الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة الفلسطينية والتنسيق الامني

عماد صلاح الدين

2011 / 11 / 23
القضية الفلسطينية


المصالحة الفلسطينية والتنسيق الأمني
عماد صلاح الدين
لاشك أن السلطة الفلسطينية كمشروع على طريق التسوية مع إسرائيل قد أنشئت بموجب اتفاقيات أوسلو عام 1993، وقد غلب على الاتفاقية الأم لهذه الاتفاقيات الطابع الأمني ألتنسيقي مع إسرائيل لغرض مقاومة وملاحقة المقاومة الفلسطينية (الإرهاب)، وقد جاءت مسألة تمويل السلطة من المانحين الإقليميين والدوليين وحتى ربط تزويد هذه السلطة بأموال الضرائب عن طريق إسرائيل شهريا، الآمر الذي نجده بكل وضوح في ملحق باريس 1994.
صحيح أن هذه القيود الأمنية والمالية تجعل السلطة الفلسطينية في إطار من الوظيفية الخدمية والأمنية، وبالتالي تجعل هناك محدودية فائقة جدا في حراك قادتها على مستوى المشروع السياسي، وان في صيغته الوطنية الدنيا المعروفة فيما يتعلق ببنود الحل النهائي المتعلقة بالدولة واللاجئين والقدس.
لكن على أي حال يجب أن نضع في اعتبارنا مسألة مهمة جدا، وهي أن الذين أقاموا هذه السلطة بقرار دولي اتفاقي، وفي المقدم منهم أمريكا والدول الغربية وغيرهما، لهم مصلحة كبرى في بقاء واستمرار مشروع السلطة كهيكلية وإطار لرعاية مصالحهم والمصلحة الإسرائيلية في سياق محلية الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وضمن مصلحة إسرائيل على صعيد البقاء والتفاعل على المستوى الإقليمي العربي، بل وشرعية إسرائيل على المستوى الدولي كذلك.
إسرائيل منذ سنوات تعيش في حالة من العزلة السياسية على مستوى الإقليم وعلى المستوى الدولي، تعززت هذه العزلة بعد سلسلة الإخفاقات الأمريكية والغربية والإسرائيلية في حروب العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين، بالإضافة إلى الأزمة المالية المتفاقمة طرديا في العالم الغربي عموما والأمريكي خصوصا.
كل هذا، بالإضافة إلى فشل مشروع المفاوضات الإسرائيلي الفلسطيني لأكثر من ثمانية عشر عاما، وما نتج عن ذلك من انكشاف عورة مشروع التسوية في ظل التعنت الإسرائيلي الرافض لأي تنازل عن الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني، بدعم من الإدارات الأمريكية المتعاقبة وتواطؤ الدول الغربية الرئيسة معها، حتى أن السلطة لم تجد في النهاية من سبيل لملء فراغ جدول أعمالها السياسي سوى التوجه المحتوم بالفشل المسبق للحصول على عضوية فلسطين في مجلس الأمن في حينه.
وأمام حراك الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا وسوريا، والخشية من صعود الإسلاميين، برأي أن السلطة الفلسطينية في رام الله اليوم تستطيع أن تملك إرادتها السياسية وتفعل أوراق ضغطها على إسرائيل إن هي أرادت؛ في سياق من التنصل نهائيا من القيد الأمني المفروض عليها بموجب اتفاقات أوسلو. وإذا كان هناك تهديد من إسرائيل وداعميها بقطع المساعدات المالية وأموال الضرائب وفرض الحصار، فالسلطة أيضا تملك التهديد بحل نفسها. وهو تهديد تخشاه إسرائيل وأمريكا وأطراف عدة في الإقليم العربي؛ لان معناه أولا غياب الاستقرار في المنطقة أكثر مما هي غير مستقرة أساسا، وثانيا معناه أن إسرائيل ستكون مضطرة لملء فراغ غياب مشروع السلطة الفلسطينية بما يعنيه من تحملها مسؤوليات الشعب الواقع تحت احتلالها.
تستطيع بالفعل السلطة الفلسطينية برام الله أن تنجح المصالحة الفلسطينية، وان تؤسس لشراكة وطنية حقيقية في سبيل تحقيق الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني، في سياق من المزواجة والمزج بين خيارات النضال الوطني الفلسطيني المتنوعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ