الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلاميون بين الازاحة والافشال

حافظ آل بشارة

2011 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الغرب يتمنى سقوط انظمة الشرق الاوسط لانها انظمة مصممة لما بعد الحرب العالمية الثانية ، تغير العالم ولا بد من تغيير تلك الانظمة ، ومثلما صنعوها يريدون صناعة البديل ، لكنهم وقعوا في تناقض ، اوربا وامريكا والناتو من جهة يقدمون انفسهم كدعاة لحقوق الانسان ، ومن جهة يريدون ان تبقى المنطقة تحت انتدابهم السري ، لديهم مفهوم جديد للاستعمار يتماشى مع عصر الحريات ، انها العولمة واستغلال اسوأ ما فيها ، نجحوا نسبيا في عولمة الثقافة والاعلام والاقتصاد والامن ، مهدوا الارضية لتغيير شرق اوسطي يجري برعايتهم ، فالعولمة انتجت جيلا ثائرا متناغما مع الغرب في رؤيته عائم الهوية ومحبطا وغاضبا ، هم لم يصنعوا هذا الجيل ولكن وفروا له ادوات النمو الموجه . لكنهم اصبحوا يعانون من هيمنة الاسلاميين على النتائج ، فازوا في تونس بالانتخابات وفي مصر فوزهم متوقع ويسيطرون على الوضع في ليبيا ولهم حضور قوي في سورية واليمن ، الغرب يمقت الاسلاميين ذوي البرنامج السياسي ، يعتقد انهم منافس ستراتيجي يمكن ان يشكل منظومة عالمية ترفض هيمنة الغرب وتطرده من مناطق نفوذ حيوية ، لديهم عقدة من الاسلام الامبراطورية التي حكمت العالم ، هناك عناصر تساعد على انبعاثها ثانية ، احدى وسائل مقاومتهم للاسلام انهم صنعوا التيار التكفيري لرسم صورة مكروهة له ، والمشكلة ان الغرب لا يميز في تعامله بين اسلام متشدد واسلام معتدل ، ويشطب على الاثنين ، يعتقد رعاة التغيير في الشرق الاوسط ان الاسلاميين يهيمنون على النتائج حاليا ، ولكن مواجهتهم بالقوة سوف تؤدي الى نشوب نزاع خطير وقد يعلنون الجهاد وتتعقد الامور ، سيضغطون اولا بتظاهرات شبابية ليقولوا ان الثورة لم تنته بعد ، كانت المرحلة الاولى ازاحة الطواغيت ، والآن المرحلة الثانية ازاحة الاسلاميين الذين يريدون الاستيلاء على السلطة ، اذا فشلت الازاحة بالتظاهرات فسوف يطبقون الاسلوب الثاني ، وهو استدراج الاسلاميين الى تجربة سلطة ملغومة ، ثم تهيئة مقومات الفشل لهم باساليب غير محسوسة ، وقد يكفي لافشالهم سحب الرعاية العالمية عنهم وتركهم يواجهون موروثا مرعبا من الخراب والفوضى في بلدانهم مع معارضة شبابية عارمة في الميادين ، الامريكيون طبقوا مخطط افشال الاسلاميين في افغانستان والعراق وحصدوا نتائج ترضيهم ، المشكلة ان ما يسمى بالمد الشبابي الجديد اكثر قدرة على التعبئة والتحشيد الشعبي من الاسلاميين الذين انهكهم القمع القديم وتضائل نفوذهم في اوساط الشباب ، كل ما في الامر انهم يحاولون املاء الفراغ السياسي الفكري الذي تعانيه الحركات الشبابية ، تظاهرات الشباب المصري الحالية في ميدان التحرير ومطالبتهم بتاجيل الانتخابات لمواجهة الفوز المتوقع للاخوان المسلمين نموذج واضح للمرحلة الثانية . اذا كان الاسلاميون العرب اذكياء فعليهم ان لا يجعلوا السلطة هدفهم الاول في هذه المرحلة من التحولات فيكونوا هدفا للافشال والتسقيط وضحية يدفعون ثمن صعود غيرهم الى السلطة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات