الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل ان لا نموت..اخسر ايها المنتخب

جواد الحسون

2011 / 11 / 21
حقوق الانسان


يبدو أننا لا نريد مغادرة الوحل الذي أغرقتنا فيه امواج ما ورثناه من ممارسات وأعراف بالية أضعنا بها الكثير من حياتنا التي تم حشوها بمشاهد العنف والقسوة وأغلقت أمامنا جميع منافذ الفرح وحالت دون استثمار كل لحظات أفراحنا وأعيادنا وانتصاراتنا التي بدت شحيحة علينا وحولتها إلى مآتم حزن كل ضحاياها من الأبرياء.
لقد أصبحت ظاهرة إطلاق النار للتعبير عن حالات الفرح الذي ينتابنا عبر واقعنا المرير مستشرية بشكل يبعث على القلق والأسى أمام صمت وتجاهل الأجهزة الأمنية والتي تكتفي في اشد إجراءاتها صرامة ، بإطلاق التحذيرات التي ترافق الفوضى العارمة لإطلاق النار عقب كل حدث يحسبه البعض انتصارا أو فرحة خارقة تستدعي سلب الآخرين حياتهم شأنها شأن الإعلام الذي يمر بهذه المعضلة مرور الكرام وغالبا ما يكون هذا المرور بعد فوات الأوان أيضا.
إلا أن هذه الممارسات الخاطئة واللا أخلاقية راحت تقلب لحظات فرحنا رأسا على عقب وتسرق من وجوهنا ابتسامة طال انتظارها طويلا ، أعجب لأمر هؤلاء اللذين يعبرون بأدوات الموت عن حالات فرحهم غير مكترثين بما يسببونه من آلام وأحزان للآخرين .
إن هدف الإرهاب هو استهداف حياة الأبرياء والآمنين والعبث بالممتلكات الخاصة والعامة ومحاولة زعزعة الأمن وبث حالة الفزع والفوضى داخل المجتمع ، وهذا ما ينطبق بشكل تام على ممارسة إطلاق النار العشوائي لذا فهي جريمة إرهابية وشروعا بالقتل وعلى الحكومة أن تقف بشكل حازم وصارم أمام هذه الظاهرة الإجرامية ، خاصة وان أصابع الاتهام تشير بأن مطلقي الأعيرة النارية هم في الغالب من منتسبي قوى الأمن وكأن هذه الصفة تعطيهم الحصانة من المسألة القانونية وتبيح لهم حق التطاول على القانون تحت غطاء المجاملة والزمالة المهنية ،
أجد إننا نقف أمام خيارين ، هي أما أن نعمل على إلغاء أعيادنا وأفراحنا ونكثر من الدعاء والنذور لخسارة منتخبنا الوطني أو إننا نواصل قتل أبنائنا وتقديمهم قرابين لفوز يحققه المنتخب في مباريات الذهاب أو الإياب وان نستعد صبيحة كل عيد لوداع أعزاء علينا إلى مثواهم الأخير بسبب الرصاص الطائش الذي يطلقه المحتفين ، ممن ينقصهم الشعور بالمسؤولية ، بأعيادهم وانتصاراتهم التي مهما بلغت فهي لا تستحق أن يقتل بسببها إنسان .
لا احد على الإطلاق لا يحب أن يفوز منتخب بلاده ولا يوجد من لا يحب أن يعيش لحظات الفرح والابتهاج ،ولكن يجب أن تكون وفق طرق وأساليب حضارية تعكس ثقافتنا في احترام القانون وحبنا لصور السلم والسلام .
عذرا لأسود الرافدين فأن بعض الشر أهون ، فمواعيد مبارياتكم أمست بالنسبة لنا مواعيد للموت نعيش لحظاتها برعب وقلق ولا قيمة للفرح الذي يقتل الآخرين. خسارتك أيها المنتخب قد تهون علينا فهي يمكن أن تعوض في المستقبل الذي نأمل فيه بان تتغير ثقافة فرحنا ،لكن ما لا يهون علينا هو قتل الإنسان فهذا ما لا يمكن تعويضه بكل كؤوس العالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما


.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع




.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و


.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا




.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟