الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة قصيرة مع تاجر حشيش

حياة البدري

2011 / 11 / 21
المساعدة و المقترحات


"كنصور مليون حتى مليونين في النهار، وقالوا لي اترك هذه المهنة ودير موتور الشينوا أو هوندا، الحماق هذا... هادو راه ضربهم الضو في دماغهم..."، "مال هذه المهنة ومال هذه النبتة هي الأخرى خلقها الله باش الناس يفكوا بها همومهم وينساو شوية"...

تيبس الدم بعروقها وجف حلقها لما وجدت نفسها تركب ومتاجر في المخدرات نفس التاكسي، وهو من وثقت في شيب رأسه، وفضلت تصريف مأتي درهم عنده بدل ثلاث شباب بجانبها، مخافة الاستيلاء عليها وإطلاق سيقانهم للريح ، كما جرى لزميلة لها، لما فتح أحد الشباب باب التاكسي على أساس الركوب بقربها، فأخذ حقيبتها اليدوية وجرى بأقسى سرعة وسط الحشود وكأنه برق ومض...

وبينما هي تقلب كلام الرجل وآثار الصدمة بادية على محياها...حملقت بسحنته فبدت لها ذراعيه موشومة ومعظم شعره رمادي، لكنه مقصوص على شاكلة الرياضيين، ويتدلى جزء منه نحو الأسفل ... ! ويرتدي "ضراعية بيضاء " يسميها هو بالخامية، التي ينزلها فوق جسده فقط بالنهار وأثناء مزاولة عمله ، وسرعان ما يرفعها لما يعود إلى حال سبيله بالليل.

بدأ يسرد قصته وهو يدخل طزينة النقود بجيبه، مستديرا نحو الشبان الذين يوجدون خلفه، قائلا :" أنا ولد 66، عارف أنني واحد النهار غادي نقرا ، والمهم نكون درت علاش نولي ونرتاح حتى أنا". وكأنه يريد رمي مسؤولية مهنة المتاجرة في المخدرات من على عاتقه وبالتالي شرعنتها ، يخبر الركاب، على أنه قد وعى فيها منذ كان طفلا و ألف الربح السريع..." "من عقلت على راسي واحنا في هذا الكار ومعروفين بزاف عند كلشي وهي خدمة الوليد وولفنا الفلوس بزاف". فقد كان والده يزوده سنة 1975 ب 100 درهم "كتدويرة" ، وكانت المعلمة وزملائه بالمدرسة يتحلقون حوله لمسائلته من أين لك هذا، ويثم استدعاء والده الذي يخبرهم على أنه من وهبه إياها وأنه حر في أن يعطي طفله ما يشاء...
ولأنه كان على شك النزول ببنجدية، استرسل مسرعا لإتمام قصته، فقال للركاب على أن والده هو صاحب الكاريان الذي يقطنه الآن وهو من باعه لقاطنيه الحاليين،ونظرا لحبه لهذا المكان والحرية التي يجدها فيه...لن ينتقل منه حتى ينتقل كل القاطنين ،رغم أنه حصل على شقة بحي التشارك ، واصفا إياها بالقبيطة والزنزانة...

يستمع إليه الركاب جميعا ويضحكون لما يعيد كلمة "عنقرا عنقرا شي نهار" إلا السيدة "نبيلة"التي بدت وكأنها في عالم غير عالمها بالمرة والتي عرفت من صاحب التاكسي بعد نزول (بياع الحشيش )أن كلمة " عنقرا" هي أنه سيدخل إلى السجن وأن "الخمية" هي الدراعية التي يرتديها وغيرها من مفردات سوق الممنوعات.
ولم يكتف السائق عند هذا الحد، بل أخبرها لو أن المسؤولين تخلوا عن سياراتهم المكيفة وخرجوا للأحياء الشعبية وخالطوا كل أشكال الناس أو ركبوا فقط التاكسي الأبيض مرة مرة، لعرفوا الكثير عن خبايا بلدهم ونقط ضعفه واحتياجاته... وبالتالي لقلت الجريمة وانتشر الأمن والأمان وغيرها من الأماني التي يحلم بها الشعب المغربي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عينة إنسانية
ناريمان رستم ( 2011 / 11 / 21 - 14:45 )
هذه عينة من عينات شعبنا العربي المغربي الإسلامي المؤمن, والذي يصلي خمسة مرات في اليوم, ويحج سنويا إلى بيت الله الحرام. إنه مواطن ماركة مسجلة من عالمنا العربي الإسلامي. إنسان محترم يلبس مثل كل المواطنين ويحجب زوجته وبناته كما يوصيه شيخ المسجد.
ولكنه يبيع الحشيش القاتل, ويصدره إلى بلاد الكفار والقردة.

اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من