الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهزلة الليبرالية وضرورة الاشتراكية

أنور نجم الدين

2011 / 11 / 25
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


مدخل:

كيف ندخل الموضوع: من خلال العقل السليم أم الواقع الفعلي؟

في العقل السليم لا يدور الحديث إلا عما يجري في ذهننا ومن ثم اجتهاداتنا الشخصية. لذلك، فالصراع يبقى هنا صراعًا بين العقول والعقائد، وسيكون أساس هذا الصراع التجريدات العقلية -المنطقية والديالكتيكية- أو البحث عن الخطأ والصواب من خلال الجدل لا الدراسة. أما في البحث عما يجري في الواقع، فنقترب حد الإمكان، مما يحدث بالفعل تحت أقدامنا، فعلينا إذًا الانطلاق من الحياة التجريبية، وعلاقات البشر بدرجة معينة من تطور الصناعة والمدنية والتجارة، وبالتالي درجة معينة من تطور الحياة السياسية أيضًا – الدولة، الحق، القانون، إلخ.

يتعلق موضوعنا هنا بالليبرالية، وسيصبح المجتمع السويدي ميدان بحثنا، وهو مجتمع برجوازي ديمقراطي -ليبرالي- متطور في حضارته وصناعته وحياته الاجتماعية. ولكن هل الليبرالية تستطيع السيطرة على المصاعب الاقتصادية، والمشاكل الاجتماعية، وإنهاء صراع الإنسان مع الإنسان، وسيادة الإنسان على الإنسان؟

ما الليبرالية؟

حسب الليبراليين البرجوازيين، فإن الليبرالية نور العالم، ولا يمكن تصورها إلا لمصلحة المجتمع كله. وهؤلاء الليبراليون لا يرون الصراع في العالم سوى الصراع بين الليبرالية والستالينية، ولكن دون النظر إلى ما حدث في تاريخ العالم من المجازر المشتركة واقتسام العالم بالتحالف من قبل هاتين القوتين المتنافستين. لذلك، سيصبح من المستحيل الوصول إلى نتائج صحيحة عن التاريخ الكلي للعالم.
ويحاول المثقفون الليبراليون أن يضعونا أمام سؤال جديد حول ما هم يبدعونه من خلال رؤوسهم بدلا من الواقع الفعلي. ويريدون أن يجعلوا مما ينتجه عقلهم، عقيدة إنسانية نقية. والآن لنكرس وقتًا لشرح الليبرالية بإيجاز في صورتها السويدية.

الليبرالية السويدية:

في حقل الحديث عن السويد، كثيرًا ما نسمع من الليبراليين البرجوازيين الشرقيين الذين يعيشون هناك، مجتمع ليبرالي خالٍ من الفقر، والبطالة، والانتحار، والجرائم، والإدمان، والأمراض النفسية، والأزمات الاقتصادية، و، و، و .. بالضبط كما كنا نسمع من الماركسيين – اللينينيين نفس الحكاية بخصوص المجتمع السوفيتي.

في القرن السابق كان الشرق فقيرًا في الحصول على البيانات حول المجتمع السوفيتي. لذلك فقد كان يكتفي بما يستعيره المثقفون من الأفكار حول السوفيت وتكوين عقائد جامدة عن التاريخ العالمي في ظروف تاريخية كانت مؤهلة جدًّا لانتشار هذه الأفكار. أما اليوم، وفي عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وفي غياب الشروط التاريخية القديمة، فمن الممكن التأكد عن كل ما يقوله الآخرون خلال دقائق عما يجري في السويد مثلا. لذلك لا نحتاج اليوم نسج جملة جديدة من العقائد والأيديولوجيا الفلسفية العقيمة عما يجري خارج بلدان العربية. فالسويد بعيد بعد ضغطة واحدة على زر الحاسوب (Click) منا فقط، لذلك فليس من الضروري تشييد تصورات وهمية عنها، بل يجب البحث عن ظواهرها من خلال البيانات المتوفرة في الإنترنت مثلا. ومن خلال جمع المعلومات ومعاملتها بصورة مادية، سيكون ممكنًا طرح أسئلة واقعية لا خيالية، ثم وجود استنتاج صحيح عما يجري في القطب الشمالي. مثال؟

ما العزلة، وما سببها في السويد؟
لماذا العائلة متفككة في السويد؟ ما السبب؟ هل الخلل موجود في الفرد ذاته أو في الطبيعة أو في المجتمع؟
لماذا الزواج مسموح بين رجل ورجل –أو امرأة وامرأة- قانونًا، ثم تبني الأطفال من رجل ورجل؟ ما السبب؟ هل البرجوازية هي التي تعيش اليوم نمطًا جديدًا للحياة أم الخلل هو الفرد نفسه أو علاقته بالطبيعة في السويد؟ هل هو انحلال العائلة القديمة والحداثة في تكوين العائلة أم ماذا؟
ما سبب الانتحار، أو الإدمان؟ هل الخلل موجود في الفرد نفسه، أم الطبيعة، أم المجتمع مسؤول عن هذه المهزلة الإنسانية؟

إن كل هذه الظواهر اجتماعية وناتجة في النهاية عن تنظيم الحياة الاقتصادية والسياسية وطابع العائلة الليبرالية في المجتمع، وللبحث عن السبب يجب دخول العلاقات البشرية في درجة معينة من التطور الصناعي والتجاري والسياسي والمزاحمة لا الطبيعة، فالعلاقات البرجوازية للإنتاج ستجعل للمال يشكل الرابطة الأساسية بين الرجل والمراة في الأسرة في المجتمعات الليبرالية. وهذه العلاقة هي الخلفية الواقعية لتفكك العائلة القديمة وظهور شكل غريب من العائلة لا نسميها العائلة بالمعنى التاريخي للعبارة.

في 1846، أي قبل 165 سنة بالتحديد، يكتب كارل ماركس عن الأسرة في المجتمع الليبرالي ويقول: "ان التاريخ يبين ان البرجوازية تسبغ على العائلة طابع العائلة البرجوازية حيث الملل والمال يشكلان الرابطة الوحيدة، وهو الطابع الذي يتضمن أيضًا الانحلال البرجوازي للعائلة .. إن الرابطة العائلية الداخلية قد انحلت، والعناصر المنفصلة التي تشكل مفهوم العائلة قد انحلت، ومثال ذلك الطاعة، والولاء للأسرة، والإخلاص في الزواج، إلخ" (الإيديولوجية الألمانية، ص 185).

وهكذا، ففي المجتمع نجد جواب أسئلتنا لا في الطبيعة أو سايكولوجيا الفرد. وإذا أردنا التحقق من وجود الفقر، والبطالة، والانتحار، والإدمان، والسرقة، والجرائم، وأزمة السكن، وتلوث البيئة، وغلاء المعيشة .. إلخ في المجتمعات الليبرالية، فعلينا العودة إلى مستوى معين من تطور الإنتاج والعلاقات الإنتاجية - الاجتماعية الناجمة عنه لا الطبيعة أو الفرد المنفصل عن الحياة الاقتصادية للمجتمع.

في السويد نجد كل ظاهرة من هذه الظواهر بهذا القدر أو ذاك، ولكن لا يعترف المثقفون الليبراليون الذين يعيشون هناك بذلك حفاظًا على سمعة الليبرالية الذائعة الصيت، ويحاولون مثلا إقناع الناس بانعدام الفقر والانتحار في السويد، كما كان يحاول الماركسيون – اللينينيون إقناع الناس بانعدام هذه الظواهر في المجتمع السوفيتي المتخيل. والغريب هو أن الدولة الرأسمالية نفسها لا يمكنها إنكار الفقر، والبطالة، والانتحار.. إلخ، أما الليبراليون الشرقيون الذين يسكنون في السويد، فوفاءً لهذه الدولة الليبرالية يحاولون إنقاذ سمعة السويد من شوائب الاشتراكيين، لأنهم لا يعرفون أن الغرض من وجودهم هناك، هو حاجة السوق الرأسمالية للأيدي العاملة الأجنبية لمنافسة الأيدي العاملة المحلية، وسد حاجات سوق الأعمال الخدمية.. إلخ، فهم يتصورون أن قبولهم من الدولة الليبرالية السويدية هو شفقة الرأسمالية الليبرالية، ووجدانها، ومحبتها للبشر، وأخلاقها الإنسانية الرفيعة. لذلك فمن الصعب جدًّا عليهم فهم البيئة الاجتماعية السويدية إلا من خلال الحس السليم. وعلى عكس تخيلات هؤلاء الليبراليين، فالحالة الاقتصادية السويدية تشير إلى ما لا يمكن لمسه إلا من خلال دخول العلاقات الواقعية في السويد. ولندع الآن أفكارهم ولنقترب من الواقع من باب سري ولنرَ ماذا يجري هناك. هل يوجد فقر وما شابه ذلك؟

حسب الإحصاءات الرسمية، قد زاد الفقر في السويد بين عامي 2008 – 2011، وخاصة بين الأطفال (حسب منظمة إنقاذ الأطفال). والفرق بين الأطفال السويدية والأجنبية قد ارتفع خمسة مرات. وهذا ما لا يمكن أن يحسه ليبرالي شرقي، لأن الحس المجرد يحل هنا محل التحليل العلمي المقارن. أما البطالة في السويد فارتفعت نسبتها لأكثر من 40% في بداية العقد الثاني للقرن 21 بالمقارنة من العقد الأول، وهذا بدافع الأزمة الاقتصادية التي ستمر عبر كل وريد من أوردة الرأسمالية العالمية، الأزمة التي سيغلي قريبا كل أوهام بصدد معجزات الليبرالية.
حسب إذاعة سويدية في آذار 2010 - Sveriges Radio P4 28 mars 2010- هناك 230.000 طفل يعيشون في خط الفقر، و 18.000 شخص بلا مأوى في السويد (انظر تقارير منظمة إنقاذ الأطفال أيضًا). هذا وبالإضافة إلى هؤلاء الذين يعيشون على المساعدات الاجتماعية، والعاطلين عن العمل، والمدمنين. وحسب القاعدة السويدية –في الواقع حسب القاعدة الأوروبية- يمكن قياس الفقر بنسبة الاختلاف في الدخل وهو أقل من 60% من متوسط الدخل. أما الانتحار في السويد في السنوات الأخيرة، يصل إلى أكثر من ألف شخص سنويًّا. أما بخصوص المخدرات ومشكلة الإدمان، فحسب دراسة ثلاثة منظمات مختلفة منها النقابات السويدية، فــ 400.000 شخص - من مجموع 9 مليون نسمة – لديهم مشكلة الإدمان، وما السبب الأساسي؟ حسب نتائج الدراسات، هو الإجهاد والإرهاق في العمل، هذا وبالإضافة إلى نسبة كبيرة نسبيًّا من مشاكل المخدرات بين الشباب على الأخص.

ولكن الليبراليون يتهمون الفرد نفسه من جهة والطبيعة من جهة أخرى لا شكل الإنتاج الاجتماعي، فالخلل موجود في هذه الكائنات البشرية أنفسهم أو في الطبيعة لا في مجتمعهم الليبرالي. وبهذا المعنى الفلسفي، هذا التخيل، فالفرد يقع خارج الحياة المادية، ومتصوَّر في الفكر لا في الواقع، وحين يصبحون عاطلين عن العمل، فالخلل يعود إلى أنفسهم لا إلى القوانين الاقتصادية التي تحكم البشر أينما كانوا، قانون العرض والطلب مثلا، وكأن ضمان العمل للفرد هو الفرد نفسه لا مجتمعه، لذلك فعليه رفع كفاءته بما تتفق مع حاجات سوق العمل، والمجتمع يساعده ويضع أمامه فرصة كاملة لمنافسة الآخرين، فالفرد عليه التفكير بنفسه لا بالآخرين. هذه هي فلسفة الليبرالية، فليتفسخ هذا الفرد مدمنًا أو منتحرًا. وهذه هي جمهوريتهم الأفلاطونية في شكل المَلَكية السويدية، وبشكل مختصر هذه هي مهزلة الحياة الفردية في ظل كلية الحياة الليبرالية، فالفرد كائن مستقل عن العلاقات الإنسانية، أما في الواقع فما يربط بين فرد وآخر، فهو المال والمنافسة والقانون لا أكثر، لذلك فحرية الفرد لا تعني سوى حرية منافسة الآخرين منافسة أخلاقية. هذه هي فلسفة الليبرالية.
إن حياة الفرد خاضعة كليًّا لما يجري في المجتمع وموقعه هو نفسه في الإنتاج وتموجات السوق ومحيطه الاجتماعي والسياسي، فالتضخم مثلا، أو القوى الشرائية، أو أسعار البضائع الاستهلاكية، أو عدم توفر المواد الأولية أو أسعارها، أو، أو، أو .. هي التي تحدد حياتنا لا الطبيعة أو الحالات النفسية التي تعكس في الواقع الحالات الاجتماعية للمجتمع نفسها.
لكنَّ لكل بضاعة ثمنًا متقلبًا مع التقلبات السوقية في العالم لا في البلد المعني فحسب، ثم إن لكل فرد حياة متقلبة مع تموجات هذه السوق وما يدور حولها من الصراعات التنافسية والسياسية والحروب الرأسمالية. والمسألة هنا تتعلق بالربح التجاري لا بحياة الفرد وحاجياته الاجتماعية، فالربح في الليبرالية هو مسألة الأساس لا الحاجيات الضرورية للأفراد الاجتماعية، والاعتراف الرسمي بالملكية الخاصة هو أساس القانون، ولا تضمن السلطة السويدية قاعدتها السياسية هي الليبرالية، سوى الحق الخاص التابع لعلاقات الإنتاج الرأسمالية، العلاقات التي هي أساس مهزلة الحياة في ظل الليبرالية. أما الليبراليون الشرقيون الساكنون في السويد، فيحاولون تضليل الناس ويضعون نتائج مهزلة الحياة في الليبرالية على عاتق الطبيعة أو الفرد الذي تعزله الليبرالية بحيث لا يبقى شيء أمامه سوى الاستسلام للإدمان أو الانتحار. والليبرالي البرجوازي يتحدث عن السويد وكل ما يجري فيها من آلام البشر مغمض العينين. ويحاولون إقناع الناس بعظمة الليبرالية في الحفاظ على حق الفرد في التملك الخاص، والمزاحمة الأخلاقية العالية التطور، والسيطرة على المزاحمين الغشاشين .. إلخ.
أما في الواقع، ففي كل اتجاهاته وأبعاده، ليس الاقتصاد الليبرالي سوى سيطرة الاحتمالات على الأفراد الاجتماعية، الاحتمالات التي تشبه كوارث طبيعية نتيجة للقوانين الطبيعية التي تجري دون وعي، مثل البركان، والهزات الأرضية، والفيضان، وإنها بالطبع نتاج تنظيم الإنتاج الاجتماعي في صورة اقتصادية ليبرالية لا أكثر، فالفرد في ظل الليبرالية سيكون عاجزًا كليًّا عن التحكم بحياته بأي شكل كان. والسبب هو أن الفرد نفسه لا يكون مشاركًا في القرارات بخصوص مسار حياته اليومية وهي غير مستقرة نتيجة لعدم الاستقرار في الإنتاج الرأسمالي. لذلك فمطلب العصر ليس هو سيطرة الليبرالية على العالم، بل إنهاءها، والتخلص من النظام الليبرالي في الإنتاج والتوزيع، أي من نمط تطور معين للحياة، وهو مهزلة الرأسمالية، والاستعاضة عنها بنظام جديد قائم على سيطرة الأفراد على الاحتمالات. وما هذا النظام الإنتاجي إن لم يكن الاشتراكية، أي التعاونيات الإنتاجية الخاضعة لسيطرة الأفراد المتضامنين -الكومونات؟

ضرورة الاشتراكية:

إن ضرورة الاشتراكية هي كما يقول كارل ماركس:

"إلغاء الطابع المستقل للظروف القائمة بالنسبة إلى الأفراد وخضوع الفردية للاحتمال، وانقياد علاقات الأفراد الشخصية للعلاقات الطبقية ذات الطابع العام" (الأيديولوجية الألمانية، ص 478).

إن ضبط الإنتاج الاجتماعي والسيطرة الجماعية للمجتمع على كل الاحتمالات والحالات الاقتصادية الطارئة التي يواجهها الأفراد كل يوم وكل ساعة في ظل النظام الليبرالي، هو الغرض النهائي للاشتراكية. وهذا النظام الإنتاجي لا يؤسس حسب وصفة أيديولوجية من هذا العالِم أو ذاك السياسي، بل يؤسس على الأرضية التي تصل إليها الإنتاج الرأسمالي بصورة طبيعية، وهو كامن في المجتمع الرأسمالي من جراء تطوره الخاص، فالانتظام الصناعي وتعاون الأفراد في الإنتاج فيما بينهم والتناسق الإداري، هو الأساس المشخص للاشتراكية، فلا يمكن الحديث عن الاشتراكية خارج هذا التطور الرأسمالي المسبق، أو كما يقول كارل ماركس:

"إن هذا التطور محدد على وجه الدقة بارتباط الأفراد فيما بينهم، وهو ترابط يستقيم جزئيًّا في المقدمات الاقتصادية وجزئيًّا في التضامن الضروري لتطور المجتمع الحر، وأخيرًا في الطابع العمومي لفعالية الأفراد على أساس القوى المنتجة القائمة. وبالتالي فإن المقصود هنا هم الأفراد الذين بلغوا مرحلة معينة من التطور التاريخي وليس في حال من الأحوال الأفراد الذين وقع الاختيار عليهم كيفما اتفق، بصورة اعتباطية، حتى دون الاعتبار للثورة الشيوعية التي لا غنى عنها والتي هي بحد ذاتها شرط عام لتطورهم الحر" (نفس المصدر، ص 479).

وهكذا، فان كل حركة جماهيرية شاملة في العالم المعاصر وفي الدول الليبرالية على الأخص –اليونان، بريطانيا، أمريكا، السويد، تونس، مصر- مهما يكن من درجة تطورها، فهي في الأساس، احتجاج المجتمع على شكل الإنتاج، والطابع الاستغلالي لنظام العمل، وهي بالأحرى محاولة لتغيير نظام العمل ودفع المجتمع نحو أسلوب أعلى للإنتاج. أما أمر إنهاء هذا الصراع ضمن الإنتاج نفسه، فيعود إلى: "ذلك الاتحاد للأفراد على الأساس الذي خلقته القوى المنتجة الراهنة والتعامل على نطاق العالمي" (نفس المرجع، ص 479).
وفي توقيت الحركات القائمة حاليًا في كل مكان، نجد التحول نحو النقطة التاريخية التي ستدق فيها ساعة الثورة، فاليوم نعيش في عصر لا بد أن تعلن فيها طبقة الشغيلة تمردها عن النظام الإنتاجي القائم في العالم، وان أمر انتصارها يتوقف على الاستقطاب الطبقي في المستوى العالمي والاتحاد والتضامن الضروري لتطوير الحركة المعاصرة نحو الحد من الإنتاج الرأسمالي ونظامه البشع في العمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا حياة لمن تنادي
ربيع مارديني ( 2011 / 11 / 25 - 20:28 )
باعتقادي ان سبب عدم انتشار الاشتراكية في العالم هو عدم معرفة معظم العمال عنها وعن استغلال الرأسمالية الليبيرالية لهم. متى يفيق العالم ويعترف بعجز الرأسمالية عن الاستمرار في المراهنة على نفسها؟ لقد لوثوا الحياة بالمخلفات النووية والأحفورية! انهم سيعترفون بعجزهم في النهاية بعد ان يبيدوا الشجر والحجر وسيسلمون للاشتراكية الدفة بعد ان يكون الاوان قد فات!


2 - عجيب كلام غريب قضية
عامر ناجي ( 2011 / 11 / 25 - 22:33 )
ما هذه البروبوغندا العجيبة ضد واحد من انجح المجتمعات في العالم ؟ وما هذه الكمية الكبيرة من المغالطات والاحصاءات المضللة؟ فمثلا يذكر الكاتب ان نسبة البطالة جاوزت الابعين في المائة وحشر هذه المعلومة حشرا وبادعاء وجود المصدر اين هو المصدر؟ بنفس ضغطة الزر التي يوصينا بها الكاتب يستطيع الجميع ان يرى بان نسبة البطالة في السويد كانت اقل من عشرة بالمئة خلال اخر عشر سنوات! وبيانات الامم المتحدة منشورة ويمكن مراجعتها.
هل يوجد ادمان في السويد؟ هل يوجد انتحار؟ هل فردية الانسان وحريته طاغية؟ الاجابة على هذه الاسئلة هو نعم ولكن كيف نقيس مدى نجاح او فشل المجتمع بدون ان نقارنه بالمجتمعات الاخرى؟ لو قارننا السويد باي بلد في العالم لكن هو في الصدارة من مختلف النواحي فهو بلد ديمقراطي حر يسمح للمرأة بالزواج من نضيرتها ويحترمهما بل ويقدسها. مجتمع خلاق مبدع منتج متطور ومتغير . الكاتب ذكر عدد المنتحرين نسبة الى عدد السكان ولم يذكر بان السويد من اقل بلدان العالم من حيث عدد الوفيات بحوادث الطرق نسبة الى السكان . اخيرا هل الاقتباس من كارل ماركس يجعل من ادعاءاتك اكثر واقعية ام هي مجرد جنون دياليكتيكي؟


3 - نسبة البطالة في السويد
انور نجم الدين ( 2011 / 11 / 26 - 04:33 )
ان ارتفاع نسبة البطالة لاكثر من 40% يعني ببساطة ان وصول عدد العاطلين عن العمل من 4% إلى 8% مثلا يشير إلى الارتفاع بنسبة 100%.
في نيسان 2011 كان عدد العاطلين عن العمل 483.000 شخص (9.8%) من القوى العاملة وفقًا لـ (مركز الاحصاء SCB)- وهذه النسبة كبيرة جدا بالنسبة للسويد.
وفي السويد سيبقى الغرباء أمثالكم متحيرًا أمام هذا التطور، لانكم تحاولون مقارنة مدينتكم في الشرق بمدينتكم في السويد، ولا يمكنكم لهذا السبب بلوغ أية نتائج واقعية، فتصوراتك عن العائلة مثلا في السويد هي تصورات لا معلومات علمية.
نسبة الامهات التي تعيشون لوحدهم 1/5 عام 2010 (المصدر: SCB). و بلغت حالات الاعتداء على النساء 27.200 عام 2010، وزادت نسبة ضحايا العنف والتخويف في العمل بشكل ملحوظ ومعها تدهور الحالات النفسية. أما الاقتباس من ماركس لا يشير إلا إلى عصور تاريخية مختلفة من رأسماليتكم التي خلقت مع كل تطور جهنما للمجتمع البشري، فاخضاع روابط العائلية للمال، وتفريد الإنسان واغترابه عن الأنسان، والبؤس، والانتحار، والإدمان، هو ما وصلنا إليه في ظل ليبراليتكم، فالمشاكل الاجتماعية تتوسع في المجتمعات الليبرالية لا العكس.
تحياتي


4 - السيد جورج عيسى
انور نجم الدين ( 2011 / 11 / 26 - 14:08 )
إذا كان الخلل هو النسبة المنخفضة من نور الشمس فلكان نسبة الانتحار أكثر في السويد في عصر القراصنة بالمقارنة مع العصر الحديث.
وشكرا


5 - جُهد كبير .. لكن ضائع !
رعد الحافظ ( 2011 / 11 / 26 - 17:37 )
تحيّة طيّبة لكاتب المقال الأستاذ / أنور نجم الدين وكلّ المعلقين الكرام
وأخصّ منهم بالذكر الأستاذين / جورج عيسى على الفيس بوك , وعامر ناجي في التعليقات
***********
إختصاراً لرأيي المتواضع أقول ما يلي :
هذا جهد كبير يُشكر عليهِ الأستاذ الكاتب
لكنّهُ في الواقع , وَقَعَ بما حذّر منهُ بنفسهِ في مستهل مقالهِ
أقصد الإستنتاجات العقليّة ( حتى لو كانت منطقيّة ) بعيداً عن الواقع الفعلي
أنا بالطبع لا أجرّم طريقة الإستنتاج العقلي والإحصائي , وإلاّ ما فائدة العقل والإحصاء
بالعكس انا أحثّ عليهم , لكن أشترط الموضوعيّة والنقل من مصادر حقيقيّة وتذكر للملأ
*******
إختصاراً ( مرّة ثانيّة ) أقول
لنفترض صحّة كلّ المعلومات الواردة أعلاه
سؤالي هو / لماذا يُقارن الكاتب السويد .. بالدولة المثالية الأفلاطونيّة التي يتهمنّا بالحديث عنها ؟ لماذا لايُقارن حال السويد بروسيا ورومانيا وألبانيا وبولندا وهولندا وفرنسا ومصر والعراق والسعودية والهند وباقي الدول ؟
معَ مَنْ يقارنها ليستنتج كلّ هذهِ النتائج المُحبطة حسب ظنّه ؟
بإختصار من جديد / إذكر لنا بضعة دول أفضل حالاً من السويد , وما هو نظامها ؟
تحياتي


6 - انت والاحصاءات
ايار العراقي ( 2011 / 11 / 27 - 02:41 )
السيد الكاتب المحترم
مسالة الاحصاءات اللتي تستجلبها في مقالك هي سلاح ذو حدين
والاخصاء ليس مجرد ارقام صماء بل هي مؤشرات تفتح عقل المتلقي على عوالم خطيرة واخرى مفرحة فيما اذا احسن قراءة حيثياتها
ولانك مثلي تؤمن بالنسبية وعقلك دليلك في كل استنتاجاتك فاني ادعوك الى مقارنة هذه البيانات احصائية مع بيانات دول اخرى لتعرف بنفسك هل انت في الجنة السويدية ام في نار الشمال الاوربي انا واثق انك تعرف الجواب خصوصا ان الامر لن يكلفك اكثر من ضغطة زر حسب تعبيرك
حيثية واحدة سادخل معك فيها واترك الباقي لتقديرك
تقول ان 18000 شخص بدون سكن ماذا يعني في حسب مفهومي كمواطن سويدي اعيش في هذا البلد
لانني اعرف ان معدل السكن في الوحدة السكنية الواحدة هو واحد ونصف نسمة في الوحدة ولنقل اثنان فان هذا يعني توفير تسعة الاف وحدة سكنية
ولكن هذا يعني من الجتنب الاخر اربعة ملايين ونصف وحدة سكنية موجودة
ارايت كيف تدخلك لعبة الاحصاء في حرج؟
البلد اللذي يحوي اربعة ملايين ونصف وحدة سكنية لايعجز عن توفير تسعة الاف وحدة ولانني افترض ان ارقامك صحيحة واحترم عقلي وعقلك وعقل القارئ


7 - تتمة
ايار العراقي ( 2011 / 11 / 27 - 02:49 )
توجب علي ايجاد سبب وجود هذا العدد من المشردين بدون سقف يحميهم بالمناسبة مبيت الانسان بدون سقف خرق لحقوق المواطنة
السبب ياعزيزي واخالك لاتجهله ان هؤلاء من المدمنين في الغالب والمشردين من اصحاب الامراض النفسية وهم في تناقص وتزايد على الدوام تبعا لعمليات الشرطة ضدهم واصطحابهم بالقوة الى مراكز الاسكان ولانهم بدون جرم ثابت او دليل جرمي تستحيل محامكتهم وانا واثق بان جنابك تعرف هذه الامور وصادفتهم في محطال المترو والقطار
لااريد الدخول في باقي البيانات لضيق المجال ولكني اود الهمس باذنك بكل اخوية فانا يساري مثلك
الماركسية قانون يخضع لمنطق الحياة وليس العكس
تقبل مودتي وعذرا للاطالة


8 - العزيز الاستاذ رعد
انور نجم الدين ( 2011 / 11 / 27 - 04:49 )
ما الفائدة من المقارنة بين السويد والعراق؟ اننا نحاول أن نبين: ما نهاية مسيرة التطور الرأسمالي الليبرالي للمجتمع. وبعد تشريح النظام الليبرالي -الاقتصادي والاجتماعي- فنصل إلى النتيجة الآتية: ان وصول تونس ومصر مثلا إلى النموذج المدني الحديث للرأسمالية –أي الليبرالية- لا يعني سوى مواجهة الافراد الاجتماعية مشاكل جديدة في المجتمع، فالمدنية المعاصرة هي الجمع بين الثروة والبؤس. واننا لا نحتاج إلا إلى الاستشهاد بآخر المعدلات المعروفة لدينا واثبات الواقع الذي يبين بان أساس المصاعب في المجتمع هو علاقات الملكية. اننا نحاول أن نبين: إذا كان الفرد في ظل النظام الليبرالي يمارس سيادته فلم يواجه يوماً من الأيام الفقر، وأزمة السكن، و، و .. وما الاستنتاج؟ ان ارادة الفرد خاضعة لارادة الاسياد، إذا ما أهمية الحرية؟ حقوق الإنسان للتملك الخاص؟
ان تلاشي النمط القديم للحق لايعني سوى وضع حماية الحق للافراد المنفصيلن عن بعضهم البعض، في أيدي أسياد المجتمع. وبالاحرى فبالبشر بحاجة إلى مجتمع آخر غير المجتمع اللليبرالي.
مع التقدير


9 - السيد ايار العراقي
انور نجم الدين ( 2011 / 11 / 27 - 05:15 )
ليس الغرض من الموضوع المقارنة بين السويد والبلدان حديثة التطور في العالم، بل الغرض هو: ما النموذج الاقتصادي والاجتماعي الحديث للتحولات المطلوبة في البلدان المتخلفة، حسب الليبراليون واليساريون؟ هل هو الليبرالية السويدية؟ ولكن المجتمع السويدي نفسه بحاجة إلى العلاج، 18.000 بدون سكن، ونصف مليون تقريبا يعانون من مشكلة الادمان والمخدرات والانتحار، ونصف مليون تقريبا عاطلين عن العمل، و230.00 طفل يعانون من مشكلة الفقر، و،و .. -حسب الارقام الرسمية للدولة نفسها، وهذا هو النموذج الذي يقترحه الليبراليون واليساريون لبلدانهم.
ملاحظة: اني لست ماركسيا او اناركيا او يساريا، فاليسار واليمين يتقاسمون بالسطلة في الدول الليبرالية، وحتى في كردستان العراق ايضا، ولكن النضال الطبقي مستمر تحت اقدامهم.
تحياتي


10 - الاستاذ رعد والاستاذ جورج
انور نجم الدين ( 2011 / 11 / 27 - 07:56 )
اتضح أنه فعلاً لقد زادت الإصابة بالخمول والارهاق والكآبة بسبب الطقس، مثل زيادة كبيرة في معدلات السهر وقلة النوم في الليل، فمثل هذه الحالات لها تأثير سلبي في سلامة الجسم وزيادة مناعته. ولكن الإدمان أو الانتحار أو العزلة شيء آخر، ولا يمكن ان نضع الخطيئة على الطبيعة. لذلك فعليكم انتم تحاولون المقارنة بين البلدان والعصور التاريخية لبلد معني فيما تخص هذه الظواهر الاجتماعية. فكان الطقس أكثر قساوة في أوروبا الشمالية في عصر القراصنة، ولكن لم يسمع احدا شيئا عن ظاهرة الانتحار في العصور الغابرة في شمال أوروبا. لماذا؟ وهل المسألة تتعلق بشكل الإنتاج وجماعية الحياة في الحضارات القديمة, وتفريد الإنسان واخضاعه للحالات الطائة والاحتمالات في ظل الحضارة البرجوازية الحديثة أم لا؟


11 - الأستاذ أنور نجم الدين / ت 8
رعد الحافظ ( 2011 / 11 / 27 - 10:36 )
شكراً لردّك الجميل
تفهمتُ وصفكَ لفكرتكَ عن الحقّ عموماً
وللإستاذ النمري أمس وصف للحقّ / أنّهُ شيء برجوازي
لكن لن أتوّسع في مناقشة ذلك تجنباً للأدلجة غير النافعة
أنا يا أستاذي العزيز / أحاول أن أستفيد وأنفع الآخرين من كلّ سؤال أسألهُ أو فكرة أكتبها
لذلك ستجدني دائماً اُركز/ على أرض الواقع
تحدثتَ حضرتك كثيراً عن الإنتحار , وأجبتكَ من نفس الرابط بأنّ السويد ليس من بين العشر الاوائل في الانتحار بينما روسيا واليابان وغيرها كثير تسبقها / فلماذا إخترتَ السويد كمثال ؟
تحدثتَ أيضاً عن الفقر والإدمان والمشردين والأطفال
وأنا سأردّد قول صديقنا المشترك / آيار العراقي وأقول , أنا أصدّق كلّ معلوماتك التي اوردتها
لكنّي طلبتُ منكَ ذكر بضعة دول فقط أفضل حالاً من السويد وما هو نظامها المتبّع لنعرفهُ ؟
أنتَ سيّدي لم تجب تساؤلاتي المهمة
أنا اقول لك لماذا / لأنّهُ صعب على أيّ بشر أن يجد بضعة دول أحسن من السويد
وإن وَجَد , فربّما سويسرا أو النمسا أو فنلدا أو النرويج / لكن ماهو نظام تلك الدول ؟
هنا تكمن العلّة,أليس كذلك ؟
طبعاً أنا لستُ ضدّ الإشتراكيّة لكن مع الديمقراطيّة وكلّ عمل مثمر وإنساني!


12 - الاستاذ رعد : كنت اتصور فكرتي واضحة
انور نجم الدين ( 2011 / 11 / 27 - 12:14 )
في عام 1982 كتبت -من السويد- لصديق في العراق: لا يمكن المقارنة بين السويد وبلغاريا، حيث ان بلغاريا بلد زراعي متخلف. وفي نفس العام كتب لي أحد الاصدقاء من موسكو: إذا سافرنا من ناحية قرداغ إلى الاتحاد السوفيتي، فنجد بالطبع ان السوفيت بلد مدهش، من غير الممكن مقارنته بقرداغ. أما إذا سافرنا من السويد إلى السوفيت، فلا نجد سوى الاوهام بخصوص التطور السوفيتي والاشتراكية السوفيتية.
وعندما نقول -نهاية مسيرة التطور الليبرالي- (انظر مداخلتي أعلاه) فنعني بذلك انه الحد الاخير من التطور ضمن المجتمع البشري وهو مجتمع رأسمالي من أقصاه إلى اقصاه، فمن غير الممكن مقارنة السويد بالسوفيت، وهذا ما قلنا في بدابة الثمانينات لا اليوم، فبعد سبعين سنة من الاشتراكية السوفيتية المزيفة و20 سنة بعد انهيار الامبراطورية السوفيتية وهي كانت نفس الامبراطورية الروسية تحت عنوان جديد، لا يشبه المجتمع الروسي القديم المجتمع السويدي الجديد. ولكن حتى بعد هذا التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي العظيم في السويد- ويمكن اعتبار سويسرا ونرويج ببلدان متطورة - فلم يجد المجتمع درب للخروج من الصراعات الإنسانية من خلال الاقتصاد الليبرالي.


13 - الاشتراكية
حسين الأخضر البلعيالي ( 2011 / 11 / 27 - 15:29 )
أين الاشتراكية السوفيتية؟ولماذا نبتعد كثيرا وسوريا أمامنا يحكمها مخلوف البرجوازي وعصبته...نعم هذه هي الاشتراكية عندنا وهي نوع من الخيال المتخيل فقط اما الواقع فبعيد فالمؤسسات ملك للسلطة العسكرية لعنها الله بانقلاباتها الخائبة والمخيبة...أما حقوق الناس فلا داعي لسرد الأمثلة فالبرجوازية على الأقل اتاحت لنا التعليق والكتابة وقراءة موضوعك ياسيدي المحترم أما غيرها فقد زادتنا فقرا وزادت العسكر وعصبته غنى .هل نستطيع محاربتهم هاهي سوريا أمامنا اشتراكية يعيث فيها بشار حكما هو وعائلته...تنهم كرهونا فيها لا عمل لا حقوق لا كرامة لا دفاع لا ثقافة لا غناء لا جنس لا الحاد لا دين لا ايمان ما هذا المذهب؟سحقا له وتعسا


14 - السيد حسين: لتنتصر الانتفاضة السورية-1
انور نجم الدين ( 2011 / 11 / 27 - 17:45 )
نعم، اتفق معك كليًا، ان اشتركية الدولة-ملكية الدولة- ليست سوى ملكية خاصة – في شكلها السوفيتية أم الصينية، العراقية في زمن البعث أم السورية-. أما الاشتراكية التي حاولنا ذكرها هي:
-الكومونة التي قامت بالغاء الجيش الدائم واستبداله بالشعب المسلح، وتشكلت من أعضاء المجالس البلدية الذين انتخبوا بالاقتراع الشامل في مختلف دوائر المدينة. كانوا مسؤولين وكان يمكن التفويض الممنوح لهم في أي وقت كان. لذلك فاختفت –ولو لفترة جدا قليلة في التاريخ بسبب مهاجمة الحكومات على الكومونة من جميع الجهات- كل الامتيازات والتنفيعات التي كان يتقاضاها كبار موظفي الدولة مع اختفاء موظفيها. وكفت الوظائف العامة عن أن تكون ملكًا خاصًا للموظفين الذين تعينهم الحكومة المركزية. وتعين على الرجال الدين أن يعودوا إلى حياة عادية متواضعة كأفراد بسطاء يعيشون مثل أسلافهم الرسل على صدقات المؤمنين. ووضعت المؤسسات التعليمية خارج تأثير الكنيسة والدولة. وهكذا، لم يعد التعليم المدرسي في متناول الجميع فحسب انما العلم نفسه تحرر من قيود التي فرضتها عليه الأوهام الطبقية والسلطة الحكومية.
وجرد موظفو القضاء من استقلالهم الصوري الذي لم يكن سوى


15 - السيد حسين: لتنتصر الانتفاضة السورية-2
انور نجم الدين ( 2011 / 11 / 27 - 17:48 )
قناع يخفي تملقهم المخزي لكل الحكومات المتعاقبة التي كانوا يؤدون لها على التوالي، يمين الولاء ثم ينكثون به. وكان يتوجب عليهم، شأن سائرموظفي المجتمع، أن ينتخبوا في المستقبل بصورة علنية ويكونوا مسؤولين وعرضة للتنحية.
وكان لوحدة الامة أن تصبح حقيقة بتدمير سلطة الدولة المدعية بأنها تجسيد لتلك الوحدة، ولكنها كانت ترغب في أن تستقل عن الامة، مستعلية عليها، أما في الواقع فما كانت إلا زائدة طفيلية على جسم الامة. وقد كانت المهمة هي بتر أجهزة الاضطهاد البحتة التابعة للسلطة الحكومية القديمة، وانتزاع الوظائف المشروعة من سلطة تطمع بأن تكون فوق المجتمع وتسليمها إلى خدم المجتمع المسؤولين. وبدلا من أن تقرر مرة كل ثلاث سنوات أو ست سنوات، أي عضو من الطبقة الحاكمة يجب أن يمثل ويقمع الشعب في البرلمان، كان يجب على حق الانتخاب العام، عوض ذلك، أن يخدم الشعب المنظم في الكومونات- (كارل ماركس).

وعلى المناضلين في كل مكان أن يتبعوا المكافحين الذين لا يستهدفون من نضالاتهم سوى سحق الجيش والشرطة واستعاضتها بالشعب المسلح، وثم سحق المؤسسات البيروقراطية الطفيلية واستعاضتها بمؤسسات اجتماعية تدير أمور المجتمع،


16 - السيد حسين: ما الخطوة الاولى؟
انور نجم الدين ( 2011 / 11 / 27 - 17:55 )
تشكيل الاتحادات والمجالس لاجل تطوير الانتفاضة، فمن غير الممكن ضمان الانتصار النهائي دون الانتظام في حركة مجالسية واسعة يتنظم فيها الجماهير في كل مكان، فالتنظيم الجماهيري والتضامن هو الخطوة الاولى لتحقيق الهدف.
عاشت الانتفاضة السورية!

اخر الافلام

.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم


.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.




.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا


.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية




.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت