الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم نرَ المأتى

صبري هاشم

2011 / 11 / 23
الادب والفن


***
1 ـ
***

هل رأيتَ
بك ما سعتْ قدمُ
ولا كنتَ إلى قصدٍ بها ساعياً ؟
هل رأيتَ
عنك حادتْ ظلالٌ
وتقطّرتْ في راحتيكَ الشموسُ حنيناً
وبكَ أطاحَ ضلالٌ ؟

***
2 ـ
***

لا ظلّ
هي دُنيا ضلال
هنا قلنا للسقوفِ اُتركيْنا
فارتحلتْ
نتعرّى تحت المدى آلهةً مِن قصبِ الخيالِ
ونضيعُ على أبوابِ المُشتهى أرواحاً
هنا نهيمُ في بريّةٍ

***
3 ـ
***

أتينا قبلَ الإعصارِ عصراً
حين ارتجلَ المُنشدُ نشيدَهُ
وحين تعففَ الطيرُ في الغناء
أتينا تزفُّنا ـ نحو طُرقِ الكلامِ ـ سحابةٌ كاذبةٌ
حَمْلُها كاذبٌ
عصراً أتينا قبلَ إعصارِ

***
4 ـ
***

اسجعي
وددتُ لو غادركِ الشّجنُ
وكفَّت عن الغناء طيورُ
اسجعي
لُعِنتِ مِن بهجةٍ
ما زخرفت حياةً

***
5 ـ
***

الليلةَ لا تجتهدي
وتجعلي حارساً للشرفةِ قمراً
فالقمرُ أغلقَ حانتَهُ
ودبَّ في جفنِهِ الوسنُ
الليلةَ سامري النجمَ واحذري
مِن فحولةٍ
فهي إنْ هبّت حطّمت مائدةَ الشّرفةِ
وأيقظتْ أسرّةَ المدينةِ
لا تجتهدي الليلةَ
وتجعلي شمعةً تُضئُ المكانَ
لا تُعطِّلي الزّمانَ
فالشمعُ بدد ماءَهُ وأسلمَ الفتيلَ
يا هذا الجميلُ
وقد أرّختَ مِن وجدي على طرفِ السريرِ
كتبتَ ما يروقُ الفتى في قابلِ الأيام
يا هذا الوجهُ المُضيءُ

***
6 ـ
***

طائرٌ حطَّ على جسدِ السفينةِ
يا هذا الطائرُ
في هذا الفجرِ لا تُرشِدْها إلينا
فنحن قبيلةٌ راحلةٌ

21 ـ 8 ـ 2011 برلين

***
7 ـ
***

آه لو تدرين
بوجهي سدَّ بابَهُ المكانُ ونامَ
ونحو الفيافي
ارتحلَ الزمانُ وهامَ
آه لو تدرين
كم لوعةٍ بي إليكِ سعت

22 ـ 8 ـ 2011 برلين

***
8 ـ
***

أنْ تُطالبَ بحقٍّ ستُرهب
مجرّد أنْ تتأوهَ مِن ألمٍ
إذاً
لا تقُل لا
فهنا يمتنعُ عليكَ احتجاجٌ


21 ـ 8 ـ 2011 برلين

***
9 ـ
***

لا تتقاذفوا حجراً
فأنتم جميعاً في بيوتٍ زجاجية

25 ـ 8 ـ 2011 برلين

***
10 ـ
***

في مقهىً به ينطقُ ميدانُ ليوبولد
واجتاحَهُ مؤخراً وجدُ الإغريقِ
كنّا ثلاثتنا مرضى في القلبِ :
عوني كرومي المسرحيُّ
ياسين النصير الناقدُ القادمُ مِن هولندا
وأنا صبري هاشم الروائيُّ
نتحسَّرُ شوقاً لبلادٍ نأت في الخيالِ
ونذرفُ الألمَ
في مقهىً يونانيٍّ ـ أغلقَ أبوابَهُ فيما بعد بوجهِ اليونان ـ
افترقْنا نحن الثلاثة
عوني مضى في رحيلٍ أبديٍّ
ياسين رحلَ إلى البلادِ التي اقتربت في الواقعِ
وأنا سافرتُ في الخيالِ
في المقهى الذي استوطنَهُ الأتراكُ
نسيتُ ذاكرةً

26 ـ 8 ـ 2011 برلين

***
11 ـ
***

لا شيء
لا شيء
هنا يُطفئُ العراقيون جمرَ أحزانِهم
فوق جرفِ بحيرةٍ
أُذكيتْ نارٌ واشتعلَ الجرفُ
ثانيةً اشتعلتْ نارُ العراقيين

26 ـ 8 ـ 2011 برلين

***
12 ـ
***

عَبَرَتْ على جسدِ البحرِ سفينةٌ
والبحرُ يغطُّ في نومٍ عميقٍ
كنّا نخضُّ جسدَ الموجِ بِلوعةٍ :
استيقظْ يا هذا لقد عَبَرَتْنا الأزمانُ
والمراسي بوجهِ المُسافرِ
تمطّت منذُ الفجرِ
ثم سبقتْنا ـ حين كنّا نياماً ـ إلى بلادِ الأحلامِ
كلُّ الأحلامِ

27 ـ 8 ـ 2011 برلين

***
13 ـ
***

مِن فيضِ حياءِ جدولٍ
خُذْ قطرةً
منها اسقِ أحلامَ الخميلةِ
ومنها اروِ عطشَ المسافةِ
خُذْ هَبّةَ ريحٍ
وبها احملْ شجنَ الطريقِ
فتلكَ الأشواقُ
أطفأتها الرسائلُ

27 ـ 8 ـ 2011 برلين

***
14 ـ
***

لبعضِ الناسِ وطنٌ
وطنانِ
جنةٌ
جنتانِ
قمرٌ
قمران
في كلِّ حينٍ في سماءٍ يتجلّى ضوءٌ
وأنا لا أحصدُ مِن الرِّيحِ غيرَ الرِّمالِ

27 ـ 8 ـ 2011 برلين

***
15 ـ
***

الجُذاذاتُ التي بعثرتْها الرِّيحُ
عليها خُطّتْ أحلامي
وقد هوت مِن شاهقٍ
القطراتُ التي فاضت منها الأنهارُ
كانت أشواقي إليكِ في ليلةٍ واحدةٍ

27 ـ 8 ـ 2011 برلين

***
16 ـ
***

كلُّ البحارِ ألقتْ فوقَ جسدي موجَها
وبي صاحتْ :
تلك المرافئُ التي أردتَ فترجّلْ
وأنا لا زورقَ يحملُني
إلى المرفأ الذي أردتُ
كلُّ البحارِ
بي أبحرتْ
وبي غدرتْ
ومنّي سَخَرَتْ
وما تعبَ روحي

27 ـ 8 ـ 2011 برلين

***
17 ـ
***

لا تركلي شَجَني
وبي لا تستفزّي فحولةً
فأنا طائرُ المُزنِ
أهطلُ دمعاً
متى ما اشتاقني القطرُ

27 ـ 8 ـ 2011 برلين

***
18 ـ
***

كأنكَ إلى أمرٍ ما وجدتَ منفذاً
ولا طافتْ بأقدامِكَ الطرقُ
وحين طوّقتْ منكَ المسافةُ
ظِلَّ قامةٍ
لها روحٌ راح يُستردُّ

27 ـ 8 ـ 2011 برلين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال


.. عبد الوهاب الدوكالي يحكي لصباح العربية عن قصة صداقته بالفنان




.. -مقابلة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ-.. بداية مشوار الفنان المغ