الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يتجاوز السياسي والمفكر حقوق المجتمع المدني السيد القمني نموذجا؟

نادية عيلبوني

2011 / 11 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ما أدلى به المفكر سيد القمني لإحدى الفضائيات المصرية بشأن ما قامت به علياء المهدي بنشر صورها العارية على موقعها في الفيس بوك،لا يمكن ابتلاعه بسهولة ، كما لا يمكننا أخذه على عواهنه وتبنيه اعتباطا دون التوقف عند أهم ما أدلى به من تصريحات مفاجأة تستحق التحليل والنقد بدورها.
أهم ما قاله الكاتب سيد القمني لدى سؤاله بهذا الشأن: انه لا يعرف حيثيات وتفاصيل ما قمت به هذه "البنت"، والمفاجأة ليست هنا ،بل كانت في إجابته ،عندما ذكرت له المذيعة من أن علياء تتبنى آرائه وتستشهد بكتبه على موقعها، حيث قال باستنكار:" أنه ليس مسؤولا عن تصرفات قرائه" مستطردا أن لديه معجبين بكتبه من الناس المحترمين والعباقرة والأطباء إلخ.الأمر الذي يعني ضمنا أن علياء ليست من بين الناس المحترمين التي تقرأ كتبه...!! أما عن موقفه من تصرفها فذكر أن ما قامت به علياء يمس ويؤذي التيار العلماني مباشرة ويضعه في حرج أمام أرباب الفضيلة..!!! ويشكل بالنسبة لتياره كارثة"،ولم ينسى السيد القمني، أن يقارن سلوك علياء بسلوك "عياله" الخمسة الناجحين والحاصلين على مراتب علمية عالية،ليس هذا فحسب، بل أن الكاتب حاول أن يشخص حالة علياء بطريقة الأطباء النفسيين متوسطي الموهبة والمعرفة وخصوصا ان الطبيب النفسي الذي سؤال في المقابلة ذاته عن تحليله لسلوك علياء فسسر الأمر على أن تطرف علياء ، في عمقه ردا على تطرف المتزمتين الإسلاميين .!!!ولكن القمني لجأ إلى تفسير ما فعلته علياء برده إلى ظروفها النفسية،وإلى وجود خلل في الأسرة، متسائلا عن غياب الأسرة عن هذا السلوك لابنتهم...!!"مما يوحي للسامع أننا أمام طفلة قاصر تحتاج لولي أمر، أو محرم..!!! ويتساءل القمني بدهشة واستهجان: "فين دور الأم والأب"؟ ولعل المفاجأة الأكبر لا تقتصر على هذا، بل تجلت عندما ذكرت له المذيعة ان هناك من يعارضها، وهناك من يؤيدها فيما فعلته، أبدى استغرابه بالقول:: "غريبة..!!!ونحن هنا لا ندري وجه الغرابة أن ينقسم الناس بين مؤيد ومعارض في مجتمع قام بثورة من أجل الحرية..!!!مضيفا :"أن البنت يمكن تكون تعرضت لضغوط نفسية من عائلتها باعتبارها فتاة، وكرر أنه من الصعب عليه تصور أن "تعمل بنت في نفسها كده". وعندما قاطعته المذيعة بقوله أن الفتاة أعلنت أنها فعلت ما فعلته بحريتها الكاملة وبدون ضغوط ، وأن خطيبها يؤيد ما فعلته على اعتبار أن هذا حرية شخصية أجاب باستنكار شديد: "لا لا اكيد في حاجة بتجري من ورا ضهرنا بقى" وما لبث ان اعاد معزوفة التربية القاسية التي تصور ان البنت تعرضت لضغوط اسرية واجتماعية قاسية ،على حد قوله:" تلاقيها هي للي بتشتغل وبتكنس وتمسح في البيت ،والولد بيخرج يتفسح مع أبوه "!!!.وأن فعلتها تلك كانت بهدف الانتقام وعمل فضيحة وتشهير لهذا الأب الذي قسى عليها"...!!!!

ولا نريد أن نؤكد على حقيقة أن أي كلام يخرج على لسان باحث ومؤرخ ينبغي أن يتحرى الدقة والموضوعية ، وأن لا يبني على إطلاقات في الأحكام ،طبعا علياء لم تكن كما "تصور السيد القمني، فهي على الأقل ليست من بيئة متزمتة، وهذا ما ذكرته هي، وكما تقول سيرة حياتها ،كما أن ليس في حياتها ما يشير إلى تربية قاسية ، والأكيد أن أهلها ليسوا من طينة الأسر التي تجعلها تعمل وتكنس وتمسح في البيت بينما يخرج الأب مع ابنه ليتفسح... !!!!!فهي تعلمت منذ الصفوف الابتدائية الأولى في مدرسة أميريكية، وكانت تتابع دراستها الجامعية في الجامعة الأمريكية في القاهرة.وأسرتها كما هو واضح ، هي أسرة متحررة،حيث ذكرت علياء في لقائها مع السي ان ان أن أسرتها مستعدة لمساندتها والوقوف معها إذا ما ما تخلت عن صديقها كريم لأنهم يعتقدون أنه يؤثر عليها، أي أن كل القاعدة التي انطلق منها السيد القمني للحكم على ظروف علياء النفسية والاجتماعية غير موجودة على الإطلاق ، إلا في ذهنه.

ترى ماذا لو سمحنا لأنفسنا باستخدام مبضع التحليل النفسي ذاته الذي استخدمه السيد القمني في الحكم على علياء ، وقمنا بتطبيقها على دوافع كتابته لعشرات الكتب التي أثار فيها جدلا واسعا كونها انتقدت وعرت التاريخ الإسلامي ؟ فهل كانت مواقفه وتحليلاته منسجمة مع قيم وأفكار مجتمعه، أم كانت خروجا عن قيم وتفكير المجتمع الذي يعيش فيه؟وهل يمكننا أن نبسط الأمر لنحلل مواقفه وكتاباته بأنها ناتجة عن ظروف نفسية قاسية تعرض لها في حياته سواء مع عائلته أو مع محيطه الإسلامي المتزمت،وأراد الانتقام ممن آذوه والتشهير بهم وبعقائدهم؟ل هل يمكننا تعليل كل ما كتبه ،وكل محاججاته الدينية بوضعها جميعا على شماعة التشهير والانتقام لظروف نفسية وأسرية واجتماعية خاصة به؟
ثم ما الذي يمكننا فهمه في قوله:"في حاجة بتجرى من ورا ضهرنا"تلك العبارة التي استنكر فيها ما قالته علياء وخطيبها بأن ما فعلته هو حرية شخصية؟ظهر من يا سيد القمني؟فهل يعني هذا الاستنكار أنكم بتم تمتلكون إرادات الناس ، وأنه صار على الافراد الليبراليين أن يستشيروا أو يأخذوا الإذن من فريقك من العلمانيين والليبراليين؟ وبأي حق؟ فهل انتم أوصياء على الناس وعلى المجتمع حتى يتطلب أي تصرف منهم موافقتكم وتوقيعكم؟وهل على علياء وغيرها ،ضبط تصرفاتهم وفق مشيئة السياسيين أو المفكرين العلمانيين وغير العلمانيين؟ لماذا ؟ وكيف؟ وبأية سلطة وبأي حق؟وأين هذا القانون الذي يلزم الافراد باتباع إرشاداتكم السياسية؟ وهل يعني هذا القول ، أن على المجتمع أن يرقص على ايقاعات السياسي والمفكر ويلتزم بها؟وهل طلب الانضباط هذا يعني أنكم أصبحتم المرجعية لليبرالية والعلمانية في المحروسة مصر؟
المجتمع الديمقراطي والصحي يا سيدي لا يستتبع السياسيين،بل هو الذي يفرض على السياسيين أجندته ، المجتمع الديمقراطي ليس ملزما بتوقيت ساعته وفقا لبرامج المفكرين والسياسيين .والسياسي والمفكر في المجتمع الديمقراطي لا يحق لهما محاسبة المجتمع على ما يفرزه من ظواهر، من حق السياسي والمفكر أن يحلل، لا أن يمنع أو يقول كما قلت مستنكرا:" في حاجة بتجري من ورا ضهرنا"بل أن السياسي هو الذي عليه احترام إرادة الأفراد في مجتمعه مهما بدت له بعض الظواهر الفردية شاذه وغير مألوفة أو غير متوافقة مع تفكيره. لا نستطيع، يا سيدي، أن نلوي أعناق الناس كي تستجيب لرؤى المفكرين والأحزاب السياسية،لا نستطيع كديمقراطيين إنكار حق علياء أو أية علياء في التعبير عن احتجاجها، إلا إذا كنا نمتلك الحق في اتهامك بالخروج عن قيم مجتمعك الدينية من خلال ما ألفته من كتب.في المجتمع الديمقراطي الذي هو مجتمع أفراد أحرار، لا امتياز لفرد على فرد، حتى لو كان هذا الفرد عالما أو مفكرا.
سيد القمني اسمح لي ان أقول لك:
لقد سقطت في أول اختبار ديمقراطي حقيقي. وهذا ما يدعوللخيبة بقدر ما يدعو... للأسف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بالراحة
كمال غبريال ( 2011 / 11 / 25 - 07:01 )
بالراحة على الراجل يا أستاذة/ نادية، هو قال في أول حديثه أنه مش ناقص مشاكل، ده راجل بطل ولكل جواد كبوة كما يقولون، وأحد تلاميذه وهو الحر الفقير كمال غبريال عمل الواجب بداله. . اقرأي هذا:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=283849
تحياتي


2 - علياء
حب لاينتهي ( 2011 / 11 / 26 - 21:04 )
انا اعتقد انك متهجمة اوي علي الكاتب والمفكر الرائع سيد القمني

وواضح انك تريدين ان تتصيدي له الهفوات

انتي ذكرتي ان البنت في ال20 من عمرها وهي تعرف ما تفعل

وانا انبهك ان اي سيدة تخون زوجها وتتعري امام عشيقها او عشاقها هي بيتكون اكبر سنا من علياء

اي انسان في الدنيا ليس معصوم من الخطاء

وحتي الكبار في السن بيخطأوا

وانظري لرسول الاسلام عندما رأي زوجة ابنه بالتبني من خلف الخيمة ولما تحرك الهواء ورأها شبه عارية دخل الحب والهوي في قلبه وامر زيد بتطليقها
الم يكن في سن كبيرة ؟

واذهبي واقرأي لكتب البخاري
لست ادري لماذا الهجوم علي شخص مثل الاستاذ المحترم السيد القمني


3 - مدين للسيد قمني و الدكتور كامل النجار
نجاة ( 2012 / 1 / 10 - 22:40 )

أنا شخصيا كنا مسلما حنيفا أكره أمثال المفكر السيد قمني.....ولكن كلامه الصريح و اسلوبه جعلاني ان استمع اليه قليلا وسرعان ما اكتشفت انني مقتنع به ... فهو من أيقضني من سباتي و هو من فتح عينت على الروءية الصحيحة الاديان وبواسطته عرفت طريق المفكر العظيم الدكتور كامل النجار الذي نوّر لي طريق حياتي و أنا مدين لهما كليهما.. لذا ارجو بل و أتوسل من كل قاريء عربي ان يقرأ للدكتور كامل النجار فيقينا ان وقتكم لن يضيع


4 - اعملي اولا وانتقدي ثانيا
رشيد ( 2013 / 4 / 22 - 10:31 )
امتعينا اولا بالطراز الفكري التنويري الذي امتعنا به هذا المفكر الجليل ، ثم انتقدي بعد الجهد و العمل في ميدان البحث العلمي المضني.
اما التصريحات التلفزية لا تعتبر فكرا يحاسب عليه. العمل اولا ،العمل اولا،العمل اولا

اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم