الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشرف... البديل الجاهز لنظام آيل للسقوط 2

نزار جاف

2011 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ان الخلاف الذي دب بين الخميني من جهة و منظمة مجاهدي خلق من جهة أخرى، لم يکن مجرد خلاف سطحي او جانبي من الممکن معالجته او حله بحلول مؤقتة او إرجائها الى حين آخر، وانما کان خلاف بين مدرستين فکريتين ـ سياسيتين مختلفتين عن بعضهما تماما، وعندما تيقن الخميني و تياره الديني إستحالة إذعان و إنصياع المنظمة لنظام ولاية الفقيه، فإنه أدرك تماما انه أمام بديل کامل من مختلف الجوانب لنظامه، وعلم ان إنتهاج اسلوب و منطق الحوار مع المنظمة سوف تعري نظامه و تکشف ماهيته الاستبدادية، ومن هنا کان الخيار الذي فضله الخميني في التعامل مع المنظمة هو القمع و الإقصاء و الفناء، ذلك الخيار الذي إتبعه مع کل الاطراف السياسية و الفکرية الايرانية الاخرى، لکن کان هنالك ثمة فرق واضح بين الاسلوب الذي إتبعه مع منظمة مجاهدي و بين الاساليب التي إتبعها مع الجهات و الاطراف السياسية الاخرى، إذ انه(أي النظام الديني)، کان يعلم أن عملية القضاء على منظمة مجاهدي خلق التي لها جذور قوية في داخل مختلف شرائح الشعب الايراني، هي عملية صعبة و معقدة و لن تنجز او تتم بين ليلة او ضحاها.
النظام الايراني، کان في واقع أمره يريد القضاء على بديل سياسي ـ فکري متکامل له، ولم يترك مجالا او فرصة قد تفيده من أجل هذا الغرض إلا و إستفاد منه او وظفه لصالحه، ويکفي أن نشير الى ان جعل ملف منظمة مجاهدي ضمن الاولويات المهمة التي تطرح من جانب النظام في مباحثاته السياسية و الاقتصادية مع الدول الاخرى، تؤکد خطورة و حساسية هذا الملف بالنسبة له، بل وانه جعله في بعض الاحيان الاساس و المحور و الرکيزة التي تدور حولها معظم النقاط و تعتمد عليها، کما هو الحال في أية مفاوضات او إتصالات سياسية أجراها او يجريها مع دول الاتحاد الاوربي و الولايات المتحدة الامريكية و دول المنطقة و العراق بشکل خاص جدا.
وإلقاء نظرة على الخلفية التأريخية لهذه المسألة، و خصوصا مايتعلق بالعلاقات الايرانية ـ الفرنسية، و العلاقات الايرانية ـ الالمانية، و العلاقات الايرانية ـ النمساوية، و العلاقات الايرانية ـ الامريکية، تؤکد نهج النظام و سلوکيته الخاصة بهذا الصدد، ولعل قصة ذلك الصحفي الفرنسي الذي دخل سهوا الى صالة الاجتماعات بين الوفد الفرنسي برئاسة رئيس الوزراء دوفيلبان مع الجانب الايراني في طهران و خلالها تم التأکيد على ملف منظمة مجاهدي خلق و ماجرى بعدها بمدة وجيزة(ثلاثة أشهر کما تحدثنا آنفا)، من تعرض لمکاتب منظمة مجاهدي خلق في باريس و إعتقال قادتها بتهمة الارهاب و حيازة اسلحة في مقراتهم و التي ثبت فيما بعد کذبها و زيفها، بالاضافة الى ان قضية إغتيال الدکتور عبدالرحمن قاسملو رئيس الحزب الديمقراطي الکوردستاني الايراني"الذي کان عضوا في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية"، في فينا على يد افراد تابعين للاستخبارات الايرانية و الجهد الذي بذله النظام الايراني(من خلال إستخدامه و توظيفه للعامل الاقتصادي في المباحثات مع الجانب النمساوي)، وذلك ماأدى الى"طي"مؤقت لملف القضية، وکذلك قضية إغتيال الدکتور صادق شرفکندي رئيس الحزب الديمقراطي الکوردستاني الايراني، في مطعم ببرلين من جانب عناصر تابعة للاجهزة الامنية للنظام الايراني، وهو ماعرف بقضية"ميکونوس"، نسبة الى اسم المطعم، و ماتداعت عن القضية من تبعات و امور استخدم النظام الايراني خلاله کل جهوده و إمکانياته المتاحة و کذلك علاقاته الاقتصادية الوطيدة بألمانيا من أجل الضغط بإتجاه غلق ملف القضية او طيه مؤقتا، وهو الامر الذي توفقت فيه. وقد سعت منظمة مجاهدي خلق بکل قواها من أجل لفت الانظار الدولية الى قيام النظام الايراني بتلك الجريمتين و قدمت مختلف الادلة و المستمسکات التي تشير الى ضلوع النظام فيها، لکن المصالح الاقتصادية لکل من النمسا و ألمانيا کانت فوق الادلة و المستمسکات التي قدمتها المنظمة.
کما ان الاشارة الى الإتصالات غير المباشرة بين النظام الايراني و الولايات المتحدة الامريکية عندما بدأت الاخيرة بإنتهاج سياسة(إحتواء)مزمعة بإتجاه النظام الايراني، و بدأت هذه السياسة الفاشلة من الاساس بالتقرب للملالي بجعل منظمة مجاهدي خلق في قائمة المنظمات الارهابية و أمر أثار الشکوك و الريبة من داخل الاوساط السياسية و التشريعية الامريکية نفسها و إعتبرتها إنتهاکا و خرقا للمنهجية و الحيادية في صياغة و إعتبار هکذا قرار مهم حيوي، إذ لم ترجع وزارة الخارجية الامريکية في تقريها بهذا الخصوص الى منظمة مجاهدي خلق بإعتبارها معنية بالامر بالدرجة الاولى، وانما أصدرت القرار بنائا على مواقف و آراء و وجهات نظر مبنية على مصادر تعود جلها للنظام الايراني او اوساطا مقربة منها، أما بعد سقوط النظام البعثي في العراق عام 2003، فإن النظام الايراني قد إعتمد آلية سياسية في التعامل تعتمد على جعل قضية معسکر أشرف أساسا و منطلقا لتعاملها مع الولايات المتحدة الامريکية، ولعل السکوت الامريکي"الرسمي" المطبق و الغريب من نوعه ازاء ما حدث و يحدث من جرائم مروعة و و حشية في معسکر أشرف ضد أفراد عزل قاموا بتسليم کافة اسلحتهم للامريکان منذ غزوهم العراق و صاروا بموجب العهود و المواثيق الدولية ضمن حمايتهم، يفسر إتفاقا ضمنيا مشبوها بين الطرفين من جديد، و هو مايؤکد مرة أخرى عدم إتعاظ الولايات المتحدة الامريکية من تجاربها السابقة في التعامل مع النظام الايراني و إصرارها على المراهنة في إبقاء"خطوط"الاتصال و التواصل و الغزل مع الملالي قائما ولو کان الامر على حساب الحقيقة و الواقع.
المثير للسخرية ان الولايات المتحدة الامريکية التي وضعت منظمة مجاهدي خلق ضمن لائحة الارهاب بزعم أنهم متورطين في قضية إغتيال عسکريين أمريکان في إيران في عهد الشاه، وهو زعم رفضته المنظمة و أثبتت أن أفرادا منشقين عنها قاموا بذلك الامر بعيدا عن رغبتها و قناعتها، فإن المئات من الجنود الامريکيين الذي قتلوا او يقتلون في العراق بعد سقوط النظام العراقي السابق، أکدت کل الادلة و المستمسکات الثبوتية ضلوع النظام الايراني فيها من مختلف الجوانب، وعلى الرغم من أن الامريکان يمتلکون بحوزتهم مختلف الادلة و المستمسکات التي تؤکد تورط النظام الايراني في قتل الجنود الامريکيين في العراق(وحتى أفغانستان)، لکنهم، و في مقابل ضمانات و عهود(غير مباشرة)تقدم عبر وسطاء، يلتزمون الصمت المطبق ازاء أفعال و جنايات النظام الايراني، وللحديث صلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت