الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ينطبق قانون -إفساد الحياة السياسية- على المجلس العسكري؟!!

صالح سليمان عبدالعظيم

2011 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


رغم أنني لم أفهم أي شيئ من قانون "إفساد الحياة السياسية"، وأعتقد أيضا أن المجلس العسكري ذاته لم يفهم أي شيئ مما أصدره، إلا أن السؤال الهام هنا يتعلق بمدى تطبيق هذا القانون على المجلس العسكري ذاته. وبالطبع لدى أسبابي التي تجعلني أرى بأن المجلس أفسد مكاسب الثورة واستباح مقدرات الشعب المصري طوال الشهور الماضية.
1- لم يؤازر المجلس العسكري الثورة كما يدعي حبا فيها وإيمانا بما قام به الثوار لكنه قام بذلك مكرها، فلم يكن أمامه إلا أن يحارب المصريين ويقتل أبنائهم، وهي مسألة لم يكن يرضى بها أغلب أفراد القوات المسلحة المصرية الشرفاء.
2- قامت استراتيجية المجلس على تفريق المصريين وإحداث الوقيعة بينهم مرة بسبب الدستور، ومرة بسبب الدولة المدنية، ومرة بسبب التعامل مع الخارج، ومرة من خلال استقطاب بعض البلطجية مثل فلول روكسي والعباسية وغيرهم من أجل الإنفراد بالبلد وتقليم أظافر أية قوة أخرى.
3- محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية وممارسات التعذيب ضد البعض منهم، وهي مسائل مثبتة من خلال المنظمات الحقوقية المصرية والأجنبية.
4- نشر ثقافة الإرهاب النفسي للمصريين التي تتعلق بسير البلد إلى حالة كاملة من الفوضي والإنهيار في حالة تنازل المجلس العسكري عن السلطة وتركها لحكم المدنيين.
5- نشر ثقافة عامة من التخبط والضبابية وإكساب الملمح العام صورة غير واضحة تماما بحيث لا يجد المصريون أمامهم سوى المجلس والجيش كوسيلة للاحتماء من سيل الفوضى المتواصل في مصر الآن.
6- عدم الحسم القانوني في الكثير من القضايا الشائكة في مصر وترك الأمر أمام المحاكم لنشر المزيد من التخبط ، ويأتي على رأس ذلك التلكؤ في محاكمة رؤوس النظام السابق، ونشر حالة عبثية من أهمية الاحتماء بالقانون وترك الأمر للقضاء.
7- تلبيس وزارة شرف وزر كل ما يحدث في مصر، بحيث يخلع المجلس يده من أي شيئ، ويجعل الشعب يكفر بشرف ووزارئه، وينسى ما يقوم به المجلس من تحت المنضدة من تحريك للأمور والعبث بمقدرات الشعب.
لقد قام المجلس العسكري بكل ذلك لاعبا على عامل الزمن، ومتصورا غباء المصريين، وهو المنطق نفسه الذي كان يقوم به الرئيس المخلوع وزمرته الحاكمة، وهو الغباء نفسه الذي تمتع به أحمد شفيق بعد أن تولى الوزارة أثناء الأيام السوداء للرئيس المخلوع. وما لا يدركه المجلس أن أحداث التحرير الأخيرة كشفت عن صلابة غير عادية للشعب المصري وشبابه وثواره، ولعل طرد بعض الرموز من ميدان التحرير مثل البلتاجي وحمزاوي وغيرهم، ولعل إصرار بعض السلفيين على الاعتصام في التحرير ومساندة إخوانهم يكشف عن حالة من الطهر السياسي تجاوزت بمراحل ما حدث أثناء ثورة 25 يناير. كما يكشف أن الثوار لم يعودوا بحاجة لقيادات، ولم تعد تخدعهم ممارسات المجلس العسكري الفاسدة، بمعنى آخر فإنهم يرفضون أن يكونوا لعبة في يد المجلس والمشير!! وإذا كان المجلس يراهن على الزمن فقد صبر المصريون عقود طويلة ولم يعد يضنيهم المزيد من الصبر، لكنه صبر المواجهة والقدرة على تحديد المصير وكشف الخونة والأزلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نظرة ثاقبة
هيــــــــام فــــــاروق ( 2011 / 11 / 25 - 18:28 )
نعم هذا ما يحدث بالفعل .. نظرة ثاقبة لما يدور وما يتخيله المجلس خفى عن عيون الكثيرين . ومع هذا أرى أن الدولة فى إتجاه وتيار مخيف وتتعدد التيارات والأحزاب وأصبح جميع المواطنين يفتون فى السياسة كعادة المواطن المصرى الذى يدعى الفهم فى كل شىء . لا توجد عندنا قدوة سياسية يحتذى بها و جديرة بالثقة .. ربما عندنا الكوادر الثقافية الممتازة ولكن أين الكوادر السياسية ؟ لا أرى . شعب يتخبط . وينهار و يتنصل من فرعونيته و يريد أن يعود للقرون الوسطى وعرب شبه الجزيرة . والطبقة المثقفة و الواعية و التى تعى معنى السياسة و حب الوطن حقا هم قلة قليلة للأسف . أتمنى أن ينهض هذا البلد من كبوته ويتخطى محنته . أشكرك دكتور صالح لهذا التحليل الثاقب

اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟