الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امثال هؤلاء ..لا يرحلون هكذا...

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2011 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لايرحلون من عالمنا مادام العالم موجود ..هنا ترتبك الأشياء وتتلعثم الألسن عندما نطرح جدلية الوجود والعدم وتناقضات الأشياء ولولبية التاريخ واحداثه وجدل المادة ..ومتغيرات العصر ..فجدلية الوجود والعدم لا تعترف بمادية الأشياء كمؤثرات مستمرة ولكن تعرف تماماً أن التاريخ لايصنعه شخص واحد وإنما يتم من خلال قوى كثيرة تؤثر فى بعضها وتتبادل الأفكار والنظريات التى ستبقى فى حالة جدل مع الواقع مستمر ..هكذا هو الديالكتيك لا يعترف بأحاسيسنا القلبية والروحية وعاطفتنا ..نحن فقدناك ..التجانى الطيب بابكر (عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السودانى ..ورئيس تحرير صحيفة الميدان الناطقة باسم الحزب..)..واعيننا لم تعد تراك ولكن من سيقنع هذا الديالكتيك الذى لن يعترف ابداً برحيلك فهو يراك تمشى على ملايين الأرجل ويراك تفكر بعشرات العقول ..ويرى نشاطك فى كل المحافل ..الآن وغداً ..البشر دوما هكذا يرحلون ويدمعون لفراق بعضهم والقلب يظل يحزن والعين تظل تدمع ..ويهرولون لإقامة تأبين وتنظيم الرثاء ..ولكن رغم كل هذا الحزن ..وجودك طاغى ..وفكرك باقى ..وعقلك يمارس الحياة دون توقف ..أطفأت خمسة وثمانين شمعة ..لتضئ كل هذه الدروب ..التى ستظل فى حالة وعى وإدراك مدى الدهر ..فاليذهب جسدك ..فغيرك كثيرون ذهبوا ولكن بقيت اشياءهم تعلم الأشياء ..هكذا علمنا منهج الديالكتيك لتحليل الأشياء وها نحن الآن نستخدم نفس المنهج لمعرفة اشياءكم ..ايها المناضلين الأوفياء ..فأنت التجانى الطيب وامثالك تستحقون هذا اللقب (مناضل ..)..فلولا انتم لعم الظلام كل الكون ..فبوعيكم نهتدى كما اهتديتم انتم بوعى من سبقكم ..وظلوا فى ثبات على المبدأ ..رغم كثرة القيل والقال ورغم كثرة اللوثات التى لحقت بكم ..وستلحق ..بامثالكم ..وفى حضرتكم تتهاوى المناصب وتتقزم التنظيمات ..وتنتفى الأحزاب ..انت ( التجانى الطيب )..وأمثالك لا حصرية عليكم ولا خصوصية فأنتم دوما على الشيوع ..فاليرقد ..جسدك الضعيف.. بسلام بجوار رفاق الدرب ..لتشكلوا لوحة البقاء ..وتشعلوا اضواء الحرية ..فالرحمة دوماً تاتى من علياء الملكوت ..وابدية الخالق ..ونور الله ..فاليرحمك الله بقدر صفاءك وابدية فكرك ..ونور وعيك ايها التجانى الطيب ..فكلما كنا نطالع فى كتاباتك كانت تغشانا هالات الإحترام وتضخ عروقنا إنزيمات الصمود وعناد البقاء ..ونشاكش الواقع حوارا ونقاشا وجدلا ..لن ننسى تلك الابتسامة التى كانت ترتسم على وجهك دوما ..وتلك التعليقات الطريفه التى كانت تلازمك اينما ذهبت ..كثيرة هى تلك الدروب التى حفرتها فكلها ستؤدى الى غاية الحرية التى كنت تنشد ..فكلكم هكذا تذهبون وأنتم فى حالة نضال ..وحالة ثبات ..دائماً انت وامثالك ترحلون بزاوية قائمة ..دون تردد ..اليوم سننعى ذلك الجسد الواهن الذى عانى من بعض المرض ..فقط ..لأن البشر ينعون الراحلون ..وانت رحلت جسداً ..وبقيت فكرا ووعيا ..انت ستبقى فى دهاليز الاشياء وفى تلك الأزقة الخلفية فى الجامعة ..وفى اركان النقاش ..وتفاصيل الحياة اليومية .ستظل كابوسا للظلم والإستغلال ..ستظل ملهما لرفاق دربك ..فى حزبك الذى اخترت لتناضل من خلاله ..ستبقى نبراسا لكل صحفى وصاحب رأى وكاتب ..ستبقى بين العمال ..وبين الطلاب ..والمزارعين ..رفيقا ..وستبقى حرا تناضل من اجل الطبقة الكادحة ..ومعلما من معالم الطريق ...
مع ودى..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسن نصر الله يلتقي وفدا من حماس لبحث أوضاع غزة ومحادثات وقف


.. الإيرانيون يصوتون لحسم السباق الرئاسي بين جليلي وبزكشيان | #




.. وفد قيادي من حماس يستعرض خلال لقاء الأمين العام لحزب الله ال


.. مغاربة يجسدون مشاهد تمثيلية تحاكي معاناة الجوع في غزة




.. فوق السلطة 396 - سارة نتنياهو تقرأ الفنجان