الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن أي صفقة سياسية تتحدث قاسيون !!!- - - - - - بورتريه خارج داخل لكامل عباس

فراس سعد

2004 / 12 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


من يقرأ مقال جريدة قاسيون المنشور في الحوار المتمدن يوم 11 /12/2004 عن كامل عباس ولا يعرف هذا الشخص سيظن انه لا بد وان يكون من أساطين المال وعنده أسهم عديدة في شركات متعددة الجنسيات . ومن أجل استثمار أمواله عقد صفقة سياسية مع أثرياء السلطة السورية الحالية يتعهد فيها بتبييض اموالهم المسروقة من أفواه الشعب فيفيد ويستفيد ,أو أنه يملك شركة ضخمة لتصنيع الألبسة الجاهزة تنافس نفناف أو أنه يملك صحيفة شيوعية تنافس قاسيون .
من هو كامل عباس ليكون السبب في اللغط الذي أثارته قاسيون حول مقاله " أيهما أخطر على الأمن القومي في سورية الليبرالية الجديدة أم الستالينية الجديدة " والحقيقة ان كامل عباس مطرود من وظيفته ومحروم من حقوقه المدنية وما يزال محاصرا من الأجهزة الأمنية بعد ان أمضى قرابة تسعة عشر عاما بين مطاردة وسجن , بدليل أنه أب لطفلتين أكبرهما في السادسة مع أنه تجاوز الخمسين و كما ترون السبب واضح فالأصرار على الحق و الحقيقة و التشبث بالموقف و العقيدة و عدم الرضوخ لابتزاز السلطة لم يأخذ من كامل عباس عشرون عاما في المعتقل بل أيضا حرمه من العمل بعد السجن و أجبره على التأخر في الزواج .
تسألون ماذا يعمل كامل عباس اليوم , إنه يمارس عملا وحيدا : يبحث عن عمل , يلهث وراء الرغيف والرغيف يركض أمامه بعدما حرمه الأمن في اللاذقية من العمل مرتين المرة الأولى من العمل كحارس ليلي و نال صفعة واحدة المرة الثانية من العمل في فرن و قد نال أكثر من صفعة و سؤال أستهجان و استنكار أمني للمؤامرة الصهيونية الليبرالية التي أمنت له العمل في فرن متأمرك يخبز على الصاج محمّر و فطير متأورب برائحة الفليفلة الأستعمارية المعادية لقضايا التحرر و الصمود الوطني المجاور لقطرميز المصمود المتكدّس ...المهم كانت محاضرة اشتراكية وطنية من كعب الدست ما زال كامل على إثرها ينام من الجوع على الأقل مرة في الأسبوع مرتين في الأسبوعين ثلاثة مرات ...
من يدخل الى موقع الحوار المتمدن - الذي يدين له الكثير من السوريين بالشكر – ويقرأ بعض مقالات كامل عباس يجد أن الرجل يدعو للعودة الى روح النهضة الأولى روح إحياء العقل و تطوير المجتمع من اسفل إلى أعلى بعد تجربة اربعين عاما من قمع المجتمع ومحاولة جره الى الأمام بالقوة بكل أمان و " إمام " ممكن. يحاول عباس ان يدفع اليسار العربي للتفكير بطريقة مختلفة عن تفكيره ايام الحرب الباردة وخاصة تجاه امريكا زعيمة العالم بلا منازع فيتخلص من نزعة الكره والحقد لينظر اليها بعين علمية وبما يخدم مصالح العرب لا مصالح أمريكا وهو يرى ان أفضل طريقة الآن هو المقاومة السلمية لمشاريعها والمعتمدة على الشرعية الدولية والراي العام العالمي , وهو لم يمتدح بوش يوما وليس داعية لأمريكا كما يدعي المقال وقد ميز نفسه اكثر من مرة عن الليبراليين الجدد المتمثلين بالموقعين على ما سمي - بيان الإرهاب الأممي - ورفض التوقيع عليه . للعلم فقط كامل عباس من مؤسسي الحلقات الماركسية في اللاذقية 1974 ومن مؤسسي رابطة العمل الشيوعي 1976وحزب العمل الشيوعي في سورية 1981و له كتيب حول الحزب و قد أصدر كتاب آخر حول تجربة السجن بعنوان " الدرك الأوسط من النار " و أخيرا سيصدر له كتاب بعنوان " الناصرية نهضة أم سقوط " نتمنى منكم شراءه عسى أن يؤمن ذلك للرجل بعضاً من المصروف اليومي أقول جادّاً .

من جهتنا نحن القراء السوريين المهتمين بالشان العام لن ننسى هنا الموقف الأريب العجيب الذي وقفته قاسيون من تلفزيون الحرة الداعي لمقاطعته فما كان من الخارجية و الداخلية الأمريكية سوى أن اعتبرت تلفزيون المنار مؤسسة أرهابية ؟! موقفان متشابهان فلو كانت قاسيون تمتلك قوة أمريكا لفجّرت الحرّة و لو كانت أمريكا بقوة د . قدري و قاسيون لاكتفت بالدعوة لمقاطعة المنار, و الفرق غير واضح طبعاً راينا بهذا السجال الذي ابتدأ بين عباس وقاسيون حول الموقف من قناة الحرة الأمريكية مفيدا وضروريا وغنيا لولا ضيق صدر رفاق قاسيون الذي اسدلوا الستارعليه بتهمة التخوين كما فعل نائب الرئيس . فعباس وامثاله من الداعين لليبرالية, كل منهم " إما جاهل وإما عميل " وبالتالي قطعوا قول كل خطيب .
بالمقابل كاتب المقال الدكتور قدري جميل أشهر من نار على علم وإذا كانت ابرز سمة عند عباس هي الغباء حسب ادعاء المقال فإن ابرز سمة للدكتور هي العبقرية , يشهد على ذلك ان الراحل بكداش – عم د. قدري - اوصى بالأمانة العامة له بدلا من ابنه بسبب عبقريته ولكن السيدة ام عمار رفضت تنفيذ الوصية فانشق عنها وبدأ يدعو لوحدة الشيوعيين و هذا حقه بل نحن نشكره لتجشمه عناء العمل الوحدوي شيوعيا و لما له من دور وطني في إعادة السياسة إلى الناس عسى ألاّ يؤدي ذلك إلى مزيد من نفور الناس من السياسة بفضل بعض المواقف العنترية التي قد تخرب بيت البلد كمثل اقتراح د . قدري مراراً و تكراراً توزيع السلاح على الشعب السوري لمحاربة أمريكا ونحن نقترح هنا أيضاً توزيع العصي و الشنتيانات و سكاكين كباس - و هذه دعوة دعت عباس لاتهام د . قدري باستعمال عبقريته في إعادة انتاج ستالينيوية سورية جديدة بما يتلاءم مع الظروف الجديدة التي تستدعي الإنتصار على أمريكا من سوريا كما انتصر ستالين على هتلر من روسيا , أخشى أن يحصل معنا و بسبب دعوة د . قدري لتوزيع السلاح لدحر الأمبريالية مثلما حدث مع قاسيون و المنار , أيها الناس إنهم يعملون و أنتم تقولون أو تعلّكون , طبعاً الفرق غير واضح هنا أيضاً باعتبار القول جزء من العمل و لذلك نحن تخصصنا بهذا الجزء باعتباره الأرقى فهو يحتاج للفكرو نحن قوم فكر لا كفر و تركنا العمل لغيرنا من أمم الكفر و العضلات و هذا ما يفسر نزول القرآن بالعربية و ما يفسر أيضاً خسارة فريقنا الوطني أمام الصفر و الشقر و البيض و الحمر !

في كل الأحوال لقد أعجبني قول العزيز د . قدري في لقائه مع صحيفة الثورة الذي أجرته الرائعة ديانا جبور حين قال : " أنا لا أنكر أن البعض انخرط في حركات تحرر لأنه ظنها منتصرة, فإذا به يكتشف العكس فحاول أن يدبر رأسه.. " هذا صحيح و حقيقي فالجميع يحاول أن يدبر راسه أحزاب الجبهة و السلطة و المعارضة و جماعة الأصطفاف الجديد أي صف الديمقراطيين و صف الأستبداديين , الجميع يحاول تدبير رأسه إلا كامل عباس و أمثاله من مجردي الحقوق و الرأي " لأنهم " أكلوا رأسه مع ذلك ما زال الرجل يأكلها على كافة المحاور محور السلطة محور قاسيون و أصدقاءها الذين يتهمونه بالتراجع عن الخط الماركسي و الخط عندهم مستقيم بإذن الله يمتد إلى مالا يعلمه إلا الله و لا يتقاطع مع خط آخر فإذا تقاطع فلا حول و لا قوة إلا بالله , بل الرجل ينال من رأيه بعض الليبراليين الجدد بل هم يستغربون وجود أناس مثله مازالوا يدافعون عن مصالح الفقراء و يستهجنون استهجانه لوجود 97 بالمئة من الشعب السوري لا يملكون و 3 بالمئة يملكون الأخضر و اليابس و لقد كنت شاهداً على هذا الموقف الأخير الذي احتدّ فيه أبو فريد و كاد ينسحب من الحوار
أتمنى شيئاً وحيداً على د . قدري جميل هي أمنية أتمنى أن يحققها لي أنا المواطن المغضوب عليه و لا الضالّين فراس سعد و هي أن يفسر لي كيف أن الأمريكيون في أزمة , هل يعني هذا - يقول خبيث - أننا نحن الذين نحاصرهم على مبدأ حاصر حصارك لا مفر , يعني نحصرهم في خانة اليك ؟ ربما " أوكي " كما تقول أمل عرفة و يجوز" أوك " و الله أعلم ..

فراس سعد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا