الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة خطوة على طريق تعبئة عوامل النصر الفلسطيني

خالد عبد القادر احمد

2011 / 11 / 26
القضية الفلسطينية



في البداية لا بد من الاعتذار للقراء عن المقالات المجزوءة التي نشرت لي مؤخرا والتي تسببت بها مشكلات فنية, املا ان لا تستمر هذه المشكلات,
نحاول في هذا المقال الاطلالة على مقدار الانجاز الذي تحقق في مسار المصالحة الفصائلية الفلسطينية الذي نرجو ان يكون باتجاه تجذير الوحدة الوطنية عير تجاوز حالة تعددية الشرعيات التي تجسدها الان الحالة الفصائلية والارتقاء بها الى حالة تعددية ديموقراطية تجسد وحدة وطنية حقيقية والتي لا تعدو ان تاخذ شكل وحدة التوجه السياسي الوطني الفلسطيني, والالتفاف حول استراتيجة نضال ومناورة سياسية توافقية لا تخرق مركزية وواحدية تمثيل الشعب الفلسطيني, حيث من غير المجدي ان تجر العربة فلسطينية خيول ذات اتجاهات متضاربة.
ورغم ان قيادات الفصائل الفلسطينية اختارت حتى الان ابقاء تفاعل الشعب الفلسطيني مع خلافات واختلافات المصالحة محصورا في اطار وجهها وبعدها الاعلامي, الا ان شعبنا باحساسه الوطني المميز علم ان خلف هذه الواجهة الاعلامية التي تبديها الفصائل فان هناك ابعادا اخرى للخلاف, ولم يكن غريبا وهذه الحال الاشارة الثقافية لوجود حجم كبير من حالة انغلاق الافق السياسي الحزبي ولجنوح للهدف السلطوي على حساب هدف التحرير ومقدار كبير من انغلاق كادر الفصائل على الولاء لقناعات الفصيل على حساب الانغلاق على الولاء للوطن الامر الي سهل الخضوع لارادة الاجندة الاجنبية الاقليمية على حساب استقلال القرار الوطني الفلسطيني,
اما الان وقد توفرت فرصة التصالح بسبب ضعفت قوة تاثير الاجندة الاجنبية على القرار الفلسطيني ان بفعل قناعة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بعدم جدوى وعبثية مفاوضات التسوية في ظل استفراد الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية, الامر الذي استدعى منها التحرر من منهاجية التفاوض اللامشروط والمطالبة بمنهاجية تفاوض على اساس قرارات الشرعية الدولية ولجوئها لمنهجية تدويل الصراع مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية وورفضها المستمر للضغوط التي مورست ولا تزال تمارس عليها, او بفعل تراجع الوزن والقوة السياسي لمحور الممانعة الاقليمية والذي كان لقوته السابقة تاثيرا سلبيا يمنع تحقق المصالحة الفلسطينية الامر الذي حرر ارادة وقرار قوة المعارضة الفلسطينية في غزة, فانه لم يكن غريبا ان تلتقط الاطراف الفلسطينية خاصة فتح وحماس هذه الفرصة لاستكمال مسار المصالحة ومحاولة الالتفات الى اولوية الصراع مع الكيان الصهيوني على الالتفات الى الخلافات الداخلية.
لقد اشرنا في مقالات سابقة لنا من قبل, ان المصالحة الفصائلية يجب ان تكون مدخلا لمسار يحمل المجتمع الفلسطيني الى حال الوحدة الوطنية, كما اشرنا الى ان الاساس الثقافي لمثل هذه الوحة يجب ان يتاسس على قاعدة الاعتراف بان الهوية الفلسطينية هي هوية قومية مستقلة, والاقرار تبعا لذلك بضرورة استقلال القرار الوطني الفلسطيني والذي يضمن تحققه هو القناعة والاقرار والعمل بمبدا اولوية ومركزية مطلب القضية الوطنية وان المنهجية العملية الديموقراطية يجب ان تكون في خدمة تحقيق المطلب الوطني,
من وجهة نظرنا فان هذا الموضوع يمثل الاساس الثقافي القادر على تحديد توجه استراتيجي سياسي فلسطيني سليم, قادر على التعامل مع _ تقنية النضال الفلسطيني_ على اساس الاخذ بخصوصية السمات والشروط الفلسطينية, بعيدا عن الاخذ الميكانيكي بخبرات تجارب التحررالعالمية, فهل تمحور لقاء السيدين محمود عباس وخالد مشعل حول هذا الامر, نرجوا ذلك
ان اشارة السيد محمود عباس الى ان اللقاء مع السيد خالد مشعل سيركز على الاتفاق على برنامج سياسي مشترك, هو امر جيد ويصب في الاتجاه الذي ندعوا اليه, فحينها تصبح المسالة الاجرائية لاستعادة التصالح بين الفصائل ومسالة خلق الية مناورة سياسية توافقية فلسطينية واحدة مسالة سهلة ويصبح من السهل تجميع وتوظيف عوامل القوة الفلسطينية لخدمتها, ويصبح من السهل رسم اسنراتيجية فلسطينية تقوم على استيعاب التعددية الديموقراطية الفلسطينية.
لقد كان _ولا يزال_ من الممكن مثلا ولخصوصية وضع قطاع غزة باعتباره ارضا فلسطينية محررة على اساس الانسحاب المنفرد وحيد الجانب للكيان الصهيوني منه, وفي ظل غياب وضع الانقسام ان يخدم قانونية طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في مجلس امن هيئة الامم المتحدة, عوضا عن ان تكون حالة الانقسام معيقا برر رفض مجلس الامن قبول طلب العضوية, بل كان يمكن ان يكون تحسينا لشروط الطلب الفلسطيني لاعتبار الولاية السياسية الكاملة على قطاع غزة للدولة الفلسطينية على اساس وجود الدولة الفلسطينية المستقلة انطلاقا منه مما يضع دول العالم امام حقيقة وجود دولة فلسطينية في الواقع ولو على جزء من الوطن الفلسطيني دون تغيير في حجم الدولة الديموغرافي السياسي للمطالبة الفلسطينية, والذي يشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية وعلى اساس حدود عام 1967م,
ان ما سبق يوضح لنا قدر الضرر الاستراتيجي الذي لحق بوضع الطرف الفلسطيني في الصراع جراء حصول حالة الانقسام والذي جيرت فوائده لصالح الكيان الصهيوني بان منحته مظلة واقية من الضغوط العالمية عليه كما جيرت لمصلحة محور الممانعة في صراعه مع الولايات المتحدة على النفوذ في المنطقة, مع ضرورة عدم اغفال كم انها ايضا منحت الكيان الصهيوني قدرة كبيرة على تحويل المفاوضات الى لعبة عبثية ومظلة اخفى تحتها عن المنظور العالمي نهجه الحقيقي الاصيل في التهرب من تسوية الصراع, واخر فرض العزلة السياسية عليه.
اننا نامل ان يرتقي الرشد والحكمة السياسية الفلسطينية الى ما هو ابعد من حدود الانغلاق على الولاء الفصائلي والاقلاع عن الصورة الاعلامية لخطابه, والصورة التثقيفية له في تربية كادر وقواعد الفصائل. والاستقرار على خطاب تثقيفي اعلامي وتربوي وحدوي وطني ديموقراطي لهذه الكوادر والقواعد, في سبيل تحسين شروطنا في الصراع واستعادة ثقة الشعب الفلسطيني بقيادة الفصائل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح