الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جماع - قصة قصيرة جداً

جمال القواسمي

2011 / 11 / 22
الادب والفن


بعد أربعين عاماً من الحكم المتعب، قرر الحاكم اجراء اصلاحات في الوطن؛ طلب من مدير ديوانه، شقيق الحاكم من أمه، دعوة اكبر عدد من الوجهاء والشخصيات العامة؛ طلب من سكرتيره، ابن أخيه الشهيد الذي استشهد في حادث سباق خيل في بريطانيا، تحديد مكان الاجتماع؛ وزير الحسبة والبيع بالجملة والمفرق، ابن عم الحاكم اللزم، أشار عليه بأن يستعمل أكبر قاعة في قصره، القاعة المستطيلة الجانبية، التي يستعملها القصر في مناسبات الموائد السنوية، مثل رمضان وعيد ميلاد الحاكم او أصدقائه. وزير الزراعة وصاحب شركة الاتصالات الوحيدة في الوطن، ابن عمة الحاكم اللزم، احتج قائلاً ان القطيع المدعو لن يسمعوا الحاكم لأن القاعة طويلة جداً، واقترح أن يكون الكرسي الملكي في منتصف القاعة ليسمعه الجميع؛ ردَّ عليه وزير الاشغال العامة، ابن أخت الحاكم اللزم، متهماً وزير الزراعة وشركة الاتصالات بالجهل والحمرنة وقال: "والسماعات، لماذا الله خلقها؟" رئيس الأمن القومي ومدير عام جهاز الحراسة الشخصية للحاكم، ابن أخ الحاكم اللزم، رفض فكرة جلوس الحاكم في منتصف القاعة لحجج أمنية ووقائية، وأصر أن يكون الحاكم في احد جانبي القاعة المستطيلة وثمة مسافة بين الشخصيات والحاكم. وزير الصحة، ابن شغالة أبي الحاكم وشقيق الحاكم، اشترط على ألا تواجه الشخصيات الحاكم وجهاً لوجه خوفاً من العين، واقترح ان يتم تقسيم القاعة المستطيلة لقسمين بينهما رواق وكل قسم يجلس ووجوهم صوب القسم الآخر؛ أيد وزير الداخلية، ابن عشيقة الحاكم غير اللزم، فكرة وزير الداخلية وطمئن الجميع بأنه وضع خطة جلوس جهنمية، وفقها سيجلس إلى يمين الحاكم كل الشخصيات الذين يعانون من طرش في آذانهم اليسرى، وإلى يسار الحاكم كل الشخصيات الذين يعانون من طرش في آذانهم اليمنى. انتهى الاجتماع.      
انتهى الجماع. كان الأخير في مناصبهم جميعاً.   
16-11-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب