الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أناجيل الجوع الكافر

هدى حاجي

2011 / 11 / 20
الادب والفن


العالم يغوص في وهدة الجوع الأصفر

و ملائكة الأحلام تعلق في شجر الوهم

تقيم قدّاس نداءاتها الظمآى

بأفنان الرؤى المسيّجة بخيوط العناكب

تسقط عنبة التّوجس السّكريّة

في بركة الطّحالب المفترسة

تفتح وردة الهتاف تراتيل الثّورة

تنفش أوراقها في رنين فكرة

برّاقة كإسورة المستحيل

سندسيّة كحبّة كمثرى



2



يلتمع التّوق المارد في أحداق الترقّب

ينحسر التّوجس في دهاليز الإنكفاء

مهاري التّوقد تعدو في سهوب الرّجاء

تخلع عنفوان انصياعاتها لتنيّن التّمرّد

تعوي في أنينه المجوسيّ

عاصفة ملفوفة بشالات الصداح

توقّع بنايات حنينها الإكليلي

حبّات الغبطة السوسنيّة

و ملحمة أوركيد الحرّية



3



في تلال الرؤى السمسميّة المطر

تختلج أغنية ببرعم شوق

يتكوّر تفّاح ببتلات شجّر

تقترف أشجانه المعراجيّة العناوين

غواية الدّم المسفوح

يسري في أفياء الأرض المكلومة

يعرّش زنبقة من الطّين



4



في ذروة الشّوق البروميثيوسي

يرتفع قبس الهتافات

مشاعل تحرق قضبان الزّنازين

تفك سلاسل القهر المعلّقة

في فكّ تنّين أرعن

تطلق عصافير البهجة

شدوها البرتقاليّ

في السّماء الفستقيّة

تنقر في وله محموم

فاكهة الحدائق المشتهاة

توشوش انبجاس نبوءتها الكونيّة

لعربدات الضّوء المنفلق

من أرخبيل الشّمس المتذرّرة

حبّات قمح و رؤى

في مرايا تناهيد الفقراء





5



تنكسر في بحيرة دمعهم

قرون آيائل السّغب الفولاذي

تعلن السّواعد المنكّهة

ببهارات العرق المختلط بأزيز القسّوة

للعالم الموجوع بالتّخمة

أنّ الكون رغيف يابس

يحتفل بطقوس اليتم الأزلي

يرقص في ولائم الدفوف السلطانيّة

يغدق شحوبه على ضمائر

من لفوا ضمائرهم

في تمائم العبوديّة

لا يفك طلاسم تعاويذهم الآسنة

سوى ريشة مغموسة في دم الشّهيد

تختصر مفردات الاشتهاء

في فراشات أسطورية

أجنحتها حدائق حرّية



6



نريدُ

و نريدُ

و نريدُ

هكذا قال الفتيان الأوديسيوسيون

غير أنّ آلناس ساروا في أضغاث دروب

متعقبين شعاعا من هشيم الغروب

اعتقدوا لوهلة أنّهم في درب خلاص

غمسوا أصابعهم

في حبر

من سلافة صدأ الحديد

صفدوا معاصمهم

مرة أخرى

بقيد جديد



7



وحده الجوع

لا يفرق بين الجنّة و النّار

لا يميّز

بين لصوص الأرغفة

و كهنة البترودولار

وحده السّغب المرّ

لا تلتف عليه

حبائل حيّات الحيّل

بين منابر المساجد

و عواصم أرذل الدّول



8



وحده الجوع لا يفرّق

بين الأحكام السّلطانيّة

و الإشارات الرّبّانيّة

لا يعنيه البتّة

إن كان النّاس أخيارا أو كفار

الجوع كافر

حين يغمس هامته بالذّل

لا تمحو قسوته

سوى براكين من النّار





9



لم تكن رُؤيا

و لا عرس رؤاي ما تراءى

من جناز الفراشات الزّهريّة

انّما غبّ مطر

أطفأ سادن الليل

قرص القمر

و باع في سوق النّخاسين

جدائل أقواس قزح

عبأ في قنينة الآسى

عطور الرجاء

انبرى كاهن محتال

يحنّط طيور الحرّيّة

يرسم لها قفصا

في لوحة منسيّة



10



ستائر الغيب القرمزيّ

تنسدل على أقحوانة الشّمس

هي لم تش بفطر العتمة المندسّ

في شقوق الشّغاف

و لا لفّت شال معناها الشّفاف

في عقيق دم الشّهداء

أضاء نزيفه حقول الغمام

انما أرخت خصلات المجرّات

على وجنات شقائق النعمان

كي يسحّ النّدى بدمعه

على دمهم المخبإ

بين الحمرة

و جلال بياض الشاهدات

كي يرفرف يمام شذى عطرهم

في غبطة المدى

عسى سنابل البلاد

تكتنز بحبّات الرؤى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس