الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدريس اللغة العربية في اوروبا

كامي بزيع

2011 / 11 / 24
الادب والفن


تتعدد الاسباب التي تدفع الطلاب الى دراسة اللغة العربية في اوروربا، منها بدافع الفضول، بهدف الاطلاع على الاخر، لمحاولة فهم عقلية وتاريخ هذه الحضارة، تعاطفا، لمعرفة مهاجمتها من الداخل عبر ثقافتها ولغتها، البعض ايضا من يدرس اللغة العربية من بين القوى الامنية والمخابراتية التي تاخذ عل عاتقها حماية بلادها من المهاجرين العرب، وعلى كل حال مهما تعددت اسباب دراسة اللغة العربية الا ان النتيجة واحدة وهي الحكم بانها لغة "صعبة"، ومهما كانت الاجابة بانها لغة "مختلفة" لكنها ليست صعبة الا ان غالبية الطلاب، يمضون خمسة سنوات بدون التمكن في النهاية من التحدث بها، اين الخلل؟. ان تدريس اللغة العربية في اسبانيا مثلا يتم عن طريق اللغة الاسبانية، اذا افترضنا ان لكل لغة بنية ذهنية وشكلية منفصلة كيف يمكن الدخول الى نبض اللغة المراد دراستها عبر لغة اخر، واذا اخذنا بالاعتبار بان لفظ حروف كل لغة خاص باللغة بذاتها فكيف اذن يتم الوصول ال هذه الخصوصية بل كيف يمكن مجاراة موسيقاها وايقاعها ونغمها الخاص؟. ان تدريس اللغة العربية يقوم على انها لغة من اللغات القديمة كاللغة الاتينية، اي انها لغة ميتة، وهو الامر الذي يدفع غالبية المدرسين الى اللجوء الى العامية، باعتبارها لغة الشارع، اما اللغة "الجليلة" فهي للكتب والمتاحف ليس اكثر. قد يقع على عاتق اللغة العربية نفسها هذه المسؤولية، ولكن العاتق الاكبر يقع عل العرب انفسهم، اذ ان الدارس الغربي عندما يبدا بالتحدث مع اي مهاجر عربي باللغة العربية تعلو وجه الاخر ابتسامة ساخرة، اولا بسبب اللفظ وثانيا لان العربية الفصح ليست للتحدث وبالتالي فان كثير من المهاجرين لا يتقنون هم ايضا اللغة العربية، لان لسانهم اللغوي محصورا بالمحلية اذا لم نقل بالمناطقية الامر الذي ادى الى اعتبار اللغة العربية لغة فلكلورية، بمحاولة طمس تاريخ عريق يعود بشكل ادبي الى الالف الرابع قبل الميلاد.
ان وسائل تعليم اللغات الاخر المنتشرة عبر الانتريت، لا يبدو ان اللغة العربية تسير في ركبها، وان غالبية المواقع انما هي تبشيرية دينية. على كل حال يبدو ربط اللغة العربية بالدين من المشاكل الهامة بوجه تعليم اللغة، لدرجة ان البعض يعتقد انه يمكنه تعلم العربية في تركيا مثلا.
ان المنظور الثقافي الغربي الذي يرى ان المجتمعات العربية هي مجتمعات متخلفة وان الانسان العربي هو بعيدا عن التطور، هو ذاته المنظور الذي به ينظر ال اللغة العربية، فلغة اهل الجنة لا يبدو انها تتطور مع لغة اهل الارض، علما بان اللغة العربية تركت للغة الاسبانية اكثر من 4000 كلمة، وهو الامر الذي تدين به الثقافة الاسبانية ال العربية.
ان الثنائية اللغوية :العامية والفصحى يبدو انها تميل لصالح الاخيرة في تدريس اللغة العربية في اوروربا، وهو الامر الذي يدفع الى تخصيص اللغة بدل تعميمها، فتعليم اللهجة المصرية او الخليجية، يمنع الطالب بالتالي من فهم المغربية او السورية، وهو الامر الذي يحده في شارع ما في وقت ان اللغة الفصحى تفتح الابواب بمصرعيها امام حضارة تمتد الى بداية التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي: بعض المهرجانات الفنية لا ترتقي بالذوق العام


.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر




.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش


.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص




.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود