الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات في حياتي..الشاعر مصطفى جمال الدين كما عرفته

عبد الحسين طاهر

2011 / 11 / 26
الادب والفن


ذكريات في حياتي.. الشاعر مصطفى جمال الدين كما عرفته

أزعم أنني احد الذين يعرفون الشاعر الكبير مصطفى جمال الدين ولبساطة هذا الرجل ودماثة أخلاقه وصل الأمر بأن أكون واحدا من سماره الذين يستمعون لقصائده ويثق بهم ويأتمنهم على بعض أسراره مع حداثة سني !!..ودعوني أهرطق وأقول يبثهم لواعج حبه لأهل "البصرة" أظنه كان أستاذا بجامعتها فأصابته واحدة من حورها"حور البصرة" بسهم من عينيها.. لم يحتمل السيد الذي هو سليل عائلة دينية وثقافية كبيرة سهام الحب وجاءه هذا السهم"القاتل"على حين غفلة ومن حيث لا يدري وهو الذي كان يتحاشى سهام عيون حلوات كرمة بني سعيد وبنات سوق الشيوخ ويلوذ بغض النظر أو ينظر لهنّ "....!؟" فوقع في سهم واحدة من حوريات البصرة...أي نعم وقع السيد ...وقضي الأمر وكان قتيل العيون التي في طرفها حورا!
كان رحمه الله يتعجل فراغي من زحمة العمل ليتحدث إلي دون أن أراه أو يراني لأننا نتواصل عن طريق الهاتف والحقيقة انه يلح علي لزيارته لنتقابل وجها لوجه ولكن دواعي الخجل وقلة التجربة آنذاك هي التي حالت دون أن انعم بوجبات من الغدايات والعشيات على طيور الخضيري مع العنبر..وعلى مائدة سليل العائلة المرزائية واعتمدت صحبتنا"صداقتنا" على شهرته كرجل دين وشاعر وإنسان فذ وعلى حكايات عن الحب ـ فأنا عاشقا أيضا وقعت في حب "ام العلاء الدراجية"ـ كنت أرويها له وكانت ولا شك تحببني إليه وفي حينها كنت مأمور بدالة سوق الشيوخ مابين عام 64ـ 65 استلم الوجبة المسائية من الساعة السادسة إلى الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل أقضي نصف ساعة على الأقل بالتحدث مع السيد مصطفى جمال الدين الشاعر والمثقف والعاشق أو أوصله برقم تلفون بصري أحفظه على ظهر قلب وإذا كان لي من شاهد فشاهدي .. مأمور بدالة كرمة بني سعيد المعروف بالملا وشاهدي الآخر الذي أعول عليه كثيرا و"أبحث عنه طيلة هذه الفترة ولم أجده "هو ولده الذي لا اعرف اسمه" التقيناه مرةّ بالصدفة أيضا أنا وأخي الأصغر" مقداد ابو ماجد" ـ راح شهيدا بانتفاضة آذارـ التقيناه في مدينة العمارة أيام محرقة حرب القادسية في الكازينو الكائنة خلف البريد الكبير في العمارة وكان يجلس إلى جانبنا على الطاولة المجاورة أظنه سمع حواراتنا المهووسة بالسياسة ومعارضة الحرب أراد حمايتنا,نعم وهو لا يعرفنا بعد انتقل إلى جانبنا وهمس... أهدءوا.. أصواتكم عالية ..وحلوّت الجَلَسة بوجوده تحدث لنا بالسياسة وبالثقافة وبالحرب والسلام ونحن نفغر أفواهنا على قدراته العجيبة في "طش الحديث ولمه".. فطفقنا فرحين نهصر الزيتونات على كؤوسنا المترعة ونتلمظ بحلاوة أحاديثه الشيقة ...غرب بنا الى الناصرية وشرق الى سوق الشيوخ وكرمة بني سعيد وعندما عرف أننا من تلك النواحي بادرنا بالسؤال أتعرفون "المرزات"؟ وأجبنا بنعم..قال... أتعرفون الشاعر مصطفى جمال الدين؟ وقبل ان نجيب قال.. أنا هو ابنه...عندها لم أتمالك نفسي هجمت عليه باغته.. لأطوق عنقه بذراعي أريد تقبيله وتسببت بكسر الأواعي وسكب المايات وبعثرت الزيتونات العامرات منهن والمهصورات على الطاولة لكنه لم يفاجأ كان يقضا فخلص نفسه بأعجوبة وبقدرة قادر وبعنف نهض.. ونهرني ...ما بك...تخبلت؟ ...أتحدث معك لساعات وعندما عرفت والدي ترعبلت.ها..لأنه رجل دين؟ والحقيقة والواقع ليس الدين هو الذي يشدني الى والده " فصحبتي مع الدين خفيفة" بل لأنه شاعر ومثقف وعاشق وإنسان من طراز فريد بالطبع اعتذرت منه وتأسفت عن تصرفي الأخرق لكنني لم أتعظ لحظات وعدت أصَدع رأسه بالحديث عن ذكرياتي الخاصة مع والده ـ الزيتون المهصور على ما يبدو كان هو السبب.. بإثارة عواطفي ـ وافترقنا....بعد يومين فقط جاء ابن مصطفى جمال الدين الذي لا اعرف اسمه يسأل عني في الدائرة ـ دائرة بريد العمارة فأنا في ذلك التاريخ كنت أتنقل "أدور على الولايات" من الناصرية الى البصرة ومن ثم إلى العمارة ..نقلوني بناءً على مقتضيات المصلحة العامة ومنعوني من العمل على البدالة!!؟ـ.. والتقيته للمرة الثانية كان ذابل اللون وعلى خده كدمة زرقاء كأنها شامة كان الرجل مبتسما لكنه واجهني بالقول..عمي اشسويت بيه أنت وأخوك "الله يغربلكم" ليلتين, وأنا بايت عند الاستخبارات من وراكم ...انظر وكشف لي عن ظهره ورأيت عدد من شطبات الكيبل المعدل على ظهر السيد ...عندما عانقته للمرة الأخيرة لكي أودعه دسست في جيبه مبلغا لا يساوي شيئا بالكاد يوصله إلى أهله وافترقنا أخيرا ...... ولأنني بكّاء.. طفرت من عيني دمعة ورايته يستدير بسرعة حتى لا أرى دموعه ....يا سامعين الصوت... يا قراء... يا اهل المحبة.... بلغووووه.... تحياتي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صديقي ألأعز 00
خويندكار فريد ( 2011 / 11 / 26 - 16:11 )
أعذب تحية00
يوخزني ألألم كلدغة عقرب كلما طفى على سطح ذاكرتي مبدع من مبدعي العراق ألذين تتنكر لهم , وتضطهدهم , في حياتهم وبعد مماتهم. كل السلطات التي تتهودج سنام بغداد 0 من الحلاج الى النواب مرورا بآلاف القامات العملاقة
فماالذي فعلته بغداد لمصطفى جمال الدين ألذي قال فيها , من ضمن ماقال
بغداد ماأشتبكت عليك ألأعصر, ألا ذوت ووريق عمرك أخضر
غير تجاهله لكونه من الذين (( يتبعهم ألغاوون!!!!؟؟))0


2 - الغاوون
عبد الحسين طاهر ( 2011 / 12 / 6 - 05:26 )
مساكين الشعراء من اين جاءت لهم هذه التهمة اي شيطان اوحى لقدماء الناس ان للشعراء اقران من الشياطين يتوافدون عليهم من وادي عبقر!!0الاستاذ خويندار دير بالك على قرينك فأنه رائع في اباع القوافي هذه الايام تحياتي


3 - صديقي ألأعز 00
خويندكار فريد ( 2011 / 12 / 6 - 07:53 )
صباح الخير 0
أين كنت يارجل 00 أفتقدتك
رفقا بقلبي , لاتدعه وحيدا بلا رفيق كل هذه المدة
سهم صدهم ياصاحب 00بوسط كلبي نبت
وحنظل بريكي صفو 00 وانة بحلكهم ( نبت )بلغتنا نسمي نوع من انواع الحلويات ب( نوقلو نه به ت )0
ورد حبهم الدفلة 00بغير طيني نبت
وانه بفيافي العشك 00 ماينعدل مايلي
هدني العطش جم سنة00 وابدا ماصح ماي الي
فرمان من روحي صدر 00 وينص على مايلي
آنة وكليبي الوفي 00رحنة بعشكهم نبت
هذه ألزهرية كتبتها من أجل عيونك ( العربية ) وقد أرهقتني , لأنها ليست صنعتي
لا أدري كم بها من أخطاء 0أرجو أنها أعجبتك , مع مودتي


4 - تصحيح
خويندكار فريد ( 2011 / 12 / 6 - 08:07 )
رحنة بأمرهم نبت 00بدلا من رحنة بعشكهم نبت


5 - حتى الزهيريات الله الله يا خويندار
عبد الحسين طاهر ( 2011 / 12 / 6 - 12:23 )
انها مزهرية رائعة وليست مجرد ازهيرية انت تبدع في كل شيء لذلك تزداد شكوكي ان لك قرين من ملائكة الكورد انا معك وانت في القلب /حلاوة (نه به نبات موجودة لدينافي الجنوب ونسميا نبات ايضا نتفائل بها وتقدمها العروس لحبيبها العريس لتكون رمز للمحبة وثبات الاواصر ودوام العشرة وعلى ذكر عيوني العربية لقد قلت مرة ابيات من الشعر لا تحضرني الآن تغنيت بالعيون الدكرعيون الفتيات الكورديات التي ازدادت عيونهن حسنا وجمالا بتلك الدكرة الجميلة دكرة الجبل بعض الاصدقاء ّمن رواد مقهى الرصيف الثقافي في مدنتنا انكروا علي وادعوا ان دكرة الجبل هي زاوية الجبل ولا علاقة لها بالعيون ماذا تقول انت تحياتي لك يا عزيزي


6 - ملحق
عبد الحسين طاهر ( 2011 / 12 / 6 - 18:55 )
اسف لم اطلع على مقالك الاخير الذي يتحدث عن احداث دهوك الا بعد ان دونت تعليقي اعلاه وارسلته وفيه الكثير من الضحك والفرفشة عندما قرأت المقالة اعتصر قلبي ليس بسبب حزنك وحسب بل وبسبب اننا لا نستطيع ايقاف هؤلاء الاوباش الذين يريدون العودة بنا الى خرافاتهم وخلافاتهم الاسلاموية فصاروا يحقنون بعض اولادنا الصغار بمورفين الجنة وحور العين ليحرضونهم على اخوانهم من الطوائف الاخرى السلامة لكردستان الحبيبة ولك خالص التحية

اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي