الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة إلى من يهمه الأمر: ليس من اللائق....

هانى جرجس عياد

2011 / 11 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


** ليس من اللائق أن يحكم هؤلاء العسكر بلدا فى قامة ومكانة مصر...
بعد أن اعترف اللواء الروينى متباهيا أنه أستاذ فى نشر الإشاعات الكاذبة، وبعد أن وجه اتهامات كاذبة إلى حركة 6 أبريل، جاء الدور على اللواء مختار الملا.
اللواء الملا يخرج علينا فى مؤتمر صحفى على الهواء مباشرة، بعد ستة أيام من هجوم ضباط ومجندى الداخلية على المتظاهرين، وبعد سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، وبعد أن فقد العشرات عيونهم، وبعد أن امتلأت فضاءات الانترنت بمئات الأشرطة تنقل بالصوت والصورة هجوم بلطجية الداخلية على شباب أعزل، بعد كل هذا يخرج علينا اللواء الملا ليقول –لا فض فوه- إن الداخلية لم تستخدم خرطوش ولا رصاص حى!! والأدهى أن الجنرال يتهم المتظاهرين بأنهم استخدموا الخرطوش والرش والمولوتوف والطوب (على خطى الجنرال الروينى).
لكن الجنرال لا يكتفى بذلك بل يرى سيادته أن الفضائيات التى عرضت فيديو إلقاء جثة أحد الشهداء فى الزبالة «أخذت لقطة وعملت منها قصة»، معك كل الحق يا سيادة الجنرال، هى مجرد لقطة تافهة لا تستدعى كل هذا الصخب والضجيج، فقط أريد أن أسألك: ماذا لو كان هذا الشاب هو ابنك؟
** ليس من اللائق أن يعيد العسكر إنتاج مفردات ومنطق خدم مبارك.
فى يناير خرج علينا العشرات من خدم مبارك يقولون إن الذين فى التحرير لا يمثلون كل مصر، وفى نوفمبر يكرر عسكر المشير نفس الكلام. لن ألفت انتباه العسكر إلى أن الذين طردوا الملك فاروق وأعلنوا الجمهورية كانوا 20 عسكرى فقط (ليس من بينهم لواء ولا فريق ولا مشير)، ولم يقل لهم الملك فاروق إنهم لا يمثلون كل مصر، أقول لن ألفت انتباه عسكر المشير إلى هذا فالراجح عندى أنهم لا يعرفون ماذا حدث فى 23 يوليو 1952. فقط أذكرهم أن الذين خلعوا قائدهم الأعلى المتهم محمد حسنى مبارك هم من كانوا فى التحرير، وأن خدم مبارك الذين صدعونا بحكاية الذين فى التحرير لا يمثلون كل مصر قد تواروا خجلا... فمتى يخجل العسكر من السير على خطى خدم مبارك؟
ملاحظة: أعرف أن الجنرالات يغضبون من وصفهم بالعسكر، لا أعرف ولا أريد أن أعرف لماذا، فكل ما اعرفه أنه ليس من بين وظائفى أن أرسم الابتسامة على وجهوهم.
** ليس من اللائق أن يشارك اليسار فى انتخابات مغموزة بدم الشهداء
بعض الأحزاب المدنية، من يسار واشتراكيين وعلمانيين..الخ...، علقوا دعايتهم الانتخابية للبرلمان القادم، بينما الطريق إلى هذا البرلمان أصبحت الآن نهرا من دم الشهداء. الناخبون سوف يغمسون أصابعهم فى دماء الشهداء بدلا من الحبر الفسفورى، والناجحون سيعبرون فوق جثث الشهداء ويسبحون فى دمائهم وصولا إلى مقاعدهم.
منذ ما قبل المجزرة الأخيرة التى ارتكبها جنرالات حبيب العادلى فى الداخلية تحت سمع وبصر جنرالات مبارك فى المجلس الأعلى، كان واضحا أن البرلمان القادم ليس برلمان الذين يعيشون تحت خط الفقر ويبيتون تحت الكبارى ويبحثون عن قوت يومهم بين أكوام الزبالة، البرلمان القادم هو باكورة نتائج الصفقة المشبوهة بين جنرالات مبارك وجماعة المرشد، والراجح عندى أنها عقدت تحت شعار (طز فى مصر). ربما كان منطق البعض –فى البداية- يستند إلى ضرورة خوض المعركة ضد تحالف أصحاب الكابات وأصحاب اللحى. لكن الأمر بعد 19 نوفمبر انقلب رأسا على عقب، الثورة فى ميادين مصر تطالب بنقل السلطة للمدنيين، بينما اليسار يشارك فى انتخابات تحت إشراف عسكر مبارك.
شاركوا فى هذه المسرحية الدموية إن شئتم، ولكن توقفوا عن تصديع رؤوسنا بكلام أجوف عن حقوق الفقراء.
** ليس من اللائق أن يبقى أصحاب الحقوق بعيدين عن الميدان
عادت الثورة إلى ميادين مصر تطالب بالعدالة الاجتماعية، لكل فقراء هذا الوطن الذين انتهك مبارك حقوقهم وأدميتهم على مدى سنوات حكمه السوداء. وحتى بعد سقوط مبارك، جاء زمن العسكر ليقمع الفقراء ومطالبهم، ويحرمهم حتى من حق المطالبة بها بعد أن صنفها عسكر مبارك باعتبارها مطالب فئوية تمثل خطرا على الاقتصاد.
يا كل أصحاب المطالب «الفئوية» المشروعة، ميادين تحرير مصر تناديكم لتتوجوا كل أشكال احتجاجكم، من اعتصامات وإضرابات ضد رجال مبارك رموز السلب والنهب، الذين سرقوا عرقكم وامتصوا دماءكم. الثورة عادت من جديد إلى الميادين من أجلكم، وسوف تنتصر لكم وبكم، وليس من اللائق أن تبقوا بعيدين عنها عن ميادينها.
** ليس من اللائق أن يبقى طلاب مصر بعيدين عن ميادين التحرير
طلاب مصر كتبوا صفحات ناصعة فى تاريخ هذا الوطن، منذ مظاهرات 1935 التى سالت فيها دماء الشهيد عبد الحكم الجراحى، واللجنة الوطنية للطلبة والعمال التى فتحت الطريق واسعا أمام ثورة 1952، ومظاهرات 1968 احتجاجا على الأحكام المخففة لقادة الطيران، وصولا إلى (ثورة) 1971، حيث لم يزل ميدان التحرير يحتفظ ببطولات طلاب مصر فيه. صحيح أن (الكعكة الحجرية) اختفت لكن الصحيح والمنطقى أيضا أن ميادين تحرير مصر لم تزل تفتقد طلاب مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا