الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب المصري يعيش حالة اللا حرب واللا سلم فلنبادر معا بالبديل

أشرف الحفني

2004 / 12 / 21
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


كل الشعب يعرف مأساته ويعيشها.. بل إن كل التيارات السياسية الوطنية تجمع على خطوات التغيير المطلوبة كتعديل الدستور وإلغاء حاله وقانون الطوارئ.. وحرية العمل العام وتعدد الأحزاب دون قيد أو شرط وطرد السفير الإسرائيلي...الخ
ولكن بم يتميز تجمع اليسار المصرى فى هذه المرحلة من حيث أهدافه.. هذه المرحلة التي تجادل فيها الهم الوطني بالهم الديمقراطي بالهم الاقتصادي بما لا يمكن الفصل بينهم.
فاليسار فى أي مجتمع هو عقل حركته الشعبية ـ سواء أكانت مقاومه أو تغيير أو ثوره ـ هو العقل الذي لا يدع أحدا يركب موجه المطالب الشعبية فيحمى هذا العقل شعبه من أن يستبدل مستبدا بآخر ومستغلا بمستغل ربما أكثر استغلالا لأنه سيكون عندئذ متخفيا بلباسه الثوري المخادع وعندما يكتشف الشعب خداعه يكون قد تمكن من السلطة لتدور الدائرة مره أخرى على الشعب كما يحدث في تاريخنا دائما خاصة عندما يغيب اليسار أو يغيب.
بل أن المقاومة العربية في العراق وفلسطين مع أسطورية ما يقدمونه بما يندر حدوثه فى التاريخ هذه المقاومة فاقده حتى الآن لعقل يوحدها ويوجهها صوب مصلحه الشعوب وأوطانها وقد يكون هذا ما يميز مقاومه فيتنام عن مقاومه العراق وفلسطين حتى الآن..
وازعم أن من يجب أن يقوم بهذا الدور للمقاومة العربية هو الشعب المصرى الذي يراقب ما يحدث فى المنطقة بدقه عفويه قد لا يلاحظها الكثيرون وهذه المراقبة لا تأتى من فراغ فما يعانيه الشعب المصرى يأتي أساسا من أن الاستعمار يريد أن يغزو الشعب المصرى بالريموت كنترول عن طريق محاصره مصر من جميع الجهات لتسقط مصر كما ذكر غلاة المستعمرين الأمريكان كثمره ناضجة بعد استعمار وتقسيم المنطقة.. من هنا يشعر الشعب المصرى بشكل عفوي بما يعانيه شعب العراق وفلسطين ومن هنا لن تكتمل المقاومة العربية للاستعمار والاستيطان فى المنطقة سوى بضلوع الشعب المصرى فى المقاومة وهذا لن يتم سوى بأن يضطلع اليسار المصرى بدوره الأصيل كعقل للحركة الشعبية المصرية لماذا؟
لأن اليسار المصرى فقط هو المؤهل ـ إن كان ممثلا نزيها للحركة الشعبية ـ لأن يبادر بإثبات أن المدخل إلى التغيير هو بربط المسألة الوطنية بالوضع الداخلي واتهما شأنان متجادلان بما لا يمكن الفصل بينهما أبدا.. فهذا الفصل بين ما هو داخلي وما هو وطني تتضح مثلا في بعض القوى المعارضة التي تصب جام غضبها فقط على الحكومة رغم أنها ما هى ـ حتى بحكم الدستورـ سوى منفذه لإرادة الرئيس وفى الشؤون الداخلية فقط... الرئيس الذي يجمع في يده – بحكم الدستور والطوارئ ـ كل شؤون الدولة خارجيا وداخليا فمن لا يعارضه بالطبع لا يربط إذن بين ما هو داخلي وما هو وطني.
أما الرؤية التي أراها هي الصحيحة فقط والتي لن يقوم بها سوى اليسار لأن لا أحد له مصلحه فيها سوى اليسار الحقيقي كما ذكرت كعقل للحركة الشعبية ومعبر بصدق عنها هي...
" إن إحداث التغيير الكبرى داخليا في مصر كانت مرتبطة بالمسألة الوطنية منذ طرد المحتل الفرنسي بعد ثورتي القاهرة في بداية العصر الحديث وفرض محمد على في الحكم شعبيا مرورا بثوره عرابي وثوره 19 وما تلاها من دستور وما سبقها من حرب عالميه وإعلان وعد بلفور وقيام أول ثوره اشتراكيه بالتاريخ ومرورا باغتصاب فلسطين وما تلاها بثوره مصريه جاءت بعد حرب شعبيه عارمة في القناة ثم حرب 56 التي جاءت مع الشروع في بناء السد العالي وتأميم القناة ثم سقوط القومية العربية – الرسمية— بهزيمة 67 للقضاء على أي احتمال للإستقواء على إسرائيل قاعدة الاستعمار الرأسمالي في المنطقة وحاميه القاعدة الرأسمالية المتحدة مع الاستعمار ثم حرب 73 وما تلاها من انفتاح اقتصادي الذي تواكب مع رفض النظام المصري استكمال حاله الحرب مع إسرائيل لإرضاء سيدة العالم الرأسمالي أمريكا وكان مؤشر ذلك حتى أثناء الحرب إبعاد قائدها العسكري ومخططها الفريق العظيم سعد الدين الشاذلي.. حتى نصل إلى اتفاقيه كامب ديفيد التي ربطها السادات بخدعه الرخاء الداخلي بإهمال كل ما هو وطني فإذا به رخاء طبقه جديدة ارتبطت مصالحها بسياسة أن 99% من أوراق اللعب بيد سيدتهم أمريكا مما أوصلنا لما نحن فيه الآن من ذيليه لأمريكا تفعل بنا ما تشاء والاستسلام لقياده إسرائيل للمنطقة وتسهيلات عسكريه لا حدود لها تغزو بها أمريكا ما تشاء فى المنطقة كما حدث فى العراق.. وتنازلا لا مثيل له على حدودنا الشرقية لتكون حدودا لإسرائيل لا حدودا لمصر حتى بما يتعارض مع معاهده السلام المشئومه نفسها.. بعد أن أصبح المجتمع نفسه بلا حدود فى كل مجالات حياتنا إلا حدود المتأمركين الحاكمين لدرجه أن وصل ما يقارب نصف عدد الحكومة من مزدوجي الجنسية كما فى حكومتنا الأخيرة حكومة الأجانب وهو ما لا يوجد في أي مكان بالعالم حتى العراق.. فما الذي جنيناه إذن من حاله عدم الحرب مع إسرائيل إرضاء لأمريكا طالما أن العدو ينال بلا حرب ما يريد وكأنه خاض معنا حربا وانتصر أين السلام والاستقرار طالما أعطيت اللص ما يريد على حساب أمنى ورخائي ومن دم شعبي بسماسرة دمروا أرصده مصر وثروتها الوطنية وقدموها قربانا لكهنة السوق الحر والخصخصة.. لا أن حال العراقيين والفلسطينيين أفضل منا فعلى الأقل هم يقاومون على أمل الخلاص أما نحن فيموت أبناء شعبنا كل يوم بآلاف الطرق بالفقر والبطالة حتى أن ملايين شبابنا يفضل أن يغامر بحياته فى أي شيء مقابل عده قروش أفضل من حياته التي هي أسوأ من الموت.. إنها حاله اللا سلم واللا حرب التي نعيشها ولن يبادر بالبديل لها سوى اليسار الحقيقي.
ويجب أن يتخلى العديد من اليساريين من وهم الاعتراف الستالينى بالتقسيم سنه 47 الذي تقاسم به العالم وقتها كأي استعماري مع أمريكا وقادنا ذلك إلى الآن لحاله الغثيان التي لا نستطيع فيها حتى الاتفاق على توصيف أعدى أعداءنا وحاميه حمى الرأسمالية في أقذر صورها فى المنطقة كلها وهى إسرائيل وان كان يجب أن نعترف بفضل الانتفاضة العظيم في أنها جعلت أمريكا تأتى بنفسها للمنطقة بعد أن حجمت الانتفاضة إسرائيل وقطعت أذرعها التي كانت تطول أي مكان حتى تونس دون رادع.
إننا نجد أن استلهام روح الهبة الشعبية يوم 20 مارس بميدان التحرير خير مناسبة للتعبير عن كل ما ذكرت ولكن كرمز فإمكانيات الشعب المصري أكبر كثيرا من أن تكون مجرد مظاهره عنوان له خاصة وأننا مثلا فى العريش تكرر عندنا هذا اليوم عده مرات ولكن على العموم فليكن هذا اليوم رمز وعنوان للتوحد مع الشعب على أهداف أراها فى أهداف ثلاثة في هذه المرحلة أطرحها أولا على قوى اليسار للتدارس حول التوحد حولها نتميز بها كأهداف نهائيه لمرحلتنا فكما قلت قد يتفق معنا الكثير فى خطوات للتغيير كالإصلاح الدستوري وإلغاء الطوارئ وما شابه ولكن كيف يكون الشعب حاضرا بأهدافه أي ما هي الغاية النهائية لخطوات التغيير تلك التي يتفق عليها الجميع.. فمثلا ذكر أنه يجب أن تتفق المعارضة العام القادم على مرشح للرئاسة ضد مبارك هذه خطوه ولكن ما هى أهداف ذلك المرشح مثلا التي يجمع حوله الناس عليها وكذلك باقي الخطوات ماذا سيكون المضمون الذي به يكون الشعب حاضرا وهذا ما لن يطرحه كما ذكرت سوى عقل أي حركه شعبيه ـ اليسارـ ولذا أعرضها أولا على اليسار فالمعركة في المستقبل هو معركته.. والأهداف الثلاثة:ـ
1 سحب الاعتراف نهائيا بإسرائيل بكل ما يعنيه ذلك
2 ديمقراطية شعبيه في كل مكان بتحويل المجالس الشعبية الحالية من اداره محليه إلى حكم شعبي بكل ما يعنيه ذلك كمجالس شعبيه لحقوق المواطن تراقب وتقرر وتحكم وتعزل وتعين المسئولين من صغيرهم لكبيرهم فى الحي والقرية والمدينة والمركز والمحافظة بل والجمهورية.
3 حقوق الشعب لا تباع ولا تشترى وهذه الحقوق أساسها.. السكن ـ العمل ـ العلاج ـ التعليم ـ المياه ـ الأمن ـ الخدمات الأساسية.
هذه أهدافنا النهائية لهذه المرحلة وهذه غايتنا حتى لا نلهى أنفسنا بالوسائل فقط ونترك الغاية لمن قد يخدعون شعبنا فكفى خداعا فلم يبقى فى لحم الحي شيء ليأكله أعداء الشعب. ولا يجب أن تكون الوسيلة فقط هي التي تبرر الغاية كما هي طريقه الكثير من التيارات السياسية في مصر ولمنطقه العربية كلها.. لا إن الغاية والوسيلة شيء واحد لا ينفصم إذا أردنا أن نكون بحق عقل الحركة الشعبية المصرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة