الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الموجة الثانية من الثورة المصرية
هانى تمراز
2011 / 11 / 23اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
تضرب مصر الان الموجه الثانية من الثورة التى اعتقد الكثيرين بافول نجمها وبهتان زخمها ولكنها عادت الان وانطلقت من ميدان التحرير بالقاهرة لتشعل الاسكندرية والسويس والاسماعيلية والمحلة الكبرى والمنصورة وسوهاج وقنا واسيوط وباقى محافظات مصر .واشتعل حماس الجماهير واندفعوا كالموج الهادر ليملئوا الميادين والشوارع مرة اخرى.هذه الجماهير وبوعى ثورى ناضج ادركت ان الامر لم يتغير منه شيئ وان المجلس العسكرى الحاكم يحاول امرين, الاول اعادة تصدير النظام السابق بوجوه مختلفة, والثانى حماية بقايا النظام السابق وتوفير اقصى درجات الحماية الممكنة لهم سواء عن طريق محاكمات هزلية متباطئة او التكاسل العمدى فى محاولات استرداد الاموال المنهوبة وترك الكثير من بقايا النظام المدانين قانونيا او شعبيا سواء بالداخل او الخارج بلا محاسبة او تحقيق.
ادركت الجماهير ان المجلس العسكرى يقود الثورة المضادة ويحرك الجميع كعرائس الماريونيت ويتلاعب بكل القوى على هواه ويستخدمهم ضد بعضهم البعض ولم يطرح اى رؤى حقيقية او جذرية للوضع الراهنوللمرحلة الانتقالية بل يطرح دائما امور خلافية قاصدا ضرب تماسك القوى مع بعضها البعض .
ادركت الجماهير واستوعبت ان الشرعية الحقيقية هى شرعية الثورة,شرعية الشارع وشرعية الثوار وادركت مدى تلاعب المجلس العسكرى بها وبثورتها لذلك نزلت الجماهير وكلها سخط وغضب على المجلس العسكرى منظم الثورة المضادة ومعرقل المرحلة الانتقالية ومانع كافة اشكال التطهير لكل الفاسدين فى الدولة بل وحاميهم ايضا بالاضافة الى حكومته التى ماكان لها ان تسمى حكومة بل هى سكرتارية خاصة بالمجلس العسكرى تاتمر بامره وتنفذ مايمليه عليها فاضافت جمودا اكثر وبطئا اشد للتغير المنشود.
نزل الثوار فى الميادين والشوارع بصدور عارية ضد اله القمع العسكرية ومعها قوى البلطجة الشرطية تقتل فى الثوار وتنكل بهم وكل املها كسر هذه الموجه باى ثمن حتى لو كانت دماء هؤلاء الشهداء هى الثمن.
اهم ما يميز هذه الموجه هو وعى الثوار الذى لم يعد يرضى بحلول وسط او مفاوضات وصفقات بل يريد تغييرا جذريا ورفعت المطالب وعلى راسها تنحية المجلس العسكرى سياسيا وتركه ادارة البلاد وعودة الجيش الى ثكناته وتشكيل حكومة انقاذ وطنى مستبعد منها كل عناصر النظام البائد وذات صلاحيات كاملة غير منقوصة حتى يتسنى محاسبتها و اجراء تحقيق عاجل ونزيه فى ملابسات الاعتداء الوحشى على متظاهرى التحرير فى 19 و20و21 نوفمبر الجارى بالاضافة لحادث ماسبيرو ومعاقبة كل المتورطين فيه من عسكريين وشرطة مدنية وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين واعادة محاكمة كل من حكم علية عسكريا امام قاضية الطبيعى .هذه هى اهم مطالب الميدان الان التى لا يمكن التنازل عنها بعد ما حدث.
والاهم الان فى كل هذا هو ان الزخم الثورى الجارى فى مصر الان لم يتبلور بعد على الرغم من زيادة الوعى عما كان عليه فى يناير الماضى, لم يتبلور هذا الزخم الى قيادة ثورية تلتف حولها الجماهير, .قيادة قادرة على حشد الجماهير خلفها للاستيلاء على السلطة بحكم شرعيتها من الميدان ومن كل الميادينوالشوارع فى مصر, وهذه القيادة ممكن ان تكون افراد او جبهات ولكن للاسف حتى لحظة كتابه هذه السطور لم تسيطر فكرة الاستيلاء على السلطة على عقول الثوار بعد. واخشى بذلك تكرار اخطاء يناير وفبراير 2011 حينما انفضت الجماهير بتنحى مبارك وسمحت للمجلس العسكرى بتولى الامور دون ان تكون الثورة هى القائدة والحاكمة.
لا شك عندى بان الوعى المتزايد الان قادر على حل هذه الاشكالية وباسرع وقت ممكن حتى لا نفاجئ بنظام مباركى اخر مثل الذى سقط والموجود حاليا.برعاية المجلس العسكرى.
كل هذا مرهون باستمرار جماهير الثورة فى نضالهم البطولى ووقوفهم امام القمع الوحشى للعسكر والشرطة وسيطرتهم على الميادين والشوارع وانتقالها من محافظة الى اخرى غير عابئة بدماء ابطالها التى تروى الان شجرة الحرية ليس لمصر فحسب بل لكل دول الجوار التى ينظر ثوارها الان الى الثورة المصرية كثورة قائدة..
عاشت الثورة وعاشت الجماهير
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - هو كذلك
حسن خليل
(
2011 / 11 / 23 - 10:21
)
كما تقول -الزخم الثورى الجارى فى مصر الان لم يتبلور بعد على الرغم من زيادة الوعى عما كان عليه فى يناير الماضى, لم يتبلور هذا الزخم الى قيادة ثورية تلتف حولها الجماهير- هو الأمر فعلا كذلك و هذا علي علاقة وثيقة بهدف الثوار من ثورتهم فالثورة ليست فقط آلية مثل أنتخابات و دستور و لكنها مشروع سياسي يعطي هذه الآلية معني و مضمون و هذا المشروع غائب تماما ليس عن الشعب و لا الثوار فحسب بل عن القوي اليسارية أيضا . فلا تجدها تناقش ما الذي تريده من الثورة و يمكنك أن تقارن بينها و بين الرجعية الدينية التي لها هدف واضح و هو الدولة الرجعية الإسلامية. و لذا فأن التركيز علي شعار -الجمهورية الشعبية- له أهمية قصوي و هي الجمهورية البرلمانية العلمانية التي تتضمن أوسع سلطات للشعب في شكل لا مركزي للسلطة. أن بناء القيادة مرتبط حتما بتحديد الهدف في الحقيقة هي نفس العملية
تحياتي للمقال الجيد
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر