الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الوحدة الفلسطينية

جورج حزبون

2011 / 11 / 20
القضية الفلسطينية



لم تعد وسائل الاعلام مهتمة كما كانت بالقضية الفلسطينية ، قد يكون بسبب وجود امور اكثر سخونة ، وتشويقاً ومتابعة للمواطن العربي ، او لان هذه القضية المزمنة ، تعود عليها الاعلام والجمهور ، كونها مأزومة وذات ابعاد معقدة ، وليست مرشحة للجديد او للمثير ، وهي قضية طالت بالزمن ، واصبحت الشعوب العربية تجد فيها عقبة استغلها الحكام للتسلط على شعوبهم ونهبها ، تحت ذريعة التحرير والقضية وما شابه من شعارات .
أن الظلم والاستبداد الذي تعرض له الجمهور العربي غير مسبوق ، وان التخلص منه حاجة ملحة ، ومقدمة على كل ما عداها ، صحيح ان القضية الفلسطينية هي نتاج معادلة استعمارية لفصل الشعوب العربية ، وان حلها كفيل بسحب الغطاء عن اي نظام يختبئ تحت تلك العباءة ، لكنه لم يبقى مقبولاً ان يستمر البقاء تحت القمع والتخلف ، ومشاهدة ذلك العقم الفكري المعزز وهابياً ، بالسلفية ، والاخوانية وغيرها ، في انتظار الحل الفلسطيني ، وربما تكون وجود بلدان عربية ديمقراطية ، عصية على التساوق الاستعماري وتحديداً الاميركي ، مناسبة جدية لا حداث انقلاب في اسلوب التعاطي مع المحتلين الاسرائيلين ، ويضعف غطرستهم ، ويفرض عليهم النزوع الى القبول بحل الدولتين .
أدرك الفلسطينيون انهم يدخلون الى مأزق سياسي عميق ، فالغطرسة الاسرائيلية مبنية على الدعم الاميركي ، وعلى ان الوطن العربي لديه همومه وما هو اكثر اهمية الان ، وبذلك يقف الفلسطينيون وحدهم يواجهون عداء أميركا وإسرائيل ، ومتضامنين مع الشعوب العربية من اجل التغير الذي قد يمتد به الزمن الى سنوات حتى يستقر ويعود قادراً على إسناد جدي للنضال الفلسطيني .
مع كل الحق للنشاط الدبلوماسي الفلسطيني وصوابية تلك الاجراءات ، فقد ادت الى لفت الانتباه لاهمية العنصر الفلسطيني في معادلة ما يخطط له في اليوم الثاني من اسقاط الحكام العرب ، واعاة توزيع تلك البلدان حسب الاثنيات او حسب المذاهب ، او حتى تنصيب قيادات جديدة قد تكون بمعاير اسلامية ، في ظل التداعي العام والتهويش للاسلام المعتدل ، وكان الحديث يدور عن عقيدة يمكن ان تفرق بين ما تؤمن به ، وبين ما تحكم به ، ومع ذلك بدا التحالف الاميركي والاوروبي يعقد تحالفات او علاقات مع التيار الاسلامي ، تحت مبرر انه الاعرض والاوسع ، وان المهم لديهم استمرار ذلك الاستقرار ربما الاسواق والنفط واسرائيل في طرق مأمونة .
وانتبه الفلسطينيون الى اهمية التمزق والتشتت في الخطاب السياسي ، والى اهمية توحيده ، بالضفة وفي غزة ، فان كان السلطة الوطنية تعيش الأزمة وتعقيدات المرحلة وتسعى الى ابقاء فلسطين على خارطة السياسية الدولية والاقليمية ، فان حركة حماس الاسلامية ، اصبحت تدرك ومن ورائها في الحركات الاسلامية ، ان خطاب المعارضة غير خطاب الحكام ، وان سهولة الاعتراض ليس بمستوى تعقيدات السياسية ودهاليزها ، تم انهم محكومون بالسوق العالمي الواحد، وهم معرضون لاية متغيرات سياسية على طريقة ما يجري اليوم في سوريا ، بان تؤثر على مسلكهم وتعيق حركتهم ، وان التحالف الخارجي بما فيها ايران له حساباته ماليا وسياسيا ، وكذلك فان دوام الحال من المحال .
فبدأت في الساحة الفلسطينية التحضيرات الاعلامية عن حسن النوايا والاخلاص والاولويات ، وان الوحدة صخرة التحرير ، وما الى ذلك من مقتضيات الحال ، الى جانب المدائح لشخصيات قيادات فتح وقيادات حماس ، وتناسى الجميع ما كان قد سلف من اتهامات التي ان كانت باطلة فهي تضليل للجمهور ، وان كانت صحيحة فلا يجوز الانتهاء منها عبر تصالحات عربية خبرناها بين الزعماء العرب لسنين طويلة لم تنجح الا في التضييق على الشعب والاستهتار بوعيه ، ومع عدم التقليل من اهمية انهاء الانقسام بين الضفة والقطاع ، والتي ظهرت وكان فتح تملك الضفة وحماس تمك قطاع غزة ، فان التراجع عن هذا السلوك هو الخطوة الاولى لمدى جدية العودة الى برنامج وطني موحد بعيداً عن الشخصنه ، وكان الخلافات وقعت بين شخصيات لها ابعاد مصلحية ، فالناس تتفق على غاية وهدف ، وليست الانتخابات في حد ذاتها غاية ، فالخلافات نشئت على خلفية سياسية ، والدليل ان الاطارات السياسية الاخرى لم تدخل تلك الدائرة مما اوحى وكأنها خلافات شخصية ، ثم التنازع بين فتح وحماس على المكاسب، وعبر المفاوضات اظهر نزعة تقاسمية اقرب الى نزاعات القبائل منها الى تنظيمات سياسية مناضلة .
رغم الادراك بصعوبة المرحلة السياسية ، وتأثير هذه الصعوبات على الجميع ، ودفعهم الى الالتقاء ، فان كان اللقاء على حسن النوايا ، وهو ما يذكرنا بالمصالحة التي جرت بين جمال عبد الناصر والملك حسين عشية حرب عام 1967 ، فمجرد ان اخذ الحسين الطائرة الى القاهرة ، وعانق الرئيس ، انتهاء كل شيء ، واعاد معه احمد الشقيري والجنراك علي عامر ليسمى قائد المنطقة الشرقية وقبل المعركة بايام ، وهكذا خسرنا الحرب بغض النظر عن تفاصيل في جوهرها تقول ان المصالحة كانت امر واقع ، لم يكن ممكناً الفكاك منه ، وعدنا فيما بعد الى المربع الاول .
ويقال ان الاتفاق سيكون على تحديد مواعيد الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية ، وهذا جيد لكن اليس للشعب الفلسطيني مؤسسات ، وتستحق ان تستشار ، وان يعرض الامر عليها للتصديق والقرار وإعطاء الرأي ، مثلاً الانتخابات وفق اية قاعدة واية اسس او هل من المناسب ان تجري سوياً ، ولماذا حتى تكون الامور على قاعدة نضالية وليست تحاصصية ، ومشاركة كافة الفصائل والجمهور ،لماذا لا تجعل الأمور إمام المجلس الوطني ، من ناحية تصديقة فهو يمثل الشمولية ويؤكد وحدانية منظمة التحرير الفلسطينية ، وحيث يقال ان حماس خارج هذا الاطار ، فان الامور ابسط من ذلك ، فالمجلس لن يناقش الاسس المتفق عليها ، وسيلجىء لتشكيل لجان ، وعليه يحضر المجلس عدداً من اعضاء حماس ويشارك في لجان الاختصاص ،وبطبيعة الحال فان العرف قضى بان يكون أعضاء المجلس التشريعي بالضرورة أعضاء مجلس وطني ، وهنا لحركة حماس عدد وقيادات مهمة ونكون قد خرجنا من دائرة المحاصصة ، واكدنا وحدانية التمثيل الفلسطيني ، ومارسنا ديمقراطية نسبية ، يجب الحفاظ عليها ، حيث هناك مؤشرات جدية على تحول السلطة الى نظام عربي ، والى قلق شعبي من هذا النهج ، والذي ان استمر مع الاتفاق ، سيعزز نظرية الشمولي ، في وطن يمارس حضوره ضمن احتلال استيطاني اقتلاعي ، وبلد شعبها محكوم بقانون الاحتلال وقواته التي تعتقل كل ذي شهبه لديها بالليل والنهار ، وسلطة تحاول البقاء مع قوات امن تغالب الواقع لاثبات الذات بالقدر الممكن .
هذا واقع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ، واطراف الشعب الاخرى موزعة في مختلف البلدان العربية مضطرة للتلائم مع واقعها ومتابعة مخابرات الانظمة لها ، بعد ان كانت بوصلة الثورة العربية اصبحت عبء هذه الامة ، التي أصبحت منهكة في شوؤن انتفاضات عربية قد تنتهي باحتلالات أخرى ا، اوالى سنوات طوال من الخلاف والصراع ، وحتى يستطيع الشعب الفلسطيني البقاء رقما صعبا ، فان ضمانه الوحدة الواضحة البرنامجية وليس التصالحية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة