الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة الغياب في جلسات البرلمان

ابراهيم المشهداني

2011 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ربما يكون البرلمان من اكثر مؤسسات الدولة ظهورا في وسائل الاعلام وخاصة الاعلام المرئي ،سواء من خلال عرض الجلسات البرلمانية او من خلال التصريحات التي يدلى بها البرلمانيون في مواضيع شتى بين سياسية واجتماعية وغالبا ما ينقض بعضها البعض الاخر بسبب اختلاف المواقف واختلاف الاجندات ،ولنترك المناكدات والسجالات ونشر الغسيل فليس هنا مكانها ، ولكنني سأتوقف عند ظاهرة الغيابات التي أصبحت ملازمة لجلسات البرلمان ،ليس في هذه الدورة ولكن في الدورة السابقة ايضا ،فالبرلمانيون عندي وعند غيري ممن تحمل مكابدة الإدلاء بصوته لاختيارهم كمرشحين موثوقين هذا ما دفعنا للتصويت بالرغم من المخاطر التي كانت تحيط ا العملية الانتخابية و تشكل جزء من مخططات الارهاب واعداء العملية السياسية التي كانت تستهدف اعادتها الى المربع الاول وايقاف السير في بناء الديمقراطية
فهل كان المواطنون الذين تحملوا مخاطر التصويت للوصول الى صناديق الاقتراع متوهمين في هذه الثقة ام ان في جعبتهم اهدافا يطمحون الى تحقيقها عبر هذه المؤسسة الديمقراطية .لا احد يختلف حول الاهداف التي كان يرسمها المواطن العراقي وهو يتوجه الى صناديق الاقتراع برغم العتامة التي كانت تغلف برامج الكتل السياسية الكبيرة التي رمت بكل ثقلها في هذه الانتخابات والتي كانت متشابهة في جذب المواطن العر اقي والشعارات الجذابة التي كانت تغريه فكان اندفاعه للتصويت ،انها اهداف كبيرة ومشروعة أذا ما تصورنا الحالة المزرية التي يعيشها المواطن من البطالة وفقدان السكن والخدمات على اختلافها وألامية الشديدة التي كانت تأسر عقله وتضرب إطنابها في كل مدينة وقرية عراقية ولنتأمل بعد ذلك كيف كانت خياراته الانتخابية ولماذا صوت لهذا المرشح او ذاك لكنها في كل الاحوال كانت خيارات مشتتة الأمر الذي أنتج رقما متواضعالا يزيد عن 4% ممن تجاوزوا العتبة الانتخابية والبقية دخلواإلى قاعة البرلمان بالزحف !!
ولسنا بصدد مناقشة الطريقة التي تشكل بواسطتها البرلمان الحالي والخروقات الدستوريةالتي رسمتها لكننا في وارد مناقشة دور البرلمانيين في ادراك حجم وطبيعة المشاكل التي يعاني منها المواطن العراقي والتحديات المعيشية التي تواجهه وغيرها من الهموم والمتاعب التي اخذت تتناسل بشكل مخيف مما يوجب عليهم الحضور المستمر والانغمار في مناقشة المواضيع المطروحة للنقاش كل ذلك فبعض السادة البرلمانيين يعيشون هما مختلفا يتمثل في تحقيق اكبر رقم من الدول التي عليهم زيارتها فقد لا تتكرر هذه الفرصة خاصة وان البرلمان السابق حقق لهم منجزا يندر إن نجده في برلمانات العالم يتمثل بمنحهم هم وعوائلهم حتى الطفل حديث الولادة جوازات سفر دبلوماسية تعفيهم من شرط الحصول على (الفيزا)وإذا كان الجيب مملوء بالدولار فلماذا لا يمتع نفسه وعائلته بزيارة البلدان التي يحلم الناخب زيارتها بل والظاهرة الادهى هي الحج الجماعي وعلى نفقة الدولة هو وزوجته ففي هذا العام نقل الإعلام العراقي عن تخصيص أكثر من 300 مقعد حصة البرلمانيين على الرغم من وجود عشرات القوانين التي تراكمت على طاولة اللجنة القانونية في مجلس النواب ومعظمها يتعلق بحياة المواطن العراقي فإيهماأهم عند الإخوة البرلمانيين؟ ربما يلومني الإسلاميون ولم اقل المسلمون متهمين انني في وارد معارضة حج بيت الله الحرام وسأجيبهم عما روي عن رسول الله محمد (ص) انه كان يرى شخصا يتردد على المسجد يوميا وفي كل اوقات الصلاة فسال بعض اصحابه ماذا يعمل هذا الرجل ومن يتكفل بمعيشته فقيل له ان اخاه هو من يتكفل بمعيشته فقال ان اخاه اعبد . زد على ذلك ان كثيرا من الاحيان يعجز البرلمان عن اتخاذ قراراته بسبب عدم اكتمال النصاب بل ان البرلمان يخرج في احايين اخرى عن برنامجه المقرر لقلة الحضور .وهي الظاهرة التي عانى منها البرلمان في دورته السابقة .والسؤال هنا هل هناك نظاما داخليا لمجلس النواب يضع ضوابط لحضور السادة النواب يضعهم إمام مسائلة قانونية في حال تكرر الغيابات؟ وبالتالي هل ستترك مشاريع القوانين للدورة البرلمانية القادمة كما حصل في الدورة السابقة؟ ومن ناحية أخرى يشير بعض البرلمانيين انه في حال مناقشة القانون يسلمون نسخها قبل يوم واحد من موعد مناقشتها فهل يوم واحد يكفي لدراسة القانون والتحضير الكافي لمناقشته ام الاصح ان يتم ذلك قبل اسبوع بغية الاستعانة بمتخصصين حيث لا يفترض بعضو مجلس النواب ان يكون متخصصا في كل شيء او التشاور مع اعضاء كتلته لبلورة موقف ما بغية الدقة في التشريع وخدمة أفضل للمجتمع .إن هيئة رئاسة البرلمان بوصفها الجهة المسئولة بالدرجة الأولى عن ضبط الحضور مدعوة لوضع حد لظاهرة الغيابات غير المبررة والعمل بدأب من اجل انجاز التشريعات القانونية المحالة إليها من الحكومة وإحكام الرقابة على الأجهزة الحكومية وليس هناك أفضل من الاتصال اليومي بالمواطن العراقي سبيلا لعكس ما يحدث على الأرض من تجاوزات وترهل في انجاز المشاريع . فهل نلمس ذلك في القريب العاجل شيئا من ذلك قبل انتهاء الدورة الحالية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -