الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البروتوكول العراقي السوري بديل الضائع

بركات العيسى

2011 / 11 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


حدث ما حدث إبان الحرب العراقية الإيرانية ، وعرف العراقيين حينها حكومة وشعبا ماهية موقفها من دعم سوريا ومساندتها لإيران مختارة المذهبية المتقاربة بين رموز سوريا في الحكم علويا ودولة ولاية الفقيه إيرانيا ، متباعدة سوريا اليسار السياسي المندمج مع اليمين في الجارتين اللتين تأسستا من رحم واحد لم يقبل عليه
ضرة يدعى ( البعث ) ....... مرت حقب عديدة من الزمان والسياسات والعلاقات العراقية السورية بين كر وفر ، متمسكة الأخيرة بتقوية علاقاتها مع إيران باعتبارها العدو الأكثر ثأرا وخصوما للعراقيين ، مما دعيت على تحفظ العراقيين حينها ببطء العلاقات واخذ الحيطة والحذر بين الجارتين .
بما أن العراق أول دولة عربية أخذت وسام شرف الربيع العربي لينتهي به المطاف بحصول إيران على قلادة التحكم بأموره بعد الحكم الديمقراطي الذي طال أمده ، مصطدما بهيجان القاعدة المنبثق من الفراغ السياسي والأمني واصطدام سنة العراق بشيعته ، مما تكفل الأمر باستدعاء الأعدقاء العرب والأجانب ، تجنبا للتدخل الإيراني تارة وحفاظا على ديمومة الحكم السني للعراق معتبرا نفسه الولي الشرعي لأمر العراق ، وأضحى الصراع هنا بين الخيمة السعودية لحماية سنتها والحرس الثوري الإيراني القادم من الشرق لحماية ما تم تحقيقه وبنائه للسير بالحلم الإيراني المنبثق عراقيا نحو استكماله في لبنان ،البحرين ،سوريا ...الخ و لتعطي بذلك درسا لإسرائيل وأمريكا عن القوة التي تمتلكها دون أن تحرك ساكنا في برنامجها النووي سيء السمعة ... وحينها تدخلت الأمور بعضها واتخذت سوريا حسابا يتنافى مع مصداقية علاقاتها مع إيران بتجنيد المنتحرين والإرهابيين سواء أ كانوا من صناعات وطنية أو مستوردين من الخارج وإرسالهم الى العراق عبر منفذ ربيعة الحدودي المستأمن من قبل (عائلة الياور ) الواقعة تحت إمرة الخليج العربي المتصارع مع إيران من جهة وتحالفها مع النجيفيين في الموصل لإستبعاد الحلم الكوردي بضم ما تم انشقاقه ، بدءا من كركوك ووصولا الى شنكال ، مما أثار السخط الشيعي في الحكم واتهامه لسوريا بإرسال بعثات إرهابية لزعزعة الأمن في الأراضي العراقية ، وحينها بدأت الحكومة العراقي بمفاتحة الصفحة السوداء مع الجارة غير الصديقة ( سوريا ) ...... بيد أن المرحلة الثانية من ربيع الثورات العربية التي بدأت في تونس وتتصارع حاليا في سوريا انقلبت رأس العلاقات على عقب بين سوريا والعراق بعد أن أفادت الجارة المنقلبة حكومة المالكي بمعلومات عن انقلاب وشيك لحكمه يقوم به خبراء مهنيين وقادة عسكريين من سنة الوسط مستندة بذلك على وثائق من الخراب الذي حل بليبيا وكشف سوري للأوراق الاستخباراتية هناك ، الأمر الذي أدى الى حملة اعتقالات واسعة في الوسط السني الذي ثار على خلفية تلك الاعتقالات محاولة إعلان محافظات صلاح الدين ، الأنبار، الموصل أقاليم بدعم من السياسيين السنة في شبه المعارضة بدءا من قائمة العراقية التي أخفقت في التوقيع على مبادرة البارزاني في طاولة أربيل المستطيلة بضمان المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية مقابل تسنم نوري المالكي لرئاسة الوزراء ، مما دعت الحكومة العراقية على رد الجميل بإرسال فرق الموت لحماية العلو السوري بعد توتر الأوضاع هناك استنادا الى تقارير تنسيقيات الثورة والمعارضة السورية في الداخل والخارج ، وهذا ما يعد طعنة لكوردستان العراق وأكراد سوريا المنتظرين لتحقيق نصف الحلم الكوردي بسقوط النظام في سوريا وحصول أكرادها على كامل الحقوق .
حكم البعث لسوريا بات انتهائه على الأبواب سواء إن دخلت في حرب أهلية كما يراها المراقبون أو انتهت في سبيل آخر والبروتوكول العراقي مع الحكم في سوريا لن يكون إلا توترا للعلاقات بين الجارتين أيا كان نوع الحكم هناك بعد تحقيق مكتسبات الثورة وهذا ما لم يحرك ساكنا أو طعنا في كوردستان الجنوب كجزء من سياسة العراق في الداخل والخارج .
ليس بعيدا إرسال العراق محميين لنظام الحكم في سوريا خصوصا بعد أن توجه أصابع الاتهام لمقتدى الصدر من قبل المعارضة السورية ، متبينا كشف جميع الأوراق من موقف مقتدى الصدر حيال قرارات الجامعة العربية بتجميد عضوية سوريا وفرض عقوبات عليها واتهامه للجامعة العربية بتنفيذها أوامر الغرب ، لا سيما أن القبضة الإيرانية وتمسكها بالعلويين في سوريا دفعت بحزب الله في لبنان وجيش المهدي في العراق للتحرك على حماية مكتسبات الحلم الإيراني في الشرق في مواجهة أي خطر غربي على أمن وسلامة طهران باعتبار الأراضي السورية خطوط للمواجهة مع إسرائيل في حال تعرض إيران لهجمة محتملة كما يتوافق عليها أطراف عديدة في الغرب والشرق ، للحد من صنع إيران لأسلحة نووية قد تهدد العالم بأسره.
بما أن الموقف التركي جراء ما يحدث في سوريا جعلتها تتخذ قرارات واتهامات لحكم الأسد وضرورة استبعاده بحجة قتل المدنيين واحتضانها لأطراف من المعارضة ، ومحاولتها لرسم منطقة عازلة لحماية المدنيين كما تتدعي إلا أن الخشية الكبرى من الجانب الكوردي يجب أن تكون محاولة تركيا لاستبعادهم من صنع القرار بعد سقوط النظام ، الأمر الذي يتطلب من كوردستان العراق بحسابات أهمها تأمين الحدود كورديا مع سوريا عبر ربيعة وبقية الحدود السورية مع محافظة الموصل طالما أن النفوذ الكوردية في شنكال المحاذية مع سوريا تعتبر الأقوى باستثناء الحدود الذي لم تعد له كوردستان الحسابات لمثل هكذا أزمات .
بركات العيسى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كارولين مارليني وماريانا تختاران دراما كوين السوشيال ميديا


.. سيارات مدرعة وفسيفساء مذهلة.. شاهد ما رصدته مراسلة شبكتنا دا




.. تواصل سري بين إسرائيل والنظام السوري.. وثائق مسربة تكشف أسرا


.. مراسل الجزيرة: الكلاب تأكل جثامين الشهداء الملقاة في شوارع ش




.. بعد سقوط بشار الأسد.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من داخل مدي