الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العسكر والشرطة والإخوان والبشري وأبوغازي

صالح سليمان عبدالعظيم

2011 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


جاءت أحداث السبت والأحد الداميين في مصر لتكشف عن طبيعة العقلية العسكرية وتطاولها على الشعب المصري بشكل لا يحتمل المداراة ولا يحتمل أي قدر من التأويل أو التبسيط المخل. فنحن أمام جيش يقرر ما يريد، ويرفض بتعالي مفرط الخضوع لأية سلطة أخرى داخل المجتمع المصري مثلما يحدث في دول العالم المتقدمة. لماذا يحدث ذلك؟ ببساطة لأن المجلس العسكري امتداد لمبارك، أو هو صنيعة عقود طويلة من حكم مبارك واستبداده بالشعب المصري. وعموما فقد بالغ المصريون في تقديرهم للمجلس العسكري ونسوا أو تناسوا في زحمة خوفهم على ثورتهم وعلى مصرهم أن المشير امتداد طبيعي لمبارك، بل إنه الصورة الباهتة منهK الأكثر استناد لفعل القوة العسكرية، وغطرسة الامتثال لطبيعة الدولة المدنية ومؤسساتها الحاكمة.
في السبت والأحد الداميين اندفعت الشرطة لتقتل العزل من المصريين المعتصمين في ميدان التحرير، بروح الانتقام المسيطرة عليهم، وبالرغبة العارمة في القتل والتدمير والإنتصار. لم تتغير الشرطة في مصر، ما زالت تحكمها العقلية الأمنية المهيمنة. وربما جاء سحل جثة أحد الشهداء ليكشف عن كذب وزير الداخلية وعصالم شرف، وليبرهن أن كل ما يشاع عن تنقية الجهاز وتطوير كوادره محض هراء وكذب وافتعال.
في السبت والأحد الداميين، ورغم إدانة الإخوان لما حدث تجاه المعتصمين، فإنهم اختفوا من المشهد تماما، وانسحبوا تاركين ورائهم جثث الشهداء تملأ الميدان، والشرطة والجيش يطاردان المعتصمين واصفين إياهم بالبلطجية. المعركة الإنتخابية أهم لدى الإخوان من أي شيئ آخر بما في ذلك في ذلك مصر والشهداء والجثث المتناثرة في أرجاء الميدان. أما السلفيين الذي ملئوا الدنيا صراخا وعويلا من أجل وثيقة السلمي فإنهم أصيبوا بالخرس التام. وكأن المصريين في الميدان، المتناثرة جثثهم، هم الكفرة أتباع أبي لهب الذين لا يستحقون أي اهتمام أو مساندة.
في السبت والأحد الداميين لم يكتب طارق البشري أي شيئ عن الجثث المتناثرة في ميدان التحرير واستمر في نزقه ما بعد السبعيني يغازل المجلس العسكري ويهاجم الليبراليين والتيارات الأخرى المعارضه له ولأفكاره الجامدة والمتحيزة. لم يفكر الرجل في تغيير نغمته أو مراجعة أفكاره واستند على من يدغدغ مشاعره بأنه أحد الرجال المحترمين، من عصور قديمة عفا عليها الزمن وعفا عليها التصور والكلام.
في السبت والأحد الداميين تظل مصر متفائلة وحبلى بأبنائها، ورغم الصورة الدامية والمتواطئة فإن عماد أبوغازي فعلها وقدم استقالته من وزارة شرف التي تم إخصائها من فترة طويلة، والتي يجب أن تحمل رتبا عسكرية حتى تتوحد المسميات وتتماهى الواجبات. نعم فعلها أبوغازي ولطم المجلس والوزارة، وعليه ألا يعاود الجلوس مرة أخرى في موقع الوزارة، يكفيه شرفا فعل الإستقالة ويكفيه شرفا كونه مثقفا وأكاديميا محترما. وأخيرا يكفيه حكم التاريخ الذي لن يرحم أحدا ولن يداري على خطايانا ويتجاهلها!! اللهم ارحم شهداء الميدان وألهم ذويهم الصبر والسلوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقيقه الوضع
كامل حرب ( 2011 / 11 / 22 - 16:49 )
تحليل سليم للواقع المصرى السقيم

اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟