الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامتناع العراقي و (( مفاتيح الارهاب )) التي لم تزل بيد النظام السوري !!

لؤي الخليفة

2011 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


رغم التبريرات التي ساقها بعض من المسؤولين العراقيين بخصوص الموقف الرسمي من الاوضاع في سوريا والامتناع عن التصويت الى جانب قرار تعليق عضويتها في الجامعة العربية , الا ان الكثيرين غير مقتنعين بتلك التبريرات ويدينون القرار الاخير لا لكونه مخالف للاجماع العربي _ ذلك ان العراقي لم يعد يخشى سوى سيوف وسموم (( الانظمة الشقيقة )) وتامرهم على البلد _ , بل لانه كان مطلبا ملحا للجماهير السورية المحتجة ضد النظام الديكتاتوري التسلطي واساليبه الدموية في قمع المتظاهرين اضافة الى الطرق الملتوية التي لجأ اليها في عملية الاصلاحات المزعومة والتي لم ترتقي الى يومنا هذا الى مستوى الرفض الجماهيري الواسع للسلطة الشمولية الفردية .
غير ان تبريرا واحدا من بين العديد منها استوقفني , وبالتأكيد غيري , كونه يكشف مدى الخطر الذي كان ومايزال النظام السوري يشكله على الاوضاع الامنية في العراق كما يدلل على ان مفاتيح الارهاب التي كانت وما زالت بيد هذا النظام قادرة على زعزعة الامن في البلد متى شاء واراد اذ يكفيه ان يفتح ايواب الشام امام شلة الارهابيين كما كان يفعل منذ سقوط النظام السابق .
اما التبرير الذي نسبته صحيفة العالم البغدادية الى قيادي في حزب الدعوة والذي يقوده رئيس الوزراء , يقول ... ان دمشق هددت باحراق بغداد اذا ما انصاعت الى الضغوط العربية وايدت قرار الجامعة بتجميد عضويتها فيها , مشيرا الى ان وزيرا سوريا حمل قياديا في دولة القانون رسالة من نظام الاسد بهذا الخصوص , ويوضح هذا القيادي , ان موقف الدبلوماسية العراقية كان واقعيا حتى لا يدفع العراقيون الثمن ولتلافي ما قد يتعرض له امن البلاد بالتزامن مع الانسحاب الامريكي , مؤكدا ان وزير الخارجية هوشيار زيباري كان يعني هذا الامر حينما تطرق في مؤتمره الصحفي بعد صدور القرار الى وجود حدود طويلة بين البلدين والى وضع بغداد المختلف في تعامله مع القضية السورية . ورغم خطورة واهمية هذا التبرير, ان كان صحيحا , يبقى موضع استفسارات عديدة , في مقدمتها الاسباب التي جعلت وزير الخارجية لا يعلن ذلك اثناء انعقاد مجلس الجامعة ليكون الجميع على دراية بالعمليات الارهابية التي ما يزال يقوم بها هذا النظام في العراق , اضافة الى ان العراق الذي بات يملك ما يقارب المليون من قوات الامن والشرطة والجيش , ايعقل وهو بهذه الامكانيات ان يقف عاجزا عن صد هذه الوحوش البشرية وردع غيرها ممن كانت ومنذ اكثر من اربعين عاما تنهش باجساد العراقيين ؟؟ , ثم الا يعرف هذا المسؤول وغيره ان هذه الموجات التترية ستستمر دون بناء قوات عسكرية متمكنة ومدربة ومسلحة باحدث الاسلحة واجهزة استخبارية عالية الامكانية قادرة على رصد تحركاتهم وخططهم ؟؟ وكان حري بهذا المسؤول او غيره ممن لا يكفون عن النعيق ان يوضحوا لابناء البلد ويكشفوا عن مصير المليارات من الدولارات التي رصدت للتسليح والمعدات العسكرية والتدريب ولبناء قوات امنية متمكنة من ادارة الملف الامني وتجنيب البلد عشرات الاف الضحايا من الابرياء ممن راح ضحية لهذا الارهاب الاسود .
ان الاعمال الاجرامية لهذا النظام , سواء حرق بغداد او العراق كله , ليس ببعيد عن ممارساته التي تواصلت طوال اكثر من اربعين عاما ضد ابناء جلدته , وليس ثمة من يشك برواية المسؤول العراقي , سيما وهو ليس ببعيد عن تهديد اخر كان قائله هو مرشدهم الاسلامي , مفتي سوريا المدعو احمد بدر الدين حسون والملقب من قبل السوريين (( حسونه )) يوم هدد العواصم الغربية بالحرق ايضا , اذ اكد لهم ان الارهابيين موجودين على اراضيهم وانه في اللحظة التي تقصف فيها اول قذيفة على سوريا فسينطلق كل واحد من ابنائنا وبناتنا ليكونوا (( استشهاديين )) على ارض اوربا .
وبعيدا عن التهديد والوعيد , اقول ان الموقف العراقي كان ضعيفا وبائسا وغير مقنع , ذلك ان الجميع يعرف ان السياسة الخارجية العراقية غائبة ومتأثرة بشكل او بأخر بالسياسة الايرانية من هذه القضية او تلك , والذات عندما يتعلق الامر بسوريا هذا اولا , وثانيا ان القرار العربي لم يكن موضع اجماع دون لجوء دول الخليج الى شراء الاصوات لتمريره وكان للسعودية وقطر دور مباشر في الوصول الى الاغلبية . فكان حري بوزير الخارجية والمسؤولين الاخرين ان يكونوا اكثر وضوحا وان يصارحوا ابناء شعبهم بالحقائق كلها دون الاكتفاء بالتهديد السوري , ولا اعتقد ان العراقي بات خائفا من (( اشقائه )) العرب بعد ما فعلوه من مذابح وقتل وتدمير وفرضهم عليه عزلة تامة فيما صار العراقي موضع عدم ارتياح من قبل جميع العرب دون استثناء ... لم لم يتطرقوا الى الضغوط الخليجة ومؤامراتهم لحرق المنطقة وتمزيقها ؟؟ لم لم يوضحوا ماذا كانت ستفعل طهران فيما لو صوت العراق الى جانب القرار العربي ؟؟ باختصار شديد ان البلد بحاجة الى سياسيين اكفاء غيورين يحافظون على امن وسيادة الوطن وقراره السياسي المتزن وينهون حالة التوتر الطائفي وايقاف التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي ولا يخافون في الحق لومة لائم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مفاتيح الأرهاب
waham ( 2011 / 11 / 22 - 18:16 )
عزيزي لؤي الخليفه.. تحيه طيبه
أن المقال المنشور أعلاه كان أقرب الى الواقع الذي نعيشه .. ألا أن الأرهاب وحواضنه
معروفه من قبل الجميع أضافة- الى أشقائنا فهناك الكثير ممن يريدون أذلال الفرد العراقي

اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه