الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول / 4

فائز الحيدر

2011 / 11 / 22
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


دعوة للحوار
الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول
4

فائز الحيدر

المقدمة ......

تواجه الطائفة اليوم جملة من التحـديات تسير بها نحو المجهـول ، وفي مقالاتنا السابقة تحدثنـا عن المندائيين والأضطهاد والتطهير العرقي عبر التأريخ ، أنقراض اللغة المندائية ، موقف المرجعيات الدينية في العراق وإيـران من المندائيين ، أما اليوم فنتحدث عن ضياع التـراث المندائي .

ضياع التراث المندائي ....

التراث Heritage ، هو ( عبارة عن الأرث الثقافي وما خلفه لنا الأسلاف ، من عـادات وتقاليـد شعبية وتأريخ وعلـوم وآداب ، وفنون ومأثورات شعبية من شعر وغناء وموسيقى ومعتقـدات شّعبية وقصص وأساطير وحكايات وأمثال ، وعادات الزواج والمناسبات المختلفـة ، وما تتضمنه من طرق موروثة في الأداء مثل الرقص والألعاب والمهارات ، والخاصة بمجموعة سكانية معينة ، في بلد معين ، والتي إرتبطـت بشكل مباشر مع الأنسان وواقعه وحياته اليومية ، وغالبا" ما يتم نقل تلك المعرفة من جيل إلى جيل عن طريق الرواية الشفهية .. ) .

ووفقا" للتعريف السابق فالتراث المندائي هـو ما خلفـه لنا الأسلاف من الأرث الثقافي في كافة مجالاته ، أعلاه ، والذي إرتبط بشكل مباشر مع واقع وحياة الأنسان المندائي ، والذي عادة ما ينقل عبر الأجيال ، ولو توفر لدينا اليوم مثل هذا التراث سواء كان مدونا" أو شفهيا" لكان بالأمكان معرفة الكثير من خصائص المجتمع المندائي وأسراره وغموضه ، لأن مثل التراث هو بالتأكيد تراكم معرفي طويل منقول عبر أجيال لذاكرة المندائيين وعبر قرون يعكس هويتهم وعصارة فكرهم وإبداعهم ، لذلك فغزارة التراث لأي مجموعة بشرية دليل على عظمتها وتطورها .

وهنا نتسائل هل يتوفر لدينا وبين أيدينا نحن المندائيين هذه الأيام تراث واضح ومعروف يمكننا من خلاله معرفة هويتنا وتأريخنا المندائي الطويل ؟ بالطبع سيكون الجواب بـ لا..!!! فقصتنا مع هويتنا المندائية والبحث عن تراثنا المفقود هي قصة طويلة ، ويمكن أن نشبهها بقصة العائلة التي ورثت قصرا" فخما" من أسلافها ، ولكن بسبب إضطهاد الأقوام المحيطة بهم وفرض عقائد دينية جديدة عليهم ، جعلت أبناء تلك العائلة يهربون من قصرهم ويتجاهلون قيمته ويهجرون قاعاته الفخمة ويهملون كنوزه الفنية ويحيلون حدائقه الجميلة الى أدغال جافة ، وينزوون في بيوت بائسة قديمة وينطوون على أنفسهم بعيدا" ، وينظرون إلى قصرهم وتدمير تراثهم من بعيد خوفا" على حياتهم من المحيطين بهم ، هذه حقيقة المندائيين المؤلمة منذ قرون مضت وحتى اليوم ، رغم إنهم يعيشون كل لحظة من حياتهم في ظلها ، لذلك تراهم يجهلون الكثير من تأريخهم وتراثهم وهويتهم وهم أصحاب الشأن فكيف بالآخرين المحيطين بهم !!! .

وفي ظل هذا الضياع والضبابية وفقدان الهوية والتراث ، لا زال النقاش والأختلاف واضحا" بين المندائيين فيما إذا كنا شعبا" أو أمة في غابر الزمان ، رغم إن هناك شروطا" يجب توفرها في تسمية الشعب أو الأمة ، وهل إن هذه الشروط متوفرة لدى المندائيين ، فهنـاك من المندائيين ممن يفضل أطلاق تسمية ( الأمة المندائية ) أو ( الشعب المندائي ) على الطائفة لأعتقادهم إن المندائيين كانوا في العهـود السابقة أمة و( شعبا" ) له تراثـه كبقية الشعوب والأمم ، وعليه يجب أن يطلقـوا على أنفسهم ( الشعب المندائي ) أو ( الأمة المندائية ) بدلا" من تسميتهم بطائفة الصابئة المندائيون ، رغم أن التسمية الرسمية المتعامل بهـا حاليا" هي طائفة ( الصابئة المندائيون ) .

بالتأكيد أن معاناة المندائيين وأضطهادهم وهجراتهم المتعاقبة طيلة قرون عديدة قد سببت في ضياع الكثير من تراثهم وكتبهم ومؤلفاتهم بسبب أضطرارهم الى أخفاء ما يملكون من الكتب والمخطوطات تحت الأرض مما أدى الى تلفها بعد فترة ، وما كتب لاحقا" من تراث يعود الى القرنين الثامن والتاسع عشر.. كما يقول الباحث ( س . كوندوز ) ، وهنا يعـود الفضل بكتابة ذلك التراث وما تبقى منه للنساخ والكتبة والشيوخ ورجال الدين الذين تحملوا الصعوبات والعمل الشاق وإستطاعوا بجهودهم من نقل المدونات بأمانة ودقة دون تحريف على لفائف ورق البردي وألواح الرصاص والفخار وإحتفظوا ببعض النسخ في أماكن متفـرقة . بطرق غير سليمة مما أدى الى تلف غالبيتها وضاع بذلك تأريخهم لقرون عديدة .

إن ما جمعته الباحثة الأنكليزية الليدي ( أ. س . دراور ) في كتابها المعنون ( أساطير وحكايات شعبية مندائية ) ، ترجمة المرحومين نعيم بدوي وغضبان رومي ، وما نملكه اليوم من تراث أدبي مندائي هو تراث فقير بكل معنى الكلمة ، والمتوفر منه اليوم هو أدب ديني بحت ، ومحدود ويشمل قصص دينية وشعر بين صفحات الكتاب المقدس ( الكنزاربا ) اليمين وبعض قطع النثر وأبيات الشعر المتبادلة بين الأقارب والأصدقاء بخصوص الغزل والعمل والعتاب بين أفراد الأسرة الواحدة والتي لا يتجاوز عمرها 100 عاما" أو أكثر بقليل ، فالنساء المندائيات لبسن الملابس السوداء ، تعلوها العصّابة والجرغد ، أما لباس أجدادنا وآبائنـا وهـو العقال واليشماغ والخاكية بأشكالهما وألوانهما المختلفة ، وهذا بالتأكيد هو تراث عربي أسلامي غالبا" وليس مندائي أساسا" تم تطويره وإشاعته في المنطقة العربية حزنا" على ( فقدان الأندلس وأندحـار الجيوش العربيـة والأسلامية قبل خمسمائة عام تقريبا" ) ، وأتخذه المندائيين لباسهم مجاراة لمحيطهم الأسلامي حفظا" على حياتهم وعلى حساب تراثهم الأصلي ، وهنا نسأل ما علاقة الصابئة المندائيين بفقدان الأندلس ؟؟ وما هو الزي المندائي قبل ذلك ؟؟

أما فيما يتعلق بالعادات والتقاليد الشعبية ، فأن تقاليد الزواج والتعميد وعيد الخليقة ( البرونايا ) ، والعيـد الكبير ( دهفا ربا ) والأعيــاد الأخرى هـي من أهم التقاليد الدينية المتوارثة لدى المندائيين أيضا" .أما فيما يخص الفنون الشعبية ، فلكـل الشعوب والقوميات أغانيهم الخاصة والمعروفة والمتوارثة والتي تشكل تراث متعارف عليه ويستعمل لحد الأن . فالعرب والأكراد والأشوريييـن والكلدانييين والأيزيدين مثلا" هم شعوب وقوميات لهم لغاتهم وملابسهم ورقصاتهم وأغانيهم الخاصة ، فأين التراث الغنائي للمنـدائيين ؟؟ وأين أغانيهم ورقصاتهم ودبكاتهم ولباسـهم الذي يتميزون به أسوة بالآخرين ؟؟ لقد سبق وتحدثنا في الحلقة الأولى عن الأضطهاد الذي عانى منه المندائيين طيلة قرون عديدة مما أجبرهم على تغيير أسمائهم ولباسهم وإبتعدوا حتى التحدث بلغتهم المندائية ، ويبدوا لنا أن المندائيين هنا أيضا" تجاوبوا مع محيطهم الأسلامي وبضغط منه ولم يلتفتوا إلى الرقص والغناء أيضا" وهو المحرم أسلاميا" في تلـك الفتـرة .

لقد أستطاعت الباحثة ( أ . س . دراور ) أن تحصي كل ما دون من الأدب الديني المندائي ، والذي يتميز بتنوعه وكثرة نصوصه حتى ليصعب على الكثير من رجال الدين المندائيين الحصول عليه ناهيك عن عامة المندائيين ، ويقسم ذلك التراث الى نصوص سرية خاصة بالكهنة ، وقد صيغت على شكل أسئلة وأجوبة تدور حـول العقائد والطقوس الدينية المندائية ، الأناشيد والتراتيل والصـلوات المعروفة بـ (النياني) ، أساطيـر حـول خلق الكون والأنسان والصراع بين قوى النور والظلام ويوم الحساب ، الكتاب المقدس ( كنزا ربا ) و( دراشة د يحيـا ) ويضم التراتيل والنصوص التي تتحدث عن النبي يحيى ونشأته والهجرة من فلسطيـن الى الفرات و( ديـوان أباثر ) و ( ديـوان نهرواثة ) و( ديـوان النهر ) ، و( ديوان حران كويتة ) ، ( أسفر ملواشة) ويضم نصوصـا" منوعة عن الفلك وقراءة الطالع ، وأخيـرا" مجمـوعة من الطلاسـم والأدعية ونصوص سحرية لطرد الأرواح الخبيثة وأدعية طلب عطف القوى الروحانية .

ومما ذكر سابقا" نلاحظ أن ما جمعته الباحثة ( أ . س . دراور ) هو أدب من الأساطير الدينية القليلة لدى المندائيين ، فأين الأساطير الأخرى ؟ ولماذا لا يتم تناولها والأطلاع عليها ، في الوقت الذي يعتقد البعض إن قسم منها موجود بين أيدي بعض رجال الدين المندائيين . لقد ساهم المندائيون طيلة مئات السنين بنقل معارفهـم في كل المجالات العلميـة والأدبية الى الحضارة العربية والأسلامية والمحيطين بهم ونسوا أنفسهم ولم يحتفظوا مما قدموه للآخرين إلا بنصوصهم الدينية وتقاليدهم وطقوسهم وصلواتهم ووصاياهم التي دونوها بأنفسهم وبخط أيديهم .

ونود هنا أن نسأل بعد ما ذكر أعلاه ، هل يملك المندائيين تراث شعبي خـاص بهم ومنقول عبر أجيال ؟ وأين هذا التراث الآن ؟ وأذا كان قد فقدنا هذا التراث فمن المسؤول عن ضياعه طيلة القرون الماضية ؟ وهل إن الهجـرات المتعاقبة وأنقراض لغتهم المندائية كان السبب الرئيسي في ضياع تراثهم ؟ وهل يتحمل هذا الضيـاع المندائيين عمومـا" بحكم الظروف القاسية التي مرت عليهم ، أم تقـع المسؤولية على رجال الدين بحكم مسؤوليتهم القيادية وما يملكون من ثقافة متواضعة كانـت سائدة في تلك الحقبة التأريخية مما حدا بهم التركيز على الدين وتعاليمه فقـط وأهمـلوا أدب وتراث أتباعهم المندائيين خلال قرون عديدة صعبة تميزت بالقتل والأضطهـاد الديني والأجبار على تغييـر الدين من قبـل جيرانهم المسلمين متناسين إن على الأمم واجـب الحفاظ علي ما لديهـا من أدب وإرث تاريخي للشعب .

إن دعوة إتحاد الجمعيات المندائية وتبنيه لـ( مؤسسة حفظ وإحياء الذاكرة المندائية ) لأحيـاء التراث المندائي سيكون خطوة أولى على طريق البحث عن تراثنا المفقود ، ودعونا ننتظر لنرى ما نحصل عليه وما يرفده المندائيون من أرشيف وتراث متوفر بين أيديهم للأخوة في اللجنة المذكورة . فإحياء التراث لأي شعب أو أمة أو مجموعة بشرية ، هو مهمة نبيلة وشاقة وطويلة تتطلب جهودا" كبيرة ، فليس من الحكمة أن نتصور إننا سنعثر على التراث المندائي المفقود طيلة قرون من خلال مساهمة بعض الأخوة المندائيين ، لكوننا لا نزال نجهل غالبية هذا التراث وما نوعه ، نجهل موطنه الذي ضاع فيه بسبب الهجرات المتعاقبة ، ، ونجهل ما يحتوي من مخطوطات بعد أن توزع على دول شتى ، وعلينـا التعرف وتعقـب الأماكن التي يتواجد فيها ، لذلك فالبحث عنه هي مهمة الجميع ، ويتوجب على كافة المندائيين دعم اللجنة بكل الوسائل وتزويدهـا بما يملكون من مخطوطات ومواد تراثيـة وذكريات وكتب وصـور قديمة ..ألخ ، وهي أولـى الخطوات في الطريق الصحيح . إن من الجميل فعله أن يكرس الجميع جهدهم في البحث عن آثارنا القابعة وتراثنا المخفي تحت الأرض ، مما خلفه لنا الآباء والأجداد ، فتلك المخطوطات والأحجار والأواني الفخارية والنقوش والعملات النقدية ، والكتب والأشعار الفنيـة ، ما هي إلا إشـعاع من باطن تلك الأرض المليئـة بالكنوز ، وما علينا إلا أن ننفض عن تلك الآثار غبارها ، ونجلو عنها صفاءها ، لنعيد للمندائية ذاكرتهـا ونضارتها.

المصادر ــ

1 ـ رشيد الخيون ، الأديان والمذاهب بالعراق / الطبعة الأولى 1426 صفحة 439 .
2 ـ راجع موقع الدكتور يوسف زيدان للتراث والمخطوطات على شبكة الأنترنيت .
3 ـ عبد اللة إبراهيم ، مجلة الفكر العربي ، العدد 95 لعام 1999 .
4 ـ الزهيري عبد الفتاح ، تاريخ الصابئة المندائيين - العرب البائدة. بغداد 1983.
5 ـ المباركي ، ماجد فندي ، دراسات مندائية ، تاريخ ومعتقدات ، سيدني 2000.

يتبع في الحلقة الخامسة
كندا
في 21 / تشرين الثاني / 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استغراب وتساؤل
صباح كنجي ( 2011 / 11 / 22 - 09:30 )
قرأت الحلقات الاربعة التي تنز الماًودماً ولوعة على مصير مجموعة بشرية يمتد جذورهاالى التاريخ السحيق لعدد من بلدان الشرق بين الاردن والعراق وفلسطين وايران والاناضول وسوريا وماحل بهم من كوارث ومخاطرادت الى رحيلهم واحتمالات فنائهم النهائي من هذه الديار بعد ان لجأوا الى البلدان الاوربية وما بقي في العراق منهم لا يتعدى الخمسة الاف وقد يكون رقما كبيرا لغاية وهذا يعني اننا نواجه مخاطر تلاشي هذه المجموعة البشرية وبغض النظر عن موقفنا من الدين نحن مطالبون بالحفاظ عليهم ومنحهم الحرية وتوفير الامان وضمان سلامتهم ارجو ان تكون الحلقة الاخيرة بعد الاستعراض النهائي للحلقات موجه للحكومة العراقية ومنظمات حقوق الانسان مشفوعة بدعم الكاتب من قبل بقية القراء من الاعزاء المندائيين الذين يتابعون موقع الحوار المتمدن واسغرب من عدم وجود تعضيد وتعليقات مع او ضد ما ورد من حقائق مؤلمة وخطيرة في الحلقات المنشورة من قبل المندائيين والجهات الرسمية للدولة.. حقا انها محنة وعيلنا ان نتعاضد للدفاع عن حق المندائيين في التواجد الحر وتوفير ممستلزمات المحافظة على التراث واللغة لأنها من مهام وزارة الثقافة والحكومة
صباح كنجي


2 - ماهو رايك؟
عمر علي ( 2011 / 11 / 22 - 22:42 )
تحية للاستاذ فائز الحيدر
انا من قرائك ولدي كتابين من مؤلفاتك عن الديانة المندائية .اسألك ماهو رايك بما كتبه احد المندائين ويدعى مثنى حميد مجيد يسخر دائما من كتابات الكاتب والمفكر والناقد الدكتور كامل النجار واضع تعليقه تحت واطلب رايك؟؟

أنا لست مسلما بل صابئي ويعرفني القراء والأصدقاء إني لا أتزلف لجهة مهما كانت بودي أن أقول لك إن الصابئة لو كانوا في أوربا وليس في العالم الإسلامي لأنقرضوا منذ العصور الوسطى ومثلهم اليزيديون والمجوس والدروز ...وعشرات الفرق الإسلامية هذا التنوع هو نتاج التسامح النسبي للدولة الإسلامية والإسلام. وما الإرهاب الحالي بل والأصولية الإسلامية إلا أجزاء من ظاهرة ملازمة للرأسمالية وتصنيع لمخابراتها ومذكرات حسن البنا وتاريخ بن لادن يثبتان ذلك علميا ووثائقيا ولا علاقة لمحمد ولا القران بذلك وقلب الحقيقة يضر ولا ينفع.ومازال الإخوان المسلمون مشروعا إستغلاليا مطروحا ومطية للدول الرأسماليةضد الثورة المصرية في حالة تعمق محتواها الإحتماعي لصالح الفئات الفقيرة ةالكادحة.


3 - قلوبهم مليئة بالمحبة
حسين طعمة ( 2011 / 11 / 23 - 10:10 )
أضافة الى طهرهم ونقاءهم ,فالمندائيون قلوبهم مليئة بالمحبة والمودة والنبل .اكتسبوا طباعهم الانسانية هذة من الارض التي عاشوا عليها لالاف من السنين .وفي العصر الحديث ونتيجة للتضال الذي قام به الشعب العراقي على طول مسيرته من اجل التحرر من العبودية والاستغلال والدكتاتورية,كان للمندائيين دورهم الكبير والرائع ,تحملوا نتيجة له ,اصناف الاضطاد والقتل والتشريد .ولا زالت اسماء الكثير منهم في مقدمة صفوف الرموز الوطنية ,وحين يكلف المرء نفسه لتتبع تأريخهم النضالي مع جميع شعبهم سيصيبه الذهول من حجم التضحيات والعبر النضالية الرائعة .هل مثل هؤلاء (اصحاب الارض الاصلاء)سيصبحوا غرباء هنا في ارضهم انها المأساة ...غرابة الوعي الجدي.


4 - رد على الأخ عمر علي
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 1 / 11 - 12:55 )
ليسمح لي الأخ فائز بالرد على الأخ عمر علي
تعقيبي الذي نقلته من سياقه في هامش مقالة النجار يُفهم من خلال مقالة النجار وليس من خلال مقالة الأخ فائز ومع ذلك فهو يؤكد حقيقة تاريخية وهي أن الدولة المسيحية في القرون الوسطى كانت أكثر قسوة ووحشية بما لا يُقاس مع الأديان الأخرى من الدولة الإسلامية وأبسط مثل المذابح ضد اليهود في أوربا بالمقارنة مع إنتعاشهم الإقتصادي والثقافي في إسبانيا والعالم الإسلامي. مثل آخر:حين إنتصرت المسيحية في مصر تمت إبادة كل المذاهب الغنوصية بمن فيهم الشيثيون وهم صابئة مصر في حين ظلت مصر ٣٠٠ سنة ذات أغلبية مسيحية بعد فتح عمر بن العاص


5 - رد على الأخ عمر علي2
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 1 / 11 - 12:59 )
.في زمن المأمون لم يكن أي طبيب يُجاز بالعمل في العالم الإسلامي إلا بخاتم من سنان بن ثابت بن قرة الصابيء عميد أطباء بغداد.هذه وغيرها حقائق تاريخية عن التسامح النسبي للدولة الإسلامية بالمقارنة مع الدولة المسيحية فهذا لا يعني أن الدولة الإسلامية وخاصة في فترة إنحطاطها وسقوط بغداد بعد هولاكو لم تمارس الإضطهاد والإبادة ضد الأقليات.
مشكلة الأخ عمر أنه ينظر إلى الأمور من خلال مشاعره وليس من منظور علمي. لنقرأ ما يكتبه عن الشيوعيين حين يصفهم كبشر تسيَّرهم مشاعر الحقد :
-لو اوباما منح الرفاق الشيوعين حكم العراق فان حقدهم العقائدي سيتعاظم اكثر ضد امريكا واوباما-
ومن يراجع تعقيبات الأخ عمر علي


6 - رد على الأخ عمر علي3
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 1 / 11 - 13:08 )

ومن يراجع تعقيبات الأخ عمر سيجد أوصافه لهم كبشر مضللين ، مبرمجين عقائدياً ، ومخدرين بالأوهام:
-برائ الشخصي هناك في الماركسية اشياء جميلة واعتبرها مجرد احلام رومانسية مثل شخص يدخن سيكارة حشيشة ويعيش عالمه الرومانسي لفترة محددة من الوقت لكي يريح نفسه وينسى همومه-
والغريب أنه رغم إعجابه بالنجار فإنه يخالفه في ضرورة إحترام الإرث الديني الإسلامي الاكثر اهمية بقدر ما يتعلق الأمر بالتهجم على الشيوعية:

- احد اسباب فشل الاحزاب الشيوعية بالبلدان الاسلامية حيث يركزون ففط على الجانب الاقتصادي ويتغافلون الارث الديني الاكثر اهمية .وهذا غير صحيح والدول الاسلامية تختلف عن الدول الغربية التي كتب عنها ماركس. عقيدة الاسلام يعتنقها الفقير والغني ،والعالم والامي ي-
إذن لماذا لا تنصح ياعمر كاتبك المفضل النجار أن يكون أقل تجريح وأكثر إنصافاً لما هو إيجابي في ديانتكم وقرآنكم وتاريخكم؟مع الشكر للأخ فائز على إتاحته الفرصة والسلام.


7 - الأخ عمر علي: ما أدعوك له مخصلاً
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 1 / 11 - 13:53 )
الماركسية ياأخ عمر علم ومنهج للتفكيرالعقلاني فأنا رغم ما تتعرض له طائفتي من إبادة لا أُدين أهلي المسلمين وشعبي المضطهد وقرآنهم وعقائدهم بل أُدين الإمبريالية الأمريكية فالإرهاب والجريمة المنظمة والإسلام السياسي صنيعتها وظاهرة من إفرازاتها ولكن كيف أستطيع أن أقنعك وأنت الذي حصل على شهاداته من الإتحاد السوفيتي وتنعم بخيراته وأكل وأرتوى من فودكته ثم بصق في البئر الذي شرب منه؟.أنا كمندائي الماركسية علمتني الوفاء والإنصاف والموضوعية وأن لا أتنكر للجميل وأفي لدماء الشهداء وأن لا أتخاذل في أوقات الجزر والشدة وهذا ما أدعوك له مخصلاً وبلا مزايدة .مثنى حميد مجيد


8 - لقد اسمعت لو ناديت حيا
حسين طعمة ( 2012 / 1 / 11 - 14:28 )
تحية للرائع مثنى ولكن فاتك ان التعليقات التي يطلقها والمشاكسات التي يثيرها الاخ عمر ليست لاجل الحوار والتجاذب الفكري والسياسي والنقاش من اجل الهدف المعلن من قبل الموقع وهو الحوار المتمدن ,للأسف الشديد أن غايته معروفة جيدا ,يشابهه البعض الذين يبيتون ويضمرون نياتهم التي هي عبارة عن سخرية من الكتاب الذين يتناولون بكتاباتهم الفكرالماركسي وتحديدا ما يمت بصلة لنضال الحزب الشيوعي العراقي .دمت لنا مثقفا رائعا .تحية لك وللعزيز فائز الحيدر


9 - الأخ الغالي حسين طعمة
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 1 / 11 - 19:18 )
طول السنين وضعف الذاكرة يحولان دون تذكري لك أيها الغالي حسين طعمة لا أعتقد إنك نسيت خص القصب في رأس الشارع مقابل بيت طاهر نغيمش؟!هو بيتنا المتواضع الذي كان بيتا لكل الشيوعيين.علمتنا مدينة الشهيد فهد أن شجرة المحبة لا تموت والروح الطيبة لا تموت والفرات لا ينشف ماؤه وما بذرناه ينمو ويكبر وسوف يعود الصابئة إلى وطنهم عن بكرة أبيهم فلا تحزن أيها النبيل فآخر الليل نهار.الأخ عمر يبحث عن صابئي يشتم الحزب الشيوعي ويسفه الشيوعية للأسف لن يجد غير شراذم محتقرة فهو يعرف جيداً في كل تجمعات الحزب ومنظماته في السويد أن الصابئة هم الكثرة الكاثرة لأنهم لا يغيرون عهودهم مثله وهم قومٌ واعون وأصحاب عمق حضاري ويعرفون أن الشيوعية ليست إفيونا أو حشيشة كما يقول العزيز عمر.وأدعوه أن يقرأ مقالتك عن المندائيين - في الناصرية ..نهاية لعلاقة حب مندائية- في موقعك في الحوار المتمدن.ورغم محاولاته المتكررة لتشويه آرائي المتواضعة أتمنى أن يعيد تقييم تجربته الحياتية وثقته التي إفتقدها للأسف بأفكاره.مع بالغ شكري للعزيز فائز على إتاحته هذه الفرصة لتبادل الآراء.أخوك مثنى


10 - شكرا مرة اخرى
حسين طعمة ( 2012 / 1 / 12 - 15:29 )
مرة اخرى اقول لك شكرا ايها الرائع .انا وبقية الاصدقاء الذين كتبوا عن احبتنا المندائيين لم ولن نستطيع أن ندمل جرحا نازفا ,أو نوقف الما يمور ويتصاعد ,حيث ليس لنا ألا الصمت وانتظار ما يؤول اليه حال الوطن المسجى ,الوطن العاق ,الذي أوهمنا و...و..و,,,و,لكننا نبقى نحلم وليس لنا من سبيل اخر ,يشفع لنا احتراقنا والمنا ومكابداتنا ,وقسوة تعلمنا منذ يفاعتنا ان نحملها ,حتى بعد احتراق سني العمر وضياعها .أخيرا أقول تعلمت من أحبتي المندائيين الوفاء والصدق والمحبة والتسامح والاخاء والسلام وكل ما يمت للانسانية بصلة .لم اميز احبتي باسمهم يوما ,ولكن ماذا أفعل وأنا أودع أحبتي واحدا تلو الاخر .سنعود يوما ونحن نرى الجميع وقد عادوا مثلما كانوا بكل اطيافنا ومللنا .حتما سنعود

اخر الافلام

.. خيم اعتصامات الطلبة تتوسع في بريطانيا | #نيوز_بلس


.. أعداد كبيرة تتظاهر في ساحة الجمهورية بباريس تضامنا مع فلسطين




.. حركة حماس: لن نقبل وجود أي قوات للاحتلال في معبر رفح


.. كيف عززت الحروب الحالية أهمية الدفاعات الباليستية؟




.. مفاوضات للهدنة بغزة مع تحشد عسكري إسرائيلي برفح