الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر هي التحرير

صالح سليمان عبدالعظيم

2011 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


مصر ليست فلول روكسي أو بلطجية العباسية، مصر هي التحرير رغم أنف المجلس العسكري ورغم حيل المشير.
كنت في ميدان التحرير يوم الثلاثاء الماضي، فماذا رأيت؟
1- رأيت شبابا واعدا مستنيرا واعيا، لا يمكن وصفه بالبلطجة أو بالعنف، شبابا مبتهجا سعيدا مرحا بثورته وبهتافاته التلقائية وشعاراته النبيلة، شبابا ورجالا ونساء طبيعيين غير مأجورين مثلما الحال في فضاء روكسي أو مساحة العباسية الضيقة.
2- رأيت رجالا ونساء، يستندون على بعضهم البعض، يقاومون رائحة الغاز ويستمتعون بعبير مصر، وهوج الثورة، والرغبة في التغيير. يحملون أطفالهم ويمشون بجوار أولادهم، يتحدثون ويناقشون ويتجادلون بدرجات وعي متفاوتة لكنها غير مسبوقة وجديدة وجديرة بالاحترام والتقدير.
3- رأيت سلفيين يفترشون الحشائش ويوزعون التمر على المارة مجانا لوجه الله ولوجه الوطن، طيبون هؤلاء السلفيون في الميدان، طيبون حينما يتناسون تلك الخلافات العقيمة ويندرون أنفسهم للشهادة وللأخوة وللتحرير.
4- رأيت فتيات جميلات منقبات ومتبرجات يمشين في الميدان ويحملون لوحات تنتقد المشير والمجلس، وتحمل للوطن الأمل في التغيير. جميلات بنات مصر في كل زي وخلف كل نقاب، يحملون حبا ووهجا لمصر، ورغبة هائلة في المشاركة والتعبير.
5- رأيت وعيا غير مسبوق، شباب يتحدثون، وصغارا يتجاذبون أطراف الحديث، وينتقدون خطاب المشير، ويصفونه بالبلاهة والكذب والإدعاء.
6- رأيت رجلا يصرخ ويهاجم المشير قائلا بأنه يريد أن يقسم البلد ويزرع الشقاق والصراع بين أطراف الشعب المختلفة.
7- رأيت ضابط الجيش الذي يحمل علم مصر لترتفع أصوات الميدان موحدة بجماله وبطلعته البهية ورغبتها في أن يعود الجيش ليحمي الشعب لا ليزاحمه السلطة، ويتطاول على سيرة الشهداء ودمائهم المقدسة ويتجاهل ذكرهم وبطولاتهم التي لا تقل عن شهداء الحروب.
8- رأيت موجات وراء موجات من المصابين محمولين على الموتوسيكلات وداخل سيارات الإسعاف، لا تخيفهم قوات الأمن، ولا قوات الجيش المتربصة، فالجميع يأتي إلى التحرير راغبا في نيل الشهادة أو الإصابة من أجل مصر ومن أجل الثورة ومن أجل دماء الشهداء.
9- رأيت الأطباء رجالا ونساء يبذلون الجهد والعرق ويقاومون رائحة الغاز ودموع العيون، رأيتهم يعملون بهدوء لا تخيفهم وطأة أعداد المصابين ولا عنف الشرطة ولا قبضة الجيش الدامية، يعملون من أجل إنقاذ المصريين وحقن الدماء.
10- رأيت الباعة الجائلين في كل مكان يبيعون البطاطا والشاي والكسكسي والمياه المعدنية والأعلام بأدب غريب لا نعرفه خارج الميدان.
11- رأيت الرجال والنساء والفتيات الجميلات كل بجوار الآخر لا تحرش ولا تطاول فقط التعاون والأدب والمساعدة وتبادل الحوار، فالجميع في حضرة ميدان التحرير أرض مصر المقدسة وواحة الحجيج الثوري الجديد.
12- رأيت مصرا أخرى غير التي أعرفها، مصر وديعة طيبة حالمة لكنها ثائرة لا تقبل طغيان الأمن ومراغة المجلس ودهاء الساسة وحقد الفلول.
13- رأيت كرامة وكبرياء ورغبة غير عادية في الحياة ومقاومة الظلم والعدوان، لقد عرفنا معنى الكرامة، فلم تعد تخيفنا أصابع المجلس العسكري، ولم تعد تخيفنا غازاته، كما لم نعد نصدق وعوده وتصريحاته وبياناته.
14- رأيت رغبة هائلة في الانتقام من قتلة الشهداء سواء أكانوا شرطة أو جيش، ففي هذه اللحظة الدامية لم يعد هناك فرق بين الإثنين.
15- رأيت وحدة هائلة بين كل أطراف الميدان، يصحبها نقدا لاذعا للإخوان على وجه الخصوص، واتهامات غير مسبوقة بالخيانة والتواطؤ والنكران والانتهازية.
16- رأيت كتلا بشرية واثقة من نفسها لا يخيفها شيئ ولا يهزها العسكر ودباباتهم وغازاتهم السامة وإدعاءاتهم الكاذبة ومراوغاتهم القاتلة.
17- رأيت وأيقنت أن الشعب سينتصر رغم جهود الفلول وبلطجية العباسية وشرور الروكسيين وتدخلات الخليج السافرة وتواطؤاتهم المفضوحة.
وإذا كان هذا ما رأيته وشعرت به، فإن مصر تصبح تحريرا ويصبح التحرير مصرا، أما المأجورون الذين يظهرون في المناسبات بأعدادهم الهزيلة ولغتهم البذيئة التي تصل إلى حد التهديد بقتل المتظاهرين والنيل منهم، فهؤلاء مرتزقة كل عصر وآفة كل دولة.
من الغباء أن يظن البعض، بما في ذلك المجلس العسكري، أن الثورة انتهت، وأنه يمكن النيل من هذا الشعب وهؤلاء الثوار، وإذا ما تصرف المجلس على هذا النحو من الاستهتار والرعونة فإن مصيره لن يختلف بأي حال من الأحوال عن مصير الرئيس المخلوع. عليهم أن يفهموا ذلك قبل فوات الأوان، عليهم أن يفهموا ذلك وبسرعة، وإن لم يفهموه يمكنهم العودة مرة أخرى لمشاهدة كلمات المشير المرتعشة التي تشبه كلمات المخلوع.
تحية خالصة لدماء الشهداء أبناء مصر الأبرار "رغم أنف المشير والمجلس العسكري".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليست كما هى بالتمام والكمال
هيــــــــام فــــــاروق ( 2011 / 11 / 25 - 18:17 )
دكتور صالح .. جميلة هى وطنيتك .. وجميل هو دفاعك المتحمس لشعب ميدان التحرير .. وجميلة هى نظرتك النقية لكل المتواجدين فى الميدان .. لكن مع احترامى لوجهة نظرة سيادتك .. ومع احترامى أيضا لتواجدك بالميدان إلا أن هذه الصورة التى رسمتها حضرتك ليست كما هى بالتمام والكمال .. إذن فأين الشباب وأطفال الشوارع الذين نراهم على شاشات التليفزين مندسين وسط هذه الجموع ؟ قطعا موجودين .. أين البلطجية وأتباعهم الذين نراهم ونسمع عن أفعالهم المشينة ؟ قطعا موجودين .. ثم أى منقبة هذه يا دكتور صالح التى تحمل أملا فى التغيير على حد قولك ؟ وأى جمال هذا الذى تراه خلف كل نقاب اللهم إلا إذا كنت تقصد الجمال الشكلى فقط . أليس هذا تطرفا وتزمتا بشهادة بعض شيوخ الإسلام ؟ ثم تتطرق سيادتك إلى السلفيين و ما يفعلونه لوجه الله ب... لم أرى سلفى يفعل شئ لوجه الله وإلا ما هذا الذى يفعلونه من حرق أبنية وكنائس وقطع أذن وغيره من أعمال لا يرضى عنها الله عز وجل .. يا دكتور صالح هذا هو البيزنس الدينى .. فأين هؤلاء من المدنية والعلمانية والديمقراطية ؟
عموما أحيى وطنيتك و نظرتك لميدان التحرير والمتواجدين فيه بهذه النظرة النقية. تحياتى


2 - تعقيب على تعليقى السابق
هيــــــــام فــــــاروق ( 2011 / 11 / 25 - 18:36 )
فاتنى أن أؤكد أننى لست من مأجورى ميدان روكسى ولا من بلطجية العباسية . بل إنى من مؤيدى مناضلى ميدان التحرير الذين يضحون بالكثير من أجل نهضة مصر .. ولكن فقط أتسائل عن وجود هذه العناصر الغريبة من أطفال الشوارع والشباب العاطل والبلطجية وسطهم .. ولماذا تركز عليهم القنوات الفضائية المصرية على وجه الخصوص؟ أليس هذا ما يعطى تخوين لهذه الثورة الجديدة ؟ بداخلى العديد من التساؤلات أيضا حول الإعلام المصرى خاصة والفضائيات التى لا تدعم هذه الثورة الجديدة بمصالح خاصة نعلمها جميعا . فمازالت المؤسسات الإعلامية قمة فى الفساد وإذاعة ما يودون نشره فقط . حقا أمة ضحكت من جهلها الأمم .


3 - نظرة مشرقة
نانسي نادر ( 2011 / 11 / 29 - 08:26 )
......أحترم نظرتك المشرقة هذه يا دكتور فهذه النظرة شعرت بها في الانتخابات التي جرت في 28/11 وشعرت بان روح التحرير هذه تنتقل لكل المصريين ورأيت مصر هي التحرير.....................مصر الحقيقية بمعدنها الاصيل.


4 - سوق الوطنية
ملكةعبدالفتاح ( 2011 / 11 / 30 - 17:24 )
احترم وطنينتك ومن حقك ان تعجب ببلح السلفيين وبطاطا التحرير وتبدى اعجابك بكل مافى ميدان التحرير ولكن ليس من حقك ان تصف كل من يدعو الى الاستقرار بالمأجورين لانهم ايضا لهم حق التعبير عن رايهم اذا كنتم حقا تريدون الحرية و الديمقراطية فكلنا ابناء مصر سواء كنا فى ميدان التحرير او حتى فى ميدان فيكتوريا وشكرا

اخر الافلام

.. بلينكن مصمم على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسر


.. شبح الحرب يخيم على جبهة لبنان| #الظهيرة




.. ماهي وضعية النوم الخاصة بك؟| #الصباح


.. غارات إسرائيلية تستهدف كفركلا وميس الجبل جنوب لبنان| #الظهير




.. إسرائيل منعت أكثر من 225 ألف عامل فلسطيني من الوصول لأماكن ع