الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجلس العسكري ....و الجيش .........و الشعب

عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)

2011 / 11 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لماذا تتداخل الأمور لدينا دائما و نخلط بين كل المفاهيم و نلعب على وتر المشاعر و العاطفة التي يتسم بها الشعب المصري ... هناك فرق كبير بين الجيش المصري ذلك الجيش الذي وقف معنا في ثورتنا و قام بما هو واجب عليه من حماية الشعب و ثورته و أبنائه و قد حفظنا له جميله و هللنا و فرحنا حين آلت إلى الجيش قيادة المرحلة الانتقالية و هناك فرق بين المجلس العسكري الذي لا يمثل الجيش بقدر ما يمثل القوة المتسلطة على الحكم الآن و قد أثبتت الأيام على مدار الشهور التسع الماضية فشل هذا المجلس كحاكم سياسي للبلاد و كان يجب عليه هو ذاته الإعتراف بهذا الفشل لا أن يحملنا نحن الشعب نتائج انعدام خبرته السياسية
كل هذا كان يمكن غفرانه و غفران اختياره لحكومة شكلية لم تكن تملك من زمام الامور إلا عقد الاجتماعات و عدم الخروج بنتائج محددة و بالطبع لا تنفيذ لأي جديد حيث لم تسفر هذه الاجتماعات عن شيء مفيد لآن هذه الحكومة ببساطة لم تكن سوى سكرتارية للمجلس و لم تكن تملك موقفا محددا مما يحدث في البلاد .. أقول كان يمكن غفران كل هذه التجاوزات إذا كان المجلس قام بالتحرك سريعا و الاستجابة القوية لمطالب التحرير التي لم تصمت منذ قيام الثورة في 25 يناير و التي لم ينفذ منها حتى الان أي شيء..
لكن حين يتأزم الموقف و يخرج الأمر عن السيطرة و يصبح المجلس بكل أخطائه في مواجهة الثوار بكل هذا العنف الذي يقابلهم به و ينكر مواجهته للمتظاهرين بالعنف و ينكر مسؤليته عما يحدث في ميدان التحرير و عدم مسؤوليته عما تقوم به وزارة الداخلية من أعمال أقل ما توصف به أنها أعمال إجرامية بل و ارهابية تمارس ضد متظاهرين عزل لا يملكون غير قلوب صابرة غير صامتة ضد الظلم و الفساد .. فأي حاكم إذن يحكم البلاد اذا كان الحاكم لا يتحمل مسؤولية ما يحدث ولا يعلم من المسؤول عما يحدث
إذا كان موقف المجلس العسكري هو التأسف للأحداث التي يراها بعين واحدة و هي من ترى المتظاهرين كإرهابين يمارسون ارهابهم ضد الأمن المصري و يتفق البعض معهم بل و يظهر الوجه الآخر للأحزاب و الجماعات السياسية على حقيقتها في هذه الرؤية ذات العين الواحدة فعليهم إذن جميعا التوجه للعلاج في المستشفى الميداني ضمن أعداد وفيرة من خيرة الشباب فقدوا أعينهم و توغلت رصاصت الحقد في صدورهم و روائح الغازات الخانقة / الحارقة تشوي رئتهم و تودي بحياتهم وهم لا أيضا يعرفون من المسؤول عما يحدث لهم
لا أحد ينكر وجود خط ثالث ممن تأثرت مصالحهم بسقوط النظام السابق و هم من يعملون بمساعدة أولياهم الذين لا يزالون يتمتعون بقوى شديدة رغم وجودهم خلف القضبان لكن لن نحملهم وحدهم المسؤولية في دولة ذات كيان كبير مثل مصر فإذا كان للفلول و أتباعهم من البلطجية و غيرهم من القوة ما يستطيعون به محاربة المتظاهرين فأظن أن مسؤولية الأمن الأولى هو تتبعهم هم لا تتبع المتظاهرين العزل خاصة و أنهم يكادون أن يكونوا معروفين لدى أجهزة الأمن...
كنا و لا نزال نؤيد جيشنا العظيم في مواقفه من الثورة و كنا و لا نزال نحترم جيشنا و نقدر مواقفه معنا و لكن و ليعذرنا الجميع فهناك فرق كبير بين المجلس العسكري و بين جيشنا و بيننا نحن أفراد الشعب ......... على المجلس أن يعيد ثقة الشعب به و عليه أن يقدم تفسيرا لما يحدث في الميدان و ما تتعرض له البلاد منذ تسعة شهور و إلى أين سينتهي مآل الشرفاء الذين تم اعتقالهم لأنهم قالوا كلمة حق و كتبوا في مدوناتهم ما اعتبره البعض خطأ يوجب اعتقالهم و اعتقال أصواتهم الحرة و ما كانت ثورتنا لتقوم إلا للمطالبة بالحرية فكرا و صوتا ... استعيدوا ثقة الشعب بكم لأن هذا هو الشعب الذي قال كلمته بتفويضكم بالحكم و هو أيضا من يملك رفض هذا التفويض و العاقل من يتعظ من تجارب السابقين ...
20-11-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن