الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تصحح الثورة المصرية مسارها ؟( 1 )

جورج فايق

2011 / 11 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أنحرفت الثورة المصرية عن المسار الذي أراده من قاموا بها
و حادت الثورة المصرية عن الأهداف التي رسمها الثوار في خيالهم
فكان شعار الثورة المصرية ( عيش _حرية _عدالة أجتماعية )
نادى بهذا الشعار شباب حرغير منتمي لأي حزب أو تيار نزلوا لميدان التحرير و غيره من ميادين المحافظات يتظاهرون بصدور عارية من الدروع و أيدي خالية من أي سلاح ألا حماسهم و أحساسهم بالغضب النبيل تجاه ما ألت إليه أحوال مصر على يد العصابة التي كانت تحكمها و جعلتهم يفقدون الأمل في مستقبل مختلف عن ماضيهم الأسود و حاضرهم الحالك فنزلوا للميادين يثورون و يحتجون باحثين عن مستقبلهم الضائع في ظلمات فساد النظام
حاربهم النظام الفاسد بأعلامه المتعفن لأثارة الشعب عليهم مصورهم بأنهم بضعة عشرات و أحياناً بضعة مئات مأجورين خونة وعملاء يأكلون كنتاكي بالميدان و يلهون مع البنات و يوقفون أحوال البلاد و العباد و يريدون خراب مصر التي خربوها هم من عقود
حاربهم بالرموز الدينية الذين أصبحوا أداة من أدواته و حواشي من حاشيته فحرم عملاءه السلفيون الخروج عن الحاكم و طالب باقي الرموز الدينية الشباب بالرجوع و فض أعتصامهم لأرضاء النظام الفاسد ثم عادوا و أيدوا الثورة و أهدافها بعد سقوط مبارك بمنظر مخزي أظهر ضعفهم و نفاقهم
و يخرج معظم فنانين و مفكرين النظام بأعلام الدولة الفاسد يناشدون الشباب الثائر بالرجوع إلى عقولهم و أخلاء الميدان لأن مصر في مأساة صورتها أحدهما أن محلات البيتزا و الكباب مغلقة و عمال الدليفري يخشون المشي في الشوارع الغير أمنة
ثم قابل النظام الثوار بالهروات و العصي الغليظة و الرصاص الحي و المطاطي و قنابل الغاز و المدرعات والجمال و البغال لم يخافوا الثوار و أستمروا في ثورتهم يحافظون عليها و يدافعون عنها بكل قوتهم لأنها كات بمثابة فرصتهم الأخيرة للحياة في هذه البلد بحرية و كرامة أو الموت بشرف ما بعده الشرف فالموت قادم قادم لكل إنسان فلما لا يجعلوه موت بشرف و كرامة لذلك أستمروا في ثورتهم الشريفة
لم ينخدعوا بكلام مبارك الحنون و لهجته المنكسرة ووعوده الزائفة بالأصلاح و ترك السلطة و عدم التوريث لأنهم يعرفون هذا الثعلب جيداً و نظامه المتوحش فكل ما كان يريده الظام فرصة فقط ليعيد ترتب صفوفه ليبتلع الثوارو ثورتهم و حلمهم الوليد ليلقي بهم في ظلام سجونه و معتقلاته كما أعتاد أن يفعل مع كل من يعارضه أو قتلهم و قتل حلمهم
ثم التقي مدير مخبارته و نائبه الذي كان يعول عليه لأنقاذ نظامه من مصيره المحتوم فالتقى سليمان مع رؤساء الأحزاب و جماعة الأخوان و بعض شباب الثورة محاولاً بكل الطرق أن ينقذ النظام و ركز جهوده على جماعة الأخوان المسلمين لأنه يمثل الطرف الأنتهازي الذي فقط يريد تحقيق مصلحته دون النظر لأي أعتبارات أخرى و عقد معهم أجتماعات سرية وافقوا خلالها على الأنسحاب من الميدان مقابل الأعتراف الرسمي بهم و تكوين حزب لهم لأضفاء شرعية على جماعتهم الأرهابية و لكن لم يشاء الله أن يضيع مجهود الثوار الحقيقيون بسبب خيانة فصيل لهم أشتهر بخيانته وأتهازيته على مدى تاريخهم
و أستمرت الثورة رافضة الجزرة التي جاءت بعد تجريب العصا و لم تفلح إلى أن هدد الثوار بماهجمة قصر الرئاسة فذاع نائب الرئيس تنحي مبارك في مشهد درماتيكي ما كان يتمناه و أعلن تكليف المخلوع للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد
فأحتفل الثوار بتنحي المخلوع أملين في أنتهاء معانتهم مع نظام ديكتتاوري فاسد نجح في أفساد كل شيء بما فيه أفساد الضمائروالذمم و العقول وهذا أشر ما فعل
لكنهم كانوا ضطرين لتصديق المجلس العسكري و منحه الثقة لأنه زعم أنه أنحاز لثورة الشعب و أقر بشرعية مطالبهم و من ثم طالبهم بأخلاء الميدان ليبدأ البنيان فأمتثل معظم الثوار و رفض بعضهم أخلاء الميدان ألا عندما تتحقق مطالبهم فتم أخلائهم من قبل الشرطة العسكرية بنفس طرق الشرطة المدنية مضاف اليها العصي المكهربة و تم التماس الأعذار تلو الأعذار و لم يتغير شيء نفس القمع و نفس قانون الطوارئ و المحاكمات العسكرية للمدنيين و حبس النشطاء بمحاكمات سريعة لم نرى مثلها للرموز الفساد و زراعيه في البلاد مما جعل الناس يتسائلون لماذا ؟ مازال الأنفلات الأمني في كل أنحاء الجمهورية و البلطجية و المسجلين يعبثون في الأرض فساداً و لا يتم القضاء عليهم رغم أن الشرطة بمساعدة القوات المسلحة قادرة على جمع كل هؤلاء الفسادين و تقديمهم للمحاكمة مثلما تفعل مع الثوار
فلما يتركون البلطجية و الأشقياء يفعلون ما يحلو لهم بل أيضاً يستخدموهم لأضفاء شرعية لمهاجمتهم الثوار و المعتصمين و لضربهم و يخرج إعلامهم الفاسد بجملة ثابتة أن بعض المواطنون الشرفاء أنضموا للجيش أو للشرطة في محاربتهم للثواروالمعتصمين و هؤلاء تجدهم يحملون طوب و أسلحة بيضاء و مولتوف ليعتدوا على الثوار و يمنحوا لقب مواطنين شرفاء أنضموا لفض أعتصام عشرات أو مئات لأنهم يعطلون عجلة الأنتاج










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين