الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المبدع في المجتمع المتخلف,كانعكاس صورة القمر في البركة العكرة!

سعد اميدي

2011 / 11 / 22
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


هكذا قال شاعرنا الكبير المرحوم كوران.
فابراهيم ناجي ,الشاعر المصري صاحب قصيدة الاطلال ,هذا الرجل كان يتردد دائما على منزل ام كلثوم,لتغني له احدى قصائده,فكانت ترفض حتى مجرد الاطلاع على قصائده,وبعد ان اصابه الياس,توفي الرجل بعدها بفترة واصبح في عداد المرحومين ,سمعت السيدة ام كلثوم بوفاته,فذهبت الى منزل الشاعر,واخذت من بين قصائده (الاطلال),وغنته ,فسال الناس عن الشاعر فعلموا بانه ميت,واخذ الناس بمدحه,واخذ الشهرة بعد موته,لماذا لم يثمنوا فنه وابداعه قبل وفاته؟,الم يكن ليبدع اكثر؟ويقدم شعرا اجمل,على الرغم من محاولاته اليائسة.مشهد شبيه لشاعرنا في كوردستان العراق ,الفنان العظيم والمطرب الراقي والعظيم,الوطني المخلص,(تحسين طه)من اهالي مدينة العمادية,كان يقدم الفن بشكل لايضاهيه احد فيه,ومعجبيه لايزالون يبكون على اطلاله,هذا الفنان الذي ادخل البهجة في قلوب الملايين,وساند الحركة التحررية الكوردية,وهو في قلب العدو,فبدلا من ان يدعموه ويساندوه ليستمر في فنه الجميل,تركوه يهاجر,كي يعاني الغربة والبعد عن الوطن ,الى ان قضى نحبه في المهجر,رحمه الله ,وبعد وفاته اخذت حكومتنا على عاتقها بالمدح له وبيان فضائله وخصاله الحميدة ومواقفه الوطنية’الذي كان المرحوم غني بها عبر قنوات الاعلام,واخذوا بصرف الالاف من الدولارات على ضريح المغفورله على سبيل المثال,هذا شاهد ,وهناك الالاف امثال فناننا العظيم الذين اهملوهم وهم احياء,وذكروهم بالمدح والثناء بعد وفاتهم ,اليس الاجدر بهم ان يساندوا المبدع,والفنان,والصحفي,والمثقف,وهو على قيد الحياة في مجتمعنا؟., وان لايهملوه,فالميت لايحتاج الى دعم,وصاحب الانجاز لايحتاج لمن يمدحه من بعد موته,اذا كان وهو في قمة الابداع مهمل من قبلهم,لان اعماله الجليلة,هي التي تذكر الناس به,ويبقى في قلوب المعجبين في العالم من الخالدين.
هل اخذنا هذا التقليد من الاديان؟ام هي فطرة في مجتمعاتنا؟لماذا لانجد هذا الاهمال,والغفلة في المجتمعات المتقدمة؟بل نجد التطور يوما عن يوم تكبر,والعلم يعلواكثر!!وذلك لشدة اهتمامهم بالاحياء,وليس بالاموات.
فقبل 1500 سنة قبل الميلاد,اعلن النبي زرادشت(ع) تعاليمه على امة تغلب عليها طابع المجوسية وعبدة الاصنام والنار والشمس,وانتشار القبائل الهمجية والتي تتميز بالهمجية والاعتداء على الغير وكل اشكال الفساد في ايران الحالية,وتعاليمه التي تقضي باحترام الموتى,وعدم قتل النفس والحيوان الذي سخر لخدمة البشر وعدم الاساءة لكل من وما فيه روح يتحرك,وتقديس الاولياء,ووضع شارات ,واعلام من القماش على اضرحتهم كمرشد على اهمية هذا الضريح,تكريما لانجاز قدمه هذا الانسان خدمة للانسانية, كما نرى نحن الان الاعلام الملونة على عدد من قبور الاسياد والاولياء وفي العديد من المناطق في العالم ,وجاء الاسلام ليسير على نهج زرادشت وموسى,عليهما السلام مؤكدا على ضرورة احترام الميت,بقول نبي الاسلام,محمد(صلعم):(واذكروا محاسن موتاكم).
لكن هذا لايعني ان يقوم الكورد وبعد اكثر من 300 الاف سنة,بالسير على نفس النهج الذي سار عليه اسلافهم,باحترام الميت,وذكر محاسنه بعد موته,وتمجيده,بطولاته,وخدماته الانسانيه,ونضاله,وابداعه وفنه,وصرف المبلغ الفلاني على ضريحه وبناء مدارس وجوامع وكنائس باسمه,او مدارس على تسميته ,متجاهلين كل خدماته الجليلة وهو حي يرزق,وابداعه الذي يكف عنه طالما فيه نقطة دم ينبض في قلبه,وروحا يهوى فنه وقلمه,عقلا يقدم الانجاز خدمة للانسانية,فكرا نيرا يرشدنا على حب الوطن والدفاع عنه.نعم نذكر محاسن موتانا,ولكن يجب ان لانهمل الابداع,والمبدعين,وان لانغض الطرف على الثقافة والمثقفين,وان لا نميت الفن والفنانين,فنقدس الميت ونترك الحي في طي النسيان,لان هذا يؤكد قول شاعرنا المرحوم,كوران,وهو موضوع المقال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماهي الأوضاع التي تعيشها النساء في السودان؟


.. قضايا المرأة والمشاكل الاقتصادية تهيمن على المناظرة الرئاسية




.. إحدى المشاركات وتدعى مها ياسين


.. المشاركة مي الجرماني




.. حرائر السويداء لن تخيفنا محاولات الترهيب