الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلق قاعدة للتفاهم لترسيخ ايتيقا كونية

الناصر عبد اللاوي

2011 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


يقتضي مشكل الكونية في ظل نظام العولمة الجديد ،من جهة ضغط سياسة اقتصاد السوق في عديد البلدان الأوروبية وما انجر عنها من فقر متنامي ، حماية اجتماعية ضعيفة وبطالة متزايدة ومساهمات جبائية في تراجع"[1] تكشف عن استمرارية المراقبة. وهي ما سمحت به اليوم علوم السيبرنيطيقا بما تملكه من أدوات التحكم رغم ما تظهره لنا العولمة من خدمة إنسانية تزعم أنها توحد العالم . من أجل مزيد مراقبتهم والتحكم في أفكارهم.ونؤكد في مقابل ذلك على عولمة إنسانية كضرورة لتعايش الشعوب و أن الكونية الإنسانية يجب أن تقوم على حقوق عالمية للفرد تتخطى فيه التخوم الضيقة للسيادة الوطنية لتشمل الكوكب . "إن الإنسان بحد ذاته لم يعد رهانا لأحد.فقط، صار علامة أو عنوانا على أرض لا يملكها، ولكنه مضطرا للعيش فيها معا."[2]
فهذا المقترح الايتيقي يعيد صهر كل تراتيبة بين الشعوب في فلسفة جديدة تنتقي فيها الصراعات و يحضر التفاعل الخلاق لصيرورة التاريخ دون وصاية أو هيمنة على اعتبار أن رهانات الكونية هي أن تغيب الفردية الكليانية و تحضر في مقابل ذلك التذاوتية والانفتاحية. إن راهن التفكير اليوم أولى المسائل الايتيقية والحقوقية اهتماما منقطع النظير نظرا لعلاقته بمستجدات القضايا المعاصرة التي اقتضت"أخلاقيات الحوار" حيث تسمح بانجاز قاعدة للتفاهم انطلاقا من كل المصالح المشتركة التي تواجه بنجاح نقد الآراء المتسرعة" [3]. بحيث يصير لزاما على الفلسفة إذا ما أرادت التواصل مع عصرها أن تبتكر ميكانيزمات جديدة تعبر عن فهمها ووعيها الراهنين"هذه التسوية في الرهان الافتراضي الذي يلتزم بالمناقشة الديمقراطية كمعيار للاتفاق يصبح مقبولا من لدن الجميع" في إطار منبر حوار رمزي يكفل حرية النقاش لمواطنة كونية تتسم بحوار عقلاني يمتلك فيه الإنسان المعاصر الرؤية والشجاعة اللازمتين لامتحان آرائه مع الناس في دستور وطني يسنّ لنا الحقوق الذاتية في تركيب سياسي من منطلق الحقوق والواجبات لمواطنين متكافلين ." [4] الكونية تحيلنا في أولى مقاصدها إلى العناصر المشتركة الموحدة للإنسانية جمعاء. الطابع التشريعي للعقل يسّن القوانين ويشرع النظام الكوني للسلوك على نحو ما يجب أن يكون و العقل واحد بين البشر وهذا يجعل الإنسانية تتوافق مع قواعد العقل حيث تكون مطابقة للواجب العقلي الكوني.
يراهن كانط على إقامة مشروع لعلاقة سلمية أبدية بين جميع البشر قوامها الوعي بالواجب الأخلاقي مشروطة بحرية التواصل و بحق التضايف الذي من شأنه أن يجنبنا الإقصاء،التهميش والعنف،وهو ما يسمح بتحقيق كيفية أمثل تتسع للكونية الإنسانية دون قسر وإرغام تتجاوز الحدود الجغرافية وذلك قصد تأسيس مواطنة كونية تدمج من خلالها الخصوصيات في أفق كوني "تعني الضيافة حق الأجنبي في أن لا يعامل وكأنه عدو حينما يحل في إقليم آخر...فلا نعاديه طالما بقي حيث هو مسالما" الضيافة تعني شرطا لحسن المعاملة يشترك فيه المقيم والزائر معا.
من جهة نظرية المعرفة الكانطية"يرد الاعتبار لايتيقا صورية ذات طابع كوني يسمح بإعادة توضيح للضمني :إنها بعبارة كانط تفكير "ترانسندنتالي" يوضح القواعد المولدة للمقدرة الإدراكية لخلق عمل تواصلي نتجاوز من خلاله معايير وضوابط تحكم القيم الاجتماعية بحجة صفاء الفكر الروحي وخلاصها الأبدي. إن فلسفة الراهن هي أقرب ما تكون إلى ضرب من كانطية الجماهير التي تفرض أن الحرية هي فرصة الإنسان ولكن ليس الإنسان المعزول في بوتقة واجب صوري بل الإنسان/الكثير اليومي وهو المنخرط في حياته اليومية التي هي الحديقة الوحيدة والأخيرة لنفسه"5 . ماهو القانون عند كانط ؟وكيف يسمح برصد أفق كوني بين البشر في إطار كوني؟ //الناصر عبداللاوي،تونس،مختص في الفلسفة السياسية المعاصرة**
الهامش:
[1] هابرماس،مابعدالدولة-الأمة،
[2] فتحي المسكيني،الفيلسوف والإمبراطورية في تنوير الإنسان الأخير،توطئة،المركز الثقافي العربي،الطبعة الأولى،2005ص.8.

[3Habermas Jürgen (1992), De l’éthique de la discussion. Paris, Cerf. Voir Ferry Jean-Marc (1987), Habermas : l’éthique de la communication. Paris, PUF, p.89.
[4]Bruter Michael (2004), « On what citizens mean by feeling ‘‘European’’ op .cit, p. 21.
فتحي المسكيني،الفيلسوف والإمبراطورية في تنوير الإنسان الأخير،توطئة،المركز الثقافي[5] العربي،الطبعة الأولى،2005ص.10.الناصر عبداللاوي /محاضرة-ملتقى الحمامات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟