الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البلدان العربية بحاجة الى آليات عمل جديدة خارج اطر الجمود والتخلف

عبد جاسم الساعدي

2011 / 12 / 5
ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011





أشكركم جزيل الشكر على فتح هذا الملف الاشكالي المعقد الذي يثير الاسئلة النقدية والمعرفية في جوانبها الفلسفية والتحليلية بعد تطورات دراماتيكية في عدد من البلدان العربية بخاصة في مصر وتونس وليبيا واليمن والعاصفة متواصلة باشكال اخرى.ان المجتمعات العربية التي كانت منقادة للذل السلطوي والشعارات القومية البائسة التي كانت تحتمي باديولوجية تضليلية في الدفاع عن فلسطين وتحرير الامة من الاحتلال اكدت الايام انها لم تكن صادقة ولا حقيقية ملغمة بالاستبداد والسجون والخوف والموت ومطاردة المبدعين والمثقفين واصحاب الرأي.لقد انشأت الشعارات القومية طوال ستة عقود من القهر الاصنام الديكتاتورية وعششت في ظل البؤس والحرمان شتى انواع الكذب والخديعة والضحك على ذقون الطيبين واصحاب النيات الحقيقية من غالبية الشعوب التي ترزح تحت الجهل والبطالة والمرض والامية.اننا نعتقد ان حال الانتفاضات والثورات التي تجتاح شعوب البلدان العربية قد اثارت الاسئلة والوعي والمشاركة الشعبية لاول مرة ومن المؤكد ان الوضوح والاستقرار يحتاج الى وقت كاف كي تشتغل اسئلة أخرى في الوضوح والتنظيم والمواجهة الفكرية والثقافية مع الاسلام السياسي الذي يحاول التضليل تحت شعار اسلامي عاطفي خارج مرحلته(الاسلام هو الحل) ان اصحاب الحلول الجاهزة واللعب على العاطفة الدينية والمذهبية بحاجة ان تتمتع القوى المدنية غير الدينية الى طريق اخر يعتمد على التاني ومواجهة عقلية وفكرية وتنظيمية . كما ان قوى اليسار والاشتراكية وقوى المجتمع المدني وكذلك المثقفين والادباء والمتنورين بحاجة الى رؤية علمية ومنهجية تتصل باحتياجات القوى الشعبية الي سيلحق بها ضرركبير من جراء اللهاث وراء السلطة والمغانم ونهب خيرات وموارد البلدان بخاصة البلدان النفطية ذات المصادر المالية العالية ان التجربة العراقية غنية وثقيلة في دروسها من خلال سلطة التقاسم الديني والطائفي و القومي الذي عزل القوى والكفاءات العراقية فتضخمت الدولة باجهزتها العسكرية والامنية والميليشيات المسلحة العلنية والسرية واصحاب الشهادات المزورة والعقود الباطلة

ان قوى اليسار والقوى المدنية والتقدمية والعلمانية لايمكن لها ان تشتغل خارج اطر المؤسسات العمالية والنقابية والمهنية لذا يقتضي النضال الدؤوب لسن تشريعات قانونية تترافق مع حملات ثقافية دائمة لغرض نشر الوعي بين الجمهور وخلق اليات عمل جديدة تحتفظ بقدر كبير من الاستقلالية والابداع والمرونة والمبادرة.ان المخاطر التي تحيق باليسار العراقي حتى الان انه لا يشتغل من دون الوصاية والتمويل والرعاية البائسة و مع الاسف تاتي في غالبيتها من المتهمين في السلطة بالاستبداد والفساد والتواطؤ

اننا في البلدان العربية بحاجة الى آليات عمل جديدة خارج اطر الجمود والتخلف لان نكون البدائل بين القوى العاملة النقابية والشبابية والجامعية وان نواصل البحث والعمل مع تلك القوى وان كانت في طور التكون والنهوض.سنعمل معا من خلال الفكر لتأكيد طغيان الجلادين في العراق الذين عبثوا بالعراق وابنائه طوال اربعة عقود من الخوف والاغتصاب والقهر والضيم وسحق الحريات والتنكيل باصحاب الرأي او الذين رفضوا الانقياد الى حزب الموت والخوف تحت شعارات خاوية لقهر الانسان واغتصابه كماشد الحزم على البطون وقومية المعركة وبلدان التصدي والمواجهة كالتي يجري تحت شعاراتها سفك دماء الشعب السوري ومحاولات سحق ارادته

اننا نحتفي دائما بموقع الحوار المتمدن الذي اصبح نافذة نطل من خلالها على العالم وعلى الروىء والافكار الممتلئة بالخير وامكانات التغيير والتحول

ولا اظن اننا في العراق سنبقى اسيري الوهم الطائفي والاثني والجهوي . مهما يكن فالعراق يتحول ويتغير وان ببطء لاننا في القوى المدنية بحاجة الى الحضور في الوسط الشعبي نحمل معنا اسئلة النقد والثقافة والمعرفة والتحريض.ولعل الفرصة الان التي يوفرها الحوار المتمدن مشكورا يمكننا القول ان جمعية الثقافة للجميع التي اتشرف بالمشاركة في مسؤوليتهاو التي ينتسب اليها عمليا من خلال التجربة والعمل المتواصل اكثر من سبعين عاملا بكفاءات وامكانات عالية في الحوار والثقافة المدنيةقد اكدت حضورها بين المهمشين وقد حققت بعض اهدافها بيناء الثقة وانتشال الجمهور من حالات الاحباط والشعور باليأس والهامشية وقدمت فائدة في التدريب والتاهيل ومحو الامية لاكثر من ثلمائة الف مواطن. ولم تزل بهية تنشر الحب والسلام والمحبة والمعاني الاخرى للمواطنة والكرامة وتحتضن الطاقات البداعية والثقافية والنقدية في تنظيم ندوات ولقاءات ثقافية اسبوعية

سنعيد للعراق بهجته وحضوره المتوهج من خلال الحركة والتنظيم واشراقات مستقبله من دون طغيان واستبداد وطائفية ولابد ان تجد القوى العراقية المدنية والمتنورة طريقها للاستفادة من هامش الحرية والتنظيم المهني والنقابي بخاصة ان هذه القوى تملك رصيدا غنيا من الالق الوطني والثقافي والمعرفي والسياسي

نكرر التحية والشكر للزملاء في الحوار المتمدن ولكل المشاركين والقراء لعراق باسم يعلو على ازماته الاستثنائية وللشعوب العربية الالق ودوام النضال بثورة دائمة لا تتوقف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح