الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو أنها فعلت!

أشرف عبد الكريم عبد المنعم

2011 / 11 / 20
الادب والفن


إلى سحر .. وليزعل من يزعل



ممكن أعرف سبب مجيئها إلى هنا الآن قالت بصوت يملؤه الانفعال ، كان رغم انخفاضه يشبه الصراخ ، وعيناها انتفختا كمن خرج من نوبة بكاء طويلة ، لم يكن مجد سوى التظاهر بمشاركتها استغرابها :
- دعيني أشوف .
- يا سلام ! والمطلوب مني أن أجلس هنا وأنت سيادتك معها في لقاء غرامي بالصالة ؟
رددت بتهكم هادئ كي لا أزيد من توترها :
- لا تعالي معي تحرسيني .. لو سمحتِ ابقي في مكانك دقائق حتى أعلم ما الخبر.
نظرت في المرآة وأنا أعدل من ملابسي فلم يفتها التعليق:
- لا ..جميل ولباسك مرتب ، نظرتُ كاتماً ابتسامة كانت ستشعل نيرانها ، وصرفت نظر عن موضوع العطر وخرجت . الأمتار القليلة التي تفصل بين غرفة النوم والصالة سرتها ألف خطوة وارتديت فيها ألف ثوب ، وتناوبت علي آلاف المشاعر والتساؤلات:
- كيف سأبدو لها .. هي بالطبع ستنظر أولا إلى عيني تسألهما عن مدى ترحيبي بهذه الزيارة المفاجئة ، وستنتظر سماع أول كلماتي لتبني على أساسهما مقدار شوقي لها .. يخرب عقلك .. ألم نكن بالأمس معا ؟ ألم نسرق من العمر خمس ساعات قضيناها في وادي الريان وفي الذهاب إليه ، بالأمس لم تخبرني ونحن تحت الشلالات أنها ستزورني ، حتى لما التصقت بي ونحن سائران من الشلالات إلى البحيرة لم تمهد لهذا التصرف ، ترى ما الذي يكون قد حدث في هذه الساعات دفعها للإقدام على تهور كهذا وللمرة الأولى في تاريخ علاقتنا الممتدة لأكثر من ثلاثين سنة تدخل بيتنا؟كاد أهلها يفتكون بي حينما علموا بزيارةتها جارة لنا من صديقاتها رغم أني لم ألتق بها في هذه المرة ، ولكن هذا كان قبل زواجها ثم زواجي بهذه التي تغلي خلفي وتفرك برجلها وكأنها تنتظر مبرراً لافتراس من يبتسم في وجهها.
بالأمس حينما جلست في البحيرات الصافية بوادي الريان ومددت رجلي ّ وقفت هي خلفي تأخذ من مياه البحيرات و تملس بها كتفي لم تشر إلى نيتها تلك ولا لمحت ، ولكنها حينما لفت يداي خصرها طبعت وللمرة الأولى قبلة جريئة دافئة على شفتي .. كيف لما أنتبه إلى هذا التهور الذي جعل الشباب والشابات يرقبون تصرفاتنا ويعدون حركات أطرافنا تحت الماء أو فوقه ، كان هذا هو ما دفغني لأن أطلب منها أن نرحل ، وتعللت بخوفي من التأخير في الطريق فيفتقدها زوجها أو أولادها.
كنت قد وصلت إلى نهاية الممر حينما ارتفع صوت زوجتي فجأة فأفزعني منبهة لي ألا أنسى ( الفينو ) كي تعد للأطفال إفطارهم في الصباح للمدرسة
-: حاضر
-: لا تنس كالأمس .
-: قلت حاضر ..، ولم أغلق باب البيت ورائي في رقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تششيع جنازة والدة الفنان كريم عبد العزيز


.. تشييع جثمان والدة الفنان كريم عبد العزيز.. وتعديل موعد العزا




.. ما اقدرش اتخيل البيت من غير أمى.. كلمات حزينة من الفنان كريم


.. الفنان كريم عبد العزيز يمنع التصوير منعاً باتاً في جنازة وال




.. سكرين شوت | الذكاء الاصطناعي يهدد التراث الموسيقي في مصر