الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المدربون في العراق قوة شبحية لتعزيز الموقع الأمريكي

حسام حسن البدري

2011 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


المدربون في العراق قوة شبحية لتعزيز الموقع الأمريكي

يتداول البعض في هذه الفترة الحرجة ضرورة بقاء مدربين أو شركات أمنية بعد الانسحاب العسكري الأمريكي المزعوم من العراق، وسيتضح خلال الأسطر القليلة هنا ان وجود المدربين على سبيل المثال ما هو إلا وجه جديد وحقيقة واحدة معناها "الاحتلال" فالمدربين عبارة عن عنوان آخر لتبرير وإيهام المجتمع في ظل صمت الغالب من الرموز الدينية والسياسية والعلماء والمثقفين ..، وعلى هذا الأساس سيعاني العراق من نتائج وخيمة لا تقل عن نتائج الاحتلال العسكري إن لم نقل أعظم، وعليه فان هذه الأساليب تعتبر استخفاف واستهانة بعقول العراقيين وكرامتهم ودينهم وثرواتهم ومستقبلهم وأجيالهم، فيكون من المعيب جدا التغاضي عن مثل هذه الوسائل الجديدة الهادفة للبقاء والاستمرار في احتلال ارض الرافدين، أقول احتلال لأن الاتفاقية الأمنية التي ضمنت الوجود العسكري الأمريكي ونظمته وفق أهداف الولايات المتحدة تنتهي عام 2012 لذا فبقاء المدربين من الجيش الأمريكي في العراق الذي "لا يحتاج إلى اتفاقية جديدة" كما صرح بذلك رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، يعتبر احتلالا واضحا خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت مرارا إن بقاء أي قوات من الجيش الأمريكي لأغراض التدريب يتطلب تمتع هذه القوات بحصانات كتلك التي كان يتمتع بها الجيش الأمريكي وفق الاتفاقية الأمنية الحالية، وهذا يعني إما وجود اتفاقية سرية تنظم هذه الحصانات أو أن بقائهم رغما عن انف القانون لأنه لا يمكن أن يتمتع جيش أجنبي بحصانة داخل العراق دون أن يتم تنظيم ذلك باتفاقية بين الدولتين المعنيتين وهي لا تسري في العراق إلا بعد مصادقة أغلبية ثلثي مجلس النواب عليها ويستثنى ذلك في حال قبول الولايات المتحدة الأمريكية وجود مدربين غير مسلحين في العراق تحت حماية القوات الأمنية العراقية وهذا الفرض بعيد جدا .
ان تغاضي الكثير من الجهات عن استمرار هذا الوجود المريب الذي يحمل بين طياته مخاطر سياسية وأمنية متوقعة على ارض العراق يعتبر استخفاف وتوهين لمصلحة البلد وأمنه ومستقبله خاصة إذا عرفنا أن هذا الوجود سواء كان بعنوان مدربين أو غيره ليس لعيون العراقيين وبالمجان فهم يعملون ليمارسوا أدوارا عسكرية وأمنية حساسة لمصلحة بلدهم على حساب مصلحة العراق ..
بعد هذا هل يبقى لدينا أدنى شك في مدى الخطورة المحدقة بالأمن والاستقرار العراقي في حال استمرار هذا الوجود، وهل يمكن أن نأمن على حياة سياسية مستقرة تزدهر بأجواء آمنة كما يتخيلها البعض تحت أسنة حراب محترفي القتل وممتهني الجريمة المنظمة أو قادة الانقلابات العسكرية بالنيابة، خصوصا ونحن عشنا مرارة وألم الوجود العسكري وما سببه من تراجع وفساد في مختلف جوانب الحياة في العراق ؟؟!!
كما ان خطورة هذه العناوين للبقاء في العراق لا تقل عن خطورة القوات النظامية المحتلة لأرض العراق ما دامت تمتلك القدرة على التأثير السلبي في شكل المشهد الأمني والسياسي فضلا عن قدرتها على خرق الأنظمة والقوانين دون رادع يردعها او يحد من تجاوزاتها السافرة فهي وبلا أدنى شك الوجه الآخر لقوات الاحتلال .
ولنا ان نوجه عدة أسئلة إلى المعنيين فنقول :
إلى أي فترة زمنية سيبقى وجود هذه العناوين كالمدربين او الشركات الأمنية أو غيرها على ارض العراق ؟؟
لماذا الإصرار على ربط وجودها بوجود القوات المحتلة ؟؟
ما هو الضمان القانوني لعدم قيامها بأعمال تهدد الأمن والاستقرار في المستقبل؟؟
متى ستكون قواتنا جاهزة لحماية امن العراق ؟؟
أين ذهبت المليارات من الدولارات المخصصة لتدريب عناصر قواتنا الأمنية طيلة السنوات الماضية ؟؟
كم تحتاجون من أموال لتأهيل القوات الأمنية العراقية في المستقبل ؟؟
يا حبذا تكون الإجابات موضوعية مقنعة تضع مصلحة العراق العامة في الحسبان.

حسام حسن البدري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف