الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام والاسلام السياسي بين الخسة والنذالة

محمد البدري

2011 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


اندلعت الثورة المصرية مرة أخري بعد ان بدت الامور وكان الثورة قد انهت مهامها وحققت مراميها. ساعد علي ابتلاع الوهم مرور 9 اشهر منذ تخلي المخلوع عن السلطة للمجس العسكري المصري ومشهد انتخابات تونس واستقرار الاحوال واجتماع المجلس التاسيسي بها استعدادا لتسليم السلطة الي المدنيين، وكيف وضع الثوار الليبيين نهاية لحكم طاغية ارهابي اما بقتله او القبض علي بقايا اسرته ورجاله.

9 اشهر لم تستقر فيها الامور في ربوع مصر فاما فتن طائفية وحرق كنائس واضرابات وقطع طرق وكان آخرها جريمة ماسبيرو المدبرة لقتل وترويع اقباط مصر، مع قرارات مبتسرة لم نشهد لها اثرا في الشارع او في حياة المصريين صادرة من سلطة المجلس او حكومة الظل التي يرأسها شخص كان ضمن الحاضرين في ميدان التحرير وقبلها ضمن فساد الجهاز الحاكم لنظام المخلوع. القرارات كانت كحبر علي ورق يصاحبها مانشيتات صحف قومية كبري بوعود لم تنفذ. صحف خدمت النظام سابقا بكل كفاءة لبقائه في السلطة لاكثر من 60 عاما. كان المشهد اكثر فجاجة وصلافة عند إتخاذ قرارات ويتم عمل نقيضها في اليوم التالي مباشرة. ثم تجري عملية ترميم شفاهية بتطييب الخاطر بالفاظ وكلمات وتصريحات كاذبة وليس بتنفيذ سياسات علي ارض الواقع.

علي مدي 9 اشهر تشكلت احزاب سلفية أصولية وتم التصديق عليها من حكومة المجلس العسكري. كلها من رحم حزب النظام المخلوع رغم القرارات بعدم انشاء احزاب علي اسس دينية. واخذ كثيرين من رجال الحزب المنحل مواقعهم داخل الاحزاب الجديدة استعدادا لدخول الانتخابات التي يصمم المجلس العسكري علي تنفيذها في موعدها. ولم يحاول المجلس العسكري الوفاء بأي تعهد او قرار الا بتأكيد قيام الانتخابات في موعدها وكانه حريص علي الحياة المدنية!!
مع كل جريمة طائفية كان مشهد المسؤول العسكري وبجانبه شيخ ملتحي – من السلفيين - وكانهما المسؤولين عن حل المشكلة، كدعاية انتخابية بانهم الحريصين علي الامن والامان. كان ظهورهما دائما يتم بعد الحرق او الهدم لدور العبادة المسيحية او بعد القتل لمواطنين مصريين شهداء في تلك الاحداث والجرائم.

اندلعت الثورة ثانية وكأن النار ظلت تحت الرماد علي مدي الاشهر التسعة فكان اول ما فعلت أن طردت محمد البلتاجي الاخواني المتظاهر بالثورة وظل يعمل بوقا من اجل ديموقراطية هي اصلا غير موجوده لا في الاسلام ولا في ادبيات الاسلام السياسي ولا عند العسكرتارية. كان حضوره منفردا كبالونة اختبار عن مدي قبول الشارع والمجتمع الثائر مرة اخري للجماعة. فعندما مرر المجلس العسكري القيادات الاخوانية وتم له زرعها في الثورة باستدعاء طارق البشري وصبحي صالح (لجنة دستورية) لوضع الوثيقة الفاسدة بعد الثورة مباشرة كان يحاول اضفاء شرعية عليهم بعد ان مارسوا نذالة غير معهودة بعدم مشاركتهم في الثورة لخلع نظام فاسد ان لم يكن الافسد ضمن نظم الاستبداد والفاشية في العصر الحديث.
فهل كان تمرير الاخوان كاحد فصائل الاسلام السياسي مقدمة لاستدعاء الاكثر ارهابية وفاشية من السلفييين ليكونوا ضمن المشهد مع كل جريمة تقع. كانت رموز المجلس العسكري هي القاسم المشترك والشريك الحاضر مع الاخوان ومع السلفيين اما الواجهه السياسية له فكانت حكومة عصام شرف الضعيفة الغير مؤهلة وغير كفؤ وبدون صلاحية لتسكين الامور وتدليك غرائز الشعب المصري البسيط حتي تمر الانتخابات التي لا ضمان لنزاهتها.

فإذا اعدنا ترتيب الاحداث منذ انتهاء مرحلة الثورة في مرحلتها الاولي نجد عصام شرف كواجهه لحكومة مؤقتة، ثم اتوا برموز اخوانية لوضع وثيقة دستورية ثم استحضار رموز سلفية في مشاهد شعبية وفي فضائيات واحزاب الي حد تشكيل مجلس شوري للجماعة ليفتي فيما يجري من وقائع علي الارض المصرية المطالبة بالديموقراطية والحرية والكرامة، ومخاطبتهم للمجلس العسكري. فهل يمكن ان نصدق ان مطالب الثورة ستتحقق في ظل هذه السياسات والمظاهر التي يلعب فيها العسكري والشيخ الدور الاول والاخير خاصة إذا ما تذكرنا ان الديموقراطية ليست من ادوات المجلس العسكري او من فلسفة العسكريات بشكل عام، اما عند السلفية بكل انواعها فانهم يقولون برفضهم لها لانها كفر وليست من الاسلام، وأن الحرية هي انحلال وليست من الاسلام أما الكرامة فقال احدهم في احدي الفضائيات السلفية الشهيرة انه بحث عن هذه الكلمة في كتاب الله فلم يجدها.

لم تخرج الثورة مجددا الا بالاحساس ان حصاد الثورة الاولي قد تآكل او تمت سرقته ضمن سياسات مجلس ليس ثوريا بطبيعته وجماعات سلفية واخوان لا يؤمنون بشئ اسمه الثورة. فالمشهد في نوفمبر ليس سوي جماعة اخوانية ومعها سلفية اصولية تدعم مجلس عسكري، ومجلس عسكري يبدو في مظهر مؤيد للثورة لكنه يستدعي قوي غير مؤمنة بقيم الثورة لدعمه.

تحت رعاية المجلس العسكري مارس الاخوان النذالة بتسللهم الي قوي ثورة شعب مصر بعد ان احجموا ورفضوا المشاركة بنذالة اسبق. مستغلين الدين باعتباره خلاصا، متناسيين ان المصريين غارقون في الدين والفساد معا يدا بيد. وان السلطة الفاسدة لديهم هي من تروج للدين عبر المؤسسات الرسمية وغير الرسمية الشعبية والجماهيرية والمساجد والكنائس.

فإذا كان للدولة ثلاثة اجهزة رئيسية هي التنفيذية والتشريعية والقضائية، فالاولي وضعها المجلس في يد الضعيف العاجز المشلول عصام شرف الذي لا يملك من امره شيئا، والثانية اخذ المجلس العسكري بيد الاخوان والسلفيين وفلول نظام المخلوع ليضع لهم قدما داخل البرلمان مع محاولة لابقاء قدمهم الاخري في ميدان التحرير لاخذ شرعية لهم من الثورة، تلك القدم التي قطعها الثوارفي الجولة الثانية منها. ويبقي القضاء الذي طالته يد الفوضي والارتباك بل والفساد في كثير من الاحيان. فهل بقي شئ لم تمارس فيه النذالة والخسة والانتهازية في دولة تحت حكم العسكر طوال ستين عاما خاصة إذا ما تذكرنا ان معظم رجال يوليو كانوا من الاخوان المسلمين سلفيوا المرجعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ محمد البدرى
محمد حسين يونس ( 2011 / 11 / 23 - 14:16 )
تحالف العسكرتارية مع الكهنة المعممين كان واضحا من اليوم الاول عند استدعاء الجمل و البشرى و الاستاذ التاني بتاع الاخوان .. ثم السماح لعشرة الاف وهابي سلفي بالدخول للبلاد او الخروج من السجن .. مما يوحي بانها خطة مدبرة .. و لكن في الحقيقة هذا تم بعفوية و تلقائية .. فالحكام اساسا لا يرون خطرا من السلفيين و الاخوان .. وهم يريدون ان يبدو ديموقراطين امام ماما امريكا و هي لم تمانع فلماذا لا يتركون لهم الحبل علي الغارب حتي لو قضوا علي مصر و المصريين فطظ في مصر و في اللي في مصر .. شعار المرحلة .. لا تتخيل يا صديقي ان عفن نصف قرن سينتهي في اسابيع ..تحياتي


2 - عزيزي البدري الرائع
رعد الحافظ ( 2011 / 11 / 23 - 14:39 )
لو علمنا أنّ عدد سكان تونس 12 مليون ومصر 84 مليون
فحتماً سنتوقع سبعة أضعاف من المشاكل المتنوّعة في جميع مناحي الحياة
ناهيكَ عن أنّ العسكر لم يكونوا بتلك القوة والحضور في تونس ولا حزب راشد الغنوشي كانت له تلك القاعدة الشعبية العريضة ( المُعماة في مصر ) وتونس أصلاً كانت دولة علمانيّة قلباً وقالباً لكنّها ( وهنا المفارقة الغريبة ) ديكتاتورية وفاسدة طبعاً , لكن كما قدّمتُ في تعليقي , نسبة العدد , تجعلنا نقدّر أعداد الفاسدين بقلّة قليلة
******
في مصر الأمر مختلف , الاعداد رهيبة يُضاعف المشاكل المختلفة
الناس تريد أن تعيش وتمشي يومها بضحكة ونكتة حسب خفّة دم الشعب المصري العظيم والطيّب بكلّ المقاييس
ومع كلّ ذلك لم يفلح العسكر بالبقاء , لأنّ طغيانهم وفسادهم أثارَ تلك الملايين الشعبيّة فخرجوا الى ميدان التحرير
الذي حصل بعدها كان واضحاً جلياً , لايقبل التأويل
جاء البغاة ( المشايخ ) ليأخذوا مكان (الطغاة ) العسكر , فكان عليهم شدّ أزر بعضهم لضمان المستقبل
أمّا عموم الشعب فأعتبر البغاة امرهُ هيناً , حيث خطبة الجمعة حاضرة لتجييش الجيوش وتعميّة العقول
ومع ذلك سيدور الزمن ويزول البُغاة أيضاً


3 - مزيد من النضال, نشد على اياديكم
طلال عبدالله الخوري ( 2011 / 11 / 23 - 14:57 )
نشكركم ايها الصديق العزيز على هذا المقال القيم.
لن نتوقف عن فضح نذالة العسكر ورجال الدين حتى تعم الديمقراطية الحقيقية وحقوق الانسان بالمعايير الدولية.
حتما سنستفيد مما يجري بمصر من اجل مستقبل الثورة السورية.
تحية للاستاذ محمد حسين يونس الذي سبقني بالتعليق

مزيد من النضال, نشد على اياديكم
كل المودة


4 - شكراً للرقيب
رعد الحافظ ( 2011 / 11 / 23 - 15:03 )
شكراً للسيّد / ة , الرقيب / ة , حذف تعليقي
فعلاً كان يحوي سباب وشتائم كثيرة أعترف بذلك
لقد ذكرتُ كلمة (( البغاة )) على المشايخ وهذه كلمة سبّ وقذف , قوية جداً كما تعلمون
وأقوى من كلّ الكلمات التي تمرروها في هذا الموقع , ويندى لها جبين الإنسانية
شكراً لكم ثانيةً


5 - تعليق
عدلي جندي ( 2011 / 11 / 23 - 15:04 )
القطران الأسود بعيد عنكم يحرق كرامة وضمائر وعزة ووطنية أعظم الرجال فما هو تأثيرها في نفوس وضمائر ووطنية الصغار من طظظ مواطنيه ويسمح ببيع أعراض صغار فتياته لحثالة بشر دول الخليج في الحوامدية وسكن عوائله من أخوته في المقابر ونوم أطفال المثني وثلاث المجني عليهم تحت الكباري أنهم قادة في نشر الدعارة بإسم الدين وحكم البلاد بنفس فكر قوادتهم لمن يتبعهم تحية لك أيها المصري الأصيل


6 - ثورة ثقافية
شامل عبد العزيز ( 2011 / 11 / 23 - 15:11 )
تحياتي للباشا
تونس ليست مصر - تونس لم يتغلغل الإسلام السياسي فيها منذ السادات وحتى رحيل مبارك بأموال خليجية تحت انظار القوى الكبرى ..
لذلك هناك فرق كبير مع مراعاة أن تونس حتى في زمن بن علي هي علمانية بحتة حتى وإن كان بن علي فاسدا -
في البداية الشعب يريد اسقاط الرئيس
اليوم الشعب يريد اسقاط المشير
نحن بحاجة لثورة ثقافية في كل مناحي الحياة
لا تنسى بان حكومة عصام شرف لا تملك خبرة سياسية مع عدم وجود وعي بالمستوى المطلوب نحو التغيير
حسب ظنّي نحتاج لسنوات إن لم تكن عقود لكي يكون الإداء - الرسمي والشعبي بالمستوى المطلوب
خالص التحيات


7 - الى الزميل العزيز رعد الحافظ
مكارم ابراهيم ( 2011 / 11 / 23 - 15:16 )
لقد قرات تعليقك الثاني عن حذف تعليقك الاول وعدت لتعليقك وبالفعل ليس فيه اية كلمة مخالفة لقواعد النشر
ولكن الذي يحدث انه احيانا اذا كان رقيبين في نفس الوقت وبالفعل فانا وزميلي الرقيب موجودين الان في نفس اللحظة قد فتحنا باب التعليقات للنشر يمكن ان يحدث هذا الخطا التقني واحيانا كثيرة لاحظت ان تعليقاتي حذفت رغم انني لم اخالف قواعد النشر بسبب هذه الاخطاء التقنية اي وجود رقيبين في نفس اللحظة فيحدث تشوش في البرنامج
فنحن حقيقية نحاول قدر الامكان ان نكون مرنين جدا في نشر التعليقات ولانحذف الا اذا كانت هناك سباب واضح للكاتب
تقبل مني كل الاحترام والتقدير
والف تحية للكاتب محمد البدري
وعذرا للمقاطعة


8 - الآن يحتاج الأمر توضيح
رعد الحافظ ( 2011 / 11 / 23 - 15:17 )
حيث سيبدو تناقض بين تعليقي الرابع , مع عودة نشر تعليقي رقم 2 الذي حُجب أولاً تحت يافطة / مخالفتهِ لآداب وشروط النشر
السيّد الرقيب , ينتهك قوانين الموقع بنفسهِ وهذا سلوك خطير
أنا أطالب بالشفافيّة والوضوح والرّد العلني , لماذا يُستهدف تعليق بالذّات ؟
السكوت عن الأخطاء , لن يشرعنها .. بل العكس .. يفاقهما
تحياتي للجميع


9 - تحليل دقيق
كامل النجار ( 2011 / 11 / 23 - 15:30 )
عزيزي محمد البدري، تحليلك للموقف تحليل دقيق ومظبوط، وفعلاً عسكر مصر لا يختلفون عن عسكر تشيلي وبينوشى الذين لم يسمعوا بالديمقراطية وملأوا القبور الجماعية في تشيلي، ولكن الشعب المصري أوعى من الشعب الشيلي ولن يتركوا الحبل على القارب لطنطاوي وزمرته من الإسلاميين. أعتقد أن طنطاوي هو الرئيس المؤمن أنور السادات قد بُعث إلى الدنيا مرة أخرى
تحياتي لك


10 - شكراً للسيّدة مكارم إبراهيم
رعد الحافظ ( 2011 / 11 / 23 - 15:47 )
شكراً لعودتكِ ومتابعتكِ هذه المشكلة ( التقنيّة ) , أتمنى للموقع دوام النجاح
في الواقع لي موضوع مطوّل سأنشره يوماً عند لزوم الأمر عن تلك السلبيّات التي تتكاثر , و نتمنى جميعاً تجاوزها لضمان نجاح الموقع
أحياناً نقرأ كلمات ( ما زالت موجودة في الأرشيف لم تُحجب ) فيها من الإهانة العلنية ورُخص الإسلوب والشتائم المقذعة الفاجعة , ما يلطمنا بصدمة ويشعرنا بالكارثة
ستجدين بعضها على مقالات الكاتب الكبير يعقوب إبراهامي وبعضها بين كتّاب سوريين مع أو ضدّ نظام بشار الأسد وبعضها بتعليقات الإسلاميين القاسيّة وغير ذلك كثير
***********
اُمنياتي للجميع بالخير , وأنا مؤمن بفكرة / ما ضاع حقّ وراءهِ مُطالِب !


11 - علامات الساعة ... ؟
سرسبيندار السندي ( 2011 / 11 / 23 - 18:20 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي أيها البدر المنير وتعليقي ؟

1 : صدقني لم يبقى من فلول النظام السابق من يتجرأ على التحرك في الشارع المصري إلا قادة العسكر والبلطجية وعلي رأسهم طنطاوي شيخ الوهابية ، الذي سرق الثورة ليعطيها للإخوان والقوى الظلامية وبمباركة غربية 100٪ ؟

2 : بلداننا شئنا أم أبينا مقبلة على شتاء قارص جدا مالم تتحرك كل القوى الخيرة المتنورة وخاصة الشبابية حيث لن تتدفى بعد ألأن إلا من خلال حمامات الدم ، وأول بوادر هذه العفونة قد تكشفت في تونس الصفراء حيث أمرت حكومة الغنوشي بتشكيل ( هيئة ألأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) حالها حال السعودية ولابد لهذه العفونة أن تمر بمصر وكل البلدان ؟

3 : جاهل من يؤمن بالصدفة ، فكل شئ معد سلفا وفق مخطط مدروس لتدمير بلداننا وقهر شعوبنا مادمت ممتلئة بالخونة وضعاف النفوس ، وليس هنالك أفضل من القوى الظلامية للقيام بهذا الدور الحقير عباد الكراسي والفلوس ، نيبابة عن الغرب المحتضر أخلاقيا وإقتصاديا والذين سيكونون سببا في غزونا ولكن هذه المرة بمباركة شعوبنا؟

4 : والسؤال هل ستستفيق شعوبنا وخاصة شبابنا قبل وقوع الفاس بالراس وقبل قرع طبول الحروب والأجراس ؟


12 - لا عودة للاستبداد
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 23 - 18:37 )
بودي هنا أن أستغل هذه الفرصة التي أتاحها لنا الصديق البدري، لكي ألح على مسألة سبق لي أن تعرضت لها. تقديري أن الإسلاميين في مأزق حقيقي بعد سقوط الاستبداد حاميهم ومبرر وجودهم ولا يجب التهويل من قوتهم. دور الأحزاب العلمانية هو المطالبة بضمانات تكبل الإخوان بشروط دستورية، ونترك الكلمة النهائية للشعوب بلا وصاية. وبما أن الإخوان صاروا (ديمقراطيين) ويتحدثون عن التداول على السلطة وعن حقوق الإنسان بعيدا جدا عما كانوا عليه سابقا، لأنهم يعرفون أن العالم تغير وأن مشاكل البلاد عويصة وسوف تتحطم أسنانهم وأضلعهم لو تصوروا أنهم قادرون على حلها بالاستبداد كما تفعل الدول العربية التي لها ثروات باطنية تغطي بها عجزها. الإخوان في مصر يعرفون ذلك مثلما فهم الغنوشي، وسوف يجدون أنفسهم أمام مشاكل أفدح لهذا فسيكونون أمام طريقين أحلاهما مر: إما ممارسة الاستبداد واضطهاد الشعب وتحولهم إلى نظام استبدادي لم يعد العالم يقبل به أو تحولهم إلى الديمقراطية التي تقتضي منهم التخلي بالتدريج عن أوهامهم.
الآن الشعوب مخدوعة بخطابهم كون التنوير لم يصل إلى عقولها، وهذا دور العلمانيين وأحزابهم، وهذه نقطة الضعف في بلداننا
تحياتي


13 - فعلا اصبت
ايناس سمير ( 2011 / 11 / 23 - 19:22 )
تحياتى لك يااستاذنا العظيم لقد اصبت فىكتابة مقالك ياليت الشعب باكمله يعى كتابات امثالك من التنوريين العظماء تحياتى لك من اعماق قلبى وسلمت يداك


14 - سؤال؟
وفاء سلطان ( 2011 / 11 / 23 - 20:00 )
الصديق العزيز محمد
أنتم الأدرى بوضع مصر، ولا أعتقد بأنه يختلف كثيرا عن الوضع في أي بلد عربي آخر
رغم اختلاف بعض الظروف
لقد وضعت اصبعك على موضع الجرح
المؤسف لقد لاحظت مؤخرا من خلال تصريحات بعض رجال السياسة في أمريكا واوروبا أن الغرب عازم على مؤازرة التيارات الإسلامية وإيصالها إلى الحكم
من الصعب أن تفسر هذا الموقف إلا على اساس أحد احتمالين
الأول: حصرهم ضمن حدود دول إذ تسهل محاربتهم
الثاني: العودة بالمنطقة إلى الوراء كما حدث في ايران
ألمس لديهم رغبة واضحة لخلق دولتين شيعة وسنة وجرالإثنتين إلى حرب قد تأتي على نهاية الإسلام
هل لديك رأي آخر يعزز من قدرتي على الإجابة على سؤال: كيف ترين مستقبل -الربيع العربي- ؟؟؟
دائما يعجبني تحليلك للأمور
أشكرك على رسائلك القيمة
محبتي


15 - ثائر انت يا بدري
سرحان الركابي ( 2011 / 11 / 23 - 23:15 )
الاستاذ العزيز الرائع محمد البدري
تحليلاتك قيمة وتضع النقاط على الحروف
نحن ننظر دائما الى الشخصية المصرية على انها من اكثر الشخصيات العربية هدوئا وتصالحا مع الواقع وحسب راي الاخ رعد ان المصري خفيف الدم ويحب الفرفشة
لكن من اين جاء هذا العنف والقسوة
هل للاخوة الخليجيين دخل بما يجري في مصر
وهل يخشون من ان تحقق الثورة مكاسبها واهدافها التي قامت من اجلها
هل حركوا اذرعهم السلفية كي تقطف ثمار الثورة فوضعوا اقدامهم في ميدان التحرير لضمان حصتهم في التصحيح
يبدو لي شخصيا ان السعودية لن تقف مكتوفة الايدي تجاه اي تغيير حقيقي في مصر
مصر المدنية الليبرالية ستشكل خطرا حقيقيا يهدد كل انظمة المشيخات السلفية
لذلك اعتقد ان مصر ستشهد حولات اخوانية سلفية اخرى وقد تفسد نتائج الانتخابات القادمة
تحياتي لك ولكل المعلقين وللكادر الاداري في هذا الموقع المحترم


16 - الي الاستاذ محمد يونس
محمد البدري ( 2011 / 11 / 24 - 07:40 )
ليس فقط السماح بعودة السلفية الجهادية من افغانستان انما في فك القيود واطلاق العنان لقتلة السادات ليصبحوا مرشحين لرئاسة الجمهورية. فالسلطة التي هي عسكرتارية في صلبها تسرب للسلفية العسكرية التي داخلها الحق في تولي منصب الرئاسة عليهم وعلي المدنيين. أخرجواعبود الزمر ليرشح نفسه وكذلك السلفي الذي ذكرته في مقالي السابق والذي تحدث من وراء حجاب مع الاعلامية هالة سرحان. هكذا يبدو الامر وكان العسكرية تريد قائدا بلحية يقودهم. كأنهم صدقوا انهم عبروا قناة السويس طبقا لاضغاث الاحلام (كان وحيا في الغالب) فيما قالة الشيخ عبد الحليم محمود (شيخ الازهر وقتها) بان النبي ظهر له في المنام ويناديه من الضفة الشرقية للقناة. لكنهم كعسكرتارية ضحلة الثقافة ومنعدمة الخيال وهزيلة الفكر لم تسال من الذي نادي ايريل شارون من الضفة الغربية للقناة ليعبر هو ايضا من الثغرة، ام ان الشيخ عبد الحليم محمود الذي اصبح منظرا وواضعا للتكتيك العسكري كان غارقا في البلل اثناء النوم. تحياتي وشكري علي اثرائك الحوار.


17 - إلي العزيز الاستاذ رعد الحافظ
محمد البدري ( 2011 / 11 / 24 - 07:48 )
خوفي ان يكون الثقل السكاني عائقا للتغلب علي المشاكل خاصة لو ان الاسلام سياسيا او عقائديا ضمن المعادلة. فباكستان نموذج سئ لهذا الامر. اضافة للتعقيد في الحالة المصرية مثلما هي الحالة الباكستانية ايضا مع اختلاف انواع التراكيب السكانية. فخبرتك بمصر تؤهلك للحكم واضافة ما يصلح لها في مأزقها الحالي. تحياتي وشكري لمرورك الكريم وتعليقك الذي انار واثري القضية.


18 - الي الصديق طلال عبدالله الخوري
محمد البدري ( 2011 / 11 / 24 - 07:53 )
لك كل الحق في وصفهم بالنذالة، فبمجرد ان انهي المشير خطابه الاخير بدأ الهجوم علي الشباب الثائر تماما مثلما فعل المخلوع في موقعة الجمل وبداية القتل المتعمد للمتظاهرين في فبراير الماضي, تقديري وشكري لمرورك وتعليقك الكريم.


19 - الي العزيزالمناضل عدلي جندي
محمد البدري ( 2011 / 11 / 24 - 08:12 )
حكم الدين وحكم العسكر هما بالفعل قطران حسب وصفكم الدقيق. ولعلك كراصد للتفاصيل في كتاباتك قد وضعت الاصبع علي موقع المرض. فكلاهما يستدعي الفقر ولن يتواني الفقر والجهل والمرض وبالتالي نشر الدعارة وفقدان الكرامة من ان يكونوا في خدمتهم. مودتي وشكرا لتعليقك الدقيق.


20 - الي الصديق الكريم شامل عبد العزيز
محمد البدري ( 2011 / 11 / 24 - 08:35 )
اتفق معك بالتطابق تماما. فتونس وتركيا لهما إرثا طال ام قصر مع العلمانية. فثمانون عاما من العقلانية والعلمانية في تركيا وتقابلها فترة حكم بورقيبة في تونس تجعل الامر اسهل مقارنة بمصر التي خلقت وزرعت وحصدت نواتج فعل كل الاديان علي ارضها وتتعرض دائما لرياح خارجية تحمل اصفرار رمل الصحراء بوصفك لها بانها اموال الخليج. ورغم ذلك فلن يتواني حكم المشايخ عن افساد كل مجتمع فتونس حاليا تعاني من تشكيل هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر, هذه الهيئة لن تكون ضد الفساد السياسي والمالي لان جذور الفكرة من السعودية المؤسسة لها ليس لاقامة ديموقراطية او حماية الحريات وتحقيق العدالة انما بحثا عن شعر رأس عار او العواطف فيما بين العشاق والاحبة دعما للكراهية والفرقة بين البشر وضمان سيطرة اولي الامر علي الثروة واحتكارها حتي ولو ضرب الجوع والفقر الشعب والمجتمع. فعلمانية تونس ليست بنفس التجذر في تركيا، فما بالنا بمصر التي لم تعرف العلمانية الا كقشور وفي عقل مثقفيها علي احسن الفروض. اشكرك علي زيادة جرعات الوجع فنحن في حاجة للمزيد منه حتي نستفيق اكثر من غيبوبتنا الطويلة. تقديري واعتزازي بك ولك.


21 - الي الفاضلة الكريمة الاستاذة مكارم ابراهيم
محمد البدري ( 2011 / 11 / 24 - 08:41 )
والف الف تحية لك علي مرورك الكريم ولادارة التعليقات والنشر بالحوار المتمدن. تحياتي وأعتزازي.


22 - تحية لك استاذ محمد
مكارم ابراهيم ( 2011 / 11 / 24 - 09:36 )
وتحية لجهودكم في تحرير مصر


23 - تحياتي للجميع
شامل عبد العزيز ( 2011 / 11 / 24 - 11:44 )
شكراً لك
إذا سمحت لنّا سيدي الفاضل فالصراع سياسي تحت عناوين عدة - وطن حر وشعب سعيد - أمة عربية واحدة - إن الحكم إلا لله وهكذا - الدين غطاء للوصول إلى كرسي وعرش الرحمن - تونس والغنوشي تحت المحك حتى في تشكيل الهيئة سوف تتوضح صورة الحكم الإسلامي - يقول اندريه مالرو - القرن الحادي والعشرين سوف يكون دينياً - حسب رأيي لسببين - ضعف التيارات الليبرالية وهي الأضعف وكذلك الأحزاب اليسارية والعلمانية بصورة عامة مقارنة مع التيارات الإسلامية
أحمد شلبي الموسوعة الجزء التاسع إذا لم تخوني الذاكرة ناصر كان من الإخوان - انقلب السحر على الساحر في عام 1954 عند تنحي نجيب واسنلام ناصر - تقرب عبد الناصر من السوفيت وحارب الإسلاميين تم تتويج المحاربة بإعدام سيد قطب عام 1966 - توفي عبد الناصر عام 1970 - السادات قام بطرد السوفيت والتقرب من الإسلاميين وهم صنيعة غربية
لا تنسى بن لادن من المخابرات المركزية والدعم الكامل لمحاربة السوفيت في افغانستان عام 1979 - الفصائل الستة بعد خروج السوفيت تصارعت فيما بينها - وصول بن لادن للقمة وتشكيل طالبان ثم بدأ المشوار
السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم بل مصالح دائمة


24 - تكملة
شامل عبد العزيز ( 2011 / 11 / 24 - 11:54 )
الإخوان عام 1928 - حسن البنا - جميع المصادر تؤكد ومن ضمنها تقارير المخابرات والسفارات الأمريكية أن الدعم المالي كان أمريكياً للإخوان حتى في العراق في ستينات القرن الماضي - الغرب حالياً - بصورة مباشرة أو غير مباشرة هو الداعم الحقيقي لوصول التيارات الإسلامية للحكم -- لا يهم ولا بعبع من الممكن الاحتواء كما حصل في افغانستان فلقد تم قتل صنيعتهم بن لادن - التغافل عن الصراع السياسي في تسيير الحياة يفقد بعض الرؤى مصداقيتها

المشكلة تكمن في عالم عربي متخلف وبعيد عن الرؤية الحقيقية - لا اعتقد بأن الدول الكبرى مهتمة بالشعوب العربية بقدر اهتمامها بإدارة دفة الصراع من أجل ديمومة الحياة الغربية على نفس الوتيرة -
تونس - مصر بعد الأحداث الجديدة - ليبيا - والأهم سوريا - راقب سوريا وماذا سوف يحدث ؟ حرب اقليمية أو اهلية - لا تخرج عن هذين الاحتمالين بأي حال من الأحوال
راجع مقال جورج طرابيشي في الحياة اللندنية في أيار 2011 ثم منارات في نوفمبر الحالي وقراءته للأحداث حول الحرب الأهلية المحتملة في سوريا - وهذا أيضاً منطلق ديني - الداعم الحقيقي للصراع في سوريا السعودية مع السنة وايران مع العلويين -


25 - اخر الكلام
شامل عبد العزيز ( 2011 / 11 / 24 - 12:02 )
الصراع طائفي وسوف يؤدي إلى كارثة - مصر - سوريا - سوريا الأقرب - لا تنسى تهديدات اسرائيل والغرب بضرب ايران - سوريا - حزب الله - ايران - مقابل - لبنان - العراق - سوريا بعد بشار
سقوط سوريا - السنة هي الحاكمة - حماس ونصر الله في خبر كان -
منطقة الشرق الأوسط تغلي بالأحداث وحبلى لكل جديد
سايكس بيكو - أي تسمية مش مهم - كل ذلك حسب الرؤية البعيدة وليس القريبة أمن المنطقة وإسرائيل ولكن هل سوف تاتي الرياح بما تشتهي سفن الغرب ؟
هذا هو السؤال ؟
لا يوجد حاكم عربي وصل سدة الحكم بدون دعم أمريكي - 50 سنة من الدكتاتوريات بدعم امريكي - الآن دعم امريكي بوجوه جديدة وتسميات أخرى ولكن النتيجة واحدة
لا استقرار في المنطقة في القريب ومن المستحيل أن تستقر
أتمنى أن اكون على خطأ
هي قراءة بسيطة ورؤية شخصية
آسف على الإزعاج
خالص الشكر والتقدير
تحياتي للجميع مرة ثانية


26 - الي القدير د. النجار
محمد البدري ( 2011 / 11 / 24 - 16:30 )
شكرا للقامة الشامخة د. كامل النجار لمشاركته في التعليقات، فتخوفك من ان يكون طنطاوي صورة اخري للرئيس المؤمن صاحب دولة العلم والايمان في محله. فكما استدعي السادات الاخوان الي ساحة السياسة استدعي طنطاوي المجاهدين من الخارج ليشاركوا المدنيين في السياسة. انه فشل العسكر الدائم وخاصة عندما يكونوا من العالم الثالث المحكوم بالعسكر، فما بالنا ونحن من العالم الثالث وعالم العرب والمسلمين، انه مبيد ثلاثي الفعالية. اليس هذا كفيل بالرعب وليس فقط الفزع. نتمني ان ينطلق الوعي الكامن لدي المصريين بحقيقة تاريخهم لتلافي ما يرعبنا جميعا. تقديري واعتزازي بمرورك الكريم.


27 - الي الاخ العزيز السندي
محمد البدري ( 2011 / 11 / 24 - 18:10 )
وهل بقي غيرهم من عسكر وبلطجية وخاصة ممن في وزارة الداخلية ليس فقط لسرقة الثورة لكن لوضع نهاية لها واعادة الامور الي سابق عهدها. فبعد نجاح الثورة ستبقي المعركة مع اهل الماضي من السلفيين فرجوع الاوضاع الي سايق عهدها هو ذاته عودتها الي زمن ولادة وانتشار التخلف السلفي تاريخيا. فالافاقة ستاتي ان شئنا او ابينا فحركة التاريخ حتي ولو تعرجت قليلا أو كثيرا فانها ستتقدم دوما الي الامام. تحياتي وشكري لتعليقك الذي اثري الحوار واجج مشاعر الثورة مرة اخري.


28 - الي العزيز الفاضل عبد القادر أنيس
محمد البدري ( 2011 / 11 / 24 - 18:24 )
بالفعل فالاحزاب الدينية جميعا مأزومة، فهي تتقدم لتكون ضمن الثورة لاقتطاع نصيبا منها لكنها بهذا الفعل تخسر جزءا من فلسفتها الاصولية التي ليس للثورة او الديموقراطية فيها من نصيب. هي كمن يتعرض للمطر وسيضطر معها للبلل. ومع كل محاولة للحفاظ علي محافظته سينكشف بانه ليس صادقا في ثورته. إنه جدل التخلف المحافظ والتغيير الثوري بما يجمعهما من تناقض. وهو بالفعل ما بدأ الثوار في اكتشافه رغم وضوحه الصريح. بالامس ذهب كبيرهم المرشح لرئاسة الدولة لانقاذ احد ضباط الداخلية المتورطين في قتل شباب الثورة بعد ان اسره شباب الثورة. انهم والنظام الفاسد عملة بوجه واحد. معجزة اليس كذلك ان تجد عملة بوجه واحد. تحياتي وامتناني لمشاركتك الحيه والرصينه.


29 - الي العزيزة الفاضلة / ايناس سمير
محمد البدري ( 2011 / 11 / 24 - 18:28 )
بالثورة ستكون المرأة اول من يكسب ما خسرته في واقع لا يعترف بها ولا يحترمها. فمرحبا بك في حوارات الحوار المتدن وشكري لتعليقك الكريم.


30 - سؤال واضح
أسامة بن الأشهر ( 2011 / 11 / 25 - 09:00 )
بدون ان تحلل انتماء صاحب السؤال وانا مواطن اذا لا انتمى, اريد منك اجابة على سؤال واضح

أن اوضاع العالم العربى واضحة ,فهى أشد الدول تخلفا على جميع الاصعدة .وهذه لا أعتقدان فيها خلاف. وطوال العقود السابقة ان من تولى الحكم والمسئوليات العامة لم يكن المتدينين ولا الاسلاميين بل العلمانيين والاشتراكيين والقوميين والعسكر , اذا لماذا ترجع اسباب تخلفنا الىى الدين وهو لم يكن موجود. ع


31 - الي العزيزة الفاضلة د. وفاء سلطان 1
محمد البدري ( 2011 / 11 / 25 - 16:38 )
صدقت با أختنا العزيزة د. وفاء سلطان، فالاوضاع متشابهة الي حد كبير. سلطة فاسدة تريد البقاء للابد وشعوب يتم تغذيتها بثقافة ترهن المستقبل بنهاية عالم الشر الذي هو الراسمالية يوما ثم اصبحت الصليبية والصهيونية حاليا. زمن الادعاء الاول لم تكن السلطة اشتراكية ولم يكن الشعب يمتلك شيئا وفي الثانية اوهموا الشعب عبر الاسلام السياسي انه ابتعد عن جادة الايمان وعليه العودة الي صحيح الدين. المشترك في الحالتين ان السلطة الحاكمة هي ذاتها لم تتغير ولم تتبدل والمطلوب هو اعادة تشكيل عقل الناس ليتناسب مع صورة العدو الجديد الذي تصدره لهم السلطة الفاسدة. لهذا دعموا الجماعات السلفية لتمرير التوجه الجديد. وصدقت ثانيا بان اوروبا وامريكا تؤازر التيارات الاسلامية لانها تريد الفساد باقيا وحيا فتدعم بناءا علي ذلك ادوات السلطات العربية والاسلامية مرة أخري. إنها معادلات واضحة حتي ولو تفتت الدول، الم يؤيدوا انفصال جنوب السودان!!.


32 - الي العزيزة الفاضلة د. وفاء سلطان 2
محمد البدري ( 2011 / 11 / 25 - 16:39 )
انهي الاستاذ شامل تعليقة 25 بحقيقة ما يجري بقوله: لا اعتقد بأن الدول الكبرى مهتمة بالشعوب العربية بقدر اهتمامها بإدارة دفة الصراع من أجل ديمومة الحياة الغربية على نفس الوتيرة. فالمشكلة عندنا داخل اوطاننا، لدينا سلطات تلعب علي امراضنا الداخلية الموروثه من اديان وطوائف وعدم وجود تعليم جيد يدفع في اتجاه علماني ينزع اسلحة السلطة المستخدمة ضدنا. إنه من الصعب تصديق اننا اكثر عداوة للغرب وامريكا من المانيا واليابان في القرن الماضي، ورغم ذلك فقد توحدت المانيا بعد تقسيمها واليابان اصبحت جزءا من الراسمالية العالمية برعاية امريكية. ولم تعد الصين وروسيا بنفس الصورة التي قاما علي اساسها. الجميع يتحول بتنظيف فناؤه الداخلي وحديقه منزله الخلفية. فهل عنصرية جنوب افريقيا قبل تحولها ليصبح مانديلا رئيسا كانت اقل عداءا منا. فرغم حدوث الثورات وقلع الدكتارتورلات لكن اعيننا علي اساليب وادوات دعم الاخوان والسلفيين للوصول الي الحكم بدلا من الثوار لنكشفهم ونضع حدا لاكاذيبهم. فهم لم يكونوا معارضين للسلطات الفاسدة المنتشرة بطول المنطقة وعرضها.


33 - الي العزيزة الفاضلة د. وفاء سلطان 3
محمد البدري ( 2011 / 11 / 25 - 16:39 )
فعداء الاصولية او الاخوانية لنظم القومية العربية ليست بهدف إصلاح المجتمع والانتقال به الي شئ افضل انما وفقط للوثوب الي السلطة دعما للنظم القبلية التي تخدم بنفطها الغرب بكليته. وهنا يمكن اضافة سبب آخر لما قاله شامل واجابة علي تساؤلك في وقت واحد. فعبد الناصر حارب الاخوان رغم كونه منهم لانهم سعوا لاخذ السلطة منه. وقتلت الجماعة الاسلامية السادات لاخذ السطة منه وحاربهم مبارك بالطائرات في صعيد مصر حفاظا علي الكرسي. وعندما اقتسموا معه الكعكة بترك الشارع لهم والسلطة له فيما يسمي بالمراجعات استتب الامر منذ منتصف التسعينات وحتي ثورة يناير. في هذه الفترة انتشرت السلفية بسرعة وبكل ادوات الاعلام وتحت رعاية كل نظم المنطقة. واستغل مبارك ومعه الحكام المحليين حرب امريكا في افغانستان والعراق لزياده لهيب السلفية باعتبارها المناضلة ضد الامبريالية بينما هو يمرر الاسلحة والعمولة والاساطيل وكل ادوات الحرب التي تخدم ما قاله الاستاذ شامل في تعليقه. لقد لعبت النظم بشعوبها لحاسب رفاهية الغرب ولحساب ما يحب ان يطلق عليه بعض اليسار انهم برجوازية وضيعة. متناسين ان المنطقة لم تعرف سوي الوضاعة لقرون طويلة.


34 - الي العزيزة الفاضلة د. وفاء سلطان 4
محمد البدري ( 2011 / 11 / 25 - 16:40 )
فجزء كبير من مشاكلنا في ثقافتنا الموروثه التي تحمي الاستبداد، وفي نفس الوقت يدفعونا لعداء من يملك ثقافة تمكننا من الديموقراطية والحريات والحقوق بل والانخراط في انماط وهياكل انتاجية ذات مردود اجتماعي واقتصادي وفير بل وتسمح بالتحول الي ما يتمناه اليسار من تغيير. وهنا لا بد ان نذكر اخواننا اليساريون ان مسايرة سلطات الاستبداد كما حدث في مصر لن يحقق شيئا من افكار اليسار بدليل ان من شاركوا في الثورة كانوا ضمن المنشقين علي تنظيماتكم وكارهين لعضويتهم في احزابكم. شكرا لك اختي العزيزة د. وفاء علي تنويرك لمقالي وتشرفي بالحوار معك. وقلبي معك ومع شعب سوريا العظيم في ازمته التي ستمر بهم الي الافضل حتما لان للتاريخ اتجاه واحد.


35 - الي العزيز سرحان الركابي 1
محمد البدري ( 2011 / 11 / 25 - 18:26 )
صديقي الوفي استاذ سرحان، ربما لعبت الشخصية المصرية في النصف الاول ولبعض من نصف القرن الماضي دورا متصالحا بين كثير مما يفرق الشعب الواحد ويقسمه الي فئات وطوائف. فسؤالك عن العنف مشروع إذن؟ فللحقيقة ان العنف كان دائما من نصيب السلطة وادواتها فنحن في مصر لدينا مشكلة اساسية مع السلطة ونظام الحكم. وللحقيقة ايضا فان الدين لعب دورا سلبيا لصالح السلطة وضد اللحمة الاجتماعية ولم يوقف عنفه سوي الارث المصري العميق المؤسس علي التوحد حول النهر والوادي. لهذا كان هناك انفصال دائم وتام بين الشعب وبين السلطة. فلا هو يريد المشاركة فيها لعدم خبرته وهي تريد ابعاده لتستاثر بالثروة والحكم. فأن يردد المصريون ضمن قراءتهم للدين الايه: وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56).


36 - الي العزيز سرحان الركابي 2
محمد البدري ( 2011 / 11 / 25 - 18:27 )
إنها سورة يوسف التي يفضلها المشايخ للمراودة الجنسية بين رجل وامرأة وتعامي عن سرقة الثروة. بغبغائية الترديد تسلم السلطة عليهم لراعي غنم تنزلت عليه البركات من السماء بينما منتجوا الخزائن مستبعدين من التحكم في فوائض انتاجهم. فالسلطة وطبقا للدين ضد المنتج. والقضية قديمة قدم المصريين علي ارضهم. فالاخوة الخليجيين أتوا بتلك الايات البينات تزلفا ومداهنة لبني اسرائيل قديما للحاق بركب الانبياء وركوب موجتهم. ولازالوا مصممين علي احقية كل راعي غنم في الثروة والسلطة. الم يقدم خادم الحرمين 5 مليارات دولار لبقاء مبارك الفاسد؟ ولازال من يؤيدون عودة الخلافة بان يكون الرجل قرشيا؟ فالسعودية توسع تخوم دولة الطاعة وابعاد الديموقراطية والحفاظ علي الفجوة بين السلطة وبين الشعب كما هي عندهم دفاعا عن سلطاتهم هناك. وقولك حقيقي في ان مصر الليبرالية خطر حقيقي عليهم لهذا يدفعون بالاموال لتمكين السلفية والاصولية واستبعاد اجيال جديدة من أن تصلح ما افسدته السلطة والدين معا. لكن الثورة اتت بما لا تشتهي سفن الخليج وسفن القومية العربية وسفن الثقافة السائدة بشكل عام. تحياتي وشكري علي تعليقك الذي يستحق كل تأمل تقدير.


37 - التفاؤل ينتقل بالعدوى
وفاء سلطان ( 2011 / 11 / 25 - 18:55 )
عزيزي محمد
شكرا على ردك المستفيض
أعجبتني عبارتك بأن الإخوان اقتسموا الكعكة مع مبارك. ترك لهم الشارع وتركوا له الكرسي
هذه العبارة تجسد تماما ما حدث في سوريا بين طغمة الأسد والإسلاميين
ترك لهم الشارع السوري وتركوا له الكرسي بشكل مؤقت حتى يتمكنوا من تعبئة الشارع
ونحن اليوم جميعنا في سوريا سندفع الثمن
في اواخر السبعينات وأوائل الثمانينيات قاموا بأعمال ارهابية كثيرة ولم تحرك السلطة ساكنا، إلا عندما تعرضوا لموكب حافظ الأسد وأطلقوا النار عليه فأردوا أحد حراسه قتيلا، عندها طحنهم بلا رحمة، وراح ضحية هذا الصراع السلطوي آلاف السوريين الأبرياء
التيار الاسلامي الاصولي اليوم على أشده في سوريا، وكل ما أخشاه أن يقطفوا وحدهم ثمار الثورة
شكرا لأنك متفائل
التفاؤل ينتشر بالعدوى، وأنا اليوم أكثر تفاؤلا
محبتي


38 - الي الاستاذ أسامة ابن الاشهر
محمد البدري ( 2011 / 11 / 25 - 19:02 )
اؤيدك بان اوضاع العالم العربي واضحة بكل تخلفه. لان من تولي السلطة لم يكونوا اشتراكيين أو علمانيين أو ليبراليين إنما عسكر وقوميين عروبيين ولم يقيموا قطيعة مع التخلف الاسلامي كما فعل اتاتورك ولم يقيموا ديموقراطية تطالب بها الثوارات الجارية حاليا. اما تاريخ المنطقة باسره فهو يقع ضمن الحكم بالدين وخاصة الاسلام. فهل تعجبك اوضاع المنطقة في ظل دولة الخلافة العثمانية او المملوكية او الايوبية او الفاطمية او العباسية أو الاموية او الخلافة الراشدة برجالهم امثال ابن العاص وابن ابي وقاص. كلهم كانوا لصوصا وقتلة يا عزيزي الفاضل. هذا هو موروث المنطقة الذي لم تحدث معه قطيعة وتحاول دول الخليج وامريكا ان تعيده للمنطقة. فما رايك فيهما قبل ان تسالني لما لم تحط به علما. تحياتي.


39 - وجه الشبه بين معمر القذافي و وفاء سلطان
طبيب نفسي ( 2011 / 12 / 5 - 11:06 )
السيدة ام المؤمنين العلمانيين الجدد وفاء سلطان , بصراحه و ليس للتجريح
تذكيرينني يا سيدتي بمعمر القذافي فلقد كان لديه مرض نفسي و هو الغيره من سيدنا محمد والغيره عندما تكون لا اخلاقيه تتحول لحقد و محاولةنفي من تغار منه لحسابك انت و تحاول ان تفعل كما فعل لكن باسلوب يعاكسه بالاتجاه , معمر كان يغار مثلك يا وفاء من سيدنا محمد لكن ليس من نفس الزاويه التي تغارين منها بشخصية سيدنا محمد بل من زاوية انه صلى الله عليه و سلم قائد اممي فلعلك لاحظت اسلوبه الدائم لتكوين اي فضاء عالمي تكون له الدور الاكبر به و محاولاته الدائم ليخلق من نفسه قائد له اتباع و مخلصون من كل الفضائات ولا يقتصرون على من هم داخل حدود ليبيا و قد الف نظيره بغض النظر انها صحيحه او خاطئه لكن الجميل انه قدس فيها النص لا لافكره محاولةا منه تقليد القران الكريم و محاولة منه ليقلد ما انزل على سيدنا محمد ليتشبه به طبعا ليس من اجل ان قدوته محمد لا بل مرض كره ولو انه لم يستطع ان يقولها علانيه لاسباب كثيره . يتبع ....

اخر الافلام

.. المؤتمر الرابع للتيار الديمقراطي العراقي-نجاحات وتهاني-1


.. قتلة مخدّرون أم حراس للعدالة؟.. الحشاشين وأسرار أول تنظيم لل




.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ


.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا




.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات