الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنجز والمؤمل :إطلاق سراح عبد العزيز خالد والدور المرتقب للحركة الجماهيرية

عادل عبد العاطى

2004 / 12 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


مدخل:

كنا قد قلنا ابان اعتقال عبد العزيز خالد في دولة الامارات؛ وحين لم يكن مصيره بين التسليم واطلاق السراح معروفا بعد:
"اليوم ايضا يقول العميد خالد لا كبيرة امام كل هذه المؤامرة؛ ويعلن موقفه في ضرورة استمرار النضال؛ ولا ينكسر ولا يتراجع قيد انملة؛ عندما انكسرت القيادات وتخاذل الجميع عنه؛ خائفين او شامتين او متامرين؛ عدا عن قلة قليلة من انصاره ممن يعرفوا قدر الرجل؛ وممن يقدروا اسهامه الوطني وممن لا يخونوا ولا يبيعوا؛ وعدا من ابناء الشعب البسطاء ممن تدافعوا للتضامن معه؛ وممن يتزايد عددهم باستمرار؛ لانهم يعرفوا بحسهم حجم المؤامرة ويعرفوا قدر الرجل؛ ويعلموا انه ان اُخضع او اُذل او قتل؛ فانما الغرض الاساسي هو اخضاعهم واذلالهم في شخصه؛ وهو قتل الحلم الذي عبر عنه ذات يوم." (ثلاثية الهزيمة والمؤامرة والصمود:في اسباب وخلفيات اعتقال العميد عبدالعزيز خالد)

كما كتبنا عندما قررت دولة الامارات العربية المتحدة تسليمه للنظام الفاشي في الخرطوم في صباح يوم التسليم:
"لقد قلنا من قبل ان عبدالعزيز خالد لن يحرره دهاقنة التجمع؛ وقلنا ان الرجل تحوطه مؤامرة كبري؛ وان القائمين بالامر من الطغاة الكبار والصغار والمبيوعين من كل شاكلة ولون؛ يريدوا له مصيرا كمصير اوجلان: اذلال وتدمير؛ جزءا ونكالا علي خروجه من السرب؛ وضربا للحلم السوداني؛ والذي عبر عنه للحظة عبدالعزيز خالد؛ ورغبة في اذلالنا جميعا؛ نحن الذين خرجنا من صفوف القديم ومن حظيرة القطيع؛ فانتفض الكثيرون حينها؛ وقالوا اننا مخربين للصف ومثيرين للفتن ومحرضين ومتطرفين.
اليوم اقول ان قضية عبدالعزيز خالد هي قضيةالحركة الجماهيرية المدنية؛ وهي قضية الاف الرجال والنساء من ابناء وبنات شعبي البسطاء؛ ممن تضامنوا معه في عفوية؛ وممن انتفضوا غضبا للمكيدة؛ وان هؤلاء وحدهم يمكنهم تحويلها الي معركة تقلب السحر علي الساحر؛ وتقلب الطاولة علي كل المتامرين والمنخذلين والمخذلين."

وكذلك خلصنا في نفس المقال الي:
"لا حل لهذا الامر الا بالرجوع للمنبع الذي لا ينضب؛ ولن يصلح اخره الا بما صلح به اوله: الرجوع للشارع والجمهور؛ والاعتماد علي الشعب الواعي والمقهور؛ ولكن محقق المعجزات اذا ما ولينا وجهنا تجاهه؛ وصانع الثورات اذا ما طرحنا عنا الاصنام الصغيرة والكبيرة التي تعطلنا.
في يد الحركة الجماهيرية والمدنية والشعبية؛ يكمن مصير عبدالعزيز خالد ومصير الحلم السوداني؛ في ايادي الطلبة والشباب والنساء؛ في ايادي المهمشين قرونا ؛ في ايادي المتمردين ابدا؛ في ايادي هؤلاء البسطاء الذين رفعوا صوتهم تضامنا مع هذا الانسان؛ رغم القمع الشديد والكذب المدمر والتشويه الفاحش وعدم التنظيم وانعدام القادة وضعف الحال الذي يغني عن المقال." (عبدالعزيز خالد الشاهد والشهيد: مهام الحركة الجماهيرية علي خلفية قرار تسليم عبدالعزيز خالد.)

الآن اقول ان اطلاق سراح عبدالعزيز خالد هو انتصار لهذه الحركة الجماهيرية؛ لاولئك البسطاء من الرجال والنساء؛ الذين رفعوا صوتهم جهيرا؛ حينما انخذل القادة الأقزام؛ وهو انتصار لصوت الشارع الجهور؛ ونبض الشارع الذي لا يموت؛ والذي هو اقوي سلاح في يدنا؛ ومنارتنا ومصباحنا وهادينا في طريقنا؛ لنفرق بين طريق الغلط؛ وطريق الصاح.

لماذا أطلق النظام سراح عبدالعزيز خالد:

سيأتي الينا المرجفون وخفافيش الظلام؛ والمبيوعون من كل شاكلة ولون؛ ليحدثونا كما حدثونا طوال قرابة العام؛ عن مساومات ومفاوضات ومناورات لا نعلم عنها شيئا؛ يلصقوها بالرجل؛ لتفسير واقعة اطلاق سراحه. كما سيأتي مؤلفي قصص الخيال السياسي؛ ومتبني نظرية المؤامرة؛ ليضيفوا التنفاصيل الاغرب من المحال؛ عن ان كل الامر كان صفقة ومسرحية؛ وان اطلاق السراح كان جزءا من هذه الصفقة وتلك المسرحية.

من الناحية الاخري سيتقاطر علينا مؤيدي النظام المعلنين والخجولين؛ ليقولوا ان اطلاق سراح العميد خالد؛ هواثبات لحسن نية النظام؛ وليحجونا عن تعقل النظام؛ وديمقراطيته؛ وانسانيته؛ جديته في التعامل مع الازمة السياسية؛ كما سيجعل مؤيدي التسوية من دهاقنة التجمع وغير التجمع؛ من قضية اطلاق السراح هذه؛ برهانا جديدا علي صحة طريقهم؛ في التفاوض مع لنظام؛ وستنتفخ اوداجهم؛ ويحاولوا ان يجيروها لحسابلهم؛ وهم من هرب مهرولا عندما كان الرجل اسير المحبسين – الاماراتي واللانقاذي- ؛ ولم يسجلوا موقفا يجسب لهم؛ عندما سجله البسطاء من النساء والرجال.

كل هؤلاء وان اختلفوا في المظهر؛ يتفقوا في نقطة واحدة: احتقار الحركة الجماهيرية وانجازها الفذ؛ وعميهم السياسي الذي يجعلهم يخضعون للاوهام؛ ويضخمون الثانوي؛ ويمارسون التبرير والتزوير؛من اجل الكسب السياسي الرخيص؛ ويعملوا علي ان يجيروا اطلاق سراح الرجل؛ ليس لصالح ما انجزه ومن انجزه؛ وهو التضامن الوطني والانساني الواسع الذي حفه به السودانيون والسوانيات؛ ونضال الحركة الجماهيرية والشعبية؛ لصالح اغراضهم الحزبية والذاتية الضيقة؛ ويفسروا الامر ليس كما هو؛ كانتصار باهر لهذه الحركة؛ وانما بمجرد الحيل الصغيرة والتفسيرات العضيرة؛ عن جدية النظام وديمقراطيته؛ او صحة طريق التسوية والتفاوض؛ او عبر نظرية المؤامرة الفطيرة.

ان صقور النظام الذين اصروا علي تسليم الرجل؛ ووضعوا كل امكانيات الدولة في خدمة هذا الهدف؛ والذين اسكرتهم خمرة الانتقام وشهوة التشفي؛ حتي ظنوا انهم يستطيعوا تطبيق نفس السيناريو علي معارضيهعم الاخرين؛ ما لبثوا ان استيقظوا وجائت لهم الفكرة؛ بعد اندياح السكرة؛ فعلموا انهم اضعف من ان يحققوا اهدافهم المرتجاة من اعتقال وتسليم عبدالعزيز خالد؛ وهي اضعاف وضرب الحركة الجماهيرية؛ وتحقيق نصر سياسي لهم؛ في زمن هزائمهم الساحقة والمتكررة.

ان الشكل الوقح والمرائي الذي قدم به النظام هزيمته؛ واضطراره لان يطلق سراح السيد عبدالعزيز خالد؛ في صورة عفو يقدمه رئيس النظام؛ انما يكشف عن حالة ضعف لا حالة قوة؛ فالنظام واقطابه ليسوا من اهل العفو عند المقدرة؛ ولا هم مممن يحق الحق؛ وهم لا يتنازلوا ابدا عن الشر ؛ الا مضطرين؛ لذلك فان شكل العفو قد كان هو الشكل الوحيد لحفظ ماء وجه النظام؛ وتحقيق نقاط اضافية يمارسوا بها دجلهم السياسي والاعلامي؛ بتصوير انفسهم كنظامجاد ومسؤول؛ ويحاولوا بها ممارسة ابتزازهم المعلن والخقي للوطنيين؛عندما يتحدثوا عن امكانية الرجوع عنه في اي لحظة؛ والعودة لاضابير القضية.

اننا نقول اليوم كما قلنا بالامس وكما سنقول غدا: ان هذا النظام يخاف ولا يخجل؛ وقد خاف النظام فعلا من تداعيات قضية اعتقال وتسليم عبدالعزيز خالد؛ ومن انقلاب السحر علي السحر؛ وبدت له الهزيمة كامنة؛ في ثنايا الا نتصار الصغير الذي ظنوا انهك قد حققوه؛ بقرار التسليم؛ وارتعب النظام جدا؛ من تجذر المزاج المعارض والمعادي له وسط الحركة الجماهيرية؛ ومن الامكانيات الضخمة الكامنة فيها؛ ومن دعوات مواجهته بحسم وجدية ومثابرة؛ وارتفاع شعارات اسقاطه من جديد؛ ومن ان تصيح قضية عبدالعزيز خالد؛ علي علاتها وعلي علات الرجل؛ الشرارة التي يمكن ان تساهم في اشعال لهب الانتفاضة الشعبية؛ والتي يخشاها النظام واقطابه؛ كما لا يخشوا الشيطان او الله .

في كل هذا نقرأ الاسباب الرئيسية لقرار اطلاق سراح عبدالعزيز خالد ؛ ونحن وان وصفنا ونصف النظام باسؤا الصفات مما هي فيه؛ من التسلط والعنف والحنث بالعهود والتآمر والمعاداة لكل خيِّر وجميل؛ الا اننا لا ننكر عليه صفة الدهاء السياسي؛ وقرائته المتقدمة للاحداث؛ والتي تفوق قراءة تجار المعارضة الرسمية بمسافات؛ وتسبقها بقرارات ومناورات متعددة؛ تريد كلها ان تثيت من مواقعه المترنحة؛ وان تكسبه قوة ليست له؛ ومشروعية لا يملكها؛ وتجعله يحتال علي عدوه الاكبر؛ وهو الحركة الجماهيرية الناهضة رغم التبعثر وانعدام القيادات؛ ولكن هيهات ومحال؛ فدون ذلك خرط القتاد .

الحركة الجماهيرية والانتصار المنجز:

عندما اتحدث عن الحركة الجماهيرية بوصفها العامل الرئيس في تحقيق الانتصار السياسي علي الانقاذ؛ باطلاق سراح عبدالعزيز خالد؛فانا اقصد كل الجهد الشعبي والجماهيري؛ المدني والسياسي؛ في داخل السودان وخارجه؛ والذي تتابعت موجاته وتضافرت فروعه؛ لتنبئ عن نهر هادر؛ حاول النظام ان يستبق فيضه باطلاق سراح عبدالعزيز خالد.

ارصد في قلب هذه الحركة الدور الفاعل لجماهير الشباب والطلاب في السودان؛ ممن تبنوا القضية منذ البداية؛ وجعلوها هما يوميا؛ وتواترت مواقفهم الصلبة وتتابعت كل يوم؛ مما ادي بالنظام الي الي البدء في حملة اعتقالات شملت الخرطوم وكسلا وبوتسودان؛ كما ارصد منها التحدي الكامل للنظام وآلته القمعية؛ في الحشد الذي تم في مطار الخرطوم يوم تسليم العميد خالد ووصوله في 24 نوفمبر 2004.

كما ارصد في وسط هذه الحركة؛ جماهير النساء السودانيات؛ في داخل السودان وفي خارجه؛ ممن ابدين مواقف صلبة تضامنا مع العميد عبدالعزيز خالد؛ وارتفعت اصواتهن في النظاهرات التضامنيبة وعبر الكتابة في الصحف وبالشبكة العالمية وعبر انخراطهن في الجهد القانوني لدعم قضية عبدالعزيز خالد؛ مما يكشف عن الامكانات الذاخرة الكامنة؛ وسط نصف الشعب السوداني الاكثر تهميشا؛ وذلك رغم ضعف الحساسية اللغوية تجاه دور النساء في مخاطبات العميد عبدالعزيز خالد ؛ والتي نقلت عنه اثناء قترة اعتقاله في الامارات او السودان.

كما ارصد وسط هذا الجهد الكبير المساهمة القانونية للمحاميين والقانونيين السودانيين الديمقراطيين؛ ممن تبنوا قضية العميد خالد من البداية؛ وحملوها كقضية اساسية للحريات وفي المعركة ضد ممارسات النظام؛ وانضمام اعداد جديدة من القانونيين لهيئة الدفاع يوميا؛ او استعدادهم لذلك؛ حتي وصل عدد المتبرعين بالدفاع عن عبدالعزيز خالد فوق المائة محام؛ كما جاء برصد بعض الصحف.

كما لا يغيب هنا الدور الذي قامت به الحركات السياسية الديمقراطية؛ والتي تضامنت مع العميد بالكلمة المكتوبة وبالمشاركة في مختلف النشاطات التضامنية؛ ومن بينها حركة القوي الديمقراطية السودانية الجديدة (حق) والجبهة الوطنية الافريقية ( ANF) والتحالف الوطني السوداني وجناحه الطلابي والنسوي؛ ممن اصدرت بيانات جماهيرية تتضامن مع العميد؛ وكذلك اسهام مختلف الكوادر والقيادات من غيرها من الحركات والاحزاب والتنظيمات السياسية الوطنية في حملة التضامن مع العميد والنشاط من اجل اطلاق سراحه.

وهناك ايضا النشاطات التي تمت تحت شعار الحملة المدنية لاطلاق سراح عبدالعزيز خالد؛ والتي صاغت مذكرة للسلطات الاماراتية وقع عليها اكثر من الف مواطن منداخل السودان وخارجه؛ رفعت الي سفارات دولة الامارات؛ وخاطبت التجمع الوطني الديمقراطي والجهات المهتمة؛ كما قامت بالمشاركة في تنظيم العديد من النشاطات التضامنية بالخارج والتنسيق مع النشاطات المشابهة بالداخل؛ واسهمت في الجهد القانوني والاعلامي وفي نقل القضية لمنظمات حقوق الانسان العالمية.

كما لا يغيب هنا الاشارة لدور عشرات المثقفين والصحفيين الوطنيين والكتاب والادباء؛ ممن كتبوا مئات المقالات والاحبار والتعليقات الصحفية والقطع الادبية عن القضية؛ وناقشوا جوانبها المختلفة؛ وساهموا في ان تصبح واحدة من قضايا الراي العام السوداني؛ التي يتابعها باهتمام؛ واسهموا في ان تصل للاري العام الاقليمي والعالمي؛ وتكاد تصبح احد قضاياه المهمة.

لكل هذه الشرائح من الحركة الجماهيرية والشعبية دور كبير في هذا الانتصار؛ لا يستهان به؛ وتجاه مئات والاف المواطنين ممن انضموا لهذه الحملة في مختلف تجلياتها؛ الا املك غير الاحترام العميق والانحناء امام ذلك الجهد الكبير؛ وخصوصا في ظل انعدام وجود مراكز وطنية للتنسيق بين تلك العناصر وتلك الاطراف؛ وتراجع وترهل القيادات التقليدية لمنظمات الحركة الجماهيرية؛ والغياب شبه الكامل لمنظمات حقوق الانسان السودانية من تلك الحملة؛ والموقف المتخاذل بل ربما المتواطئ؛ الذي وقفته قيادات الحركة السياسية السودانية الرسمية؛ وخصوصا في قيادة التجمع الوطني الديمقراطي؛ من هذه القضية والتي كانت معركة مفتوحة ومهمة مع النظام؛ تراجع عنها هؤلاء دون انتظام.

المطلوب والمؤمل من عبدالعزيز خالد:

أننا ونحن نحتفل بهذا الالنتصار علي نظام الانقاذ؛ فاننا لا ننسي توجيه رسالة قد استشففناها في مبادرات وهمهمات وافصاح مختلف العناصر والكوادر والشرائح التي دعمت قضية العميد عبدالعزيز خالد؛ في خلال الشهور الثلاثة الماضية؛ والتي يبدو من الواجب ابلاغها للسيد العميد؛ وهو قد حصل علي الحرية النسبية؛ في وطن لا يزال سجينا؛ هذه الحرية التي نرجعها اساسا لنضال اولئك الناس من ممثلي الحركة الجماهيرية والشعبية.

ابلاغنا لهذه الرسالة ياتي من واقع ان الجماهير اذ تقدم وتعطي؛ فهي ايضا لها حقوق؛ وهي اذ قامت بالواجب؛ فانها تؤمل من السيد خالد ان يقوم بواجبه في المقابل؛ ولادراكنا لحجم الضغوط التي يمكن ان تواجه السيد عبدالعزيز خالد؛ وهو قد خرج مثخنا بالجراح الجسدية والنفسية؛ ولا يزال النظام يمارس عليه الضغط والابتزاز؛ وتنظيمه السياسي مشلول بالانقسام؛ وعناصره مشتته ومطاردة ما بين ارتريا واثوبيا والسودان.

هذه الجراح وهذه الضغوط وهذا الضعف المبين؛ لا يمكن حلها ومواجهتها الا بالاستناد علي الحركة الجماهيرية؛ والا بالانخراط فيها ؛ والا بالابتعاد عن طريق الممارسة السياسية التقليدية؛ ولن يتحقق هذا الا اذا التزم السيد العميد بتنفيذ حزمة من المواقف والسياسات والمبادرات؛ والتي تكررت المطالبة بها كثيرا اثناء حملة التضامن معه؛ ومن قبل المتضامنين انفسهم؛ الحريصين عليه وعلي الوطن؛ والتي قد رصدناها في المطالب التالية:

• الاعلان الواضح والصريح والكامل؛ عن كل سجلات تنظيم قوات التحالف السودانية؛ في مجال حقوق الانسان والمواطن؛ خلال العشرة سنوات الماضية؛ وكشف كل الملفات فيما يتعلق بتلك القضايا؛ في شفافية ووضوح؛ والتعاون غير المشروط؛ مع كل الجهات المهتمة بتلك القضايا؛ ومع اسر الضحايا؛ وتحمل كل المسؤولية السياسية والاخلاقية والمدنية والجنائية؛ عن اي انتهاكات تمت تحت قيادته لحقوق الانسان سواءفي داخل تنظيمه او تجاه الاسري او المدنيين.
• اعلان اسماء كل الشهداء؛ ممن استشهدوا وهم يؤدوا الواجب الوطني؛ مناضلين في قوات التحالف السودانية؛ او متعاونين معها؛ واشهار الامر الي اسرهم؛ ونقل وصياتهم الاحيرة؛ واعلان اماكن دفنهم؛ وتسليم اي نتعلقات تخصهم؛ الي اسرهم ؛ كما كشف سجلات كل الاسرى عند قوات التحالف؛ وكذلك كشف كل المعلومات عن الجرحي والمفقودين.
• ايلاء كل الاهتمام؛ بقضية اعضاء قوات التحالف السودانية؛ المعتقلين في السجون الارترية او عند الجناح المنشق عليه؛ وكذلك الاعضاء المفقودين في ارتريا وعلي الحدود السودانية الارترية؛ والسودانية الالاثويبة؛ ووضع كل الامكانيات لحل هذه الازمة الانسانية والوطنية التي يعاني متها اولئك المناضلون.
• ايلاء كل الاهتمام؛ بقضية مواطني المناطق المتاثرة بالحرب؛ والتي نشطت فيها قوات التحالف السودانية؛ من مهجرين ولاجئين وجرحي ومفقودين؛ ومحاولة جل كل مشاكلهم؛ ومن بينها الرجوع للسودان واستعادة حقوقهم المنتهبة؛ وكذلك الاهتمام باعادة تاهيل وحل مشاكل اعضاء قوات التحالف السودانية؛ العائدين للسودان من ارتريا واثيوبيا وغيرها.
• ممارسة النقد الذاتي؛ فيما يتعلق بالممارسة السياسية لقوات التحالف السودانية؛ والتي اوصلتها الي ازمتها القائمة؛ وتحمل المسؤولية السياسية والاخلاقية عن ذلك؛ والتعاون بكشف كل خفايا وقضايا ادارة ذلك التنظيم؛ امام المؤرخين والصحفيين والمواطنين؛ والاعتذار العلني ورد الاعتبار لكل الاعضاء والمقاتلين والمؤيدين والمواطنين والحركات السياسية؛ ممن مورست ضدهم ممارسات الاقصاء والابعاد وانتهاك الحقوق واغتيال الشخصية الخ الخ .
• تطوير الخطاب العام لحضرتك؛ فيما يختص بقضايا المراة السودانية؛ ودورها الهام الحالي والمرتقب في الحياة العامة؛ وخصوصا فيما يتعلق بلغة المخاطبة الجماهيرية؛ والتي تستبعد النساء في مرات كثيرة؛ وكذلك الاعتذار عن اي تعبيرات نسبت لكم؛ تفيد الحط من قدر المراة السودانية؛ او مناضلين ومواطنين سودانيين؛ (المعزات الثلاثة ومكتب خارجي نصفه امراتان) ؛ وتوضيح حيثياتها علي الاقل.
• رأب الصدع في علاقتكم وتنظيمكم مع مختلف العناصر والقوي الديمقراطية والجديدة والليبرالية؛ سواء التي عملت معكم سابقا في صفوف قوات التحالف السودانية؛ او تلك التي رغبت في التعاون من قبل؛ او مختلف القوي ذات الاجندةالوطنية؛ التي تباعدت بينكم وبينها الشقة؛ لمختلف الاسباب؛ في الفترة الفائتة.
• عدم الخضوع لاي ضغوطات من قبل النظام؛ تعلق استمرار حرية حضرتك؛ بتقديم تنازلات لصالحه؛ او البدء في مفاوضات منفردة معه؛ وعدم قبول اي شكل من اشكال الدعم من قبل النظام لشخصكم او تنظيمكم؛ ةالالتزام بمنهج المعارضة الديمقراطية للنظام؛ حتي اسقاطه تماما اوتفكيكه؛ بناء علي توازن جديد للقوي ؛ يتم باستنهاض الحركة الجماهيرية؛ وانتقالها الي مواقع الهجوم؛ وتحقيق انتصارات حاسمة علي النظام.
• اتخاذ موقف واضح ومبدئي من المحاورات والمفاوضات الجارية في مختلف المنابر؛ والتي تمارس من قبل النظام دون نية حسنة؛ وباسقاط للقضايا الاساسية للمواطن السوداني؛ وتركيزها علي اقتسام الامتيازات والكراسي ؛ وعلي تثبيت قواعدالنظام المترنح واعطائه شرعية زائفة يفتقدها.
• اتخاذ موقف واضح من العلاقة مع التجمع الوطني الديمقراطي؛ هذا الجسم الذي اصبح معطلا للنضال الديمقراطي السوداني؛ والذي يخوض التفاوض مع نظام الخرطوم بسقف منخفض للغاية؛ والذي يتخذ مواقفا معادية باستمرار للمراة السودانية؛ والذي اهد ر ولا يزال يهدر فرصا نادرة لمواجهة النظامالقائم؛ نتيجة لبنيته غير الديمقراطية والمساومة حول قضايا شعبنا الرئيسية.
• اتخاذ مبدأ الوضوح والشفافية وتطويرها في العمل السياسي والجماهيري؛ وعدم اخفاء الحقائق عن المواطنين؛ في كل القضايا العامة المتعلقة بشخصكم او تنظيمكم او العلاقة مع مختلف القوي؛ وتكريس ممارسة سياسية جديدة تقوم علي تجاوز سياسة الصالونات والاتفاقات الفوقية وما وراء الكواليس.

الدور المرتقب للحركة الجماهيرية:

ان الانتصار السياسي الذي حققته الحركة الجماهيرية والشعبية في قضية عبد العزيزخالد؛ وبغض النظر عن تحقق المرجو فيه والمؤمل من قبل السيد عبدالعزيز خالد؛ او عدم تحققه؛ فانه أثبت ان لها دورا كبيرا مرتقبا ومستقلا؛ في مستقبل الحياة العامة السودانية؛ ينبغي ان تعض عليه كوادرها وطلائعها وتنظيماتها بالنواجز؛ وتطرق علي الحديد وهو ساخن؛ وذلك في المحاور المهمة التالية:
1. تبني قضية السلام العادل والشامل في السودان؛ وعدم تركها في ايدي النخب السياسية الحاكمة والمعارضة؛ ورفض اسلوب الصفقات الفوقية والاتفاقات التي تتم من وراء ظهر المواطنين وباسقاط حقوقهم ومصالحهم؛ وتحويل واجب ايقاف الحروب الاهلية؛ ومحاسبة المتورطين في جرائم الحرب والجرائم ضدالانسانية وانتهاكات حقوق الانسان؛ واعادة بناءما خربته الحرب؛ لاحدي اجندة الحركة الجماهيرية الاساسية.
2. متابعة قضية الحريات الاساسية وحقوق الانسان والمواطن؛ كاحد اهم القضايا في اجندتها الوطنية؛ وذلك بمواصلة وتقوية الضغوط والحملات والنضالات لاطلاق سراح جميع المعتقلين والمسجونين السياسيين في السودان؛ وكذلك السودانيون المعتقلون خارج حدوده؛ وفضح ومحاربة كل الممارسات التسلطية والقمعية للنظام.
3. النضال من اجل اعادة تنظيم منابر الحركة الجماهيرية – المدنية والسياسية -؛ علي اسس ديمقراطية ونضالية واضحة؛ وعبر الشفافية الكلملة ومبدأ المحاسبة؛ والاستناد علي نشاطات ودور قوي الشباب والنساء والهمشين؛ في عملية اعادة التنظيم تلك؛ وكذلك تفعيل دور المهجر في تلك الحركة؛ وترك السلبية وانتظار الخلاص في اعمال عسكرية مغامرة؛ او عبر بوابة الاتفاقات الانتهازية والفوقية مع النظام الفاشي.
4. الانتقال لمواقع الهجوم ضد النظام علي كل الجبهات السياسية والفكرية والاعلامية والاجتماعية؛ فضحا لسياساته وتصديا لجرائمه وكشفا لاقطابه وابواقه وتضليله ودفاعا عن ضحاياه وعملا علي عزله خارجيا وداخليا.
5. طرح واجب اسقاط النظام؛ او تصفيته وتفكيكه تماما؛ عير اليات نضالية جماهيرية؛ تكون في وسطها الانتفاضة الشعبية خيارا مقدما؛ كمطلب ممكن التحقق وواقعي التنفيذ؛ وتوفير كل الجهود واطلاق كل المبادرات وتحريك كل الحوار؛ في هذا الاتجاه ومن اجل تنفيذ ذلك الواجب.
6. اطلاق الحوار والبحث حول القضايا المفصلية للازمة السودانية؛ وهي قضايا التحول الديمقراطي وتطوير الموارد وتوزيعها العادل؛ وعلمانية الحياة السياسية والاجتماعية؛ وضمان الحريات الفردية والعامة؛ وقضايا الحكم اللامركزي واحترام الثقافات السودانية والتنوع السوداني؛ وتمكين وتقوية المراة السودانية؛ وازالة الغبن والتهميش الاقليمي والقومي؛ باعتبارها قضايا الساعة الملحة؛ ورصد انجاز برامج كل الاطراف الفاعلة؛ ومحاسبة ومسائلة كل القوي القائمة؛ علي اساس الموقف العملي منها.

وفي كل هذا الجهد النبيل؛ وتعزيزا لهذا الانتصار الكبير؛ وفي طريق الانتصارات القادمة؛ وامام سيل الفرص والامكانيات الكامنة؛ وفي مواجهة التحديات الكبيرة والخطيرة ولكن غير المستحيلة؛ فليناضل المناضلون وليتنافس المتنافسون!!



عادل عبدالعاطي
18- 19 ديسمبر 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل