الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات الأحد و صناديق الجمعة !!

محمد المراكشي

2011 / 11 / 20
كتابات ساخرة


برغم الكم الهائل من المشاعر الحزينة التي تستوطنني تجاه اسبانيا الديمقراطية و نموذجها الآيل إلى السقوط تحت وطأة الشارع الاسباني الغاضب من نظامه الذي يحتاج للتغيير ،و برغم الرغبة القديمة لدى الديمقراطي القابع في دواخلي في أن نصل و لو ظفر ما وصلته اسبانيا في عقود ما بعد فرانكو،إلا أني أجد متعة و أنا اترقب نتائج اقتراع الاسبان اليوم أكثر من انتظاري لمرور يوم اقتراع المغاربة !
الأكيد من كل هذا أن اسبانيا –فعلا- تنتخب ،بينما نحن سنذهب فقط لتعلم رمي الأوراق في صناديق زجاجية ! ففي جارتنا الشمالية لم نسمع على مدى الأسبوعين السالفين أن راخوي الذي سيفوز حتما بشر الناس في بلده بمئات الآلاف من مناصب الشغل كما يفعل جهابذتنا السياسيين ! كما لم نسمع ان مرشحا يمينيا أو يساريا أولم على شرف منتخبيه أو حتى رمى أوراق برنامجه من سيارة في الشارع ليتعب عمال النظافة في صباح الغد ! كما أننا لا نجد في انتخابات الأحد الإسباني مصطلحا جهنميا مثل بوشكارة !
تمر الأمور في هدوء ، نعم..و تمر في حزن لأن الجميع وصل بالأكيد إلى نتيجة واحدة مفادها أن ديمقراطية اسبانيا وصلت إلى الحد الذي يفرض تغييرا في منظومتها ! و ان الذي يحكم اسبانيا ليس ساباتيرو و لا راخوي بل هي البنوك الأوروبية من بلاد ساركوزي والأخت ميركل ! لذلك خرج الناس في تظاهرات تدعو إلى تغيير النظام الاقتصادي والاجتماعي الذي كرسته ديمقراطية اسبانيا الحديثة !
تمر الأمور في هرج هنا ،فجو الولائم يدعو إلى الشك الذي يراود الناس حول الأزمة ووجودها من الأصل ! تسمع عن ملايير ممليرة خصصها بوشكارة العتيد لحملته الانتخابية التي ستأخذه لبرلمان ينام نصف نوابه ،بينما يفضل الآخرون النوم في بيوتهم حتى لا تتلقفهم كاميرات المصورين ! جو مشحون في أماكن بين مرشحين يستميتون في الوصول إلى مقاعد يبدون غير ملمين بأهميتها و خطورة دورها ! بل ربما أن أكثرهم لا يميز بين مقاعد التشريع و أي مقعد في البيت أو في حمام مقهى !
تبدو اسبانيا في عز أزمتها وهي على دراية تامة بخطورة الموقف ، فهي تنتخب ..ونصفها يرى اللاجدوى ليجلس في بيته المتداعي يمضي يوم عطلته الأسبوعية كأي يوم عادي.. ويبدو المغرب و كأنه يدخل مرحلة من الرخاء الذي ترسمه أحزابه الثلاثون المتناحرة من أجل مقاعد لن تغير ولن تقدم ! فبينما نعرف نحن أن راخوي الذي يكتسح بيمينه مؤسسات اسبانيا مغاير في نظرته للمغرب و حكمه عن سابقه ،نعرف كذلك أن راخوي لا يهتم لمعرفة من من الثلاثين حزبا سيحكم المغرب في السنوات المقبلة !
هناك فرق ،هناك مسافة بين عطلة الأحد التي يأخذ فيها الاسباني قراره بمفرده أو ينظر إلى نتائجه في التلفزيون ليصبح على عمله في هواء جديد ومعالم حياة واضحة ..و تسهيلات الجمعة التي تمنحنا وقتا لإلقاء النظرة على أولى رياح الديمقراطية التي لم يصل منها بعد إلى بلادنا سوى صناديق من زجاج !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر