الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجلس العسكري بين مطرقة الإخوان وسنديان شباب الثورة

تميم معمر

2011 / 11 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لم يكن المجلس العسكري ليتوقع أن لعبته السياسية مع الإخوان المسلمين خاسرة لا محالة .. فإخوان مصر ليسوا إخوان تركيا الذين خاضوا لعبة السياسة في بلادهم وفق شروط موضوعة – أي دستور معد من الأصل – بينما إخوان مصر يتأهبون للعب وفق شروط قد يضعونها هم عندما يكتبون الدستور في حال حصلوا على الأغلبية , وإن كان الوضع الحالي يرجّح بعدم فوز أي حزب بأغلبية ساحقة تؤهله لكتابة دستور بمفرده . شباب الثورة بات على قناعة تامة بأن العسكر قد باعهم للإخوان .. والمجلس العسكري نفسه كان يتعامل مع الإخوان على أنهم القوى الحقيقية المنظمة . يقول لي أحد الشباب البارزين في الثورة المصرية " إن الأحزاب بما فيهم الإخوان خانوا الشعب والثورة في سبيل مصالحهم وتقسيم الحصص وإننا سنستمر في ثورتنا نظيفة بأي ثمن رغم أننا اكتشفنا أن كافة الأحزاب موقّعة على الوثيقة الدستورية - وثيقة السلمي – موقعة عليها بتفاصيلها وليس إمضاءً من ناحية المبدأ فقط كما كان مزعوم من تلك الأحزاب " . وهنا تساؤل بديهي , لماذا كانت الدعوة من كافة الأحزاب لمليونية ترفض وثيقة السلمي في الجمعة قبل الماضية ؟!! أم أن شباب الثورة هم مادة الاستهلاك لتحقيق أغراض ومصالح كبرى لغيرهم !! مع أن مطالب الشباب طامحة لكن دون معرفة أو تأثير سياسي حقيقي على المشهد المصري . كما انه تبيّن بوضوح اختلاف وتباين أهداف الأحزاب الكبرى والصغيرة من هذه المليونية , وذلك ما بين رغبة بعضها تأجيل الانتخابات لقلة فرص فوزها مستندةً لتأجيج الموقف واصطدام الشباب بالعسكر كما حدث ورأينا , وربما نجد هنا الدافع الذي جعل شباب الثورة يهتفون أيضاً ضد المجلس العسكري والإخوان المسلمين وكافة الأحزاب .. يبدو أن المجلس العسكري تناسى تاريخ الإخوان سياسياً , وهو تعاطيهم المعروف دوماً من البداية بايجابية مع كافة المسائل , ومن ثم المغادرة قبل وصول المحطة الأخيرة !! لقد وقع المجلس العسكري في مأزق ووضع نفسه في موقف لا يحسد عليه , حيث مواجهة المتظاهرين الشباب من ناحية , والذين يريدون الحفاظ على ثورتهم نظيفة وعدم سرقتها .. وبين استحقاق الانتخابات التي تراهن عليها الأحزاب الأكثر حظاً في الفوز وذلك بالاتفاق مع المجلس العسكري على موعد إجرائها وضمان نجاحها , إلّا أن المجلس العسكري تفاجئ بما آلت إليه الظروف الميدانية . نجد أيضاً انه من البداية كان المجلس العسكري عاجزاً عن قيادة الرأي العام , ووضع مشروعاً سياسياً شعبياً , ولا حتى خطيباً بليغاً , كما أنه اخطأ وتباطأ في وضع خطة واضحة لنقل السلطة , في حين انه فشل في تسويق نفسه , وكل ذلك يعود بالتأكيد بمكاسب لأصحاب المصالح .. في حين يبقى شباب الثورة في حيرة من أمرهم , بل ويزيد شكوكهم في نوايا المجلس العسكري . الوضع في مصر قد يزداد خطورة غير مسبوقة في ظل أيادي مختلفة المصالح والأهداف والرؤى ..حتى أنها تختلف في الهتافات .. فترى هل يوفر شباب الثورة مناخاً ملائماً لإجراء الانتخابات باعتبار أنهم أصلاً ليسوا ضدها ؟ أم أن إدراكهم لنوايا الأحزاب ستجعلهم يفعلون عكس ذلك ؟ بين كل هذا وذاك , لم يعد أحد يختلف على حجم حالة الضغط التي وقع فيها المجلس العسكري بسبب مغازلته بعض الأحزاب واستحقاق الانتخابات من ناحية , والثورة الشبابية التي تنادي بإسقاط المشير وبقية قادة المجلس , في حين يجمع الكثير بأن سقوط طنطاوي وبقية أعضاء المجلس العسكري يعني وقوع أحداث لا تحمد عقباها قد تصل لنزيف دموي لا نهاية له -لا قدّر الله - .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء الاسرائيلي يستبق رد حماس على مقترح الهدنة | الأ


.. فرنسا : أي علاقة بين الأطفال والشاشات • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد مقتل -أم فهد-.. جدل حول مصير البلوغرز في العراق | #منصات


.. كيف تصف علاقتك بـمأكولات -الديلفري- وتطبيقات طلبات الطعام؟




.. الصين والولايات المتحدة.. مقارنة بين الجيشين| #التاسعة