الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا للبرادعي ، و نعم للإنتخابات

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 11 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


عندما كتبت في الخامس عشر من فبراير 2011 : هل قرروا البقاء لمدة غير محددة ؟ ، لم تهتم الأغلبية ، و رفع الكثيرون صور أحد أعضاء المجلس العسكري و هو يؤدي التحية العسكرية ، و لم يتوجس أحد خيفة من نوايا المجلس العسكري إلا بعد مرور عدة أشهر .
و عندما كتبت في السابع عشر من فبراير 2011 : حسني مبارك مطمئن لأن أتباعه في السلطة ، لم تصدقني الأغلبية فقد كانوا كلهم ثقة في عدالة المجلس العسكري .
و عندما قلت أن من الخطأ إضاعة الوقت في إستبدال الحكومات ، و أن النتيجة ستكون واحدة لأن السلطة في جعبتها الكثير من العملاء ، أستغرق الأمر أشهر أيضاً لكي يفهم البعض ذلك ، و يمكن مراجعة مقال : لص الأراضي وزير للداخلية ، هذا ما تحقق ، و كتب و نشر في السابع من مارس 2011 ، و كتبته معلقاً على النجاح الزائف في إستبدال شفيق بشرف .
و عندما حذرت من إجراء إستفتاء مارس 2011 ، و ذلك في مقال : يوم الإستفتاء يوم للغضب ، و كتب و نشر في الرابع عشر من مارس 2011 ، لم يهتم أحد من هؤلاء الذين يرفعون أصواتهم الآن في التحرير .
و عندما نشرت مقال : عمر سليمان إختار لمصر النموذج العسكري التركي الأتاتوركي ، و كتب و نشر في الثالث عشر من إبريل 2011 ، أيضاً لم يلتفت أحد من الذين يدعون الثورية و النضالية و الحنكة السياسية لذلك ، و كان التركيز على إضاعة الجهد في أي شيء لا ينفع الشعب و لا يضر بالسلطة ، و لم يكتشفوا ذلك إلا هذا الشهر نوفمبر 2011 .
و عندما نشرت في العشرين من مايو 2011 مقال : إستبداد الوصاية يحتاج فتنة طائفية ، لم يأخذ الكثيرون التحذير على محمل الجد ، فكانت مذبحة التاسع من أكتوبر 2011 .
و عندما طالبت القوى السياسية بأن تترك الصراع حول الدستور ، و تستكمل الثورة ، و ذلك في مقال : إستكمال الثورة أولاً ، و كتب و نشر في الأول من يوليو 2011 ، لم يعر أحد من هؤلاء السياسيين و النشطاء الذين تزدحم بهم الفضائيات ذلك الطلب إهتمامه آنذاك ، و فقط في هذه الأيام إنتبهوا لذلك .
و عندما أعدت هجومي على حكومة شرف و طالبت بإسقاطها في الصيف الماضي ، صرح رئيس حركة السادس من إبريل المشبوهة بأنه يتمسك بعصام شرف و أنه يكتفي بالتعديل الوزاري الذي قام به شرف .
و عندما كتبت مقال درس من القرآن في ضرورة إستئصال النظام الظالم بالكامل ، و كتب و نشر في السادس من يوليو 2011 ، و مقال : الثورة الناجحة لا تترك لأعدائها أي نفوذ ، و كتب و نشر في التاسع و العشرين من أغسطس 2011 ، لم يهتم أحد كالمعتاد ، و فقط عندما أزفت الإنتخابات إرتفعت الأصوات مطالبة بقانون العزل السياسي .
تحذيرات مبكرة ، و إستجابات متأخرة كثيراً ، و النتيجة كارثية ، و هي تسعة أشهر من الفشل المتتالي ، و الأهم خسائر في النفوس ، و لكن هذا الفهم المتأخر لن يمنعني من مواصلة التحذير ، فعلى الأقل أكتب لأعضاء حزب كل مصر و مؤيديه ، من المصريين الوطنيين المخلصين .
اليوم ، بعد ظهر الأربعاء الثالث و العشرين من نوفمبر 2011 ، أعيد التحذير من د. محمد البرادعي ، و ذلك بعد أن زادت الأقاويل و الشائعات التي تفيد بأنه مرشح لرئاسة الحكومة الإنتقالية القادمة ، و ربما شغل ما هو أكبر من منصب رئيس الوزراء .
أقوال و شائعات تؤيدها علامات ظهرت قبل يوم الجمعة الماضي في بعض وسائل الإعلام ، و يدعمها ترشيح جماعة السادس من إبريل المشبوهة له .
ليست هذه المرة الأولى التي أبدي رأيي السلبي في البرادعي ، فمنذ مقال : بدون عنف و لكن لا يجب أن تمر في هدوء ، و كتب و نشر في الحادي و الثلاثين من أكتوبر من العام الماضي ، 2010 ، و حزب كل مصر يأخذ موقف سلبي من البرادعي ، و بمرور الوقت أصبحت أكثر تأكداً من صلات البرادعي بالسلطة ، و الأمر لا يقف عند شخص البرادعي فالمجموعة المتحلقة حوله تضم بعض الشخصيات التي على صلة قوية بالسلطة ، و بعضهم من مشاهير حملة الأقلام في مصر في هذا العهد الأغبر الذي يعيشه الشعب المصري منذ أكثر من ثلاثين عاماً ، و لمن يريد المزيد فعليه أن يدرس كافة تصريحات البرادعي ، ثم يقارن تلك التصريحات بمصالح السلطة ، ثم أن إنتهازيته تكفي .
ربما لا يكفي البعض كل هذا ، إذاً فلتكن عدم حياديته كافية لرفضه ، فهو كرئيس تيار سياسي و مرشح محتمل لرئاسة الجمهورية ، يعد شخص غير محايد لإدارة فترة حرجة كهذه الفترة .
لا يصح لمرشح للرئاسة أن يتولى منصب رئاسة الوزراء ، أو ما هو أعلى من ذلك المنصب ، بالتعيين ، ليدير من مجلس الوزراء حملته الإنتخابية للرئاسة .
المطلوب في هذه الفترة الحرجة شخصيات حيادية إسماً و فعلاً ، و ذات كفاءة ، و تحظى بالإحترام ، و بلا طموحات سياسية ، و لم يسبق لها العمل بالسياسة .
لقد حذرت مراراً من البرادعي ، و ها أنا ذا أعيد التحذير اليوم ، و لكن هل هناك من خارج حزب كل مصر و دائرة مؤيديه من سينتبه ؟؟؟
هل يجب أن يدفع الشعب المصري ثمن باهظ من نفوس أبنائه و دمائهم لكي يفهم بعض السياسيين و النشطاء ، بفرض عدم عمالتهم ؟؟؟
هل سيلزم فهم ذلك التحذير و تصديقه ، من القوى السياسية عشرة أشهر أو حتى سبعة أشهر ؟
إنني أفضل أن أضع هذا التحذير أمام الشعب المصري ، حتى لا يستبدل عصام شرف بعصام شرف ، كما إستبدل أحمد شفيق بأحمد شفيق .
ملاحظات بخصوص خطاب طنطاوي بالأمس ، و أحداث ميدان التحرير :
أولاً : يؤيد حزب كل مصر عقد الإنتخابات البرلمانية في مواعيدها المقررة بالرغم من عدم مشاركته فيها ، و ذلك لأسباب أفصحت عن بعضها في مقال الثالث عشر من نوفمبر 2011 ، و سأفصح عن الباقي في المستقبل - إن شاء الله - إن كان في العمر بقية و ظللت أتمتع بالحرية .
ثانيا : يرحب حزب كل مصر بتحديد سقف زمني للإنتهاء من الإنتخابات الرئاسية .
ثالثا : يدين حزب كل مصر إهمال طنطاوي للأبرياء من ضحايا العنف من الذين قتلوا و أصيبوا و أهينوا ، و الذين غرر بهم بعض الشباب الخونة المتعاونين مع السلطة و الذين أوقعوا هؤلاء الضحايا في الفخ الذي نصبته السلطة ، و أستهدفت - أي السلطة - به خلق حالة من التوتر و الإضطراب قبيل الإنتخابات البرلمانية .
رابعاً : يرفض حزب كل مصر فكرة عقد إستفتاء حول بقاء المجلس العسكري لأن فكرة الإستفتاء في حد ذاتها تضفي شرعية على حكم المجلس العسكري و الذي أتى للحكم بدون إرادة شعبية ، لأن الأمر سيكون أشبه بمن يقوم بإنقلاب ثم يجري إستفتاء ليشرعن بقاءه في الحكم .
خامسا ً : يلزم حزب كل مصر أعضائه ، و يطالب مؤيديه ، بإلتزام النهج السلمي دائماً ، و يذكر أعضائه و مؤيديه بأن قولنا : ليس منا من يمارس العنف ، أو يهدد به ، أو يروج له ، ليس فقط عنوان مقال نشر في السادس عشر من نوفمبر 2010 ، بل هو أيضاً مبدأ راسخ للحزب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط