحكيم والثورة
عباس فاضل ( 2011 / 11 / 20 - 02:46 )
استاذي , ان ما حرك الحكيم هو قانون الاصلاح الزراعي لانه حرم المؤسسة الدينية من الخمس الذي كان يدفعه الاقطاع , ولهذا اصدر الحكيم فتوى يحرم فيها زراعة الارض المعطاة للفلاح , طبعا لان الفلاح ان دقع فسيدفع بضع دراهم


4 - لاياسيد محي الدي
ايار العراقي ( 2011 / 11 / 20 - 03:54 )
السيد الكاتب المحترم تحية طيبة وبعد
بصراحة احرص على متابعة كتلباتك كونك تمثل صول الحزب القديم الاتي الينا عقب سقوط النظام وهو توجه احرص على متابعته كونه يمثل صوت الشيوعي الحقيقي اللذي بقى محافظا على نهجه رغم ممارسات النظام وقسوته
ولكني تفاجات في مقالك هذا كزنك تجرد الحزب من حسناته في فترة المرحوم قاسم
فتوى الحكيم لم تكن ضد قاسم شخصيا بل ضد فكره التقدمي من تجريد الاقطاع من مميزاته ولاسيما قتنون الاصلاح الزراعي واللذي لعب الحزب فيه دور الريادة وجنابك خير العارفين
الاصح القول لاللنجف عاصمة للثقافة الشيعية الصفوية نعم للنجف حاضرة للثقافة العراقية التقدمية ويكفي انها منشا الشهيد سلام عادل ورفاقه
يبدو ان التجاذبات السياسية اثرت في مسارك الفكري وانت العليم العارف
ارجو الاتزعجك صراحتي


5 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2011 / 11 / 20 - 11:46 )
الأح فراس نوري
للأسف الشديد ليس تحت يدي ما قاله السيد محمد باقر الحكيم نصا ولكنه كان ضمن لقاء مع حميد مجيد موسى أيام المعارضة ولعل الأخ لا يجهل أن مثل هذه الأمور لا يمكن أن توثق لانها قيلت في لقاء أو مناسبة.
من خلال قراءتي المتتابعة لنضال الشيوعيين العراقيين في العهد الملكي وجدت ان رجال الدين ومنهم الحكيم وقفوا بالضد من قيام الحكومة بقتل المتظاهرين واعتقالهم وهذا الموقف كان لعدد كبير منهم ومنهم الحكيم ذاته ولكن بعضهم حارب الشيوعية لآسباب سياسية لا دينية وما كتبه عادل رؤوف يستند لمسائل ترقى لمستوى الوثيقة يقول في كتابه:((محمد باقر الصدر بين دكتاتوريتين)) ص: 256 وما بعدها. يقول-
ودراسة توقيت الفتوى في أطار هذه المواجهة سيضع الباحث أمام إشكالية واضحة.. اشكالية مقارنة بين مواقف رموز اسلامية أخرى في تلك المرحلة من الشيوعية، وموقف آية الله السيد محسن الحكيم الذي تمثل بالفتوى المتأخرة في سياق هذه المواجهة.. رموز مثل: آية الله محمد حسين كاشف الغطاء، والفيلسوف عبد الكريم الزنجاني، وآية الله محمد الخالصي..


6 - تابع لما قبله
محمد علي محيي الدين ( 2011 / 11 / 20 - 11:47 )
كانوا قد خاضوا المواجهة مع الشيوعيين من خلال الخطاب الفكري والسياسي حتى قبل حلول عقد الخمسينيات، وواصلوا هذا الخطاب بين الحين والاخر لحوالي عقدين من الزمن في حين ان فتوى آية الله السيد محسن الحكيم جاءت في العام 1960، ولم يسبقها بخطاب مواجهة مع الشيوعيين من أي نوع كان، وخطابات تلك الرموز، ولو انها لم ترتق الى مستوى المشروع المتكامل الذي يؤسس لنقد بعض الأفكار الماركسية بطريقة علمية، كما فعل فيما بعد الشهيد الصدر الأول.. الا انها على أي حال أدت دوراً تاريخياً في هذا الاطار، واذا ما كان هذا الدور محدوداً، فهذا يرتبط بالواقعية التقليدية التي تستقر في الوعي الشيعي... ومهما يكن من أمر.. جاء خطاب عبد الكريم قاسم الذي يهاجم فيه الشيوعيين في خطابه المعروف في كنيسة ماريوسف في الشهر الخامس من العام 1959م ولقد أدى هذا الخطاب الى حصول اختلال واضح في موازين القوى بين التيارات السياسية الاجتماعية في العراق أنذاك ضد الشيوعيين، ولصالح الإسلاميين، فبعد الاختلال، وبعد اكثر من سبعة أشهر من خطاب قاسم (المذكور) صدرت فتوى آية الله السيد محسن الحكيم -.


7 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2011 / 11 / 20 - 11:48 )
الأخ أمير أمين جاء في مذكرات السيد البغدادي ما يلي - وعندما أصدر البعثيون بيان رقم (13) ودعو فيه الى إبادة الشيوعيين.. مع ان الفتاوى الاربعة وظفت في هذه المذابح عندما اظهروها مصورة عبر التلفزيون كأجراء توظيفي لتنفيذها... ومهما يكن من أمر فان مراجع آخرين رفضوا اصدار فتوى ضد الشيوعية رفضاً تاماً كآية الله حسين الحمامي، وآية الله عبد الكريم الزنجاني، وآية الله الشيخ محمد فاضل القائيني.. الا ان ثمن هذا الرفض كان قاسياً عندما تم اتهام الاول بأنه شيوعي، واتهام الثاني بأنه عميل بريطاني، واتهام الثالث بأنه مجنون، وان جهاز مرجعية آية الله السيد محسن الحكيم هو الذي كان يقود الاشاعات، ويوجه الاتهامات ويروجها ضدهم، وان هذا الجهاز تجاوز التهمة السياسية لهؤلاء وغيرهم الى تهمة اخرى لايمكن ذكرها هنا... ان رفض الزنجاني، والحمامي، والبغدادي (لأول وهلة)، والخالصي لتحويل المواجهة مع الشيوعيين الى مواجهة فتاوى كان يشير الى شك في مبدأ الفتوى من جهة، وشك في توقيتها من جهة ثانية، وشك حول اصرار مرجعية الحكيم عليها من جهة ثالثة.


8 - لأخ عباس فاضل
محمد علي محيي الدين ( 2011 / 11 / 20 - 11:53 )
الأخ عباس فاضل
هناك أمور كثيرة كانت وراء الفتوى تحاشينا الأشارة اليها للظروف الحالية ومحاولة الآبتعاد عن اثارة المواجع وقد اشرت لبعضها في مقالات سابقة والباحث المحايد والموضوعي ستظهر له الكثير من الامور الكامنة خلفها والظروف المحيطة بها ودوافعها ونتائجها الكارثية التي ادت الى قتل الآلاف من العراقيين عندما أستغلت من قبل البعثيين والقوى القومية والرجعية المتحالفة معها،


9 - لأخ أيار العراقي المحترم
محمد علي محيي الدين ( 2011 / 11 / 20 - 12:10 )
ا
تحياتي لك وثق أن الحوار لا يزعج أحدا اذا كان موضوعيا هادفا وما طرحته لا غبار عليه وأود أن ابين لك اني لم ولن أجرد الحزب من حسناته التي ستبقى صفحات ناصعة في تاريخ الشيوعيين العراقيين الذين أثبتوا طيلة تاريخهم الطويل المجيد أنهم عند حسن ظن شعبهم وأنهم الأصدق في تعاملهم السياسي وا يدانيهم في تفانيهم وأخلاصهم ونزاهتهم أي حزب أو جهة ،وان للفتوى أسبابها الكثيرة التي لا يمكن التطرق لها في هذه العجالة ولم يكن دافعها دينيا بحتا وانما تقف خلفها أطراف وجهات خارجية وداخلية وهي تهدف بالأساس لمحاربة ثورة تموز وقيادتها الوطنية ونصيرها الثابت الحزب الشيوعي وكما يقول القيادي الشيوعي البارز باقر ابراهيم في مذكرته ان الفتوى موجهة بالاساس لحكومة الثورة من خلال الحزب الشيوعي وهذا لا يعني قطعا وجود انسجام بين الحزب وتوجهات القوى الدينية التقليدية والمحافظة .
وأخيرا أقول ليس كل ما يعرف يقال وهناك ما يصح السكوت عنه في المرحلة الراهنة لاسباب غير خافية على عليم مثلك
اكرر تحياتي


10 - التأريخ يعيد نفسة ١٩٦١ و ٢&#
ادم سامي ( 2011 / 11 / 20 - 16:55 )

من يتذكر عام ١٩٦١ في العراق حيث رفع عبد الكريم قاسم شعارالتودد لاعداء الحزب الشيوعي املا في ارضائهم! وكلنا عشنا ما فعل القوميين و البعثيين بة عام ١٩٦٣
واليوم يعيد التأريخ نفسة بقيام جواد المالكي رفع نفس الشعارللتودد للاسلاميين.
ما حدث لقاسم سيحدث للمالكي


11 - vPkMWCETDYUiDCcq
Marja ( 2012 / 9 / 23 - 17:48 )
Now thats sutble! Great to hear from you.

اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا